السؤال السادس: كنت أصلي سنَّة العشاء فكبَّر الإمام لصلاة الكسوف، فتردَّدت هل أقطع صلاتي أم لا؟

*السؤال السادس:*
*كنت أصلي سنَّة العشاء فكبَّر الإمام لصلاة الكسوف، فتردَّدت هل أقطع صلاتي أم لا؟*

الجواب: لو كنت تصلي سنة العشاء في التراويح، وقامت التراويح هل تكمل السنة أم تصلي التراويح؟

*روى مسلم في صحيحه حديث رقم (710) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)*.

هل التراويح مكتوبة؟

ليست مكتوبة.

فتكمل صلاة العشاء.

صلاة التراويح، صلاة الكسوف أقاموا وأنت تصلي السنة، ماذا تفعل؟

أكمل.

فصلاة الكسوف سنة عند جماهير أهل العلم.

والله تعالى أعلم.

مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال السادس: كنت أصلي سنَّة العشاء فكبَّر الإمام لصلاة الكسوف، فتردَّدت هل أقطع صلاتي أم لا؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب:
+962-77-675-7052

السؤال الخامس: بعض الأئمة قنت في صلاة الكسوف وأطال، وكان من ضمن دعائه؛ اللهم اهدنا فيمن هديت، وكانت الصلاة والدعاء على السماعة الخارجية، هل هذا مشروع؟

*السؤال الخامس: بعض الأئمة قنت في صلاة الكسوف وأطال، وكان من ضمن دعائه؛ اللهم اهدنا فيمن هديت، وكانت الصلاة والدعاء على السماعة الخارجية، هل هذا مشروع؟*

الجواب: هذا ليس مشروعاً، أن تؤذي الناس في صلاة الكسوف الطويلة التي ربما قد تكون مدتها ساعتين، فهناك المريض والنائم، هذا أمر لا يجوز شرعاً، لا داعي للسماعات الخارجية في صلاة الكسوف.

*هل الدعاء في صلاة الكسوف مشروع؟*

الجواب: غير مشروع، القنوت غير مشروع.

صلاة الكسوف ركعتان طويلتان؛ في كل ركعة ركوعان، ثم بعد ذلك خطبة، وليست صلاة الكسوف فيها دعاء القنوت.

والله تعالى اعلم.

مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال الخامس: بعض الأئمة قنت في صلاة الكسوف وأطال، وكان من ضمن دعائه؛ اللهم اهدنا فيمن هديت، وكانت الصلاة والدعاء على السماعة الخارجية، هل هذا مشروع؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب:
+962-77-675-7052

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟

*السؤال الثالث:*
*يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟*

الجواب:
أولاً: أسأل الله -عز وجل- أن يبارك لك فيما أنت مقبلٌ عليه، وأسأل الله -جل في علاه- لي ولك ولإخواني الحاضرين وإخواني المستمعين الثبات على الاستقامة.

والاستقامة أمرها عزيز.

والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: *«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير»*[هود: 112].

فالإنسان ما لم يستشعر أن الله بصير به مراقب له، ويعرف الله بأسمائه وصفاته؛ تَستعسر عليه الاستقامة.

الاستقامة أمر من الداخل.

والمستقيم اليوم يتحدى كثيراً من التحديات التي تبعده وتصرفه عن الاستقامة.

والإنسان بنفسه ضعيف وبغيره قوي ، فحتى تستقيم أولاً: أكثر من أن تلهج بالدعاء الذي علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم: *«اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»* {متفق عليه}، *«اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك»* {صحيح الترمذي}.

ثم احرص على الصحبة الصالحة التي إذا غفلت ذكرتك، وإذا جهلت علمتك، فاحرص على الصحبة الصالحة، الصاحب في البدايات من أهم المهمات في سبيل الاستقامة، والطريق طويلة ووحشة، فالصحبة الصالحة ترفع الوحشة.

فاليوم من أهم أسباب الاستقامة أن تصنع لك بيئة خاصة، من أهم أسباب استقامة أولادك أن تصنع لهم بيئة فيها استقامة.

وأنا أعجب من الآباء الذين لا يحضرون أبناءهم إلى المساجد ، أحضر أولادك إلى المسجد، يصاحب مجموعة من الشباب الطيبين أنت وإخوانك الكبار معك في المسجد، أولادكم يصاحبون بعضهم البعض ويحبون بعضهم بعضا، هذه من أسباب الاستقامة.

ثم من أسباب الاستقامة أن تكون الاستقامة على قواعد صحيحة شرعية، بأن تكون طالب علم، أن لا تفارق مجالس العلم ومجالس العلماء وأن تحضر عندهم.

واليوم الإنسان كالغريق يحتاج حاجة ماسة إلى اللجوء إلى الله وأن يبقى متمسكا بحبله، سائلاً ربه الهداية.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثاني: أرجو من فضيلتكم أن تبيِّنوا لنا مسألة قِدم العالم؟

*السؤال الثاني: أرجو من فضيلتكم أن تبيِّنوا لنا مسألة قِدم العالم؟*

الجواب: المسألة شائكة، والمسألة أقرب منها إلى علم الكلام، وتكلمت عنها بنحو مائة وثمانين صفحة في مقدمة *كتابي الأربعين المغنية مقدمة تحقيقي لكتاب العلائي -رحمه الله- صلاح الدين خليل العلائي “الأربعين المغنية عن المعين”.*

وملخص الكلام أن الله تعالى لما خلق الكون، هل صفة الخلق في خلقه حادثة أم أنه كان بإمكانه أن يخلق قبل أن يخلق الكون؟

كان ذلك بإمكانه، لكن نوعية الخلق ووجود الخلق في مادته، هل هي قديمة كقدم الله؟

لا، لكن الإمكان، إمكان خلق الله قبل أن يخلق، كان ممكنا، وهذا كلام أئمة الهدى.

بعضهم كذب على *شيخ الإسلام ابن تيمية،* فزعم أن شيخ الإسلام يقول أن الكون بنوعه قديم بقدم الله، والجواب ليس كذلك، إنما إمكانية خلق الله للكون كانت ممكنة، وما كان الله تعالى في يوم من الأيام غير قادر على الخلق.

أما الكون مخلوق؟ نعم مخلوق، وحادث؟ نعم وحادث، والله -جل في علاه- هو الأول والآخر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: *«هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء»*(رواه مسلم).

هذا بإيجاز شديد جداً لإخواني في موضوع قِدم العالم.

أما التفاصيل والتدقيق في المسألة، فالموطن والمجلس ليس له، المجلس الذي نحن فيه ولا سيما أنه أصبحت الكلمات تبث للدنيا كلها.

فطلبة العلم لهم مآخذهم ولهم مراجعهم في مراجعة التدقيقات والتفصيلات.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثاني: أرجو من فضيلتكم أن تبيِّنوا لنا مسألة قِدم العالم؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الأول: هل يجوز شراء ملابس مستعملة من البالات، كونها من مخلفات ما يستخدمه الكافرون؟

*السؤال الأول: هل يجوز شراء ملابس مستعملة من البالات، كونها من مخلفات ما يستخدمه الكافرون؟*

الجواب: لاحرج، والأصل في الملابس الطهارة.

*الإمام أحمد* -رحمه الله- كان يقول: الملابس الداخلية للكفار الأصل فيها النجاسة.

يعني إذا اشتريت من البالة ملابس داخلية، لازم أن تغسلها قبل أن تلبسها، لأن الكفار نسأل الله العافية لا يستنجون، وانتقاص الماء والاستنجاء، واستخدام الماء من خصال الفطرة.

وأما الأصل في اللباس الطهارة.

وقول الله تعالى: *«إنما المشركون نجس»،* فنجاستهم نجاسة معنوية، وليست نجاسة مادية.

فلو مثلاً سلَّمت -أي صافحت- على الكافر، وأنت متوضئ ثم أذَّن، هل يجب أن تغسل يديك؟

الجواب: لا.

المشركون نجاستهم ليست نجاسة مادية، وإنما نجاسة معنوية.

والله تعالى أعلم.
٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال الأول: هل يجوز شراء ملابس مستعملة من البالات، كونها من مخلفات ما يستخدمه الكافرون؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

كلمة بعنوان: آفة الآفات في هذه الأمة التعصب والتحزب

كلمة بعنوان: *آفة الآفات في هذه الأمة التعصب والتحزب*

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أمّا بعد:

أمر الله -تعالى- هذه الأمّة أن تتحد، وذلك بأن تتحد أفهامها قبل أن تتحد أبدانها، *ووحدتها على التوحيد*.

فنحن  ندعو إلى التوحيد وإلى الوَحدَة على التوحيد، ولا نريد الوَحدَة لذاتها، ولا يمكن أن تتحقق إلا بأن تجتمع أفهامها.

ومن الأخطاء الجسام التي يمارسها كثير من الناس أنّهم يريدون أن يجمعوا أبدان الناس على غير شيء.

*ولا سبيل لنصرة هذه الأمّة إلّا ذاك المَهْيَع الذي سلكه العلماء، بأن يتعلّم الناس دين الله، وأن يقيموه في أنفسهم.*

وقد قال بعض الحكماء: *أقيموا دولة الإسلام في صدوركم تقم على أرضكم.*

وما لم تجتمع أفهام الناس فأنَّى لهم أن يجتمعوا.

*فالتعصّب والتحزّب وألّا ترى إلّا بعين غيرك، وألّا تفكّر إلّا بعقل غيرك فهذه آفة مرضيّة، سواء كانت في الدين أو في الحياة.*

*والتقليد والتعصّب علامة ضعف*.

فالواجب على الأمة إن كان الله
-تعالى- قد أمرنا أن نقول لأهل الكتاب: *قل تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألّا نعبد إلّا الله*.

*فالواجب على الأمّة أن يجتمعوا على العلماء*، فإن اجتمعوا على العلماء اجتمعوا على مثلثٍ قاعدته على الأرض ورأسه عالٍ في السماء، وإن اجتمعوا على غيرهم اجتمعوا على مثلثٍ رأسه المدبّب في الأرض وقاعدته في السماء، فهو مضطرب يذهب ويجيء، ولا يمكن أن يقع الاجتماع إلا على الرأس المدبّب، وهو عدد قليل يكونون حول هذا الرأس المدبّب.

وقعت آفات، وعايشنا نكبات،
وشاهدنا مصائب وعجائب و غرائب.

*ألا ترون من خلال ما نعايش غلوًّا في اتّباع من يرسم لأمّتنا أن يحيدوهم عن السبيل؟*

ألا ترون أنّ كثيرًا من الأنماط التي تريد أن تقيم الدين خاضوا في السياسة، وغالوا وتكلموا في السياسة؟ فظهر كذبهم مرّة ومرّة ومرّة، حتّى أنّ الناس نفروا منهم.

*أما آن لنا أن نعود إلى منهج العلماء، وأن نحيي مجالس التفسير، ومجالس الحديث ومجالس الفقه، وقبلها مجالس التوحيد وعلم اللغة وسائر العلوم، حتّى يتحصن أبناء هذه الأمّة من الدخيل.*

اليوم الدخيل في التفسير، والدخيل في الحديث، والدخيل في الفقه، والدخيل في الأصول، فاليوم هجمة شرسة على هذه الأمّة بثوابتها وأصولها.

والأمّة بأفرادها -وأعني من الذين نحسبهم صادقين فيها- شاردون بعيدون عن تحصين الأصول للجهل الذي يرتعون فيه، ولله سنن في التغيير لا تتخلّف ولا تتبدّل، *البناء الذي لم يقم على علم وعلى فهم صحيح لا يمكن أن يقوم،* كأساس البيت، فالبيت الذي لا يقوم على أساس لا بد أن ينهدم، فالبناء الذي لا يقوم على علم لا يمكن أن يقوم.

*إذا كنت ضعيفًا في مرحلة ما من مراحل حياتك، وأردت أن تقلّد فلا تؤجّر عقلك بطوابقه كلّها لشخص أو لشيخ أو لجماعة أو لفئة، وإن أبيت ألّا تنظر إلى الدنيا إلّا من شباك في عمارة، وحبست في هذه الشقّة التي في العمارة، أنصحك إن قبلت أن يبقى المفتاح في جيبك، ولا تعطيه لغيرك، فإن رأيت شيئًا لعلّك تفتح وتنظر للدنيا بعينيك لا بعيني غيرك.*

*آفة عظيمة من آفات علم الاجتماع، ومن آفات الدين، ومن آفات العلم ومن آفات العاملين بالشرع أن تعطّل عقلك، وأن تتعصّب لجهة ما، يكون عليها الولاء والبراء والحبّ والبغض، فلا تحب ولا تبغض إلا من خلال قواعد هذا الحزب أو تلك الجماعة.*

*في الدرس الماضي تكلّمت وسأتكلّم وسأبقى أتكلّم، هو شيء رسخ في قلبي من كتاب ربّي وكلام نبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن تجربتي التي عانيت فيها شديدًا و كثيرًا أنّ آفة الآفات التعصّب، وآفة الآفات التحزّب، وأن يصبح الإسم عليه مدار سلطان الولاء والبراء والحبّ والبغض.*

كنّا في فترة في حياتنا نعيش في مناطق انتشرت فيها بعض الدعوات، وما كنت أظنّ وما عرفت حقيقة الأمر حتى دخلت الجامعة، كنّا في بعض المساجد بفضل الله -تعالى- نقوم بالتدريس، درسنا شيئًا من التفسير، وشيئًا من الحديث، وشيئًا من الفقه، وهذا من فضل الله علي، وهذا الكلام في الثمانينيّات وما قبل الثمانينيّات، وحوالي الثمانينيّات، والآفة العظيمة ظهرت لمّا الإنسان خرج من بوتقته التي يعيش فيها، فنظر ووجد الحال أنّ الآفة وصلت للأسف إلى الخواصّ، ووصلت إلى القائمين على التدريس والموجّهين للشباب.

أما آن لنا أن نعود إلى إحياء الربانيّة، وأن نعود إلى إحياء الدين، وأن نشغل الناس بما هو يقين، وأن نترك الظنّ والتخمين، وألّا نعارض كلام ربّنا وكلام نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم؟!

 أدركت في بدايات عمري أنّ دولة الإسلام سيقيمها *جعفر النميريّ،* وأدركت في آخر عمري -وأسال الله أن يطيل عمري في الصالحات- أنّ دولة الإسلام سيقيمها مرسي، وكانت هذه طامّة وهذه آفة وهذه مشكلة وهذه علّة، وكلّها سياسة في سياسة لا دخل للدين في هذا كلّه.

والناس بالذات الشباب المساكين الذين يؤجّرون حريّاتهم فضلًا عن عقولهم وقناعاتهم إلى أناس لا يخدمونهم ولا يعلمونهم ولا يفقهونهم و لا يحصنونهم بالثوابت، والعواطف لا تكفي، العواطف عواطف، والانسياق وراء العواطف ووراء الإعلام، الناس اليوم  -والله- الآفة اليوم كبيرة كبيرة كبيرة كبيرة، وتحتاج لصادقين ومخلصين أن يقوموا على تعليم الناس وعلى تفقيههم وعلى بناءالشخصيّة الشرعيّة الصحيحة، لا نبحث مسائل ولا يمكن أن يقع ولاء وبراء على مسائل، مشايخنا الكبار ممن لم  ندركهم من الأئمة وعلى رأسهم الأئمة الأربعة، وعلى رأسهم المحدثون الكبار أصحاب الكتب الستة ومدرسة أهل الحديث ومدرسة أهل الفقه، وهما مدرستان معروفتان ولهما امتداد وسيبقى لهما امتداد، اختلفوا في مئات المسائل.

نحن لا ندعو إلى مسائل نحن ندعو إلى مناهج، إلى منهج إثبات صحيح وإلى منهج استنباط صحيح، اليوم هجمة شرسة على صحيح البخاريّ، وهجمة شرسة على صحيح الإمام مسلم، وأمّة الإسلام أمّة سُنَّة، أمّة توحيد وسنّة، والسنّة تقتضي أن تفهم التوحيد وأن تفهم السنّة، أن تفهم القواعد المعروفة عند أهل السنّة، اليوم الطعن في البخاريّ أمر سهل جدًا كشرب الماء.

ادخل على المواقع واسمع هذه الجهود التي اجتمعت جيوش جرارة وعساكر، اجتمعت على الطعن بثوابت الأمّة، والرافضة ينظرون، والعَلْمانيّون ينظرون، واللادينيّون يتشمّتون، والأمّة باتت تأكل رأسها، لا تعرف لمن تسمع، وضاعت الثوابت العامّة في هذه الأمّة، فآن لهذه الأمّة أن تعلم أنّ آفة الآفات التحزّب والتعصّب، وأن تكون متحررًا من كلّ شيء إلّا من قواعد أهل العلم،وأن الطريق -ولا طريق غيره، ولا سبيل غيره- إنّما هو طريق العلماء، وأن يجتمع الناس بالعلماء ,العلماء وقع بينهم خلاف في مناهجهم؟
نعم، وقع بينهم خلاف، وسيبقى الخلاف وسيبقى ممتدًا، ولكن إذا وُجِدَت التقوى والعلم وقواعد الإثبات العامّة وقواعد الاستنباطات العامّة على وجه صحيح، قربت الشقّة وازدادت اللُّحمة، وتأخّرت وابتعدت كثير من الآفات التي نراها اليوم.
إلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

✍?✍?

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

كلمة بعنوان: آفة الآفات في هذه الأمة التعصب والتحزب


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال السادس عشر: أنا طالب علم مبتدئ، أدرس الفقة الشافعي، هل في هذا حرج؟

*السؤال السادس عشر: أنا طالب علم مبتدئ، أدرس الفقة الشافعي، هل في هذا حرج؟*

الجواب: ليس فيه حرج.

طالب العلم إذا أراد أن ينظم طلبه فيدرس مذهباً، هذا صنيع علمائنا.

أنت يا طالب العلم ينبغي أن تطلب العلم عن العلماء، وأن تمتهن فرصة عالم.

إتصل بي مرة أخ من البحرين، يقول لي: أحفظ بلوغ المرام أم عمدة الاحكام؟

قلت: احفظ العمدة ثم البلوغ.

فجاءه شيخ درس البلوغ، وبقدر الله علمت، فاتصل بي، فقلت له: أتحضر دروس عند الشيخ الفلاني وهو يدرس البلوغ.
قال: لا.
قلت؛ لم؟
قال: أنت قلت احفظ عمدة الأحكام.

سبحان الله عقول عجيبة.

شيخ يأتيك من بلد بعيد، ومفرغ لك وقته، ويشرح لك بلوغ المرام، وأنت تترك شرح بلوغ المرام لأنني ذكرت لك أن تبدأ بعمدة الأحكام.

تكيّف مع ما ييسر الله لك.

*فما الذي يمنع أن تدرس الفقه الشافعي، أو تدرس فقه أي إمام من الائمة؟*

متى ظهر لك حق في مسألة خالف فيها الإمام الشافعي -رحمه الله- الدليل فخذ بالدليل، وابق تعلم، وهذا العلم، العلم بحث.

قيل لبعض الشافعية *أبو العباس الأصم،* قال الإمام الشافعي رحمه الله: إذا صح هذا الحديث فهو مذهبي.
فيقول *أبو العباس الأصم:* لو أدركت الامام الشافعي، وهو يقول هذا لناديت بأعلى صوتي يا إمام صح الحديث، يا إمام صح الحديث، يا إمام صح الحديث.

الإمام الشافعي علق عددا كبيرا من المسائل على صحة الحديث، الأحاديث ما كانت مدونة، في زمن الشافعي، ما دونت الأحاديث.

فألف *الحافظ ابن حجر* كتابا يا ليت نجده اليوم فهو من المفقودات، ألف كتابا في تخريج الأحاديث وبيان صحتها من ضعفها التي علق فيها الإمام الشافعي القول على صحتها، قال: هذا إن صح قلت به وإذا لم يصح لا أقول به.

العلم لا يقبل الجمود، والعلم لا يقبل الهمود، العبرة بالعلم إنما هو البحث والدليل.

وأحسن حسنات العلم، وكله حسنات أنه لا يروج فيه إلا البرهان والدليل.

ومن أحسن حسنات العلم أن الذي يريد الدليل فيخطئ فله أجر، فإن أصاب فله أجران.

يقول: هل أقنت في صلاة الفجر.

ينظر في موضوع القنوت، مثلا روي عند أحمد في المسند وغيره
عن أنس :
ولفظه : ( أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ ، وَأَمَّا فِى الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ) .
أخرجه عبد الرزاق في “المصنف” (3/110) ومن طريقه الدارقطني في “السنن” (2/39)، وأخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف” (2/312) مختصرا، والبزار (556 – من كشف الأستار) وأحمد في “المسند” (3/162)، والطحاوي في “شرح معاني الآثار” (1/143) والحاكم في “الأربعين” وعنه البيهقي في “السنن” (2/201) .

والحديث فيه راو مغموز فيه، غمز فيه ابن معين.

قال يحيى بن معين : يكتب حديثه ولكنه يخطىء .

روى الامام أحمد ومسلم والنسائي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من العرب ثم تركه. وفي لفظ للبخاري: قنت شهراً حين قتل القراء فما رأيته حزن حزناً قط أشد منه.

لو اختلف المَخرَج، هذا عن أنس وهذا عن ابن عمر، لكان بالامكان أن نجمع بين الأحاديث، لكن أنس يقول في الصحيحين قنت النبي شهرا ثم ترك، وأنس يقول في بعض السنن لراو مغموز فيه ما زال الرسول صلى الله عليه وسلم يقنت حتى فارق الحياة، فيُقدم ما في الصحيحين، ويقدم قول الجماهير، فجماهير أهل العلم لا يرون قنوت الفجر إلا قنوت النازلة، لا القنوت الراتب.

فطالب العلم إذا لم تبلغه الأحاديث وبذل جهده لأن الفتوى عامة للعرب وغيرهم، لمن هم موجودين وعندهم علماء لأهل السنة ولمن هم ليسوا كذلك، فالإنسان جاهل، لا يعرف الأدلة، مبتدئ، ظن أن هذا دين الله من خلال عالم علّمه، فمتى علم الصواب ما الذي يمنعه أن يعود إلى الصواب.

*ولأبي شامة المقدسي* وهو شافعي كلام بديع عن القنوت.

ولذا في الطبقات الشافعية الكبرى، *ابن السبكي* كان يذكر بعض محدثي الشافعية وكان يقول ومن اختياراته أنه كان لا يقنت، لأنه ما صح الحديث عنده؛ حديث القنوت، وهو شافعي.

ليست العبرة إلا في الدليل.

والواجب على الإنسان أن يبذل قصار ما يستطيع.

وإذا كان جاهلا بالكلية فيتبع العالم حتى يشتد ساعده وحتى يتسع فهمه.

*ومن أهم المباحث التي ينبغي على طالب العلم أن يرعاها وأن يعتني بها موضوع الدلالات.*

والله تعالى أعلم.✍?✍?

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال السادس عشر: أنا طالب علم مبتدئ، أدرس الفقة الشافعي، هل في هذا حرج؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الخامس عشر: شيخنا بارك الله ذكرت سابقا أن في الجنة مئة درجة؟

*السؤال الخامس عشر: شيخنا بارك الله ذكرت سابقا أن في الجنة مئة درجة؟*

الجواب: هذا النبي صلى الله عليه وسلم قاله، قال: «وبين الدرجة والدرجة خمسمئة سنة».

*فالأخ يسأل يستشكل يقول: أعدها الله للشهداء، وفي حديث آخر أن الجنة درجاتها بعدد آيات القرآن، كيف التوفيق بينهما؟*

الجواب: الجنة مئة درجة وبين كل درجة ودرجة درجات، فلك أن تحسب وتعد، المئة الأصلية وتزيد عن المئة بين الواحدة والتي بعدها، فلا تعارض إن شاء الله.

والله تعالى أعلم.✍?✍?

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الخامس عشر: شيخنا بارك الله ذكرت سابقا أن في الجنة مئة درجة؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟

*السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟*

الجواب: أنا أوصي نفسي وإخواني أن نثبت على الطلب، وأقول لهم: *من ثبت نبت.*

*والعلم يحتاج إلى مدة وإلى صدق وإخلاص، والعلم يحتاج إلى عمل، أن تؤدي زكاة ما علمت، وأن تتقيَ الله -جل في علاه-، وكل ما ازداد علمك ينبغي أن يزداد تقواك، وأن يزداد قربك من الله عز وجل، وأن يكون همك أن تنشر دينك، لا أن تفرض سلطانك، فالحق من أي جهة صدر أخذنا به، فالواجب على طالب العلم أن يقبله وأن يشرح صدره به.*

طالب العلم ينبغي أن يبقى في ترقٍّ، وينبغي أن يزداد من العلم، وكل شيء أنفقت منه ينقص إلا العلم، فإنك إن أنفقته زاد، ما أمر الله نبيه أن يتزود من هذه الحياة الدنيا إلا في قوله *«وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا»،*طه 114*.

*فالأصل في طالب العلم أن يزداد في الطلب كل يوم، وأن يبقى ثابتًا، *فطالب العلم يحرم عليه النكوص والرجوع، كالمجاهد في سبيل الله،* ولما أطلع الله نبيه على أجور أمته رأى أن من أشدهم صنيعاً من حفظ القرآن ثم نسيه، وثبت في الصحيح
50/1334- *عْن عقبة بن عامر أَنَّهُ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: منْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تركَهُ، فَلَيس مِنَّا، أوْ فقَد عَصى رواه مسلم.*

قال ابن القيم : الفروسية فروسيتان:

فروسية العلم والبيان. فروسية السيف والسنان.

فمن لم يكن من أهل هاتين الفروسيتين ولا ردءاً لأهلهما، فهو كَلٌ على نوع بني الانسان، وقرر أن من انشغل بفروسية العلم أو فروسية السنان الواجب عليه الثباب إلى الممات.

أنت يا طالب العلم الواجب عليك أن تثبت، وأن تزداد، والأصل في طالب العلم أن يثبت، لما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله، في كتابه الجامع الصحيح، في كتاب الرقاق منه، باب القصد والمداومة على العمل، بسنده *عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أَدْوَمُها وإنْ قَلَّ))*.

*وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: *كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته.*
*رقم الحديث: 1241*
*كتاب صلاة المسافرين وقصرها* .

فالأصل في طالب العلم أن يثبت هذا العمل، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يعرف عن واحد من السلف أنه تقدم في طاعة من الطاعات ثم رجع عنها.

ولذا أسند *اللالكائي* عن *عمر بن عبدالعزيز* رحمه الله تعالى قال: *كان السلف يكرهون التلون والتحول.*

أنت لست طالب علم وأنت في *دورة الإمام الألباني* فقط، *دورة الإمام الألباني* توالت عليك، وتكاثرت عليك الدروس، ويسر الله لك خلال مدة يسيرة -أسبوعين- أن تتلقى عدد من الدروس، لكن هذه بمثابة المراجعات، وبمثابة توالي المعلومات لتبقى لك نبراساً، وتبقى لك في حياتك مَعْلماً، ولا تنقطع عن العلم البتة، حتى في عملك، حتى في بيتك، في أصحابك، اصبغ من أنت بينهم بالطلب، واجعل المجلس الذي أنت فيه والبيئة التي تعيش فيها، اجعلها بيئة طلب، فذاكر العلم مع زوجك، وذاكر العلم مع أولادك وتلطف بهم، ولا تنقطع عن العلم البتة.

*العلم مدلل*، ودلاله شديد، فإن هجرت العلم يوماً هجرك أسبوعا،ً وإن هجرته أسبوعاً هجرك شهراً، فالعلم ينبغي أن تبقى معه على تواصل، وينبغي أن تحرص عليه كحرصك على طعامك وشرابك .

وأخيراً الناس ليسوا بحاجة فقط إلى علم العلماء وإنما الناس ايضاً بحاجة إلى أخلاق العلماء، احرص على أخلاقك، احرص على أعمالك، والمعصية قبيحة، ولكنها من طالب العلم أشد قباحةً، والغفلة قبيحة ولكنها من طالب العلم أشد قباحة، فابتعد عن الغفلة، وابتعد عن المعاصي، وخالق الناس بخلق حسن، فالناس يحتاجون إلى علمك وكلامك وبيانك، ويحتاجون إلى لحظك وسمتك، *فالناس يحتاجون إلى علم العلماء، وحاجتهم إلى أخلاق العلماء لا تقل عن حاجتهم إلى علمهم،* فاحرص أن تكون قدوة حسنة طيبة،ً تدعوا إلى الله بلحظك وبوعظك.

أسأل الله لي ولكم التوفيق .

والله تعالى أعلم.✍?✍?
⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الرابع عشر: ما رأيك في رسالة ابن رجب الحنبليّ الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة؟

*السؤال الرابع عشر: ما رأيك في رسالة ابن رجب الحنبليّ الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة؟*

الجواب: أولًا: *ابن رجب* توسع الناس في التشويش على علاقته مع *شيخ الإسلام ابن تيميّة*، هو خالف شيخه في بعض مسائل الطلاق، وأكثر من شوش *تقي الدين الحِصني* في رسالته *دفع من شبّه و تمرّد و خالف الإمام أحمد و عاند”*.

وزعم فيه أنّ *ابن رجب* انفكّ عن *ابن تيميّة*، وكان يكفّرُهُ، وزعم أن *ابن تيميّة خارِجيّ.*

*الله حفظَ الدين بالمحدّثين والفقهاء و المفسرين، وعلى رأس المحدِّثين أصحاب الكتب الستّة، وعلى رأسهم إماما الدنيا أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخآريّ الجُعفيّ، وأبو الحُسين مسلم بن حجّاج النيسابوريّ، وحفظ الله الفقهَ بالأئِمة الأربعة.*

و مخالفة الأئِمة الأربعة علامة خطأ، ولا يلزم منه الخطأ.

*فابن رجب* في كتابه *الرد على من اتبع غير المذاهب  الأربعة”*، قرر فيه أمرًا مهمًا، وهو أنّ الله كما حفظ الحديث بالمحدّثين، حفظ الفقه بالفقهاء و بالأئِمة الأربعة.

*وما دعا إلى أن تتبع مذهباً دون سِواه، وإنّما دعا أن يتمهّل الإنسان أن يخالف ما اجتمعت عليه كلمة الأئِمة الأربعة.*

ومفارقة الائمة الأربعة في الغالب مظنة خطأ، هذه فكرة ألإمام *ابن رجب* في كتابه *الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة*،
وليس همّه أن يُعَطَّل الدليل، وأن يُجمّد الدليل، و لا يجوز أن تُفهمَ رسالتُه -رحِمه الله تعالى- بمعزلٍ عن أقوالِه في سائر كتبه.

فالحكم و التصور في مسألةٍ ما في حقِ عالمٍ ما ينبغي أن تجمع كلامَه من كلِّ كتبه.

و قعت بعض مناكدات؟

صحيح .

في مجموع في *الظاهرية* بخط *ابن شجرة*، ذكرَ أن واقفَ مسجدٍ كان يُدرِّس فيه *شيخ الاسلام ابن تيمية*، وأنّه بنى مدرسة لشيخ الإسلام، فدرّسَ *ابن رجب* بعده، فكان يخالِفه في بعض مسائِله، فنَزَع المدرسةَ منه.

هذه المسائل ينبغي أن تُفهمَ وفق القواعد الكليّة للعلم، *أمّا من كان في قلبه شيء، و أراد أن يترصد، وأراد أن ينفخ في بعض المواقف وفي بعض المسائل، فهذا هو و شأنه.*

أمّا رسالة *ابن رجب* -رحِمهُ الله تعالى-، ومنهج *ابن رجب* في المسائل العلمية صحيح.

و هنا أذكر أصلًا لا ينبغى أن ننساه، و الغفلة عنه مقتل.

ماذا نريد من دعوتِنا؟

هل دعوتُنا قائمة على مسائل، وأنّ من خالف هذه المسائل نُبِذَ من الدعوة؟

الجواب: لا.

مشايخُنا الكبار على اختلاف الأمصار والأعصار هل وقع بينهم خلاف في المسائل؟

الجواب: كثير.

تلاميذ شيخنا الألبانيّ مع شيخنا الألبانيّ هل بينهم خلاف في المسائل ؟

الجواب: موجود.

إخوانكم المشايخ الّذين يدرِّسونكم في هذا المركز ( *مركز الإمام الألباني*)، هل هم مجتمعون في فتاويهم على مسائل، ألا يوجد بينهم خلاف في بعض المسائل ؟

الجواب: يوجد.

ويسعُهُم ما وسع قبلهم، وامضِ على هذا ابتداء من الصحابة إلى العلماء الربانيّين في هذا الزمن.

*ينبغي أن نجتمع على أُصول ولا سيما أُصول الإثبات وأُصول الاستنباط، هذا الذي ينبغي أن نجتمع عليه، وهذا الذي ندعو إليه، وندعو الى تعظيم الوحيين، وأن يكونَ الوحيانِ كتابًا و سنة هما الأصل، وإليهما المردّ، نعذرُ من خالف إن اجتهد، وكان من أهل الاجتهاد، ولكن لانتّبع اشخاصًا و ننسى الوحيين.*
 
أُصول الإثبات ينبغي أن تبقى وفق قواعد أهل السنة؛ فمن خالف قواعد أهل السنة نبذناه، وحذّرنا منه؛ سواء في الإثبات أو الاستنباط، ينبغي أن يراعي المستنبط حال المخالف، حال الحاضرين، حال المخاطبين في الزمن الأوّل، وينبغي أن يراعي فَهم العربيه، فمن أراد منا أن يفهم شيئًا وفقَ أعداد أو حساب جُمل أو أراد أن يثبت شيئًا وفق منامات، هذه أصول باطلة نحاربها بقوة؛ *فنحن ندعو إلى أن تجتمع الأمة ليست على مسائل، و لكن أن تجتمع الأمة على أصول إثبات و أصول استنباط.*

هل المسائل مهمة؟

نعم، مهمة.

هنالك مسائل هي شعار لأهل السنّة أو شعار لأهل البدعة؛ *فمن دعا إلى مسألة هي شعار لأهل البدعة فيلتحق بهم، ولا كرامة.*

لو واحد اليوم قال لنا: أنا أوافق أهل السنة إلا في مسألة خلق القرآن، مسألة خلق القرآن أصبحت شعارًا على أهل البدعة، أو أنا أوافق أهل السنة إلا في مسألة التمذهب أو التحزب أو التعصب، هذه أصبحت شعارًا.

*لا نمنع أحدًا أبدًا أن يدرس الفقه على المذهب الشافعيّ، أو أن يدرس الفقه على مذهب مالك، أو أبي حنيفة، أو أحمد -رحمهم الله جميعا-، لا نمنع أن يكون ترتيبك في البدايات أن تدرس، ولا يمكن للمفتي و المتضلّع بالفقه ألا يحيط بمذاهب العلماء، وعلى رأسهم الأئمة المتبوعين، ولكن أن تقول: دين الله في مذهب فلان، وما عداه ليس دين الله؛ فهذا ممقوت مبغوض مخالف للحق، وهذا تفريق للأمة، وتصبح الأمة أحزابًا وشيعًا.*

قديمًا كان هناك حضور سياسيّ للدولة المسلمة، فكانوا يتعصبون للمذاهب، *التعصب للمذاهب المذموم قديمًا هو عين التعصب للأحزاب حديثًا.*

*وطالب العلم لا يعرف التعصب، وطالب العلم لا يعرف أنّ المُحِقَّ فلان فقط، لو كان في العلم أنّ المُحِقَّ فلان فقط لوجدنا في المسلمين بكريّين فقط، أتباع أبي بكر، وجدنا آخرين عُمريّين، وجدنا آخرين عثمانيّبن، وجدنا آخرين علويّين؛ فتعطّل هذا عند من قبلنا، وهم أسيادنا، وهم خير الخلق وما كان هذا موجودًا.*

*نحن ننكر التعصّب، وننكر أنّ تتقسم الأمة إلى أحزاب وشيع، سواء فقهيّة أو حزبيّة أو حركيّة أو إصلاحيّة، وأن يصبح الولاء والبراء والحُبّ والبُغض على هذه الأسماء التي سمّاها النّاس من عندِ أنفُسِهم وما أنزل الله بها من سلطان، وما رضِيَها أصحابها.*

هل الإمام الشافعيّ لو كان موجودًا، لو كان الدين فقط  مذهب الشافعيّ لقال الشافعيّ: اتبعوني، أتحدّى كلّ متمذهب أن يأتي بقول لإمامه بصنيعه، أنا أُريد منك يا من تقول: أنا لا آخذ إلا بقول الشافعيّ، تأتيني بكلام من مذهبك أنّ الإمام الشافعيّ قال: لا تتبعوا سواي، أنت أوّل من خالفت الشافعيّ يا من تقول أنا لا أخالف الشافعيّ، وهذا في واقع الحياة غير موجود، و إذا كان موجودًا إنّما هو تعصّب مذموم.

*من الذي يمنعنا أن نأخذ بجميع  أئمّتنا؟*

*من أكثر تعظيمًا للأئمة، من أخذ منهم جميعًا أم من لم يأخذ إلا من واحد؟*

*كيف تعظم سائر الأئمة وأنت لا تأخذ من أي واحد منهم شيئًا ؟*

*كيف تعظّم أبا حنيفة، وتعظّم مالكًا وأحمد، وأنت لا تقبل إلا بقول الشافعي؟ّ كيف تعظّم ه‍ؤلاء؟*

هل التعظيم أمر دعوى؟، *التعظيم أمر حقيقي.*

لذا علماؤنا كلُّهم -رحمهم الله تعالى- كانوا يوصوننا: *يحرم على الرجل أن يقول بما قلنا حتى يعلم من أين أخذناه، إذا رأيتم قولي يخالف الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط، وأنا عند الله محاسب بما انشرح صدري إليه، وبما وصله علمي، هذا الذي يحاسبني ربّي عليه، هذا دين، ونحن مسلمون، والواجب علينا أن نستسلم لأمر الله- عز وجل-.*

*فرسالة ابن رجب رسالة صحيحة بالجملة، ورسالة فيها معنى أنّ الله حفظ الفقه بالأئمة، كما أنّ الله حفظ الحديث بالمحدّثين حفظ الله الفقه بالأئمة الأربعة، هذا المعنى ما الذي يستنكر منه؟*✍?✍?

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الرابع عشر: ما رأيك في رسالة ابن رجب الحنبليّ الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052