السؤال الخامس هل هناك فرق بين من يترك المعاصي والذنوب خوفا من الله وعظمته وبين…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/س5-2.mp3*السؤال الخامس: هل هناك فرق بين من يترك المعاصي والذنوب خوفا من الله وعظمته وبين من يترك المعاصي والذنوب خوفا من عذاب الله وناره؟*
الجواب: أولا : الواجب على العبد أن يترك الذنوب.
والله ربّانا بأن حبّب نفسه إلينا، وربّانا بأن رغّبنا، وربّانا بأن رهّبنا.
أي نوع من أنواع هذه التزكية أفضل شيئ؟
أن تحب الله، وأن تعظّم الله ، وأن تستحيي من الله، وأن تترك المعصية وتفعل الطاعة حياءً من الله.
كيف يحصّل العبد الحياء وهي أعلى منزلة؟
ما هو الحياء؟
الحياء انقباض نفس، ينقبض نفس العبد لما يرى إحسان المنعم عليه ، ويرى تقصيره في رد الإحسان.
إن استعظمت استحسان الله إليك استصغرت بالمقابل الذي قابلت فيه إحسان من أحسن إليك فيتولد عن هذين الأمرين مقام يسمّى الحياء.
فالذي يستحيي من الله – سبحانه وتعالى- يستشعر بعظم نعمة الله عليه ويستشعر قلة شكره وحيلته في مقابل الإحسان.
كان بعض الناس يقول يارب كيف أحمدك وأشكرك وشكري لك نعمة منك تحتاج لشكر؟
يعني أنا لما أشكرك أنت ألهمتني أن أشكرك فشكري لك نعمة تحتاج كذلك لشكر،فكيف أؤدي حقك؟
فمن كان هذا حاله فهذا لا ينقطع في العبادة، وهذا يبقى حيّياً من الله عزوجل- ، ويحقق الحياء في الخلوة، ولذا الله عزوجل خوّف ورهّب ، والنفوس أحيانا تستجيب للترغيب، فالله جل في علاه قال:”ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير “، زكّى عباده ، رغّبهم في طاعته، بأن يعرفوه.
لذا إخواني نحن لمّا نعرف الله بأسمائه وصفاته، المراد الثمرة من المعرفة أن نعرف الله بأسمائه وصفاته، هذه المعرفة ينبغي أن تظهر لها آثار في حياتك ، ليست الموضوع أن تحفظ أسماء الله حفظا سردا، ثم لا تكون لها ثمرة في حياتك، فتعرف الله بأسمائه وصفاته المعرفة الشرعية التي يحبها الله و يرضاها منا، فإن عرفناه حصّلنا الأجر وتركنا ما يؤدّي إلى غضبه.
والله تعالى اعلم .
⏮ مجلس فتاوى الجمعة
27 ربيع الثاني 1439هـجري.
2017 – 12 – 15 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatawa/1773/
⏮ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⏮ للإشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال السابع عشر نتمنى منك شيخنا لو تخص أحد دروسك عن التعامل…

↙ الجواب :
⏮ أولا :
?النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول 🙁 خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكُم لأهلي ) ?
?? وأنا أنصح كل اخواني وأحبائي ، كل إنسان معاملَتهِ معَ أهل بيتِه سيئة لا تُصاحِبهُ
↩ فالذي لا خير لأهله فيه لا خيرَ لصاحبِه فيه ، لأن الإنسان اذا لم يكن لأهلهِ فيه خير فهو ممّن لا خيرَ فيه ، فلماذا تُتعِب نفسك ؟ ولماذا تُصاحِب أمثال هؤلاء الشخصيّات القلقة .
↩خيرُ الخلقِ النبيّ صلى الله عليه وسلّم وخير النّاس لأهله إنّما هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فالذي لا خير لأهله فيه ، لا خير فيه .
↩ بعض النّاس يتكلّم ، يعني يحمل على أعصابه ويحسّن صورته ولا يعيش حياةً هنيئة ، يعيش حياة كلّها شدّ أعصاب وقلق ويكون مع الأصحاب صورة مثالية في الظاهر
? وعلاقته مع أهله سيئة يعني طبعُه يظهر عند أهله ، وهذا يحمل لكن يوم من الأيام لا بدّ أن يذوب الثلج ويظهر الذي تحته ، فأنت ريّح حالك ولا تطمئن لرجل معاملته سيئة مع أهله .
⁉ كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يعامل أهله ؟
✔ كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يخصفُ نعله ويرقع ثوبه ، وكان صلى الله عليه وسلّم يكون في حاجة أهلهِ ، في عمل أهله ، كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يحلم على نسائه
? تخيّل معي : ( جاء اضياف للنبيّ صلى الله عليه وسلّم وكانت النوبة لعائشة- [ وكانت عائشةُ ( لا تدل ؟لصغر سنّها ومكانتها ، من شدةِ حبّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم لها ولأبيها ، وامتازت عن غيرها من النّساء بأنّ الله تعالى رزقها علمًا وحصافةً وفهمًا فكانت تعرِف من الطبّ ما لا يعرفهُ غيرُها وكانت تعرفُ من النّسبِ ما لا يعرِفُهُ غيرها ، وكانت قد أخذت ذلك من أبيها ] – وما عندها طعام)
? أم سلمى امرأة عاقلة وطمع النبيَ صلى الله عليه وسلّم بها من شدّة عقلها وكان يُشاوِرُها في الملمات ولكنها قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلّم إنّي امرأةٌ غيرى ، عندي غيرة شديدة ، فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلّم أدعو الله أن يرفع عنكِ الغيرة ، وتزوجت النبيّ صلى الله عليه وسلّم
? ( أم سلمى رضي الله تعالى عنها لمّا علمت أن هنالك أضياف والنبيّ يُحبّ إكرامهم ، وليست عند عائشة شيء ، أرسلت بصحفة من طعام ، عائشة لمّا رأت الصحفة من الطعام وقد جاءتها جارتها وكان بيتها ملاصقًا لبيت عائشة ، فعائشة من شدّة غضبها رضي الله تعالى عنها ، رمتها في الأرض فكسرتها)
⤴ تخيّل لو عندك أصحاب وزوجتك تفعل هذا الفعل ! ماذا ستفعل ؟
⁉ ماذا فعل النبيّ صلى الله عليه وسلّم ؟
✔ لمّ الطعام بالصحفة ودخل على الأضياف والطعام بيده ، والصحفة مكسورة ، وقدّم الطعام لأصحابه ، وقال صلى الله عليه وسلّم : غارت أمّكم ، غارت أمّكم ، غارت أمّكم .
? هذا صنيع النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، فخير الناس خيرٌ لأهله .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶

السؤال الأول يكثر السؤال هذه الأيام في المجالس الخاصة والعامة بين الجيران والأقارب والأصحاب والأحباب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160831-WA0006.mp3*السؤالُ الأول: يكثُر السؤالُ هذه الأيام في المجالسِ الخاصّةِ والعامةِ بين الجيرانِ والأقاربِ والأصحابِ والأحبابِ من ننتخبُ؟ من ننتخبُ يا شيخ؟ انصحني؟*
الجواب : وحُقَّ للنّاسِ أن يسألوا. ولا يُنتظَرُ منّي أن أُجيبَ بأن أوجِّه السّائلَ أن ينتخبَ شخصاً معيّناً بذاته، ولا حزباً ولا لائحةً معينةً. الإنتخاباتُ هي صوتٌ -هي أمانةٌ-، ويجبُ أن تُراعى هذه الأمانةُ، وأن تُعطيَها مستحقيها، فمراعاةُ العشيرةِ والقرابةِ في الشّرعِ ممنوعٌ؛ فهذه جاهليةٌ، يعني أنا أنتخبُ قريبي أو من هو من عشيرتي لأنه من عشيرتي أو لأنه قريبي، وأنا أعلم من أحوالِه ما لا يؤهلُه أن يتكلمَ في قضايا الأمةِ بعامةٍ، كذلك الحزبُ؛ لا يجوزُ للإنسانِ أن يتعصّبَ لحزبِه؛ وأن يقدّمَ الانتخابَ لمن هو من حزبِه دون سواه، فهذه كلُّها من الجاهلياتِ الّتي قال فيها النّبيُّ صلى الله عليه وسلم :”أجاهليةٌ وأنا بين ظهرانِيكم”؛ سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنصارياً ومهاجراً ذلمّا نزغَ الشّيطانُ بينهما فقال المهاجرُ: يا للمهاجرين، وقال الأنصاريُّ: ياللأنصار، والأنصارُ والمهاجرون أشرفُ الأسماءِ وأشرفُ من أسماءِ الأحزابِ، قال تعالى: “والسابقون الأولون من المهاجرين وألانصارِ” [التوبة100]، اسم ذكرَه الله عزَّ وجلَّ في كتابهِ في معرضِ الامتنانِ، فلمّا سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم كُلاً يتعصّبُ لقبيلتِه قال: “أجاهليةٌ وأنا بين ظهرانِيكم”، فجعل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا التّعصّبَ جاهليةً من أردء وأسوء الأخلاقِ، وأسوء الممارساتِ الّتي ينبغي لصاحبها أن يعاقبَ بالحرمانِ وأن يعامَلَ على نقيضِ قصدِه ذاك الإنسانُ المجرم الّذي يشتري أصواتَ النّاسِ بالمالِ، فهذا الذي يشتري أصواتَ النّاسِ بالمالِ هو ليس أهلاً أصلاً أن يتكلّمَ في قضايا الأمّةِ، هذا الإنسانُ خائنٌ؛ خائنٌ لله وخائنٌ لرسولِه -صلى الله عليه وسلم- وخائنٌ لقضايا الأمّةِ، وكذلك مثلُه وزيادةً الّذي لا ينتخبُ إلا بالمالِ؛ بعضُ النّاسِ يبحثُ كم تدفعُ؟ مائةُ دينارٍ؟ لا أنا أقدّم صوتي لصاحبِ المائةِ وخمسين، وجاء واحد زادني مئتين وهكذا، فهذا من الجُرمِ، وهذا المالُ عند الله حرامٌ، وهو أكلُ المالِ بالباطلِ، ودفعُ المالِ للوصولِ إلى المجالسِ النيابيّةِ وشراءِ ذممِ النّاسِ من الجرائمِ ومن الكبائرِ الّتي لا يحبُّها اللهُ سبحانه وتعالى ولا رسولُه.
من ننتخبُ؟
لا تنتخب الصالح فقط، الصالح -كما كان يذكُر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في السياسة الشرعية-: بعض الناس عاجز؛ يعجز أن يُدير قضايا الأُمة وهو في نفسه على صلاح فيقول شيخ الإسلام: فعجزه عن الأُمة وصلاحه لنفسه؛ فالأُمة ما استفادت من صلاحه، فليست العبرة بالصلاح أن يكون تقيًّا أن يكون -مثلاً- ورعاً من أهل المسجد الصلوات الخمس وهذا أمرٌ مهمٌّ، لكن ليس هذا هو المعيار فقط، المعيار أن تنتخب من يفيد النّاس ويفيد الأُمّة، من يدافع عن قضايا الأُمة، لو عندنا اثنين: رجل أعلم من الآخر في الصلاح وعاجز عن خدمة الأُمة، وآخر يقدر على خدمة الأُمة ولكن صلاحه أدنى من الأول، فالثاني أحق بالصوت من الأول.
وأولاً وأخيراً: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)، الله يعلم منك مقصدك من هذا الرجل دون سواه، إن علمتَ رجلاً يخدم الناس ويخدم قضايا المؤمنين العامة، وما أحوجنا ونحن ولله الحمد والمنة في بلادنا المباركة بلاد الشَّام نحن من فضل الله علينا أننا أهل سُنة جميعاً من فضل الله علينا والأثر المُترتب على الانتخابات ليس كبيراً، وليس مثل الأثر المُترتب على البلاد التي فيها شيعة؛ فالبلاد التي فيها شيعة مثل الكويت، البحرين وما شابه الانتخابات فيها من المهمات، ولقد أخطأ كثير من طلبة العلم والمشايخ عندما كانت الفتن تعصف بالعراق الجريح -أسأل الله أن يرده إلى أهل السُّنة وأن يدحر أولئك القوم العراق- لما جرى فيه ما جرى، بعض الأخوة كانوا يقولون للعراقيين لا تنتخبوا، وجرى ماجرى ثم أُقصِيَ أهلُ السُّنةِ بالكلّيّة، ونحن في بلادنا نحن ولله الحمد والمنة بلاد سُنة وكلنا في الأردن بلاد سُنة ولا يوجد بيننا شيعة أبدًا، أصلاً بلاد الأردن من فضل الله تعالى ما فيها ولا شيعي واحد ومن تَشيَّع من بلادنا إنما تشيَّع لغرض ولمطمع ولعرض ولدنيا فانية، وأما بلادنا ولله الحمد والمنة بلاد سُنة، وموضوع الانتخابات حتى لو أن بعض الذين نزلوا للانتخابات وكانوا على مقدرة على قضايا الناس العامة وما كانوا متديّنين فما يترتب كبير أثر، فمبادئنا وثوابتنا وحبُّنا لأصحاب نبينا -صلى الله عليه وسلم- وديننا وطريقة فهم ديننا إن شاء الله في بلادنا في أمان ولا تقلقوا مما يظهر هنا وهناك في بعض الأحايين: عبدة شيطان، وقصص، وحكايات هذه كلها طارئة على بلادنا، وطارئة على طبيعة أهلنا، كم من إنسان تراه فاجراً، فتراه فجأة ولله الحمد من أهل المسجد، كم من امرأة تراها متبرجة، فجأةً تراها صالحة لكننا حقيقة نحن مقصرون في الدعوة إلى الله، غيرنا أنشط منا في الدعوة إلى الله عز وجل، فرصة ثمينة ما تجلس مجلسا إلا وتدعو إلى ربك عزّّ وجل وأن تكون حريصاً على أن تنشر الدين بيْن الناس، ولله الحمد والمنة، لا يمنعك أحد من أن تأمر وتنهى وأن تُذَكِّر الناس، ولله الحمد والمنة هذه البيئة بيئة طيبة، وبيئة مباركة، أسأل الله جلَّ في عُلاه أن يحفظ علينا هذه النعمة وأن يبقيها.
فلا تنتخب شخصاً مُعيناً، أُنظر إلى من تنتخبه، هل هو أمين؟ هل هو أمين؟ هل هو أمين؟ يعني المصالح لا تُغيّره ولا تبدله وليس صاحب مصالح، بل صاحب مبادئ ويقدم المبدأ على المصلحة هل هو أمين؟ هذا هو المحور الأول.
*المُحور الثاني*: يكون قَويّا لا يكون ضعيفا، ممكن يكون إنسان قوته تأتي مع عشيرته، فهذا وارد وما أحسن أن تجتمع عدة أبواب للقوّة في الإنسان، مثلاً أن يكون وجيهاً، وأن يكون من عشيرة قوِية، وأن يكون مثلاً صاحب مال، صاحب علم، صاحب رأي، صاحب فهم؛ فإذا اجتمعت هذه هي القوة.
القوة تحتاج إلى قوة تصوُّر، وفهم، وقوة موقف، لكن تكون المبادئ مقدَّمة على المصلحة؛ بعض الناس يعمل لمصلحته يدخل ويخرج ولا يفكر إلا بنفسه، يعني يحرم على كل من قدم نفسه ليحقّق مآربه الشخصية، ومصالحه الشخصية؛ فيحرم انتخابه ويحرم في حقه أن يُرشح نفسه للانتخابات، الأصل في مثل هذه المجالس أن تخدِمَ الأُمّةَ وقضايا الأُمة المصيرية فنحنُ في فترة عصيبة أسأل الله أن يعيذنا من فتنتها .
سائل يقول: أنا لا أريد أن أنتخب أحداً؟
الجواب: إذا كنت لا تعرف أحداً، فلا تنتخب أحداً لكن الإنسان بطبعه مدني كما يقول ابن خلدون الإنسان اجتماعي بطبعه ماذا يعني اجتماعي؟ يعني يعيش في المجتمع ويعرف ماذا يجري؟ ويعرف هذا وذاك فلا ينبغي أن يكون جميع إخواننا أصحاب الديانة على هذا المبدأ، ينبغي على المسلم أن يكون حريصاً على دينه وأن يُرشح من هو يخدم، يعني إذا تمَّ التصويت على أشياء محرّمة ما تقع ديانة خوفاً من الله عز وجل فبعض الناس مُفسدون، لا نترك المجال للمُفسدين، لا نترك المجال لأصحاب الأهواء والشهوات والشياطين، يعني ينبغي أن يكون في هذا الميدان من يتقِ الله عزَّ وجل ومن يقول هذا حرام وهذا لا يجوز، إلى آخره.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي.
رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatawa/300/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

هل يجوز للمسلم أن يفرح بما وقع بأعداء الله من الكفار من مصائب ونكبات وإن…

يوجد كلام على هذا السؤال عند العز بن عبد السلام رحمه الله، في كتابه “قواعد الأحكام” (2/397) وهو كلام علمي محرر بعيد عن كل شر.
قال رحمه الله: (لو قتل عدو الإنسان ظلماً وتعدياً فسره  قتله وفرح به، هل يكون ذلك سروراً بمعصية الله أم لا؟ قلت: إن فرح بكونه عصى الله  فيه فبئس الفرح  فرحه، وإن فرح بكونه تخلص من شره، وخلص الناس من ظلمه وغشمه، ولم يفرح بمعصية  الله بقتله، فلا بأس بذلك؛ لاختلاف سببي الفرح، فإن قال: لا أدري بأي الأمرين كان فرحي؟ قلنا: لا إثم عليك، لأن الظاهر من حال الإنسان أنه يفرح بمصاب عدوه لأجل الاستراحة منه، والشماتة به، لا  لأجل المعصية، ولذلك يتحقق فرحه وإن كانت المصيبة سماوية، فإن قيل: إذا سر العاصي حال ملابسته المعصية هل يأثم بسروره أم لا؟ قلت: إن سر بها من جهة أنها معصية آثم بذلك، وإن سر بها من جهة كونها لذة لا تنفك من فعل المعصية، فلا يأثم إلا إثماً واحداً، والإثم مختص بملابسة المعصية، والله تعالى أعلم) أ.هـ.
ونفهم من كلامه أنه لا يجوز للمسلم أن يفرح بالمعصية والظلم، وإنما يفرح بخلاص الناس من شر الظالم والمعتدي، ورحم الله العز، ورحم الله علمائنا فما تركوا لنا شاردة ولا واردة إلى يوم الدين إلا بينوها وفصلوها.

السؤال الحادي عشر متى تجوز غيبة أحد لأن بعض الإخوة يقولون جائز غيبة الفاسق…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0008.mp3الجواب : لا، “لا غيبة لفاسق” لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من مراسيل الحسن أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل ،
لكن الفاسق إذا جاهر بفسقه فإن اغتبته من باب التحذير منه بهذه النية جائز ، وكذلك التعريف ، يعني جاء إنسان يخطب بنت فجاءك أبوها فقال لك:ما رأيك في فلان؟
وأنت تعرف فسقه فلك أن تتكلم فيه بنية التحذير وأن تنجو هذه الفتاة من شره بالمقدار الذي يصرف ولا يوقع القبول .
إذا كان إنسان عاقل وصاحب ديانة تكفيه أن تقول فلان لا يصلح لابنتك ،فلان لا يصلح لكم فهذا يكفي ، أما إذا كان الأب بليدا فعليك أن تفصل حتى لا تقع هذه الجريمة ، جريمة امرأة صالحة طيبة طاهرة تتزوج من إنسان فاجر ، بعض الأخوات تبعث سؤال تقول زوجي لما يريد أن يغيضني يشتم ربي ، أعوذ بالله من الشياطين يعني يكفر ، فحتى لا تقع مثل هذه الجريمة فلا بد أن تُفصل ، تقول فلان يشرب الخمر ، فلان يعني تذكر شيء ينفر ولي الأمر الفتاة من أن يعقد النكاح .
مجلس فتاوى الجمعة
13 محرم 1438
2016 – 10 – 14

هلا حدثتنا عن الصبر وأقسامه وفضله

(الصبر نصف الإيمان)، كما قال ابن مسعود ويعزى ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، والصواب أنه من قول ابن مسعود، ولذا كان يقول بعض السلف: (الإيمان نصفان، نصف صبر ونصف شكر)، وكان يقرأ على إثر ذلك قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}، وكان عمر بن الخطاب يقول: (خير عيش أدركناه الصبر) والصبر منزلته من الإيمان كمنزلة الرأس من البدن.
والصبر أقسام، خيره وأفضله وأحبه إلى الله الصبر على الطاعة، والمرتبة الثانية الصبر على ترك الشهوة والمعصية، والمرتبة الثالثة الصبر على قدر الله وقضاءه، فخير هذه المراتب المرتبة الأولى، لذا كان الواحد من السلف إذا فعل طاعة يصابر عليها حتى يلقى الله، وكانوا يكرهون التحول والتنقل.
والصبر فيه الخير كله، لقول الله عز وجل: {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}، والخير في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فقول الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، فيوم القيامة يحاسب الجميع إلا الصابرون، وأما في الدنيا فالفلاح مرتبط بالصبر، لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
وفي الحقيقة الصبر يكون عند الصدمة الأولى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب}، وهذا عند الصدمة الأولى، فالصابر هو الذي يكبت غضبه، ويحلم على الناس، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: {لا تغضب}، فاستقل هذه الوصية، فقال: أوصني، قال: {لا تغضب}، ثم كررها ثالثة، فقال له صلى الله عليه وسلم: {لا تغضب، ولك الجنة}.
ومن المعلوم أن أكثر أسقام وأمراض البدن والروح والقلب إنما تنشأ عن عدم الصبر، فما كشفت صحة القلوب والأبدان والأرواح بمثل الصبر، وهل الشجاعة والعفة والكرم والتصدق إلا ثمرة من ثمرات الصبر، فالصبر خلق تنبعث منه أخلاق حميدة كثيرة شهيرة، والإنسان يصبر إن علم قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: {ومن يتصبر يصبره الله}، وحديثه في جامع الترمذي: {من رضي فله الرضا، ومن سخط  فعليه السخط}.
وكان عمر بن الخطاب يقول: ((لئن كان الشكر والصبر بعيرين ما عبئت أيهما أركب}، ويقول: ((خير عيش أدركناه الصبر}، فخير ما يدرك الإنسان أن يصبر على طاعة الله، وخير اللحظات تقتضيها أن تصبر وأن تنزع وتحرر نفسك من حظوظها وشهواتها، وملذاتها من أجل الله، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فأحسن الصدقات أن تتصدق وأنت فقير تحتاج المال.
ومن صبرعن شهوة النساء والنظر إليهن، يجد في نفسه من اللذة، وانشراح القلب، والنور الذي يدخله، ما لا يعلمه إلا الله، فمن استعف أعفه الله، وما سبب قساوة قلوب الناس اليوم، ووجود الغلظة والحجب على القلوب، وعدم وجود النور الذي ينشرح إليه القلب إلا عدم حفظ الناس لأبصارهم، ولذا كان قول الله تعالى: {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}، بعد آيات غض البصر، فمن حجب نفسه وغض بصره وصابر على الطاعة في سبيل الله، لا بد أن يبقى على خير، ولا بد أن يجد نوراً ولذة وانشراحاً وإخباتاً وطمأنينة في قلبه.
والناس اليوم يظنون أن الصبر فقط أن تترك المعصية، وهذا خطأ، فالأحسن من الصبر على المعصية، أن تصابر نفسك على الطاعة، فالنفس تميل للدعة والراحة، فلا تعطها حظها وافطمها عن ذلك، وإن سلكت مسلكاً فيه شيء يحبه الله، واظب عليه وابق عليه، واصبر وصابر ورابط تفلح بإذن الله.

هل يجوز للمرأة أن تقبل يد حماها

الحمو في الشرع  يطلق على قريب الزوج  بإطلاق، ولذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إياكم والدخول على النساء}  قال رجل: أرأيت الحمو؟ فقال  صلى الله عليه وسلم: {الحمو الموت}  والمراد بالحمو في هذا الحديث أخو الزوج  فأخو الزوج  يدخل ويخرج على  زوجة أخيه حال غيابه دون ريبة ولا أحد يلتفت له، فهذا هو الموت، وكم نسأل على الهاتف من المتدينات أن أخا زوجها  دخل عليها وفعل كذا وكذا، فما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
أما والد الزوج فهو بمثابة الأب، وزوجة الابن بمثابة البنت، فيجوز للمرأة أن تصافح والد زوجها ويجوز لها أن تقبل يده، إن كان صاحب فضل، فتقبيل يد صاحب الفضل وصاحب العلم أمر مشروع بشرط ألا يكون شعاراً وديدناً، إنما يقع فلتة.
وقد ألف ابن المقرئ الحافظ ” من وفيات القرن العشرين” جزءاً سماه (الرخصة في تقبيل اليد) وألف بعض الغماريين كتاباً سماه “إعلام النيل في جواز التقبيل” وألف ابن الأعرابي تلميذ أبي داود صاحب السنن كتاباً سماه “القبل والمعانقة” وأوردوا فيها كثيراً من الأحاديث والآثار ومن بين ما ذكروا أن ابن عباس لما كان يطلب العلم عند زيد بن ثابت، أراد مرة أن يغير ابن عباس  لشيخه ركوبه فلما أراد زيد أن يركب ووضع يده فإذا بابن عباس يقبلها فيقول زيد لابن عباس: ماذا فعلت؟ فيقول ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، فيباغته زيد مرة ويقبل يده فاستغرب ابن عباس وقال: لماذا فعلت هذا؟ قال زيد: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا، صلى الله عليه وسلم، فأن نحب الصلحاء والعلماء من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه ديانة نتقرب بها إلى الله عز وجل، كيف لا، والله يقول: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}.
وفي هذه الحادثة إشارة إلى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته بينهم من التعظيم والاحترام والتبجيل ما يرد على أباطيل الشيعة، الذين يقوم في ذهنهم أن هناك نزاعاً وخصومة بين قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، والصواب أن العلاقة بين الصحابة والقرابة علاقة احترام وتعظيم وتبجيل وليست علاقة شتم ونزاع وخصومة، ونبرأ إلى الله عز وجل من هذا.
وتقبيل الرأس كذلك لأهل الفضل والعلم لا حرج فيه كتقبيل اليد بشرط ألا يكون شعاراً أما وضع اليد على الجبين بعد التقبيل فسئل عنها سفيان فقال: هذه السجدة الصغرى، وكان العلماء ينهون عن وضع اليد على الجبين، بعد التقبيل، والله أعلم.

السؤال الثاني عشر ما قولكم لمن يتعمد إساءة معاملة زوجته بالألفاظ النابية والقول القبيح…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/12.mp3الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا أتاكم من ترضون دينه ” – هذا رضينا دينه – ” وخلقه “.
فأشار الحديث إلى أن بعض الناس عنده دين وليس عنده خلق ، وبعض الناس عنده خلق وليس عنده دين .
والمطلوب أن نزوج من؟
المطلوب أن نزوج من عنده دين وخلق معًا .
فلو جاءك رجلاً ملتحيٌ ويصلي بالصف الأول وطالب علم وتبين لك أنه ليس صاحب خلق ، فالواجب عليك أن ترده .
يحرم عليك أن تُزوج رجلًا خلوقاً لا يصلي،حرام شرعاً .
ويحرم عليك أن تُزوج رجلاً صاحب دين وليس لديه خُلق .
يوجد أناس أصحاب دين وليس لديهم خُلق؟
نعم يوجد،ما أكثرهم،عنده دين ولكن ليس عنده خلق.
وهذه الأخت،أختنا أم محمد تشكو من زوجها ، عنده دين وليس لديه خلق .
فالذي لا يظهر خيره ويسْره وبركته على أهله ، لمن يظهر؟!
*إذا أردت أن تعرف رجلاً فانظر إلى أصحابه*.
هل يغير أصحابه دائماً ؟
من يغير أصحابه دائماً هذا لا يتاجر به.
وانظر إلى حاله مع والديه ، ومع أهله ، فإذا كان حسناً فهذا يصاحَب،إذا كان سيئاً لا تصاحبه .
يعني إنسان أقرب الناس إليه وأكثر الناس إحساناً إليه هما والداه ، هو مسيء لهم؛فكيف يحسن إليك؟
هذا لا يُتخذ صاحباً.
” *خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي*”.
يا أخوان،النبي صلى الله عليه وسلم كيف مات؟
النبي صلى الله عليه وسلم مات ورأسه في حضن زوجته .
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يموت وهو ساجد ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم مات ورأسه في حضن زوجته ، حضن عائشة رضي الله عنها .
صفية لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وحملها على الهودج ، جلس النبي صلى الله عليه وسلم على الأرض ومد فخذه ورفعها ، وصعدت على الهودج ووضعت رجليها على فخذ النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا حال الزوج ، هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم .
فالإنسان إذا كان سيء الخُلق مع أهله ، مع من يحسن الخُلق؟
وهذا للأسف سؤال يتكرر كثيرًا .
فيا أخواننا يا أصحاب الديانة ، حسنوا أخلاقكم مع أهاليكم ، اتقوا الله عز وجل في أهليكم .
المرأة تقودها من أذنها ، أسمِعها الكلمة الطيبة؛فتتربع في قلبها ثم تطيعك فيما تأمر .
إذا كان الرجل يتأثر بالنظر فالمرأة تتأثر بالأذن .
دائماً نقول:المرأة تقاد بالأذن ، ولا نعني من هذا أن تشدها من أذنها،لا،و لكن تُسمعها كلاماً طيبا ً، تسمعها كلاماً حسناً.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
11 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 11 إفرنجي

السؤال الثامن شيخ بارك الله فيك كيف يتخلص الإنسان من معاصي الخلوات

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160831-WA0008.mp3الجواب : أسبابُ الثَّبات وأسبابُ وجودِ لذَّة الطَّاعة وحلاوةِ الإيمان وأسبابُ الخيرِ كلّه في هذه الدنيا: أن يكونَ باطنُ الإنسانِ كظاهرهِ ، وأن يكونَ حاله في الخلوات كحاله في الجلوات، وكلُّ من فعل ذنوب الخلوات لا يُكتبُ لهُ الثبات ! كل من فعل ذنوب الخلوات لا يُكتبُ له الثبات لِأنّ الإنسان لا يستطيع أنْ يُخادِعَ اللهَ! الله عزيزٌ حكيمٌ، مع العزّةِ هناكَ حكمةٌ، ما معنى عزيز؟ العرب تقول: “من عزَّ بزّ” أي: من غلبَ سلبَ.
فالله قويٌّ، الله غالب -لا يُغلبُ- وحكيم، الله عزيزٌ حكيمٌ، فمآلك عنده؛ هو الذي يُدبِّر أمركَ.
فالعبد في ذنوب الخلوات لا بدَّ أن ينتكس، وأسباب الانتكاسات إنّما هي ذنوب الخلوات، وأسباب الرِّفعة والعزَّة الشُّعورِ بالقوَّة والشُّعورُ بِلذَّة الإيمان في هذه الحياة سبَبُها: طاعاتُ الخلواتِ؛ أن تُطيعَ الله في الخلواتِ، فطاعتُك لربِّك في خلوتك من أكثرِ أسبابِ الثباتِ.
بعضُ النَّاسِ -نسألُ اللهَ العافيةَ- في خلوتِه شيطانٌ! وفي جلوتِه إِمامٌ من أئِمة المسلمين!!
وفي الحديث الذي أَخرَجَهُ ابن ماجة (٤٢٤٥) عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: “لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا”.
الحسناتُ كثيرةٌ؛ كلّ سنةٍ عُمرة وزكوات وصدقات وإطعام وتفطير صائم، ما شاء الله حسنات!! تأتي أقوام يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة، ثم يوم القيامة تُصبح هباءً منثورًا! فلمّا سُئِل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن السبب قال: إنّهم كانوا إذا خلوْا بمحارم الله إنتهكوها؛ إذا خلا بمحارمِ اللهِ -أيُّ معصيةٍ وأيُّ لذَّةٍ وأيُّ شهوةٍ يفعلها – فلا يعرف لله حرمة، ولا يعرفُ الحلالَ ولا يعرفُ الحرامَ!
*فاللهُ لا يُخادَع*! فإذا أردتَ أن تَثبُتَ وإذا أردت أن تجدَ لذة الإيمان في قلبكَ *فاحرِص على طاعاتِ الخلوات وابتعد عن ذنوبِ الخلوات*.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال السابع عشر كيف يكون الضرب كما ورد في الحديثاضربوهم على عشر

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/WhatsApp-Audio-2017-02-28-at-11.47.55-PM.mp3الجواب : الضرب غير المبرح ، الضرب الذي فيه رحمة ، الضرب الذي فيه تربية ، لا تكسر عظما ولا توقع ألما ولكن إشعر هذا الولد أنه مراقب ، وأن هذا الولد يسأل عن صلاته، وهكذا.
أنا لي زوج أخت يعجبني مذهبه في الضرب ، فقبل أن يضرب يقرر الولد الخطأ ويتناقش معه طويلا حتى يعترف أن هذا خطأ ثم عنده ضربات هي الميزان ، يرجع اليها هذا مثل ذاك ام أقل ام أكبر ، فيقرره ويضربه بعد أن يفهمه لماذا يضربه والأصل في الوالد المربي أن يكون منفعلا ، إذا كنت منفعلا لا تربي ابنا ، إذا اصابك غضب وانفعال لا تربي ابعد نفسك عن ولدك ، تؤدب وتربي ولدك وانت تفهم وعقلك معك من غير انفعال وبعد أن تقرر الخطأ وتفهم الولد الخطأ .
لذا يحرم شرعا الضرب قبل العشر ، لأنك أنت تستدرك على النبي عليه الصلاة والسلام، لأنه يقول مروهم وهم أبناء سبع واضربوهم وهم ابناء عشر ، وإن ترك الصلاة قبل العشر هل يجوز أن تضربه شرعا ؟
حرام .
افهم علي الآن وفقني الله واياك ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : “خير موضوع الصلاة “، احسن شيء في الدنيا الصلاة .
حرام أن تضرب ولدك قبل العشر على الصلاة وهو أحسن موضوع، حرام أن تضرب ولدك على اي شيء قبل العشر ، لا يجوز للوادين أن يضربوا أبنائهما قبل بلوغ عشر سنوات على أي موضوع من المواضيع .
الولد يؤمر ويزجر ولكن لا يضرب ، فذاك الوالد ما أقسى قلبه وما أبعد الشفقة والرحمة منه ، الذي يؤذي ولده والولد بعده لا يفهم ماذا يفعل ،الذي يضرب ولده ولا سيما إذا كان الضرب مبرحا مؤلما موجعا قبل العشر سنوات .
واحد يقول أنا اضرب ولدي والولد يكذب، قلت كم عمره ؟
قال خمس سنين .
قلت يا رجل حرام عليك أنت ظالم ، ابن خمس سنين لا يكذب ابن خمس سنين ابن خيال واسع ، يتخيل يتكلم عن الخيال لا يكذب لا يقال عن الخيال كذب ، وأسوأ ما يكون على الاطلاق تعليق الصغار في خيال الصور المتحركة .
علماؤنا السابقون كانوا يأخذون الأولاد وخيالهم واسع فيملأ الخيال بكتب أهل العلم بالقرآن الكريم بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم متون العلماء فترسخ تماما كما ترسخ الصور المتحركة في أذهان الصغار الآن .
الذي ترسخ الصور المتحركة في ذهنه وهو صغير الآن يصبح يحل المشاكل بطريقة سحرية مثل ما يرى البطل سوبر مان ولا يصبح واقعيا ابدا لا يعمل ابدا ، ما يعمل ابدا ، الولد مضروب لا يوجد به خير ابدا لا في دين ولا في دنيا ، ولا سيما في اليوم الصور المتحركة فيها بنات وفيها عورات وفيها ضم وفيها تقبيل وفيها كنائس وفيها كلاب ،تعلق الناس بالكلاب الى اخره فيها مصائب .
فالولد ابجديات التربية الاسلامية ضاعت عنده وامتلأ خياله بأشياء بحياة غير واقعية ابدا ، فلما يكبر لا يستطيع أن يواجه أي مشكلة لأنه من صغره تعلم هذه الأشياء.
اباؤنا في حياتهم القاسية الدنيوية كانوا يعيشون مع الآباء في رعي الغنم وفي العمل الصعب ،فكانوا يواحهون الحياة برجولة حتى إذا بلغ الواحد منهم العشرين سنة او ثلاثين يصبح رجلا .
اقسم بالله تتعرف على بعض الناس اليوم والله الذي لا إله إلا الا هو تتعرف على بعض الناس اليوم عمره ستين أو سبعين سنة واستعداداته النفسية وطريقته التربوية ما تزيد عن عشر سنين وهم كثر في هذه الحياة ، لأنه كل التنشئة خطأ ، وكان الله في عون الأبناء .
فأنت قضيت عليه من الجولة الأولى من قبل ما يكبر قضيت عليه نهائيا
من الذي قضى عليه ؟
العولمة الجديدة ، ووسائل الإعلام التي تنفق عليها بالمليارات من اليهود على هذا الجيل ، الجيل الذي نحن فيه .
قرأت مقالة لواحد من دار القاسمي من الخليل نشرها في بعض المجلات الكويتية المحكمة يقول: اليهود عملوا دراسة على صلاح الدين قالوا : لا بد أن يظهر واحد مثل صلاح الدين ، لكن لا بد أن نعمل بكل الأسباب التي تجفف ظهور صلاح الدين ، قال فلماذا ظهر صلاح الدين ؟ ، قال: درسوا في عصر صلاح الدين كل شيء قال : حتى درسوا نداءات الباعة في الأسواق حتى درسوا الأهازيج التي كانت الأمهات تنوم الابناء عليها ، قالوا هذه لها دور في ظهور صلاح الدين ، فيجب نحن أن نتدخل في الأمثال الدارجة عند الناس ،ويجب أن نتدخل في أن الام عندما تريد أن تنيم ولدها ماذا تقول له وماذا تغني له ؟ الأغاني الشعبية وعلاقة الناس بالمسجد وعلاقة الناس بالعلماء فيجب أن ندرسها ويجب أن تمشي في اتجاه حتى يكون عمرنا أكبر وقت في الدنيا .
انظر الى عدوك وانظر الى حالك الآن ، ترى نفسك وسيلة في تنفيذ مؤامرات الأعداء .
وإلى المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 جمادى الأولى 1438 هجري .
2017 – 2 – 24 إفرنجي .
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍