السؤال السابع عشر أنا أستاذ في قسم الدراسات الإسلامية في ليبيا وأغلب الطلاب …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-17.mp3الجواب : النبيُّ – صلى الله عليه وسلَّم – يقولُ كما في الصَّحيح : ” مَا تركْتُ بعْدِي فِتْنَةً هِي أَضَرُّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّسَاءِ ” ، وكان عمرُ بن عبد العزيزِ يقولُ : لا تخلُوَنَّ بامرأةٍ ولو كُنتَ تُحفِّظُها القرآن ، وثَبتَ عند التِّرمذيْ بإسنادٍ جَيْد أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلّم – قال : ” ما خلا رَجُلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطانُ ثالثُهما ” ، فالخلوةُ بِهِنَّ هذا أمرٌ حرام، وأن تُخاطِبهُنَّ من بعيد عبرَ وسائلِ الاتِّصالِ الحديثةِ منَ الأجهزةِ فهذا أسلم لك ولهُنَّ ، و أمَّا النَّظرةُ العابرةُ التي ليس فيها تأمُّل وليس فيها شهوةٌ ؛ وإنِّما هي عابرةٌ في أثناءِ الكلامِ كنظرةِ الشَّاهِد لِمْن يَشهد عليها فهذا أمرٌ لا حرجَ فيه ، وبعد ذلك وقبل ذلك يُقال : { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (١٥) }  ، فمن وجدَ في نفسه مَيْلاً للنِّساء فالواجبُ عليهِ أن يحفظَ دينَهُ ، والواجِبُ عليهِ أنْ لا يَضعَ نفسَه في مِثلِ هذه المَواطِن، والإنسانُ ضعيف ، وقال الله تعالى :{ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } ، وهذه الآية في سورة النِّساء في معرض الحُكم على أحكام النساء.
وقال تعالى { وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، فالواجبُ على العبد أن يَحفظَ دينَه ، فإذا كان هذا التَّعليم ترى فيه نَفع غالب وأنت كبير في السِّن ولستَ ذا شهوةٍ ، فلا أرى في مثلِ هذا حرجًا والله تعالى أعلم .
 
أعجبتني قصة في تاريخِ بغداد :حصلَ خلاف بين رجلٌ وزوجتُه في بُستانٍ ، مَن الذي يملُكه ؟ فكان عند القاضي شاهدٌ ، وحتى يَحكُمَ القاضي فلا بُدَّ للشَّاهد أن يَنظُرَ لوجهِ امرأتِهِ ، فأصابَته غَيرةٌ ، فقال : هو لها ، فرَدَّ البُستانَ لها حتى لا يَنظُرَ الشَّاهدُ إلى وجهِ زوجتِه ، فهذا أمر أن يشعر الإنسان بالغَيْرة على محارمِ الله ، والغَيْرة على عَوْراتِ المُسلِماتِ ، هذا من الأُمور الحسنة والله تعالى أعلم.
 
مجلس فتاوى الجمعة
29_7_2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال مما نراه في أيامنا هذه أن ثلة من الشباب الملتزم يكون في ركب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/أسباب-الانتكاسة-بعد-الإيمان-الشيخ-مشهور-بحسن-آل-سلمان.mp3الجواب : أولاً أسأل الله التوفيق للجميع ، وأسال الله الثبات للجميع لما يغفل الإنسان عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك ) ، ولا تقولوا : ” الأبصار ” ،  لا يوجد حديث فيه لفظ الأبصار ، هذه الزيادة لا أصل لها ، اللهم يا مقلب القلوب لا تقولوا : الأبصار ، الأبصار لم تثبت في حديث ،  (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ، ( اللهم يا مصرّف القلوب صرف قلبي على طاعتك ) لما يغفل العبد عن هذه ويغفل الإنسان عن نيته وعن باعِثِهِ للمجيء للمسجد ، وتصبح هذه العبادات التي يصنعها وهي من أَّجّل العبادات تصبح من العادات ولا يشعر فيها العبد بالاحتساب ولا النية الصالحة ، وتُمارس على أنها عادة كالأكل والشرب ، فحينئذ تبدأ تفقد بهاءها ، وتبدأ تفقد أثارها ، وسرعان ما يدخل الغفلة على العبد ، الغفلة في العبادة من أشر الأشياء ، الغفلة خارج العبادة أمر طبيعي ، أما أن تصبح العبادات التي تؤديها من صلاة ، وصيام ، تصبح غافل وانت تؤدي لها وغير ذاكر ، فتقول : الله أكبر ، والسلام عليكم ، ولم يتأثر قلبك من الله أكبر ، والسلام عليكم ، لا يتأثر بشيء وتصبح غفلة ، والذي يدعوك إلى الإتيان إلى المسجد صاحبك فلان وصاحبك علّان وعادة تأتي للمسجد من أجل أن تمارس حياة طبيعية وعادية ليس فيها احتساب ولا فيها ثواب هذه بداية الانتكاسة ،  وسرعان ما يأخذ منك الشيطان ، إذا استطاع الشيطان أن يوصلك إلى الغفلة إلى مقام عظيم يطمع فيه الشيطان منك في الغفلة وأنت بين يدي الله، فبهذا يكون نال منك الشيطان نيلاً عظيماً ، وحينئذ تبدأ تستثقل الطاعات وتستثقل العبادات ولا تجد لك قلباً وتشعر بجفاء وحينئذ يسهل عليك أن تتخلص من المظاهر ، بل بعض الناس قد يشعر أن مظهره هذا الذي يظهر فيه بدلاً من أن يتمتع به ويشعر أن سعادته في الدنيا والآخرة إنما حاصل بهذا الامر ، وهذا من منّة الله وفضله علينا أن جعل لنا إسناداً نتصل به بنبينا وبصحابته رضوان الله تعالى عليهم في الظاهر ونطمع أن يبقى الإسناد متصل بهم في الباطن ، ونطمع أن يكون مآلنا مآلهم إن شاء الله تعالى عند الله تعالى في جنته ، وأن نجتمع بهم ، فهم أحبابنا ، فو الله لا نحب في الدنيا أحدًا كحبهم ، ولا نقبل أن نستبدل حبًا بِحُبِ نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بحب أصحابه رضوان الله تعالى عليهم لأننا نطمع أن نكون معهم في جنة الله جل في علاه ، لمّا تقع هذه الغفلة وهذه الأحاسيس وهذه المشاعر ويصبح الإنسان يمارس الطاعات على أنها عادات فبدلًا من أن يقلب العادات إلى عبادات قلب العبادات إلى عادات ، فهذه الطامة التي ما بعدها من طامة ، وحينئذ ينال منك الشيطان نيلًا عظيمًا ، ويراك أنك متقيد بقيود ثقيلة ، وأن عليك شيء و لا تستطيع أن تتحمله ، ولا تقدر عليه ، فيبدأ يدعوك أن تتفلت ، فيبدأ التفلت بحلق اللحية ، و التفلت بتغيير الظاهر ، وهذا لم يقع إلا لأن الباطن قد تغير .
فنصيحتي الإخلاص والنوايا الحسنة والاحتساب والثواب والصحبة الطيبة ، وأن تتضرع إلى ربك عز وجل بأن يثبتك على الإسلام ، وأن يُميتك على الإسلام ، أسأل الله رب العرش العظيم أن يُميتُنا على التوحيد ، وأن يحيينا على التوحيد ، أن يُميتُنا على السنّة ، وأن يحيينا على السنّة ، نسأله سبحانه أن يجعل خير كلامنا لا إله إلا الله ، وأن يجعل خير أيامنا يوم لِقائِه سبحانه وتعالى ، هذا والله تعالى أعلم .
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?

السؤال الثامن أخ يقول أنا شاب أريد طلب العلم ولكن كلما تذكرت تقدمي بالسن…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170119-WA0071.mp3الجواب : أولاً أنت في الثلاثينيات فاحمد الله أن الله عرفك الطريق ، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث على رأس الأربعين وأنت في الثلاثينيات فاحمد الله على هذه النعمة العظيمة ولا داعي لأن تيأس .
العبرة أن تموت وأنت على الطريق .
الإمام أحمد ،لما جمع المأمون العلماء وكان من بينهم الإمام أحمد في دهليز وكان يعرضهم على النطع أي على السيف لقتل من يقول منهم أن القرآن غير مخلوق ، فلما جمعهم نظر أحمد فوجد أبا يوسف يعقوب أبو ابراهيم القاضي وهو أرجى أهل الرأي في الحديث وأكثرهم معرفة بالأثر ،والإمام أحمد صاحب أثر فذهب إليه الإمام أحمد وقال يا أبا يوسف هات ما عندك من أخبار في المسح على الخفين فقال أبو يوسف للإمام أحمد نحن في ماذا وأنت في ماذا ؟
ننتظر الموت وانت تقول اعطني .
قال أريد هذا لهذا ، أريد أن ألقى الله وأنا طالب علم .
فاحمد الله وأسأل الله أن يحيينا طلبة علم وأن يميتنا طلبة علم .
الذي ينظر في السير وغيره كترجمة أبي يوسف عندما مرض في بيته وكانت كتبه تحت سريره فقال لبعض عُوَّاده من طلبته كان يشير إلى تحت السرير
فكان يخرج شيئا من الكتب ويقرؤه عليه ، قال : فأخرج كتابا فقرأه ،فيقول فما وصلت باب البيت عندما انصرفت إلا وسمعت صراخ النساء عليه .
أبو يوسف ما نسي هذه الحادثة تذكرها حتى أنه لقي الله وهو طالب علم.
الذي يقرأ ترجمة القاضي عياض ،
فالقاضي عياض طلب العلم بعد الأربعين يا ابن الثلاثين كبار علماء الأمة طلبوا العلم بعد الأربعين ذكرنا في هذا الدرس مرات وكرات في رواية صالح ابن كيسان عن الزهري وقلنا أكثر من مرة أن صالح ابن كيسان شيخ الإمام الزهري في الكتاتيب علمه الزهري الكتاتيب فطلب العلم بعد السبعين فأصبح يروي عن تلميذه الذي علمه في الكتاتيب وهو الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمه الله .
فلماذا اليأس ؟
لماذا الانقطاع هذا فيك ؟
لا اريد ان اقول فيك علالة ، أو بقية قوة ،بل فيك كل القوة يا ابن الثلاثين فاحمد الله تعالى ،احمد الله تعالى والإنسان يحتاج إلى بيئة علمية وتوفيق من الله.
أنا حقيقة أخوف نفسي وإخواني لما لا قدر الله أتخيل أني أنقطع عن الطلب وأسأل عز وجل أن أثبت عليه حتى ألقاه ، أسأل الله أن يعلمنا واياكم ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يجعل ما علمنا رحمة بأهالينا ومن يذود بنا من إخواننا وجيراننا وأقاربنا وأن يكون رحمة للعباد وللبلاد .
اتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) أقول هذا حديث مرعب في فحواه ومعناه ، لفظه ومنطوقه سهل من يرد الله به خيرا يفقه في الدين
، وأما فحواه ومعناه أن المعرض عن العلم وإن اجتمعت له اسباب القوة والسلطان والهيلمان وهو ليس مقبلا على العلم فالله لم يرد به خيراً .
هذا مفهوم الحديث .
للحديث منطوق ومفهوم .
ما هو مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ؟
أن المعرض عن العلم الله لا يريد به خيرا .
فهذه الأعطيات كالألعاب التي تضعها بين يدي ولدك ملاهاة لا وزن لها ، ما ترونه من أعطيات تعطى للأغنياء ولغيرهم هذه كالألعاب التي تضعها بين يدي ولدك .
الإنسان الله يرفعه ويكرمه بالعلم .
فكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول :
من أراد خير الدنيا فعليه بالعلم .
ومن أراد خير الآخرة فعليه بالعلم ومن أراد خير الدنيا وخير الآخرة فعليه بالعلم .
فالعلم خير .
قيل لبعض السلف لو لم يبقَ من عمرك إلا ساعات ما كنت صانعا فيها؟
لو قيل لك بقي ساعات ما كنت صانعا فيها؟
قال : أجلس أعلم الناس.
ما قال أسجد .
ما قال أصلي .
قال أجلس أعلم الناس .
لأن تعليمك للناس خير باقٍ إلى يوم الساعة .
تَعلم تُعلم والذي يَتعلم يُعلم وكله في صحيفة المعلم الأول .
ولذا نحن جميعاً في صحيفة رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي صحيفة أصحابه وفي صحيفة من نقل العلم لنا سواء بالرواية أو بالتصنيف والتدوين .
وكلنا الآن في صحيفة الإمام النووي رحم الله وحشرنا الله وإياكم معه في جنات النعيم .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم .
14 ربيع الأخر 1438 هجري .
12 – 1 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…

الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان

السؤال الثامن عشر أنا أتابع دروسكم في شرح صحيح مسلم من خلال التسجيلات الصوتية…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/AUD-20170215-WA0035.mp3الجواب : الحضور فيه بركة أفضل وأكثر، سواءً في درسي أو درس سائر إخواني؛ فبحضورك تستفيد الفائدة المرجوة على وجه أفضل وأحسن.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

يا شيخنا نريد منك أن تخصص لنا محاضرة تتكلم فيها عن بدايتك كيف اهتديت متى…

أما أنا لا أستحق أن يحاضر عني، ولا أن يذكر اسمي، وأقول هذا ديانة والله لا أقول هذا تواضعاً وأعرف قدر نفسي.
وأما العلم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {من يرد الله به خيراً يفقه في الدين} ونرجو الله عز وجل أن يرزقنا المزيد من فضله، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يجعل ما علمنا في صحيفة أعمالنا خالصاً لوجهه، وأن يجعلنا ممن يعيش بعلمه ويعيش الناس بعلمه، فالناس ثلاثة: رجل يعيش بعلمه، ورجل يعيش بعلمه ويعيش الناس بعلمه، ورجل يعيش الناس يعلمه وقد أهلك نفسه.
 
أقول فقط من باب التحدث بنعمة الله أولاً، ثم فيه فائدة لكثير من طلبة العلم ثانياً، أقول: حقيقة وجدنا في وقت ونحن صغار في أواخر السبعينات لما كنا نطلب العلم، كنا نود لو نجد ولو طالباً يعلمنا أو يرشدنا، ما كنا نجد في المساجد من يجلس ويفقه ويُعَلِّم نجد ما تعلمون – ولا أريد أن أفصل- نجد القصاصين والوعاظ الذين يخلطون الحابل بالنابل، والذين يصرخون على المنابر، والذين يشتمون ويلعنون، ولا يربون ويؤسسون ويعلمون.
 
فكان الواحد منا في الحقيقة يتعب ولما يقرأ ولا يفهم لا يجد من يلجا إليه، وكم كانت الفرحة لما يسر الله عز وجل أن علمت أن الشيخ الإمام إمام هذا العصر في علم الحديث، أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين بن نوح الألباني، لما جاء الأردن في سنة 1978- 1979، وكان يتردد إلى الأردن، وأنا كنت في الثانوية، ومن الله علي فجلست في تلك الفترة في مجالسه ووجدت جنتي، وجدت رجلاً تعجب منه، له المهابة وعنده بساطة؛ يعيش في حياة لا يعرف فيها إلا العلم، العلم يملأ وقته، وينشغل في ليله ونهاره، وفي حله وترحاله بالعلم.
 
ودخلت على مكتبة كان الشيخ ينزل فيها، وكم دعوت ربي أن أرزق مثلها، ولله الحمد مكتبتي الآن مثلها أو أحسن منها، وغبطت الشيخ غبطة عظيمة لما رأيت في المكتبة فرشة ووسادة، هذه غبطة عظيمة دخلت في نفسي، كان الشيخ رحمه الله يواصل الليل بالنهار، وكان لا يعرف الملل ولا التعب لما يعيش بين الكتب، حتى أنه لما كان يدخل في المكتبة الظاهرية كان ينسى نفسه، فكان يقول للقائمين على المكتبة: اخرجوا وأغلقوا علي الباب وارجعوا غداً، مما اضطرهم أن يبنوا له غرفة في المكتبة، فكان يسكن رحمه الله في السدة، وحدثني القائم على المكتبة العامة في حي الزاهر في مكة، قال: جاء الشيخ للعمرة، وكان بحاجة أن يراجع بعض المسائل، فدخل المكتبة العامة، وكانت زاخرة ومليئة بالكتب، قال: فدخل فانتهى الوقت، فقلت: يا شيخ نريد أن نغلق، قال: اغلق علي وارجع غداً.
 
 
وهذا حقيقة أمر شاهدناه ولو لم يستفد من شيخنا شيئاً إلا حرصه على الوقت، وحبه للعلم، لكان في ذلك خير عظيم وفرق بين ما تسمع وبين ما ترى.
 
فحبب الله عز وجل إلي العلم من صغري وكنت أقرأ وأكثر من القراءة وقرأت أشياء لو أنها في عقلي وفي ذهني وذاكرتي وحفظي لم يكن هذا حالي، لكن كنت أقرأ وفي كثير من الأحايين لا أفهم، فكنت أجلس وأبكي وأقول: يا رب علمني، وكم سررت وفرحت لما قرأت في تفسير الألوسي، وكان قد نقل بعض الصفحات بتمامها، فيقول بعد أن نقل هذه الصفحات: (هل فهمت شيئاً؟ أما أنا فلم أفهم شيئاً) ففرحت لما قرأت مثل هذه العبارات .
 
فطلب العلم بحاجة إلى وقت وإلى صدق وإخلاص ويحتاج إلى تجرد ويحتاج إلى تفرغ، ويحتاج إلى وصل الليل بالنهار، ويحتاج إلى تعب، وإلى دعاء إلى الله عز وجل ،وإلخ.
 
وما كنت أشرب زمزم لفترة طويلة في حياتي إلا ليعلمني الله عز وجل وما زلت جاهلاً وأسأل الله عز وجل أن يعلمني فهذا شيء مما عندي في الجواب على هذا السؤال.

السؤال الثامن عشر هل تنصحون بنسخ كتب أهل العلم مع ضيق وقت الطالب وتوفر الكتب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170319-WA0064.mp3الجواب: الناس في وسائل طلبهم متفاوتون، وفي طرق فهمهم متفاوتون، ما زالت الكتاتيب في بعض بلاد المسلمين في هذه الأيام يقومون بطريقة الحفظ بالكتابة ثم المحو، يعني إخواننا الليبيين للآن يحفظوا القران بطريقة النسخ على اللوح ،ينسخ على اللوح ويمسح، طبعا بعض الأخوة تقول له: هل أنت حافظ؟ يقول لك: الحمد لله كتبت ونسخت أربع مرات ،ماذا يعني كتبت ونسخت أربع مرات؟…يعني كتب المصحف كاملا على اللوح ومسحه، فبعض الناس حفظه يثبت بالنسخ والنسخ حسن.
أنا أنصح طالب العلم خصوصا في الدواوين الكبيرة لو استعان بالقلم أمر حسن كوسيلة من وسائل الطلب ،إذا النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ طلب العلم فريضة] الوسيلة سكت عنها النبي صلى الله عليه وسلم والأحسن أن تجمع بين أذنك في السماع ويدك في الكتابة قلبك بالتدبر، تجمع عينك بالنظر ،تجمع بين هذه الوسائل، فالجمع بين هذه الوسائل أمر معين والله تعالى أعلم ،الأمر سهل والحمد لله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

 السؤال الثالث عشر يقول كيف تعرفت على الشيخ الألباني   وكم…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170526-WA0038.mp3الجواب : انتشار دعوة الشيخ الألباني بشكل واضح كانت بعد وفاة الشيخ حقيقةً وليس في حياته .
 
كنا في حياة الشيخ عدد قليل جداً ، ما كنا عدد كبير وكنا موزعين في أكثر من مدينة من المدن ، وكان الشيخ يعرف جُلْ الطلبة ، وكانت الدعوة صافية جداً ، الآن كثير من أبناء الدعوة السلفية أصولهم الأولى فيها تبليغ ، فيها إخوان مسلمين ، ولذا هناك خلط في بعض المسائل ، وفي تعب ، أحياناً بعض إخوانا الطلبة يتعبونا في بعض الأمور يجعلونا في مواقف محرجة مع بعض المسؤولين إلى آخره، الآن في خلط وهذا الخلط أعان عليه جريمة الإعلام في تقسيم السلفية إلى سلفية جهادية وغيرها فهذا أعان على مثل هذا الخلط .
 
العبد الضعيف أنا *طويلب العلم* تعرفت على الشيخ عبر استاذ درسني في الإبتدائية كان استاذاً -رحمه الله- اسمه *محمود شلباية* درسني في المرحلة الابتدائية وهذا كان من النشيطين في أخذ الطلبة ، والدعوة لدعوة الشيخ وخصوصاً على مصلى العيد، هو كان ينفذ ما يطلبه الشيخ منه وكان قريب جداً من الشيخ – رحمه الله تعالى – فالتقيت بالشيخ بعد أن سمعتُ الثناء عليه ، وعلى دعوته ، وعرفت دعوته معرفة مجملةً .
 
التقيت مع الشيخ في *سنة السبعة والسبعين* قبل أن يسكن الشيخ الأردن ويستقر في الأردن سنة السبعة والسبعين كان اللقاء الأول ثم بعدها بسنة أو سنتين أيضاً عندما فكر الشيخ في الاستقرار في الأردن تعرفت على الشيخ وفي لقاء في بيت أحد الأخوة كان عنده مكتبة كبيرة يضرب بها المثل رأيت الشيخ جالس له فراش ووسادة وغبطتهُ كثيراً فكان ينام في المكتبة والمكتبة كبيرة وينام فيها فاعتبرت هذا من الغبطة العظيمة ، وكان الشيخ وقتها يشتغل في مختصر شمائل الترمذي في مكتبة هذا الأخ ، *وأول لقاء التقيته مع أخينا الشيخ علي الحلبي في قدوم الشيخ قبل أن يستقر بقليل لما قدم عمان أظن سنة تسع وسبعين ، ثمان وسبعين* كنت قبل التوجيهي بسنة هذا كان *أول لقاء مع الشيخ* ، ثم الله جل في علاه يسر ولازمنا الشيخ وعرفنا الشيخ معرفة طيبة ومعرفة جيدة .
 
من بعض المواقف مع الشيخ – وكنت قد درست الدراسة الأكاديمية ودرسني بعض من كان ملماً بالفقه من أمثال الدكتور *مصطفى الزرقا* ، وكان بحر في الفقه وخصوصاً الفقه الحنفي ، فكنت استغرب من الشيخ لما يستشكل السائل على الشيخ ، فالذي عهدته وخبرته من اساتذة الجامعة أنه إذا استشكلت على الاستاذ غضب وتمعر وجهه وأراد يقطع الكلام في أقرب وقت – أما *علم الشيخ فيبدأ لما تستشكل ، يعني إذا استشكلت على لشيخ جاء العلم* ، فأنا أرى الشيخ علمه كما قال قديماً بعضهم : كالسيل الجارف ، وبعضهم لا يؤخذ علمه إلا بقطف البنان وهز الأغصان ، والشيخ يؤخذ علمه من هز الأغصان وقطف البنان ، لذا إذا ما استشكلت ما أعطاك الشيخ ما عنده، *ولذا الشيخ – رحمه الله تعالى – كان كلما استشكلت عليه يبدأ الشيخ بالبحث والتطويل والتدليل والتوجيه وذكر الأقوال الأخرى والإعتراضات والرد عليها وذلك على حسب الحضور وعلى حسب البيئة التي هو فيها.*
 
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
 
⏰ *2017 – 3 – 15*
 
رابط الفتوى :
 
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
 
 

السؤال الثاني عشر ما نصيحتكم بارك الله فيكم لطلاب العلم الذين يشتغلون بالقيل والقال…

الجواب : هذا ليس طالب علم هذا كذاب طالب العلم إذا اشتغل بالقيل والقال وبالأكل والشرب والتنقل والتوسع والرحلات والكيف هذا ليس طالب علم هذا كذاب .فمن أبجديات الطلب عند طالب العلم أن يكون بعيد عن المنهيات ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال فطالب العلم ليس وسخا ، فلا يكون متلبسا بالقاذورات وبالمنهيات ، بعض الناس عنده هواية يحب أن يشارك الفضلاء في بعض الأشياء فينشغل بمسألة معينة، فهؤلاء الناس تجده دائما مشغول قائم وقاعد على بعض المسائل ولا يعطي العلم وقته، قالوا قديما أعط العلم كلك يعطيك بعضه وأعطه بعضك لا يعطيك شيئا ، فطالب العلم يمتاز عن الناس ، ولا يفلح طالب العلم إلا إن كان حافظا للسانه وحافظا لوقته ، وكان العلم لا ينقطع إيراده على قلبه ، وأحسن طريقة للحفظ والفهم والنبوغ في العلم عدم الانقطاع يعني أنت تطلب العلم ست أو سبع سنوات متواليات خير لك من أن تطلب العلم أربعين أو خمسين سنة متقطعات ، فالعلم يحتاج أن تعطيه كلك في فترة من الفترات فطالب العلم لا ينبغي أن يكون عنده وقت في القيل والقال وما شابه .
فتاوى الجمعة : 13 / 5 / 2016
↩رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/46/
◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…

الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان