كلمة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حول أحداث 《 تركيا 》 الأخيرة وما…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-1-1.mp3?? قد جاءت أسئلةٌ كثيرة في الفترةِ الماضية من داخلِ بلدنا الأردن المحروس وخارجها ، تسألُ عن موقفي الذي أراهُ في شرعِ الله – عزَّ وجلَّ – مِمَّا جرى في 《 تُركيا 》 من 《 الإنقلاب 》 ؛ وفي الحقيقةِ لا جديدَ عندنا!..
⬅ فهذا بابٌ محسوم ، قد حسمهُ الشرعُ ، فأوجبَ الله تعالى في كلِّ مسألةٍ أن نَرُدَّ الأمورَ إليه وإلى نبيه – صلى الله عليه وسلم – قال تعالى :
{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ..}
و “شيء” نكرة في سياقِ الشرط فتدل على العموم..
⬅ فمهما كانَ هذا الشيء؛
صغيراً أم كبيراً ، جليلاً أم دقيقاً ،
فالواجبُ رَدُّهُ إلى الكتابِ والسنة ، قال تعالى :
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ..}
?? والواجبُ في مثلِ هذهِ المسائلِ العدل ، وقد قالَ الله تعالى :
{وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } .
↩وقدْ حَسمَ الشرعُ موضوعَ الخروجِ على أولياءِ الأمورِ فحرَّمه ُ؛ و وردت حُرمته في أحاديثَ شهيرةٍ عديدة ، وهذا هو موقف أهلُ السُنَّة و الجماعة.
↩ وحكاهُ – قديماً وحديثاً – علماءُ أهل السُنَّة وأئمتهم بدءاً من الإمامِ أحمد ، والإمامان الرازيان أبو حاتم و أبو زرعة.
↩ فيما نقل الإجماع عنهم الإمام اللالكائي في كتابه [شرح أصول أهل السنة] ، وكذلك وذكر ذلك الإمام أحمد في كتابه [ أصول السنة ] .
⬅ والنبي – صلى الله عليه وسلم – حَسمَ هذا الأمر ، فلمَّا أخبر صلى الله عليه وسلم بأنه “سيكون أُمراء أَثَرَة ”
أي : يُؤثرون أقاربهم ومعارفهم ويخصونهم دون سواهم ودون غيرهم من الناس ، فلما سُئل صلى الله عليه وسلم : ماذا نفعل؟
كان جوابهُ صلى الله عليه وسلم :
” سلوا الله الذي لكم وأدُّوا حق الله عليكم ”
⬅ وكذلك لمَّا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – “الأثرة” قال : ” فاصبروا حتى تلقوني على الحوض” .
↩ وكذلك ثبت أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ” فمن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فإن جاءه من ينازعه فاضربوا عُنقَ الآخَرْ ، أو قال : فاضربوا عُنقَ الآخِرْ” .
?? ولذا أهل العلم يقولون : ( وهذا مذهب أهل السنة والجماعة) :
((إمام غَشومٌ خيرٌ من فتنةٍ تدوم))
⬅ فالواجب علينا أن نُطيع أولياء الأمور ديانةً ؛ فلا نُطيعهم طمعاً فيما عندهم من مساكن أو مناصب أو مراتب ، ولا نُطيعهم من أجل سَوادِ عيونهم ، ولا من أجل تحقيق مآربهم ، ولا من أجل إثبات شخصياتهم ، وإنما الواجب طاعتهم من أجل أن تبقى هيبة للدولة ، وأن تبقى الكلمة مجتمعة ، ومن أجل أمن المجتمع ، ومن أجل تحقيق المصلحة العامة التي يُقدمها الشرع على المصلحة الخاصة .
?? فهذا حُكْم شرعيٌّ لا يتغير ولا يتبدل ، وإن اختلفت الأمصارُ والأعصار كما هو معلوم .
⏮ فموقف أهل السنة والجماعة مِمَّا جرى في تركيا – فيما أفهم – هو موقفهم من الربيع العربي ، فلا فرق بين الربيع العربي المزعوم وما جرى في تركيا .
↩ 《 فالإنقلاب 》 الذي جرى أمرٌ منكرٌ ولا يجوز ، ولا سِيَّما أنَّ العدلَ يقضي أنَّ هذه الدولة الفتية بدأت تُعطي حُريات للمُسلمين ، وبدأت تُظهر مُكنة ؛ نوع مُكنة ولو كانت يسيرة بالنسبة إلى إقامةِ شعائر الدين ، وبدأ تَحوْل ظاهر في تركيا بالنسبة إلى من قبلهم.
⏮ وأسأل الله – عزَّ وجل -َّ أن يُجمِّل ويحسِّن أوضاعَ المُسلمين وبلادهم في كُلِّ مكان.
?? الذي جرى في 《 تُركيا 》على الرغم من أننا نُنكر مواقف كثيرة ، وهي مواقف مُثبتة ، ولا نقول بالظن والتخمين ، مُثبتة كما يقولون بالصوت والصورة ، فقلت نُنكر كثيراً من المواقف ، ننكر التطبيع مع اليهود الذي سمعناه أخيراً ، ننكر الزواج المثلي ، أشياء كثيرة مُثبتة .
↩ لكن يبقى هذا الإنقلاب حُكمه حُكم الخروج على أولياء الأمور في الربيع العربي وغيره .
⏮ والعجب لا ينتهي من الحركيين!..
أنهم مُتناقضون ، موقفهم في الربيع العربي شيء، وموقفهم من الذي حصل في تُركيا شيء آخر ، وهذا أمرٌ متناقض ، والأصلُ في الأحكام أن تكون واحدة ، لا أن تتعدد ، و الأصلُ في الأحكام أن تنطلق من أصول ، وهذا أصل من أصول أهل السنة .
⬅ ولذا النبيُ – صلى الله عليه وسلم – ما مدح خروجاً وفرقةً وشقاً للصف ، وإنما الذي مدحه مِمَّا حصل من الحسين – رضي الله عنه – رجوعه لا خروجه ، مدح النبي ” الرجوع” -صلى الله عليه وسلم- ، فلا يمكن أن يكون هنالك خروج على حاكم إلا وأمر المجتمع وأمر المَفسدة العامة هي القاضية ، أمر لا يقبل الإنفكاك أبداً ، ومن هاهنا جاءت كلمة أهلُ السُنَّة وإجماعهم .
⬅ الإمام أحمد ؛ كم أُوذي من قبل المأمون في فتنة خلق القرآن؟
وهو أمر ينال العقيدة، وقد كان من حَوْله يُوَشِمَهُ بأن يخرج على الإمام فكان – رحمه الله تعالى – يقول :
” إذا سَلَّ الإمامُ سيفه فإنه لا يُوضع .
إذا سُل َّ سيف الإمام فإنه لا يُوضع.”
↩ فمن الحُمْقِ ومن الغباءِ والمعصيةِ أن نثور على الحكام وأن نُثَوِرَهُم علينا.
⏮ والواجب علينا السمع والطاعة في المعروف ، وأن لا نخالفَ أوامر الله عز وجل .
↩ أيضاً هُنالك عجبٌ من موقف آخر ، وهو تزكية الإنقلاب الذي جرى ! هذا أمرٌ عجيب ، بعض المنسوبين لأهل السُنَّة والجماعة ، يعني المنسوبين للدعوة السلفية ، باركوا الخروج ، وهذا أيضاً خروجٌ عن أصلٍ وقاعدة معلومة عند أهل السُنَّة ، وهذا يذكرك بقول النبي – صلى الله عليه وسلم -:
وإنَّ الرَجُل ليتكلمُ بالكلمة لا يرى فيها بأساً ، أو قال : “إنَّ الرَجُل ليتكلمُ بالكلمة فتهوي به في النار سبعين خريفاً ” .
↩ فهذا ظلمٌ ، وهذا ظلم ، وهذه مخالفة ، وهذه مخالفة .
⏮ وبالمناسبة حصل خروج على حاكم لم يحَكم بشرع الله تعالى، وكان يميلُ للمُسلمين ميلاً جيدا ً، وكان عادلا ً، واستقبل المُسلمين لمَّا أُوذوا في مكة إيذاءًا شديداً وهو النجاشي ، فحصل خروج عليه والمُسلمون عنده .
↩ فقد أورد ابن هشام في سيرته – طبعاً مأخوذة من ابن اسحق – وأوردها أيضاً ابن عساكر بسنده ، وهي في كتاب [صحيح السيرة النبوية] لشيخنا الإمام الألباني ، لمَّا ذكر وصول المسلمين إلى الحبشة ، وأنا أُسمِعُكم موقف صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم – من الخروج والإنقلاب الذي جرى على النجاشي والصحابة هُناك .
↩ يقولون الصحابة بعد كلام طويل : “فأقمنا مع خيرِ جارٍ في خيرِ دار ، يعني النجاشي في الحبشة ، فلم نَنشَبْ أن خَرج عليه رجَلٌ من الحبشة يُنازعهُ في المُلك..” ، خرج على النجاشي رجل من الحبشة نفسها ينازعه في المُلك ، فاسمع ماذا يقول الصحابي ، يقول : ” فواللهًِ ما عَلِمتَنا حَزِنَّا حُزْناً قط أشَدَّ منهُ فَرَقاً – خَوفاً – من أن يظهر ذلك المَلِك عليه.”
يعني حَزِنوا حُزناً شديداً أن يظهر هذا المَلِك الذي خرج على النجاشي ، قال : “فيأتي مَلِكٌ لا يعرفِ من حَقِنا ما كان يعرفه..”
والله هذا الذي نخافُه ، والذي رأيناه من هذه الأمور ما رأينا منه خيراً
⬅ قال : “فجعلنا ندعوا الله ونستنصرهُ للنجاشي ، صار هَمُهم الدعاء والإستنصار.
⬅ “فخرج إليه سائرة ” ، خَرَجَ إليه مع مجموعة كبيرة من الجُنود -مثل ما حصل في تُركيا- عدد كبير جداً وسَلُّوا السيف وساروا إليه ، قال : “فحار أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعضهم لبعض من يخرج فيحضر الوقيعة حتى ينظُرَ على من تكون؟ ”
يعني من منا يذهب يشاهد ما جرى؟
فقال الزُبَيْرُ بن العوام -يقول الراوي- وكان من أحْدَثِنا سناً “، شاب سريع الحركة ، تستهويه هذه الأمور .
“فقال الزُبَيْرُ وكان من أحدثنا سنا ً: أنا ، فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ، فجعل يَسبَح عليها في النِّيل حتى خرج من شقه الآخر ( يعني قطع النيل سِباحة) ، حتى يرى مكان الوقيعة .”
↩ (يعني هنالك عناية وإهتمام من قبل الصحابة) “من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس ، فحضر الوقيعة ، فهزم الله ذلك المَلِك وقتله” ، الذي عمل انقلاب على النجاشي ، وظهر النجاشي عليه ، وجاءنا الزبير ، فلما جاء الزبير قال : “فجاءَ يليح لنا بردائه.” ، حملَ الرداء يُلَوِّح به كعادة العرب ويقول : ” ألا فأبشروا ، فقد أظهر الله النجاشي” هكذا قال أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ” فوالله ما عَلِمتَنا فَرِحنا بشيءٍ قط فرَحِنا بظهور النجاشي.”
?هذا حال الصحابة ، فأن يميل القلب إلى العادل ، وأن يميل القلب إلى من يُمَكِّن المُسلمين ولو مِكنةً يسيرةً قليلةً ونُحب ذلك ، هذا من دين الله عز وجل ، قال تعالى : { الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} .
⏮ لمَّا حصل مع أبي بكر الصديق ، وحصلت معه مُغالبة ومُراهنة على المال بينه وبين كفار قريش ، فكان أبو بكر والصحابة يميلون إلى غلبة الروم على الفرس لأنَّ الروم أهل كتاب ، فقط لأنَّ الروم أهل كتاب ،
هذا أصل أصيل في أشياء :
الأول:
أن يميل القلبُ إلى الشرع والدين وإن كان هذا الدين مُحرفا ً؛ وإن كان المُخالِفُ مُنكراَ لأصل الدين ، ( الفرس يعبدون النار) ، فأنتَ لما تُخيَّر بين أمرين ، وجود العواطف مع الدين ، ولو كان هذا الدين في يوم من الأيام الله يحبه ويرضاه، فهذا مُقدَم على ما يخالفهُ وما يناقضه .
الثاني:
وجود الأحكام التي تخص هذا الميل ، الأعمال القلبية في شرع الله عز وجل .
الثالث:
جواز بذل المال من الأثنين في مسائل الدين الظاهرة ، يجوز المغالبة والمراهنة من غير وجود طرف مُحلِّل أي طرف ثالث ؛ فمسائل الدين الظاهرة الكُلِّية الكبيرة العَقدية الواضحة إذا اثنان تغالبا إن كان في شرع الله كذا أنا أدفع كذا ، فهذا أمر لا حرج فيه .
↩ وعليه وعلى مثل هذه المسألة أورد الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في كتابه العظيم [ الفروسية ] وهو من بديع ما كتب الإمام ابن القيم – رحمه الله – أورد وأثبت بأدلة كثيرة جواز المُراهنة من الطرفين دون وجود طرف ثالث – طرف مُحلِّل – في المسائل الشرعية الظاهرة وفيما يعودُ على الأبدانِ بالإستعدادِ للجهاد، كما حصل مع النبي – صلى الله عليه وسلم – و ركانة لما صرعه وتراهنا في كل مرة عليها .
? فهذا رأيي ولا جديد فيه ، هذا الأمر لا جديد فيه ، إنما هو فرعٌ من أصل نراه وقام عليه إجماع كلمة أهل السُنَّة والجماعة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 7 – 22
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .

ما أفضل كتاب تكلم عن الصوفية في هذا العصر وما رأيك بالصوفية وخصوصا أن مالكا…

أما بالنسبة للمقولة عن مالك فهي كذب صراح، لم ينقلها أحد من تلاميذه، ويذكرها المتأخرون من الصوفية كالشعراني وغيره، وإثباتها عنه دونه خرط القتاد،ولا يوجد نص في ديننا لا من كتاب ربنا ولا من أحاديث نبينا فيه ذكر للصوفية، وديننا فيه تزكية، وينبغي أن نضبط العبارات وقد قالوا قديماً: من ضبط المقدمات سلم في النهايات.
وأما الانشغال بحرمان الروح والسهر والمجاهدة، فهذه موجودة في جميع الأديان، حتى عند البراهمة وعند اليهود يوجد هذا أما ديننا ففيه تزكية، وأشد واجب في شرعنا هو إعطاء كل ذي حق حقه، أن تعطي بدنك حقه على غير حساب الروح، وأن تعطي روحك حقها من غير إهمال جانب البدن، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو سيد الأتقياء، وهو أفضلهم وما ابتعد عن الدنيا ونال نصيبه منها، حتى أن عائشة كانت تقول: {كان يقوم حتى نقول لا ينام، وكان ينام حتى نقول: لا يقوم، وكان يفطر حتى نقول لا يصوم، وكان يصوم حتى نقول لا يفطر}، فهذا هو التمام والكمال .
وأما الانعزال عن الدنيا بالكلية وإدخال الحرمان على النفس والمجاهدات البدعية فهذا أمر ما أنزل الله به من سلطان، والذكر ينبغي أن يكون على وفق ما شرع النبي صلى الله عليه وسلم، فكل طريق إلى الجنة مسدود إلا طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وكل طاعة [غير واردة عن نبينا] فهي مردودة على صاحبها، ثبت في الصحيح أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}.
والاصطلاحات مهمة فربنا يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث ليزكي، فتزكية الروح من الأمور التي بعث بها صلى الله عليه وسلم، وأما لفظة التصوف والصوفية فلا يوجد لها ذكر لا في كتاب ربنا ولا في حديث نبينا، والتصوف بمعنى البعد عن الدنيا موجود عند كل الناس، وهي ليست دلالة على الخير، والخير أن تضع الأشياء في أماكنها وكل الخير في هديه صلى الله عليه وسلم.
وقيل إن الصوفية من الصفاء أو أهل الصفة وغير ذلك، وهذا الكلام ليس بمسلم لأصحابه، فالصوفية ظهرت في القرون المتأخرة، ولم تعرف بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والخير كله في الشرع ولا يوجد في الشرع ظاهر وباطن، ولا يوجد أسرار، كما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطب سلمان بكلام فارسي، وكان يخاطب بلال بكلام الزنج، هذا كلام باطل ما أنزل الله به من سلطان.
والصوفية راجت سوقها بسبب الجهل ،والصوفية والعلم لا تجتمعان، فمتى علم الناس قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنطلي عليهم الأكاذيب.
وفي كتب الصوفية المتأخرين أعاجيب الأكاذيب، وأعاجيب الغرائب، فمن يقرأ كتبهم يستغرب كل الاستغراب، كيف هذا الشيء يكون في دين الله عز وجل، فمثلاً واحد مجذوب، على رأيهم يكون ولياً لله، فيخلع ملابسه ويصعد على المنبر ويخطب، ويوجد عند الشاميين تعلق بهذا، فيعتقدون أن من أولياء الله مجاذيب ومجانين، نعوذ بالله من هذا! والإمام الشافعي يقول: ((إن لم يكن العلماء أولياء الله فلا أعلم من هم)).
ويعتقدون أن هنالك حضرات في أذكارهم البدعية، ويسمونها الحضرة، لأنهم يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر هذه الحضرة، ولذا في حضراتهم يكون فيها كرسيان فارغان، واحد للنبي وواحد لشيخ الطريقة، وهذا كذب وافتراء وهراء ما أنزل الله به من سلطان، فلو كان النبي حياً لجاء إلى الصحابة لما اختلفوا، والنبي صلى الله عليه وسلم في حياة برزخية خاصة به في قبره، وعندي كتاب لصوفي مخرف اسمه “أبدع ما كان في إثبات أن محمداً لا يخلو منه زمان ولا مكان” فبالله عليكم إن لم تكن هذه هي الخرافة فما هي الخرافة؟
والدروشة إذا قيل لهم هل فعلها النبي وصحبه؟ قالوا: نحن خضنا بحاراً وقفت الأنبياء في ساحله، قبح الله هذه البحار وقاتل الله من خاض فيها، فكل شيء فوق هدي النبي صلى الله عليه وسلم مرفوض مردود ، فديننا دين النبي صلى الله عليه وسلم، ودين صحبه، لا يوجد عندنا أناس عندهم دين أكثر من دين محمد وصحبه، لذا كان سعيد بن المسيب يقول: ((ما لم يعرفه أهل بدر فليس من دين الله في شيء)).
فقولهم: نحن خضنا بحاراً وقف الأنبياء بساحله، فيقولون: نحن نذكر ذكراً ليس كذكر محمد، بل نحن نذكر ذكراً أرفع من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم نحن نذكر ذكراً كذكر الملائكة، الذين هم حول العرش، فيقول ابن العربي سيدهم في كتابه: “الفتوحات المكية” في تفسير قول الله: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض} فقال: ابراهيم لما رأى ملكوت السماوات رأى كيف يذكر الملائكة ولم يصل أحد إلى مرتبة ابراهيم إلا عدد قليل من الصوفية، فرأوا ملكوت السماوات والأرض، فهم يذكرون الله كذكر الملائكة، ومع كون هذا كذباً فنحن لسنا متعبدين بعبادة الملائكة، ولكننا متعبدون بما تعبد محمد صلى الله عليه وسلم ربه.
ويا ليت المسلمين يفهمون معنى قولهم: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله” فمعنى قولك أشهد أن لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله، ومعنى قولك: أشهد أن محمداً رسول الله: أي لا متبوع بحق إلا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا قال الجنيد رحمه الله: تنكت النكتة  في قلبي، فلا أقيم لها وزناً حتى يقوم عليها شاهداً عدل من الكتاب والسنة، فكل ما يقع في القلب وكل ما ينكت في القلب من صغيرة وكبيرة ينبغي عرضها على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وافقهما فعلى العين والرأس، وكل ما خالفهما فكما قال عامر الشعبي رحمه الله: ضعه في الحش.
ولما قيل للإمام الشافعي: يقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فما قولك أنت؟ فغضب وقال: سبحان الله! أتراني خراجاً من كنيسة؟ أترى على وسطي زناراً؟ تقول لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما قولك أنت؟ ما قولي إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهؤلاء أتوا من الجهل، ولعبت فيهم الشياطين، فالواحد منهم يمكث في الخلوة أياماً طويلة على ماء قليل ومن غير نوم بسهر وتعب وجوع وتخيلات، فيخيل أن يرى شيئاً، ويرى، فالأطباء يقولون: إن الدماغ مع شدة السهر ومع شدة الجوع  يفرز أشياء تجعله يتوهم، كما حصل مع قريش لما توهموا سحب الدخان من شدة الجوع الذي نزل بهم فيقول الواحد منهم: رأيت الله، وعبدت الله، حتى أتاني اليقين، فيجلس الشيخ منهم على الكرسي ويؤذن ولا يصلي، يقال له: صل يا شيخ، فيقول: عبدت الله (فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، وجائني اليقين، ثم يقول الواحد منهم: ما أدراك؟ الشيخ يصلي يتوضأ بماء الغيب ويصلي في مكة، وهو من أهل الخطوة، وأنتم لا تعلمون.
الشيخ ذهب إلى مكة صلى ورجع، على العقول السلام، فمن يقول بهذا الكلام ليس بمكلف، فهو مجنون والكلام معه عبث.
وأنا لا أغالي فهذا والله موجود، فأول ما صليت كنت ولداً صغيراً، فذهبت إلى زاوية من هذه الزوايا، وكنت أذهب مع أخي، وكان صوفياً ثم تاب الله عليه، فكنت أرى هذه الأشياء وأنا عمري آنذاك سبع أو ثمان سنوات.
فديننا لا متبوع فيه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما قولهم: سلم نفسك لشيخك كما يسلم الميت نفسه لمغسله على حمالة الأموات، فهذا ليس من ديننا في شيء، فكل شيء يحتاج إلى دليل وبرهان، أما تحسين الظن في المشايخ وإن فعلوا المنكرات فليس هذا من دين الله في شيء.
وفي كتاب “الميزان” للشعراني يقول: بال الشيخ فجاء المريد فشربها ساخنة، أي دين هذا؟! وأن نعتقد في المجانين أنهم أولياء الله عز وجل أهذا دين؟ هذا خرافة.
ودخل في ديننا كما دخل في دين اليهود والنصارى من التبديل والتحريف، ولا ننكر هذا، ولكن الله تكفل بحفظ دينه، فالفرق بيننا وبين غيرنا أن الله قال عمن قبلنا من اليهود والنصارى: {بما استحفظوا من كتاب الله} وقال عن كتابنا: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
فكتابنا محفوظ بحفظ الله، وأما كتاب من قبلنا محفوظ إن حفظوه، ولذا وقع تبديل وتحريف في دينهم، وما ظهر الأصيل من الدخيل، ولا الجيد من الرديء، ولا الحسن من القبيح في دينهم، وأما في ديننا فالحمد لله، ستبقى طائفة منصورة إلى يوم الدين، تظهر الصواب من الخطأ، قال الإمام عبدالله بن المبارك: (ما بيت رجل الكذب على رسول الله في ليل إلا قبض الله له  في النهار من يكشف كذبه)، فالله حفظ هذا الدين.
فمهما هؤلاء يلعبون، سيظهر زيفهم، وأكثر من أظهر زيفهم في الزمن الماضي، لما راج سوقهم، وظهرت بضاعتهم، شيخ الإسلام ابن تيمية، فكان هؤلاء يضعون على جلودهم أشياء تؤخذ من جلود الضفادع فيدهنون بها أجسامهم ويدخلون النيران، فلا يحترقون، وهم البطائحية الرفاعية، قال ابن تيمية: فمشيت إلى الإمام وبينت له زيفهم، وكان يعتقد بهم الولاية، وقلت له: يغتسلون بالماء الحار، وأغتسل معهم، وتشعل النيران وندخلها، ومن كان ولياً لله فلا تحرقه النار، فأخبرهم فأبوا دخول النار: قال: ولو فعلوا لدخلت النار وإني لأرجو أن أنجو منها كما أنجى الله ابراهيم.
فلما كشف زيفهم ما كان إلا أن يكفروه، وأشهروا كفره، وتواطأ متأخروهم مع متقدميهم على تكفيره، وتكفير شيخ الإسلام  وسام له، وممن كشف زيفهم وأزاح اللثام عن باطلهم في العصور المتأخرة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ونقول هذا تديناً لا تزلفاً ولا تزلقاً لأحد، فكذبوا عليه وأصبح من يقول: قال الله، قال رسول الله، وينادي بالعقيدة الصحيحة، يقولون عنه وهابي.
وممن حمل مبادئ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بلاد الشام ونادى بضرورة تصحيح عقائد المسلمين وكشف ما دخل على الدين من زيغ، شيخنا محمد ناصر الدين الألباني الإمام في هذا العصر رحمه الله، وكان الشيخ جراء فعله كان يُنبذ ويقولون عنه وهابي، فكان يقول: الوهابي نسبة إلى الله عز وجل الوهاب فعلى هذا المعنى أقبل، وإلا فأنا متبع النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء إن أردتم أن تعرفوهم فاسألوهم: ما رأيكم بشيخ الإسلام ومحمد بن عبدالوهاب والألباني؟ فهذه علامات فارقة، ولا ذنب لهؤلاء العلماء إلا أنهم قالوا: دين الله كتاب وسنة، فما لم تأت الحجة فلا نقبل هذا من دين الله.
والاصطلاح الشرعي ليس الصوفية، وإنما التزكية، وحسن السمت، قال صلى الله عليه وسلم: {خصلتان لا تجتمعان في منافق، حسن السمت وفقه في الدين}، فلا نعرف في الكتاب والسنة ذكر للصوفية، فإن قيل: التصوف العبادات التي جاء بها الشرع، نقول: لماذا نستعير عبارات من غير الشرع؟ وشرعنا كامل وديننا كامل، والحمد لله.
أما أحسن كتاب عن الصوفية ، فالكتب كثيرة ، وأحسن من قَوَّمَ الصوفية شيخ الإسلام ابن تيمية، ففي كتبه كشف لألاعيبهم وباطلهم، وقد جمع غير واحد من المعاصرين “شيخ الإسلام والصوفية” وكتب من المعاصرين أخونا الشيخ محمود عبدالرؤوف قاسم كتاباً جيداً أنصح بقرائته اسمه”الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ” ومن محاسن هذاالكتاب أنه ما نقل كلمة واحدة ولا حرف واحد من غير كتبهم، ومن محاسنه ذكر فيه قرابة مئة صفحة بعنوان: إضحك مع الصوفية، وتقرأ فيه عجائب، وما نقل شيئاً إلا من كتبهم وعن أعلامهم، فما نظر للصوفية من منظار غيره، قرأ كتبهم ونقل، وقال: هذه المراجع وهذه الطبعات وانظروا، والذي ينظر في هذا الكتاب يعلم حقيقة الصوفية، ومن هم الصوفية، فكل من يقع في قلب شك في ذلك، فأنصحه بقراءة هذا الكتاب فقد كفى ووفى، والله أعلم.

هل أهل البدع مخلدون في النار أم يخرجون منها كأهل المعاصي من الموحدين

البدعة قسمان: بدعة مكفرة وبدعة مفسقة، فمن كان عنده بدعة عقدية مكفرة فهذا كافر مخلد في النار.
وأهل البدع في الجملة ليسوا كفاراً ولذا فهم لا يخلدون في النار، إنما يعذبون في النار حتى يطهرون، ثم مآلهم الجنة والله أعلم…

السؤال العشرون أنا طالبة علم مبتدئة هل أبدأ بتعلم التوحيد أم بتعلم أحكام التجويد…

الجواب : هذا وهذا ، التوحيد لا يستقرّ في القلب إلا بالغذاء الصحيح ، والغذاء الصحيح يكون بالقرآن والسنّة ، والقرآن يكون غذاءً صحيحًا للقلب إن أدّاه المكلّفُ كما أنزله الله من السماء ، والعبد لا يستطيع أن يقرأ القرآن كما أُنزِل من السماء إلا بأن يتعلّم أحكام التجويد ، فأحكام التجويد لا تُراد لذاتها ؛ وإنّما تُراد لكي يؤدّيَ العبدُ قراءة القرآنِ على الوجه الذي أنزله الله تعالى على قلبِ نبيّه صلى الله عليه وسلّم .
طالب العلم المبتدئ يبدأ بالكليّات ، يبدأ بكليّات العلوم ، ولا يتخصص بعلم ، يبدأ بكليّات التوحيد ، يبدأ بأحكام التلاوة والتجويد ، ويودع قلبه ما استطاع من كتاب الله جلّ في علاه ، ويحفظ كلّيات الفقه .
طالب العلم المبتدئ يحتاج الى كليّات الفقه ، وتكون مقدّمة على فروع التوحيد ، يعني يعرف كيف يصلّي ! المرأة تعرِفُ كيف الحيض ، وهذه مقدّمة على أن تعرف الفرق بين النبيّ والرسول ، الفرق بين النبيّ والرسول ليس من أصول التوحيد ، وهي من مباحث التوحيد ، فبعض الناس إن أقبل على العلم يريد التوحيد لمّا يسمع عن فضل التوحيد وهذا حق ، فلا يفهم أن المطلوب منه في التوحيد الكليّات ، فيبدأ بكليّات التوحيد ثمّ كليّات الفقه وهكذا ، ثم ّ يبدأ بالعلوم في فترة لاحقةً مفصّلةً ، والله تعالى أعلم .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الخامس هل يجوز أن نقول يا قوة الله و يا …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-5.mp3الجواب : لا يدعى إلا الله ، فلا يقال يا رحمة الله ولا يا قوة الله فهذا أيضا له معنى المصدر الشيء الذي يظهر فيه قوة الله عز وجل ، فهذه العبارات غير مشروعة .
مجلس فتاوى الجمعة
3 – ربيع الأول – 1438 هجري
2 – 12 – 2016 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍.✍?

السؤال الثالث والعشرون ما هو الضابط في التفريق بين دار الاسلام ودار الكفر وهل دولة…

الجواب : هؤلاء يهود ليسوا بني اسرائيل ، اسرائيل عليه وعلى نبيّنا أفضل الصلاة والسلام هو نبيّ الله يعقوب وهو بريءٌ منهم ، يفرحون بأنّ يُقال عنهم اسرائيليون ، هم ليسوا إسرائيليين ، والنصارى ليسوا مسيحيين ، المسيح بريءٌ مّمن يؤلهه ، فيحرُمُ أن نقول عن اليهودي إسرائيلي ، ويحرُم أن نقول عن النصراني مسيحيّ، فإسرائيل بريء من اليهود ، وعيسى عليه السلام بريء من النصارى ، ” قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النّصارى ليست اليهود على شيء ” هؤلاء يهود وهؤلاء نصارى ، ليسوا إسرائيليين ، هؤلاء ليسوا مسيحيين .
واليهود دار حرب ، وليست دار كُفر فقط ، يعني اليهوديّ الجاثم على فلسطين محارب وليس معاهد ، فلا حرمةَ له ، اليهود في فلسطين محاربون ليسوا أهل ذمة وليسوا أهل عهد ، لا حُرمةَ لدمائهم ولا حُرمة لأموالهم ، هذا حال اليهود ، لكن موضوع أن نقاتل وعدمه يدور مع المصالح والمفاسد ، لا يدور مع أنّهم معاهدون وأنّهم مستأمنون .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

ما رأيك في الأحزاب الدينية

لا نعرف في الدين إلا حزباً واحداً وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه: {أولئك حزب ألا إن حزب الله هم المفلحون}، فلا نعرف في الشرع أحزاباً والمسلم أخو المسلم شاء أم أبى.
والواجب على المسلمين الاجتماع لا الافتراق والحب والبغض والولاء والبراء يكون على مقدار الدين والعلم والتقوى، فكلما ازداد الإنسان علماً وديناً وجب على سائر المسلمين أن يكون مقدماً عندهم في الحب والولاء وكلما نقص دينه وخف ورعه وقل علمه، فحينئذ يقل الحب والولاء بمقدار النقص في التقوى والعلم.
وعلى هذا فإن أولياء أمور المسلمين الذين تجب عليهم طاعتهم هم العلماء والأمراء فمن أتاه الله علماً فهو ولي أمر ومخالفته حرام في الشرع.
والحب والبغض في الشرع يكون على حسب التقوى والورع وقد يجتمع في الشخص الواحد حب وبغض، فأحب شيئاً من خصاله وأبغض شيئاً، وقد يجتمع في شخص واحد ولاء وبراء، فأواليه في أشياء وأعاديه في أشياء ولذا أمرنا أن نقول حقاً وأن نصنع عدلاً ولا نعرف ميزاناً في الإسلام غير هذا الميزان.
ولما حصل نزاع بين رجل من الأنصار وآخر من المهاجرين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أجاهلية وأنا بين ظهرانيكم}، فعد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك جاهلية مع أن المهاجرين والأنصار اسمان شرعيان مذكوران في كتاب الله في سياق المدح، في قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ورضي الله عنهم ورضوا عنه}، فإذا قال الإنسان : يا للـ ، واستنصر بعشيرته أو بحزبه أو بأصحابه على أخيه ولم يكن من ميزان الدين فهذه جاهلية .
ونحن لا نعرف في ديننا شيئاً يجمع المسلمين إلا الدين نفسه، فالقريب من الدين في العلم والعمل هو الواجب أن يكون قريباً من قلوب الناس وتأييدهم وحبهم والبعيد عن الدين في العلم والعمل يكون بعده عن حبهم وقلوبهم وتأييدهم بمقدار بعده فلا نعرف ميزاناً غير ذات الدين.
أما أن يجتمع كل مئة أو كل ألف أو ألفين على رجل وكل واحد منهم يقول: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، ليشد الناس إليه فهذا القول فيه تجميع والفعل فيه تفريق، والعبرة بالحقائق لا بالأسماء فلا نعرف في ديننا تقسيمات وتحزبات يوالون ويعادون عليها، نعم كان موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أنصار ومهاجرون لكن هذين الإسمين لا يؤثران عليهم ولما كادا أن يؤثرا عليهم لما قال رجل يا للأنصار، والآخر يا للمهاجرين، عده النبي صلى الله عليه وسلم جاهلية، فإن أصبح الولاء والبراء على أسماء وإن كانت شرعية، فإن الشرع من هذا بريء ونسأل الله العفو والعافية.

السؤال الخامس هنالك تساؤل حول عدم كلام المشايخ في قضايا المسلمين

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-5.mp3الجواب : قضايا المُسلِمين قسمان:
قسم ورد فيها نص ولها أصل صحيح صريح واضح بَيِّن فحينئذ الواجب بيان هذا الأمر          والقسم الثاني : قائم على تحليل ، وفي فهمي وتقديري أنه لا يوجد اليوم إعلام إسلامي البتَّة ، لأنَّ صانع الحدث هو الذي يُرَوِج له والأحداث فيها خفاء والمُسلِمون بالعُموم وبالجملة لهم عقود يَروْنَ أحداثاً ويتكلمون كلاماً وبعد سنوات طالت أم قصرت يظهر أنَّ الحق والواقع خلاف ما قالوا ولا يتعِظون ويتكلمون ولن ينتهي هذا الكلام والكلام في هذا التحليل شهوة والواجب على المسلم ولا سِيما خطيب الجمعة ولا سِيما من بَوأهم الله تعالى منزلة والناس يسمعون منهم ، الواجب عليهم أن يبقوا في دائرة اليقين وأن لا يخوضوا في الأحداث بظن وتخمين فمثلاً إذا رأى الخطيب الكُفار اجتمعوا على مُحاربة المُسلمين مثلاً فله أن يأخُذ غزوة الأحزاب ويتكلم الرجُل في الأحزاب بالتفصيل فَيَفْهَم النَّاس ماذا يريد لكن وهو يدور في اليقين ولا يدور بالظن .
المِنبَر والمجالس ليست مَظنَّة للتخمين ، أحداث سوريا ليست ببعيدة عنا كيف خاض الناس فيها وكيف ظهرت النتائج والحقائق والأشياء.
المُسلم أولاً يحتاج أن لا ينسى الدعاء لا ينسى الدعاء للمُسلمين أبداً من استطاع أن يُقدم شيئاً للمُسلمين فهذا واجبٌ عليه هذا واجبٌ عليه وذكرت في هذا المجلس أكثر من مرة أنَّ مُعاوية رضي الله تعالى عنه في الشام لَمَّا حصلت المجاعة في مكة والمدينة جَهَّز مِئة إبل وأرسلها وعليها الطعام ووضع عليها الطعام وحملها بالطعام .
يا أهل الحجاز وجب عليكم سداد الدَيْن فالواجب عليكم وعلى سائر المُسلمين إنقاذ إخوانكم في الشام كاد أن يموت بل حصل أن مات أناس جوعاً فأنا أقول بارك الله فيكم الكلام في الظَن والتخمين هذا أمر لا يحصل، والواجب على المُسلمين اليوم أن يعلموا نصيباً من الفتنة وأن يعرفوا شيئاً من تأصيلات العلماء فيها والواجب هذا هو المقدار الذي يُنَجيهم من الخَوْض فيها، لَمَّا وقع اللَّحن قام علماؤنا وأصلوا وأنشؤوا علم النحو، ولَمَّا وقع الخلل والكذب بالإستدلال بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم علماؤنا أنشؤوا علم الحديث وهكذا سائر العلوم اليوم يجب على كُلِّ مُسلم وجوباً عينياً ويجب على العلماء وطلبة العلم النُبهاء وجوباً كفائياِ أن يتكلموا عن الفتنة وأن يُحذروا الناس منها وأن يبقوا في أمان ونجاة فلا يجب على المسلم أن يعرف تفاصيل الفتنة لكن يجب عليه أن يعلم كُلِّيات الفتنة وأن تكون هذه كُلِّيات حاضرة عنده على وجه تَحوشه وتُبعدِه عن الخَوْضِ المُفصَّل في الفتنة اليوم في وقت الفتنة جُلَّ الناس يتكلمون في الفتنة ويزيدون إيقادها ناراً وتزداد شعيلاً وهكذا، فالواجب على العبد أن يعلم هذه الأشياء والواجب بإيجاز أن يفهم الناس من خلال النُصوص الشرعية الكثيرة في الآيات والسُنَّة ، وأنه لا يقع في هذا الكَوْن بلاء إلا بذنب ولا يُرفع إلا بتوبة هذا المقدر الذي ينبغي أن نتكلم فيه .
 
مجلس فتاوى الجمعة
29_7 _ 2016
 
رابط الفتوى :
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال الثالث عشر أخ يقول فضيلة الشيخ نحن السوريون عندما أتينا من سوريا إلى…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-13.mp3الجواب:
أولا كان معاوية كما ثبت في صحيح مسلم يعطي الناس كوبونات كي يأخذوا الطعام، ووجد أبو سعيد أن الناس يبيعون هذه الكوبونات، فبين ورفع للنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع الطعام قبل أن يقبض. الكوبونات لا تباع. هذه الرواية سبقت للذهن قبل البدء بالجواب.
فمن معه كوبونا به طعام يحرم عليه أن يبيع الكوبون حتى يقبضه طعامًا فيبيعه طعامًا، أما بيع الكوبون فلا، مثلا معي كوبون طعام ثمنه خمسين دينارًا فأبيعه بأربعين دينارًا هذا البيع حرام، يجب أن تقبض الطعام وبعدها تبيع الطعام بالسعر الذي تريد.
وهذه المساعدات يأخذها المسلم من الكافر ضرورة وحاجة.
الواجب على المسلمين أن يكونوا يدًا واحدة. والواجب على المسلمين أن يكفوا إخوانهم المسلمين. لكن هذا مع القصور وعدم الوجود فإخواننا السوريون يأخذون من هذه المؤسسات هذه الأشياء عند الحاجة فحسب.
والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
3 ربيع الأول / 1438 هجري
2016 – 12 – 2
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍.✍?

السؤال السادس والعشرون أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/26.mp3*السؤال السادس والعشرون : أنا طالب أدرس في المرحلة الثانوية وعند تأديتي لأحد الاختبارات تغيب مدرس المادة لظرف صحي وقام بالمراقبة على الإختبار أحد المعلمين حيث أفسح لنا المجال بالغش في الإختبار وجاء إلي طالباً مني أن أغشش زملائي فغششتهم وغششت منهم ، مع العلم بأن كل من في القاعة قد غش في هذا الإختبار فما هو الحكم ؟*
 
الجواب : هذا الأستاذ ماذا يقال عنه ، خائن ؟
صحيح خائن ، خان الأمانة ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) .
 
الأمر الأول : في خيانة .
 
الأمر الثاني : في غش ، مساعدة على الغش ، وفي صحيح مسلم : *من غش فليس منا* ، وفي رواية أخرى : *من غشنا فليس منا* ، فهذا فيه إثم ، لكن هذا باطل أم فاسد ؟
جاءني سؤال من بعض إخواننا في العراق يقول : أنا غششت في الإمتحانات  في البكالوريا في ( الجامعة ) وأعمل ممرض فهل عملي حرام ، وهل المال الذي اتقاضاه حرام ؟
 
الجواب : إذا كنت تتقن أصول المهنة كما يتقنها من هو مثلك  وكان الغش عارضاً ما أثر على حقيقة طبيعة عملك ، فعملك ليس بالباطل وإنما فاسد ، بمعنى أن الذي تتقاضاه حلال وليس بحرام ، والواجب التوبة.
 
أما إنسان والعياذ بالله ما يفهم شيء في المهنة في أي مهنة من المهن فيتقاضى راتباً ولا يفهم شيئاً فهذا عمله باطل ، لأنه ما يؤدي الواجب منه حتى يأخذ مقابل الأجر ، فهذا فيه فساد وليس فيه باطلان .
 
والواجب على الطلبة وعليك وعليك وعلى الأستاذ *التوبة* ، والله تعالى أعلم
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة  .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5  – 5  إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor