السؤال الثامن عشر ماذا تقولون في قول بعض المشايخ والدعاة ممن نراهم على القنوات…


الجواب : هذا خطأ طبعًا .
هذه الدولة، إسرائيل بريء منها ، فإسرائيل هو نبي الله يعقوب ، فيحرم أن نقول عن اليهود إسرائيليين ، لايجوز أن نقول عن اليهود أنهم دولة إسرائيل .
هم يروجون لأنفسهم النسبة لإسرائيل ، وهذه النسبة كذبٌ وزور .
كما أنه يحرم علينا أن نسمّي النصارى بأنهم مسيحيون، فالمسيح عيسى ابن مريم – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام – بريء ممن ادّعى ألوهيته .
الذين يقولون عن عيسى أنه إله، عيسى عليه السلام بريء منهم .
لذا لا يجوز أن  نقول عن النصارى مسيحيين ، ولا أن نقول عن اليهود إسرائيليين .
وبعض الأئمة – غفر الله لنا ولهم ممن يشتمون إسرائيل على المنبر ، هؤلاء يشتمون نبي الله يعقوب، يعني هذه ردّة، ليست سهلة ، فشتم إسرائيل حرام شرعًا .
أمّا اليهود فيلعنوا ، هم ملعونون ، لعنهم الله تعالى .
فينبغي أن نضبط ألفاظنا ، ينبغي أن نضبط مفاهيمنا ، وينبغي أن نجعل ألفاظنا ومفاهيمنا محكومة بالشرع ، وأن لا ننساق مع الإعلام ، وأن لا ننساق مع العبارات التي تدرج على ألسنة عوام الناس .
هذا الكلام أكثر ما يفرح به هم اليهود( يعني متى تنتهي دولة اليهود) ، يعني هل هنام طرق سحرية، ونعرف متى ؟ هذا غيب ، قال تعالى : { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله } فالغيب لا يعرفه إلا الله عز وجل .
ولما مر النبي صلى الله عليه وسلم بجارية ، فكانت تضرب على الدف فمدحت النبي صلى الله عليه وسلم بقولها وفينا نبي يعلم ما في غد فقال لها النبي صلّى الله عليه وسلّم : دع عنك هذا وقولي بالذي كنت تقولين ، فالغيب لا يعلمه إلا الله ، هذا أولا.
ثانيا : لو أنك قرأت طرق معرفتهم بهذه السنوات لوجدتها طرق أهل البدع ، بمعنى أنهم يعتمدون حساب الجمل ، ويعتمدون أشياء ليست معتبرة عند العلماء .
ثالثًا : لو أنك نظرت في حال من ادعى لوجدت هذه الدعاوى باطلة  2025 قريبة ليست بعيدة .
لا يمكن أن تنصر الأمة إلا وفق قوانين ، قال تعالى : {إن تنصروا الله ينصركم} ، وقال تعالى : إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .
فلله عزوجل أنظمة وقوانين ، وأما قانون الانتظار والتفريج والفهم بطرق مغلوطة هذا يفرح العدو ، وقد قالوا : 2014 ، وقالوا : 2017 ، وقالوا : في 2020، وبعضهم كتب كتب في هذا ، وبعض من كتب مضت له المدة ، وأنا أتخيل لو قلت لا قدر الله للناس : يعني خلال كذا ستسقط دولة اليهود ثم ما سقطت ، كيف أنظر إلى الناس ، وكيف ينظرون الناس إلي .
جاءني  مجموعة من الإخوان في عمّان  الرابية (مسجد الكالوتي) قالوا لي عندنا الخطيب يقول : المهدي سيخرج خلال سبع سنين .
قلت : ياجماعة سبع سنين فضاحة يعني ليست بعيدة، سبع سنين .
قالوا : ويقول هذا الخطيب : احلق شاربي إذا ما طلع المهدي خلال سبع سنين .
قالوا وبعدها أصبح يقول : إذا ماطلع المهدي خلال سبع سنين زوجتي طالق .
قلت : زوجتك طالق .
أمر عجيب ! ! !
قلت لهم : عندكم جرأة تنتظرون سبع سنين وتخاطبوه بعد سبع سنوات ، إلا في صورة واحدة أن يكون هو المهدي ، ويهيئ حاله للخروج خلال السبع سنين، ما في طريقة حتى يكون كلامه مستقيمًا ؛إلا أنه هو يحضر حاله خلال السبع سنين أنه سيصبح المهدي.
فإذا كان الأمر كذلك هذا له جواب ، أما الأمر خلاف ذلك فهذا له جواب آخر، مضت السبع سنين ، و الناس تنسى .
 قال لي بعض الإخوة بعدها عن هذا الخطيب : أن بعض الفجرة وبعض من يشربون الخمر يأتي على الشارع ويسمع الخطبة وهو في الشارع و الكلام كله خرافات وهراء ما أنزل الله تعالى به من سلطان .
عالجت هذه المسألة بشيء من تفصيل وتأصيل في كتاب العراق لما رددت على صاحب هرمجدون ، مجرمون ، يعني صدام حسين وضعوا له هالة ووظفوا الإعلام في أنه المهدي وأنه المنصور هذا صاحب هرمجدون ، هذه طرق نفسية تسلك وتضيع الأمة معها ، وقد يصدق الانسان لما يبدأ يسمع قالوا في كتاب الجفر  صادم قالوا : ما في صادم إلا صدام ، فنظرت في كتاب الجفر ففيه صارم قال : وبيده عن علي :(وبيده سيف صارم )، صارت صارم صادم ، وكل الذي في كتاب الجفر هو بيده عن علي رضي الله تعالى عنه ، وبيده سيف صارم .
ماذا يعني صارم ؟
يعني سيف قوي .
هذه صارم انظروا ماذا عملوا عليها صاحبها ، وصار يذكر المخطوطات ويقول في مخطوطة كذا وكذا، مخطوطات ما أنزل الله بها من سلطان ، ذكر أربعين أو خمسين مخطوطة في كتابه هرمجدون، والذي نفسي بيده انها غير موجودة إلا بعقله قال : في كتب خانة في تركيا مخطوطة اين في تركيا في أي مكتبة ؟ ما رقم المخطوط ؟مخطوطات ما أنزل الله بها من سلطان ، وذكر مخطوطة لتابعي، سمى تابعي ليس له وجود البتة في الدنيا  …الخ ما يعرفه أهل  الاختصاص في هذا الباب ، وإلى الله المشتكى .✍?✍?

السؤال الثاني عشر أخت تسأل فتقول واعظة في الدرس قالت أنه يوم القيامة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-12.mp3السؤال الثاني عشر : أخت تسأل فتقول : واعظة في الدرس قالت أنه يوم القيامة الولد من الزنا ينادى عليه يوم القيامة باسم أمه، وقالت أن الدليل موجود عند ابن تيمية في مجلداته؟
الجواب : لماذا هذا التشويش؟ هذا الكلام يشوش على جواب مضى.
ولد الزنا في الدنيا ينسب لمن؟
في الدنيا ينسب لأمه .
يحرم شرعا في الزنا أن ينسب الولد لأبيه ، لأن العلماء يقولون
: هنالك نكاح وهنالك سفاح، وفي الحديث الذي له طرق عديدة ومنها الحسن إن شاء الله الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ” ولدت من نكاح لا من سفاح” وفي هذا دليل على أن النكاح في زمن الجاهليه صحيح، يعني قبل الإسلام علاقة الرجل بالمرأة علاقة نكاح أم سفاح؟
نكاح ، الله يقول عز وجل عن أبي لهب : ” وامرأته حمالة الحطب”. قال امرأته ، والرجل لما كان يسلم فكان زوجه تسلم معه أو بعده ، فالنبي صل الله عليه وسلم ما كان يجدد العقد ، يعني صحابي أسلم كان كافرا فأسلم ثم أسلمت زوجه فيبقوا أزواجا فلم يجدد النبي صل الله عليه
وسلم العقد هذا نكاح ، النكاح غير السفاح .
ما معنى سفاح؟
يعني سفح ماؤه وكان هذا السفح غير محترم شرعا بالزنا ،ولذا فهذا السفاح لا يترتب عليه ولد، إذا ترتب الولد فلا ينسب لأبيه
ولذا ولد الزنا يسمى اليوم ، ويقولوا العلماء يعطى اسما عبدالله ابن عبد الرحمن ابن عبدالهادي ، تبقى اسماء ولا ينسب لأحد من باب تنظيم الامور الدنيوية حتى يسافر ويذهب ويجيء ويتزوج ، فيعطى أي اسم لكن هو لا ينسب لأحد، لا ينسب لأبيه،ولذا ابن الزنى في الدنيا ينسب لأمه، لهذا لا يعكر على ما قررناه أن الولد في الآخره لا ينسب لأمه .
بعض الناس يعتقد أن الولد في الآخرة لا ينسب لأبيه وينسب ألامه، وهذا خطأ، في صحيح مسلم يقول النبي صل الله عليه وسلم: ” ينصب للغادر عند استه لواء ويقال هذه غدرة فلان ابن فلان”
فالرجل ينسب لأبيه، أما ابن الزنا في الدنيا والآخرة ينسب لأمه قال تعالى : وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف، الله يقول وعلى المولود له، ففي الزواج والنكاح الولد ينسب لأبيه ، المولود له ما قال لها، فالمولود ينسب لأبيه في الدنيا والآخره، والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
5-5-2017 افرنجي
9 شعبان 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍
⬅للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

هل صح أن علامات الساعة إصابة الناس بالسمنة

إفاضة المال وكثرته من علامات الساعة، فقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعوف بن مالك الأشجعي، وكان متكئاً تحت قبة من أدم، فقال: يا عوف {أعدد ستاً بين يدي الساعة….}، فذكر الستة وذكر من بينها فقال: {وأن يعطى الرجل مئة دينار ويظل ساخطاً}، أما السمنة فقد ثبت ذكرها في الصحيحين من حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم}، قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرنين الثالث أم لا، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن بعدكم قوماً يقولون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن}.
فالسمنة من علامات الساعة، وهي في الرجل دلالة على الترفه والتنعم وعدم إعمال للبدن.
وليس كل علامات الساعة حرام، فمن علامات الساعة مانحبه، كفتح بيت المقدس والقسطنطينية، والجامع بين علامات الساعة أنها أشياء لم تكن ولم تعهد في زمن الصحابة، فمنها الشيء المحمود ومنها الشيء المذموم.
ومن اللطائف أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: (ما رأيت في سمين خيراً قط إلا في محمد بن الحسن) فقد كان محمد بن الحسن سميناً وكان فطناً، فالسمن يظهر في آخر الزمان على حال لم يكن معروفاً في زمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

ما صحة هذا الحديث الذي ينشر ويوزع على الناس مطبوعا على الورق وهو إذا اقترب…

هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3/343) والطبراني في الأوسط برقم(4860) من طريق سيف بن مسكين ، قال حدثنا مبارك بن مضالة عن المنتصرين عمارة بن أبي ذر الغفاري عن أبيه عن جده رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحاكم: (تفرد به سيف بن مسكين) قال الذهبي : (قلت هو واهٍ) وفيه منتصر بن عمارة بن أبي ذر هو وأبوه مجهولان وضعفه إلا ما الهيثمي في مجمع الزوائد (7/325) وصح من هذا الحديث: كثرة النساء وكثرة المال، وصحيح منه آخره فقد صح عن أبي يعلى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط} وصحح شيخنا الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم (481) بمجموع طرقه، قوله صلى الله عليه وسلم: { لاتقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق مثل تسافد الحمير}.
 
وبعض الناس ينشر أحاديث في الأمة ولا يسأل عن صحتها، فإن كانت كذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يعمل على نشر الخرافة في الأمة فلا يحل لرجل أن ينشر شيئاً على أنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أن يقول حديثاً حتى يتيقن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال هذا الحديث، وذلك بأن ينظر في كتب أهل صنعة الحديث أو أن يسألهم وإلا فيدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: {من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار} .

السؤال الأول جاءني سؤال من أخت من حلب والله إني بكيت وقلقت ولم استطع النوم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161217-WA0011.mp3الجواب:
الجواب الشرعي: لا، لا يجوز لها ذلك.
لأن الاغتصاب من فعل غيرها وهي ليست محاسبة عليه، وأما أن تنحر نفسها فهذا من فعلها وهي محاسبة عليه.
الاغتصاب من فعل غيرها؛ فهي غير آثمة، فهي مجبرة هي مكرهة والمكره مرفوع عنه القلم،
وأما أن تنتحر فهذا من صنيعها بيدها
فليس لها ذلك.
فلا يجوز للمرأة إن تعرضت للاغتصاب أن تقتل نفسها ، وهي غير آثمة إن تم اغتصابها.
علماؤنا يقولون: من اضطر لأن يأكل ميتة أو أن يشرب خمرًا لغصة في لقمة. قالوا: أكله للميتة وشربه للخمر حلال وليس بحرام عند هذه الضرورة وعند هذه الحالة.
فهذا أمر ليس بيد المسلمة لا حول ولاقوة إلا بالله، تصبر وتستر على نفسها وتشكو الأمر إلى الله عزوجل.
وكل من يقدر على إنقاذها فلم يفعل من أفراد أو شعوب أو حكومات فهو مسؤول عن ذلك عند الله عزوجل.
فالترك فعل، ترك الطبيب لمريض ينزف ولا يعالجه ،عليه وزر القتل. أيما أهل عرصة باتوا وفيهم إمرؤ جائع إلا برأت منهم ذمة الله.
ما فعلوا شيئًا إلا أنهم تركوا هذا جائعًا، ما فعلوا شيئًا.
(قال رب إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورًا)، فترك القرآن جعله إتخاذًا.
فعلماؤنا بناء على هذه النصوص وغيرها يقولون *الترك فعل*.
فترك أهل حلب للكفار يعيثون ببلادهم ويهتكون أعراضهم ويأخذون ديارهم فلا حول ولا قوة الا بالله.
هذا الترك جريمة، والواجب على المسلمين أن يكونوا يدًا واحدة.
آن الأوان لأهل السنة أن يجتمعوا.
وأعود فأقول: آن الأوان بناء على الأحاديث والفهم السلفي الصحيح لحديث الشام وحديث العراق والشام ومصر أن ينتبهوا لمصر.
النبي عليه السلام يعطيك معالم وإشارات عامة.
انتبهوا يا مسلمين، انتبهوا، افهموا الأمور على الحال التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
17 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 16 إفرنجي

كيف نتعامل مع أحاديث الفتن وما أحسن الكتب المصنفة فيه وهل صحيح أن أشراط الساعة…

لقد كثر الكلام عن الساعة، بل حدد بعض الناس مدة لها، بل ألف بعضهم كتاباً سماه “عمر أمة الإسلام” وبعضهم يحلف أيماناً مغلظة أن المهدي سيظهر بعد عشر سنوات، إلى غير ذلك من الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والسعيد في عالم الغيب من دار مع ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتعجل، ولم يسقط الأحاديث على أحداث قبل وقوعها، فإنه تنبؤ واعتداء على الغيب، وهذا يخالف هدي السلف في التعامل مع أحاديث الفتن.
وقد سئلت كثيراًَ عن كتاب “عمر أمة الإسلام” وهذا له تعلق بالسؤال فأقول: هذا الكتاب جل الأحاديث التي فيه صحيحة وثابتة وقد اعتمد مؤلفه تصحيح المحدثين، لكن للكتاب عقدتان، الأولى: أنه اعتمد أخبار بني إسرائيل من التوراة والإنجيل المحرفة المزيفة،وجعلها في مرئية الأحاديث النبوية، والعقدة الثانية: أنه نسج بين الأحاديث التي ذكرها، صلى الله عليه وسلم، وجعل لها تسلسلاً من رأسه، فيقول: هذا قبل هذا ، وهذا يترتب عليه هذا، وهكذا، وهذا التسلسل يحتاج إلى نص خاص، فما لم يأت نص فلا يجوز لنا أن نربط بين حديثين لا نعرف أيهما الأول وأيهما الآخر، فاستطاع بأسلوب رشيق أن يخدع القارئ ويدخل الباطل إلى عقله، ويجعله يعتقد أن عمر هذه الأمة معروف.
أما تحديد هل نحن في أشراط الساعة الصغرى أم الوسطى، فهذا كلام ذائع بين الناس، والسعيد من وقف مع ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما اغتر بالاصطلاحات وإن ذاعت وشاعت، وكان الشعبي يقول: ((إذا استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل)) وكان سعيد بن المسيب يقول: ((ما لا يعرفه أهل بدر فليس في دين الله من شيء)) واصطلاحات أشراط الساعة الصغرى والوسطى والكبرى لم نظفر بها ولم نعرفها، لا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا على لسان صحبه، قد يقال: هذا اصطلاح ولا مشامة في الاصطلاح، نقول: نعم لا مشامة في الاصطلاح، لكن هذا الاصطلاح حتى أجيب على سؤال السائل ليس بمنضبط، فالصغرى بالنسبة لنا وسطى بالنسبة لآبائنا أو أجدادنا، والكبرى بالنسبة لآبائنا وأجدادنا وسطى بالنسبة لنا، وهكذا، والأحسن من هذا أن نردد مع ابن كثير في كتابه “النهاية في الفتن والملاحم” قوله: ((ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم ووقع)) ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم ووقع شطره، وينتظر وقوع الشطر الثاني منه، ((ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم ولم يقع)) فما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم لا بد أن يقع، لأن أشراط الساعة من باب إخبار الله تعالى لنبيه علم الغيب.
وأحاديث يتعامل معها كثير من الناس على أصل عقدي بدعي فاسد، فلا يجوز لنا على أي حال من الأحوال أن نفهم أحاديث الفتن على غير فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز للواحد منا أن يقول: بما أن النبي صلى الله عليه وسلم  قد أخبر عن الفتن، وفيها من الشرور الشيء الكثير، فنقول بما أن النبي قد أخبر فلنقف مَكْتوفِي الأيدي أمام هذه الفتنة، فلا بد أن تقع، وهدي السلف في التعامل مع أحاديث الفتن أنهم كانوا يردونها ويدرؤونها عن أنفسهم وعمن يلوذ بهم، وعن مجتمعاتهم، فلا يستسلمون لها، وكانوا يعتقدون أن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بها من باب الرأفة والرحمة بأمته فحسب، وليس من باب أن ينتظروها ويقولوا: لا بد أن يقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب علينا أن ندرأ الفتنة عن أنفسنا وعن أمتنا، فإن انتظرنا الفتنة وجلسنا مكتوفي الأيدي لا نحاربها، فَفَهْمُنَا هذا قائم على أصل القدرية، وليس على أصول أهل السنة.
والواجب علينا في أحاديث الفتن:-
أولاً أن نتعلمها ولذا صح عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يعلمون أبنائهم أحاديث الفتن كما يلقنونهم السورة من القرآن الكريم، وكانت أحاديث الفتن مشتهرة على الألسنة، وكانت تشاع وتذاع في المجالس، وينبغي أن تذكر من أجل أن تُدْرَأ أو تدفع.
أرأيتم إلى الأب الحنون الحريص على ابنه لما يريد ابنه أن يغير بلده، وينتقل مثلاً من ديار الإسلام إلى ديار الكفر، فيقول له: يا أبت ترى كذا، وترى كذا وكذا، وهو يقول هذه الأمور حتى يحذره ويقوى عزيمته في داخله في أن يرد هذه الفتن، وكنت أقرأ آية في كتاب الله فأستغرب منها ولا أفهمها، وهي قول الله تعالى عن أهل بدر لما ذهبوا للقتال، وهم خير الأصحاب، بل الملائكة التي قاتلت معهم هم خير الملائكة، فقال الله عنهم في سورة الأنفال: {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون}. هل يوجد هلع أكثر من هذا؟ أن يساق الإنسان للموت وهو ينظر إليه! ووصف أهل بدر هكذا، لأن الله خيرهم بين أمرين: بين القافلة وبين القتال، والنفس إن خيرت تميل إلى السهولة واليسر، فإن وقع الأشد، وقعت الطاعة.
لكن النفس إن تحفزت وتقوت واستعدت للأمور الصعاب فإنها تبقى قوية، فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أنفسهم أنهم ما استعدوا في حديثهم لأنفسهم آنذاك للجهاد. فكان هذا حالهم .وليس هذا تنقيصا لهم  معاذ الله ، وإنما هذا إشعار بطبيعة النفس البشرية .
فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن الفتن آخر الزمان ، حتى تبقى العزيمة والهمة قوية ، ويتحقق قوله صلى الله عليه وسلم: {حتى تجيء الفتنة فيرقق بعضها بعضاً، حتى تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي} كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر و الطويل فالمؤمن يعلم أن الفتن ستشتد وتزداد مع مضي الزمن ، فيوجد في داخله من القوة ما يعادل أو يكون أقوى من ضغط الفتنة عليه.
وكم من إنسان يحيد ويسقط؛ لأن العاصفة أقوى منه وقد يكون اعتقاده وتصوره سليماً  لكن العلة  في إرادته، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن الفتن لكي يبقى في دواخلنا عزيمة أكيدة بأننا سنرى العجائب آخر الزمان فمهما رأيت يا عبد الله فلا تغير ولا تبدل ، مهما اشتدت بك الأمور، فانتظر الموت وسل ربك أن تموت على ألا تفتن في دينك ، ولذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرج أحمد وغيره ، من دعاءه {اللهم إن أسالك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني ، وإن أردت بي وبقومي فتنة فاقبضني إليك غير مفتون} فالموت أحب للمؤمن من أن يفتن في دينه. فنتعامل مع الفتن بنفس المؤمن الحريص على أن يبقى على الجادة، وأن تبقى عنده الاستعدادات ليرى العجائب آخر الزمان ، فلا يحيد ولا ينحرف ولا ينافق ولا أقول لا يجامل ، والنفاق كثير بل النفاق والكذب أصبح  شعار العصر، والنفاق هو عنوان اللباقة اليوم وشعار المجالس فهكذا نتعامل مع الفتن لا أن نستسلم لها، فنتعامل مع أحاديث الفتن على هذا المحور الذي تجعل الأحاديث تدور عليه.
وأسمع لبعض الخطباء، وأقرأ لبعض من يكتب، لا سيما في الجرائد والمجلات، فأرى أنهم يفهمون أحاديث الفتن فهماً خطيراً على أصل غير شرعي بل هو بدعي .
وأما الكتب المصنفة في الفتن، فأنا أحب الكتب المسندة وطالب العلم ينبغي أن ينظر في الإسناد، لأنه لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، كما قال الزهري وغيره ، فمن أوعب الكتب وأجودها تحقيقا وطباعة كتاب ” الفتن ” لأبي عمرو الداني المقرئ المشهور وكتابه مطبوع في ثلاث مجلدات وممن كتب في الفتن نعيم بن حماد ونعيم اختلط وفي حفظه شيء، فدمج الأحاديث والألفاظ لكن كتابه يستأنس به وممن جمع في الفتن ابن كثير في كتابه “النهاية في الفتن والملاحم” فجمع وأحسن واستوعب ونجد هذا أحسن ما كتب في الفتن والله اعلم

الحديث الذي ورد فيه أن من علامات الساعة أن المساجد تتخذ طرقات ضعفه الشيخ…

الشيخ ضعف الزيادة التي في آخره، أما الحديث الذي ذكرناه أن من علامات الساعة أن يجلس في المساجد دون الصلاة فيه وأن تتخذ المساجد طرقات فالشيخ يصححه ولا يضعفه، فقد قال الشيخ رحمه الله في السلسلة الضعيفة برقم 1531، أخرج الحاكم في المستدرك عن خارجة بن الصلت قال : “دخلت مع عبد الله يوماً المسجد فإذا القوم ركوع فمر رجل فسلم عليه؛ فقال ابن مسعود : صدق الله ورسوله، فسألته عن ذلك، فقال: أنه لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقات وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص إلى يوم القيامة} قال الشيخ بعد كلام على الحديث: “وبالجملة الحديث علته الجهالة وإنما أوردته من أجل قوله: {وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص إلى يوم القيامة}، فإني لم أجد له شاهداً يقويه ، وأما سائره فصحيح ثابت من طرق”، فذِكْرُ الشيخ للحديث في الضعيفة لا يعني أنه ضعيف فالضعيف منه الزيادة في آخره .

السؤال الرابع أود منك شرح الأحاديث الواردة في ذكر المهدي وظهوره

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161103-WA0011.mp3*الجواب:* علامات المهدي كثيرة، وكثيرة جداً، تسبقها ملاحم، وتكون في بلاد الشام، وينزل جيش من الروم في دابق -ودابق تبعد نحو عشر كيلو *متر* وقليل من حلب-، وتكون هنالك هدنة بينهم وبين المسلمين.
والذي يجري في الشام أنا أظن أن أمره بعيد، وأن هذا التكالب والتصارع على الشام له صلة بالعلامات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم آخر الزمان، *وليس لنا أن نتكلم عن المهدي وأن نؤمن به قبل أن يبايَع عنوة بين الركن والمقام*.
كان سفيان الثوري يقول: ((إذا مرّ المهدي على بيتك ،ومر من باب بيتك فلا تلتفتُ إليه؛ لأن المهدي كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم يُبايَع عُنوة (رغمًا عنه) بين الركن والمقام)).
بين الركن اليماني ومقام إبراهيم بقرب الحجر الأسود، فالمهدي ورد فيه بضعة وثلاثون حديثًا، والمهدي من عقيدتنا، وأحاديثه متواترة تواترًا معنويًا، ومخطئ من ينكر المهدي.
ووجود مهديين (كذابين )في التاريخ كثر، منهم: المهدي بن تومرت الذي ظهر في المغرب وقلب المغرب!
فقد كان أهل المغرب كلهم على عقيدة سلفية صحيحة فحولهم إلى عقيدة أشاعرة، وكان عنده قرمطة وفلسفة وتشيع وإعتزال.
اليوم بعض الناس يقول: كل أهل المغرب أشاعرة ،فكيف الأشاعرة ليسوا هم أهل حق؟! في الخلوف اصبحوا أشاعرة بسبب القوة والقتل الذي كان يمارسه المهدي بن تومرت أما قبل ذلك ما كانوا على هذا الحال، مثل إيران ،إيران إلى القرن العاشر كانوا كلهم أهل سنة ثم الصفوِيُّون لما دخلوا ففعلوا الأفاعيل في أهل السنة فحوَّلوها *عنوة* وقوة إلى تشيع.
وكان إمام من أئمة أهل السنة اسمه: علي القاري كان ولدا صغيرًا وفتى يافعًا فشاهد هذه الأحداث وهو ولد صغير، و بعد ما طلب الصفويُّون من شيوخه (التفتازاني وغيرهم) كانوا يطلبون منهم أن يلعنوا أبا بكر وعمر على المنابر، وكيف كانوا يدخلون على المساجد وعلى المتوضآت والذي يغسل قدميه يقتل والدماء تسيل في المساجد؛ فهرب وبقيت هذه الصورة في مخيلته ، فهرب إلى مكة وأصبح عالمًا وإماما للحرم المكي وألف وهو في مكة كتابًا بديعًا جدًا ظفرت بنسختين خطيتين منه والله يسر لي أن نشرت هذا الكتاب وهو من الكتب المهمة سماه *شم العوارض في ذم الروافض* فأرّخ ما شاهد وماذا فعل الصفويون، أرّخ لهذه المرحلة الخطيره جدًا، وأنا لا أعلم كتابًا تراثيٌا فيه تأريخ مثل هذا الكتاب.
فالشاهد أن أحاديث المهدي صحيحة، وأنه لا يجوز لنا أن نبحث عن المهدي ونبايعه؛ وإنما هو يبايع في مكة المكرمة عنوة بين الركن والمقام.
◀مجلس فتاوى الجمعة
27 -محرم-1348. هجري
2016-10-28. افرنجي