السؤال العشرون ما صحة حديث اكل وشراب المتباريين حرام

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170817-WA0055.mp3الجواب: هذا الحديث عند أبي دَاوُدَ ،وكان العرب فيهم الجود والكرم وكانوا يتبارون في الذبح، هذا يذبح عشرين رأس وهذا يذبح خمس وعشرين رأس وذاك يذبح ثلاثين رأس، فنها النبي صلى الله عليه وسلم عن طعامهم ، وهذا يفيد أن معنى وما أهل لغير الله ليس الأصنام فقط وإنما الأشياء المعنوية هذه، هذه الأشياء المعنوية تشملها وتدخل فيها، بعض الأندية الأردنية قالوا نحن منحوسين وبطلنا نفوز، وذبحنا جمل، نذبح جمل عشان نفوز، هذا شبيه فهذا الأمر المعنوي للذبح لغير الله، هذا الذبح لغير الله، والذبح كالصلاة لا يكون إلا لله، أما أن تذبح من إجل أن تفوز وأن تذبح من أجل النحس ليذهب عنك، هذا ذبح لغير الله، فمعنى المتباريين في الحديث فالنبي صلى الله عليه وسلم نها عن طعام المتباريين يفيد أن الذبح حتى للقضايا التي ليست هي مادية وليست اصناما يشملها النهي أيضاً،
طيب هل ينطبق النهي عن أكل وشراب المتباريين طعام المرشحين هذه الأيام؟
الجواب : لا
هؤلاء ليسوا متباريين، يذبحون كما يذبح الناس في طعامهم إلى آخره، ويطعمون الناس، لكن الانتخاب أمانة والواجب على الإنسان أن يختار أصلح الناس فلا تختار الذي يطعمك والذي يهديك ولا تختار من يحقق مصلحتك الشخصية ،اختار من يحقق المصلحة العامة، ولا تختار صاحب العبادة، لا تجعل صاحب العبادة هو اختيارك، صاحب العبادة عبادته له وأما الذي يحسن للناس فهذا يقدم، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : إنك امرء ضعيف ،ما يصلح “للأمرة ” ابو ذر وهو من الزهاد وأقل منه صلاحا وزهدا هو خالد ابن الوليد، والنبي صلى الله عليه وسلم أمَّر خالداً ولم يؤمر أبا ذر، فقال أهل العلم: خير ابي ذر لنفسه وخير خالد للأمة، وشر خالد لنفسه، خالد لو قصر في الطاعات لنفسه، لكن خيره لمين؟ للأمة، فنختار مين نحن الآن؟
نختار من يحقق المصلحة العامة على وجه اغلب ولسنا حزبيين، ما عندنا حزب، غيرنا يقول اتخذ أفراد اللي مني بنتخبه واللي مش مني ما ننتخبه، نحن أفراد من الأمة، أفراد من المجتمع، والعبرة أن تتحقق المصلحة العامة للمجتمع، فمن حقق المصلحة العامة للمجتمع فحينئذ نقول للناس انتخبوه
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
19 ذو القعدة 1438 هجري 2017 – 8 – 11 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال الثالث أخ يقول بارك الله فيكم شيخنا لعلك تقول للإخوة الأفاضل الذين يحضرون…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-3-1.mp3السؤال الثالث : أخ يقول بارك الله فيكم شيخنا لعلك تقول للإخوة الأفاضل الذين يحضرون المشروبات لو أنهم يتوقفوا عن ذلك مراعاة لمشاعر من لا يستطيع شراءها ؟
الجواب : أنا أقول لهؤلاء الإخوة خصوصاً ان كانوا صائمين اشتر واشرب ووزع على من بجانبك فلعلك أيها السائل ينالك شيء ، فكن كريماً ، يا من تشرب راع من حولك .
تستغربون أن بعض الناس لا يستطيع شراء هذه المشروبات.
لا تستغربوا ، فالفقر شديد ، وأحوج ما يحتاج الناس إليه اليوم من الطاعات الغائبة ( الصدقات ).
خصوصاً مع قدوم كثير من الوافدين إلى بلادنا.
ومن ترك بلاده وهاجر يعرف بركة الصدقة وبركة المعاونة والمؤازرة التي ينبغي أن تكون وتتحقق عند المسلمين .
وعلمائنا يقررون أنه في وقت الحاجة والشدة اذا لم تكفِ الزكاة الناس فالواجب على الأغنياء أن يبذلوا شيئاً زائدا عن الزكاة .
وكان قتادة يقول إن في المال حقاً سوى الزكاة ، قالوا متى يكون هذا ؟ قال في المجاعات ، في وقت المجاعة ووقت قدوم الناس الفقراء والضعفاء والمحتاجين وأديت الزكاة أدى الأغنياء زكاتهم.
أو أنت أديت زكاتك والبقية ما أدوا ابذل ارفع غضب الله عن الناس ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو خطير : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَيُّمَا أَهْلِ عِرْصَةٍ ((والمراد بالعِرصة الحي))بَاتَ فِيهُمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ “.
أهل حي لو واحد بات فيهم وهو جائع ولا يجد مالا فذمة الله تبرأ من جميع هؤلاء .
مما قرأته وينسب إلى ابن حزم وقد ذكر لي بعض الإخوة أنه قد بحث في كتب ابن حزم ولم يجده ، ولا يلزم ذلك أنه لم يقله لأن كتب ابن حزم الضائع منها كثير والموجود منها قليل ابن حزم يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم إلا برئت منه ذمة الله قال المعنى : لو أن هذا الرجل مات جوعا فإن ذمة الله بريئة منهم جميعاً وأفتي بقتلهم جميعاً .
لذا إخواني الحاجة موجودة عند كثير من الناس، وما أحوجنا إلا أن نذكر أنفسنا وأن نذكر إخواننا وأحبائنا في هذه الأوقات بالصدقات وفي الوقت الصعب الصدقات ترفع المقت وغضب الله عن الأمة .
ما أحوجنا أن نفكر بالأمة وأن نفكر بالمجتمع وأن نفكر بالناس وأن تصبح أموالنا سبباً في إستجلاب رحمة الله التي نرحم بها عباد الله عز وجل .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم
2016 – 11 – 3
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الأول أحدهم يسأل عن قص المعدة ويقول لا يوجد سبب إلا لأن امنع نفسي…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/WhatsApp-Audio-2017-04-02-at-6.18.56-AM.mp3الجواب : أن هذا ليس علاجاً لمنع النفس من الطعام ؛ لأن قص المعدة ليس علاجاً، وكم من قص معدته بسبب الطعام رجع فاحتاج لأن يقص معدته مرة ثانية، وقص المعدة تصرف في خلق الله تعالى، وتغيير لخلق الله تعالى والأصل أن لا يجوز ذلك إلا تطبيباً معتبراً، أما منع نفسك من الطعام فالواجب عليك أن تجاهد نفسك، والأصل في المسلم أن لا يعيش للمأكل والمشرب كما قالوا قديما نحن نعيش لنأكل أم نأكل لنعيش؟
نحن نأكل لنعيش وليس نعيش لكي نأكل.
وليس هم العبد في هذه الدنيا شهوة الفرج ثم شهوة الطعام ،فأكثر الناس فلاحاً أكثرهم جوعا ،أعني حال النبي ومن معه وحالنا الذي نعرفه فكان النبي ﷺ يمضي عليه شهرا وشهران و لا يوقد في بيته نار، وكان طعامه الأسودين الماء والتمر، والإنسان كلما جاع قل نومه ،والذي يقرأ حياة العلماء يجد عجباً من أحوالهم في هذا الباب وقد قيل قديماً من أكل كثيراً، شرب كثيراً، ومن شرب كثيراً، نام كثيراً ،ومن نام كثيراً فاته خير كثير، فسبب النوم كثرة الشرب وكثرة الشرب سببه كثرة الطعام والعلاج أي قص المعدة أسأل الله العافيه،الإنسان لا ينتبه لعواقب الأمور فيدخل على النفس من الكآبة والحزن ما لا يعلم به إلا الله فيما أخبرني غير واحد ممن قص معدته، فالأصل في قص المعده أن يكون المنع والجواز يحتاج لمسوغ شرعي معتبر يقرره طييب ثقه يقرر أنه لا يمكن لهذا العلاج أن يكون إلا بهذا الصنع والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍

السؤال الحادي والعشرون هل يوجد نهي عن إعادة نوى التمر في نفس الصحن


الجواب : كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا أكل التمر وضع النَوى على ظهر كفه ورماه ، يعني لما كان يأكل التمر يضع النَوى على ظهر كفه ويرميه ، لازم هذا أنه ما كان يرجعه في الوعاء الذي يأكل فيه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
8 ربيع الثاني 1438 هجري
6 – 1 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?✍?

السؤال السادس عشر وجد في الطريق العام شاة ضائعة وقد سألت الناس عنها فلم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160821-WA0028.mp3الجواب : هذا يسمى اللقطة ، فلقطة الإبل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( معها طعامها وشرابها وحبالها) الإبل إن تركت ما تموت تتحمل طعامها معها وشرابها معها ،غير الشاة
فالشاة النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إما لك وإما لأخيك وإما لذئب ) ماذا تعمل بالشاة الضائعة
طيب هل يجوز له ان ينتفع بهذا الخروف ؟
الجواب : لا , تُطعمه ومقابل إطعامها تشرب حليبه .
ففي الرَّهن لما يكون الرهن دابة يؤكل لحمها فالمرهون يطعمها ومقابل إطعامها يشرب لبنها
يعني أنا أخذت منك دين فلم أجد أن أعطيك رهن إلا إبل عندي أو عندي شاة ما عندي شيء ما عندي رهن إلا الشاة فقال لي أنا لا أعطيك ديناً إلا برهن .
قلت له هذه شاة أو هذه ناقة.
طيب هذه الشَّاة تحتاج أن تُطعمها, طعامها لمن ؟
طيب دعونا نتحوَّل على مسألة طلاق رجل طلق امرأته وهي ترضع ابنه الآن نفقة المطلقة في الرضاعة على من ؟
على أبيه
طيب رجل طلق امرأة وهي غير مرضع ومعها ولده في العدة نفقة المطلقة على الأب ولما تنتهي العدة تصبح نفقة الولد فقط , نفقة الولد تصبح على من ؟ على الأب
إذا كانت مرضعة مادامت مرضعة فالنفقة على صاحب الحليب فالحليب يحتاج لطعام كي تدره المرأة.
فهذه الشَّاة التي وجدتها في الطريق لا يجوز لك أن تذبحها تنتظر عليها سنة وفي هذه السنة تطعمها وتسقيها وبعد السَّنة تَملِكُها بعد أن تُعرِّف بها ، فتأخذها لأنها إما لك وإما لأخيك .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
9 ذور القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 1  افرنجي

السؤال الثاني كفارة اليمين هل هي عشرة دنانير أم خمسة عشر دينارا

2
الجواب : لا عشرة دنانير ولا خمسة عشر ديناراً ، كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم .
الأَنفس والأعلى اللحم ، والأوسط الإدام والخبز أو الإدام والأرز من أوسط ما تأكل .
وما أمرأ وما أسهل الشريعة، ونحن نصعبها .
يا شيخ لا أدري أين أجد الفقراء، ينظر حوله لو كان له إخوة أو أخوات أو رحم عندهم فقر ، فسهروا عنده فتعشى وإياهم من عشائه المعتاد ( مع استحضار النية ) فكفارة يمين ، إخوانك عندك بعض الفقراء تدعوهم على وليمة حصّل لك عشرة ، خصوصاً المضياف الذي يطعم الناس وشر الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء دون الفقراء ، فحصّل بعض الفقراء فوليمة أوليمتين حصلت العشرة وهكذا .
فالأمور سهلة ، أو أن تطعم إما بالطعام الني غير المطبوخ إذا كان الفقير يستطيع أن يطبخ أما إذا كان لا يستطيع أن يطبخ لا يجزئ .
أرجو أن نكون ذا فقه ، الله جل وعلا يقول : ((إطعام )) اذا كان يستطيع أن يأكل ويطبخ نرسل له طعام ني ، ما يستطيع يأكل رجل مسن كبير ما يستطيع الطبخ لو أعطيته أكل الدنيا كله وجعلته عنده لا يجزئ ، لأن الله عز وجل يقول : “فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [سورة المائدة 89]
المهم أن يأكل ، فالعبرة بالإطعام .
كم تقدير الإطعام ؟
الأمر يختلف بأحوال الأشخاص ، أوسط طعام فلان غير أوسط طعام علان ، كل أدرى بنفسه ، وأحسن جواب هو عند ست البيت ، هي التي تحدد .
كم تأكل ، كم تطعم ، يعني كم الوجبة التي تأكلها من أواسط ما تأكل .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 14

السؤال السادس ماذا يقال للمتجشئ

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0003.mp3الجواب : المتجشئ لايقال له شيء
يقال له هنيئًا مريئًا كما ذكر ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية ، يعني كلام دنيا أما في الشرع ما جاء بكلام معين للمتجشئ .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 محرم 1438 هجري
2016 – 10 – 14 إفرنجي

هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى تغطية الإناء الذي فيه…

نعم، الأصل في المسلم إن بات  فلا يجوز له أن يترك الآنية التي فيها الشراب ، أو الصحاف التي فيها الطعام إلا وهي مغطاة . ولو وضع في الثلاجة فأرجو أن تكون بمثابة الغطاء.
وتغطية الإناء ليلاً واجب ، وهذا خير للمسلم في دينه ودنياه والأحاديث الصحيحة صريحة في ذلك . فقد أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب ، وأطفئوا السراج ؛ فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح باباً ولا يكشف إناء ……} وفي حديث آخر في مسلم أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم : { غطوا الإناء، وأوكوا السقاء ؛ فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء} ولعل في هذا سراً عجز عنه الأطباء، ولعلهم يعرفونه في يوم من الأيام. ولعل هذا سبب لحصول الداء في أول أمره، الذي لم يكن قد عرف من قبل.
وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم، على هذا الأمر تأكيداً شديداً، فقال: {فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ، ويذكر اسم الله فليفعل } وهذا خير للمسلم في الحال والمآل، والمعاش والمعاد ، والله أعلم .

الاجتماع على الطعام أم الافتراق وإذا أخذ الآكل نصيبه بصحن ولعق الإناء أليس هذا أفضل…

السائل استشكل أمرين الأول : أنه إذا أجتمع أناس على إناء كبير فيه طعام فهذا فيه خير ، لكن لا نستطيع أن نلعق الطعام، أما لو أخذ كل واحد نصيبه بإناء صغير فإن كل واحد يستطيع أن يلعقه ، وهذا خير، والإناء الذي يلعقه صاحبه يستغفر له كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه البركة حتى نلمس ثمارها في حياتنا .
والأحسن من ذلك أن نسكب في إناء كبير بمقدار بحيث لو اجتمع عليه هؤلاء يلعقونه، فنجمع بين البركتين وبين السنتين . فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عند أبي يعلى أنه قال : {أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي } واخرج أبو داود ابن ماجة عن وحشي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لعلكم تأكلون متفرقين } فقال هذا الرجل : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه ؛ فإنه يبارك فيه}  فالسنة أن نسكب بمقدار الحاجة وأن نجتمع على الطعام ، فنتحصل على ثمرتين وبركتين وطاعتين حث عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلماء الاجتماع يقولون : إن من الأمور التي لها أثر على الأخلاق أنواع الطعام والشراب. فالعائلة الواحدة لما تجتمع على طعام واحد تتفق أخلاقها . أما هذه الأيام فأفراد العائلة الواحدة كل يأكل وحده وقد يأكلون من أصناف عديدة ، فتختلف أخلاقهم، وهذا العمل مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من أننا سنتبع سنن من قبلنا، فإنه من عمل أهل الكتاب، فهم لا يجتمعون وكل يأكل وحده .
وإن من علامات الساعة أن يكثر الطعم ولا يذكر اسم الله عليه . فالسنة الاجتماع  وذكر اسم الله على الطعام، أما عند الضرورة إن أخذ الرجل مقداره بإناء فلا حرج فقد أخرج الإمام البخاري بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا أتى أحدكم خادمه الطعام فإن لم يجلسه معه،  فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين؛ فإنه ولي حره وعلاجه } فإن لم يجلس الخادم معه فإن يناوله بيده أكلة، فهذا لا حرج فيه عند الحاجة، وإلا فالأصل الاجتماع  ولعق الإناء . والله أعلم.

ما حكم الشرب واقفا

الذي أراه صواباً والله أعلم أن الشرب واقفاً حرام إلا لحاجة أو ضرورة، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه، {أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب واقفاً}، فسئل أنس عن الأكل، فقال: ((ذلك شر))، وثبت في صحيح مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن شرب واقفاً: {أتحب أن يشرب معك هر}، قال: لا، فقال صلى الله عليه وسلم: {كيف وقد شرب معك الشيطان!}، وثبت في صحيح مسلم أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: {من شرب واقفاً فليستقيء}، فظاهر هذه الأحاديث أن الشرب واقفاً حرام.
لكن لضرورة جائز، كأن لا تجد إناء تشرب منه جالساً، فشربت من الحنفية واقفاً يجوز، فقد ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم، شرب واقفاً من شنٍ معلق، وقد شرب واقفاً في عرفة، لكي يعلم الناس أنه مفطر وليس بصائم، فالشرب لحاجة وضرورة واقفاً جائز، وإلا شرب جالساً، والله أعلم.