هل حديث أنا بريء ممن فرق واحتزب صحيح وما رأيكم في الحزبية وما هو أحسن…

أما حديث {أنا بريء ممن فرق واحتزب} فوجدت حديثاً قريباً منه، فهو من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: {ألا إن نبيكم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب}، وهذا الحديث أخرجه القاضي اسماعيل في أحكام القرآن فيما نقل عنه الشاطبي ولم أقف على إسناده حتى أحكم عليه، ووجدته في “الدر المنثور” معزواً إلى عبد بن حميد في التفسير، وهذا التفسير للآن نقول عنه مفقود، ولعله يظهر، وكذلك عزاه لابن منيع في مسنده، ولأبي الشيخ، وظفرت بإسناد ابن نيع في مسنده في كتاب “اتحاف الخيرة المهرة” برقم (767) وفيه راوٍ مجهول، ولذا قال البوصيري عقبه: إسناده ضعيف.
لكن الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعياً لست منهم في شيء}، وفي قراءة  لورش والكسائي والحسن البصري ولعلي بن أبي طالب: {إن الذين فارقوا دينهم……} وفي هذا إشارة إلى أن من فرق دينه فإن مآله أن يفارق دينه.
والحزبية معناها أن نتعصب أو تتحزب لشيخ أو اسم أو شارة أو جماعة، وهذه مذمومة، والأصل في المسلم أن لا يتعصب لأحد، والأصل فيه أن لا يعقد سلطان الولاء والبراء والحب والبغض إلا على دين الله، فيزداد حبك لأخيك بازدياد دينه وعباداته وعلمه وأمانته، أما أن يتعلق قلبي بفلان لأنه من حزبي وإن كان قليل دين، وأبغض آخر لأنه ليس من حزبي، وإن كان عالماً أو صاحب دين فهذا تحزب مذموم.
والحزبية والعياذ بالله من أشد الموانع لقبول الحق فسبب عدم قبول الحق الحزبية، تأتيه بدليل واضح من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة فيردها عليك لما تعود من الألفة التي هو عليها، وكلنا يعلم أن أنصارياً ومهاجرياً حصل بينهما نزاع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكل منهم نادى على عشيرته؛ فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، والمهاجرون والأنصار اسمان جليلان شرعيان محببان إلى الله، وهما خير من الأسماء الموجودة اليوم، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الرجلين قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: {أجاهلية وأنا بين ظهرانيكم!}.
فمن حكم حزبه وانصاع إليه دون بينة ولا سيما إن كان في ذلك مخالفة لدين الله، فهذه جاهلية، فعلينا ألا نتعصب إلا للحق، وأن نحب ونبغض ونوالي ونعادي في دين الله وليس في حزب وعلى شيخ، والشيخ الذي يجمع التلاميذ حوله ويأمرهم وينهاهم ألا يسمعوا من غيره هذه حزبية وهذه جاهلية، وكان أيوب السختياني يقول: ((إذا أردت أن تعرف خطأ شيخك فجالس غيره))، فمن يدعوكم ألا تسمعوا إلا منه فهذه حزبية، واسمعوا من كل الناس واجلسوا بين كل العلماء وطلبة العلم، فالحزبية لها أشكال ولها ألوان، وينبغي أن يكون الإنسان حراً طليقاً يدور مع نصوص الشرع، ولا يقبل أن يدور مع نفس الأشخاص المخلوقين.
أما أحسن كتاب كتب عن الحزبية فقد رأيت كتاباً لصفي الرحمن المباركفوري الهندي اسمه “الأحزاب في الإسلام” وهو من أحسن ما كتب في رأيي وظني من الحزبية، والله أعلم.

السؤال الحادي عشر كما تعلمون شيخنا فإن مسند الإمام أحمد من أهم الكتب بعد…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-11-2.mp3 
الجواب : كتاب مُسنَد الإمام أحمد خرَّجه الشَّيخ شُعيب الأرناؤوط، عسى الله أنْ يمد في عمره وأن يُمتَّع به وأن يُبارك فيه، وأحكامه بالجملة حُسنة.
وقعت له تَأْويلات في الصِّفات، جمعها أخونا الشَّايع في كتاب بمُجَيْلد صغير، اسمه تأويلات الصِّفات في التَّعليقات على مُسند الإمام أحمد.
ولله الحمد والمنَّة من قريب، الشيخ شُعيب أعلن عودته إلى مذهب سلف في الصِّفات، وتبرَّأ من مذهب الأشاعرة، فجزاه الله خيراً عسى الله عزَّ وجل أن ينصر به التَّوحيد وأن ينصر به السُّنَّة، فله جهود مُباركة، وكان شيخنا لمَّا يسأل، من نسأل بعدك؟ فكان يُسمي ممن يُسمي الشَّيخ شُعيب يقول الشَّيخ، وبلا شك الشَّيخ شُعيب من العلماء، وجُهده على مُسند الإمام أحمد جُهده جُهد الجماعة، الذين معه جُهد طيب نافع، أنا العبد الضَّعيف أستفيد منه، أنا العبد الضَّعيف أستفيد من جُهده، فجُهده في خدمة المُسند يعني أمر حسن.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
 
9 ذو القعدة 1437  هجري
12 – 8 -2016   افرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدُّرَر  الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍?

ما صحة الأحاديث التالية من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وحق الأخ الأكبر على…

أما {كن مع الله ولا تبالي}، فهذه حكمة دارجة على ألسنة الناس وليست بحديث مرفوع و لا يجوز نسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما {من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته} فهذا صحيح لغيره وفي هذا الحديث تهديد ووعيد، لمن تتبع ونقصد أن يعلم عورات الناس، فإياك أخي الحبيب أن تنشغل بهذا، اجعل الناس على العافية، واجعل الناس على ستر الله لهم، واترك تتبع عوراتهم، فإن فعلت فإن الله سيعاملك جزاءً وفاقاً لما قمت به، فإن الله قد تكفل بأن يظهر عوراتك، وكم من إنسان ذكي، وطالب علم بدت عليه في البدايات علامات وأمارات البلوغ لكنه انقطع في الطريق لما بدأ ينشغل بعورات العلماء وطلبة العلم، ففضحه الله عز وجل على رؤوس الأشهاد، وأصبح إن ذكر لا يذكر إلا بسوء وشر.
 
وأما قوله: {حق الأخ الأكبر على الأخ الأصغر كحق الوالد على ولده} فهذا حديث ضعيف رواه أبو نعيم في “أخبار أصبهان 1 122” عن أبي هريرة رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده مظلم فيه محمد بن مشكان والساءب النكري وهما لا يعرفان ثم وجدته في مراسيل أبي داود، عن سعيد بن عمرو رفعه ولم تثبت له صحبة، فالحديث له طريقان: طريق إسناده مظلم وطريق آخر مرسل، ولا يحسن الحديث بمثل هذين الطريقين، فهو ضعيف، ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه}، فالأخ الكبير ينبغي أن يحترم من باب التوقير.

السؤال السابع عشر ما هو المقصود بالتحويل في السند حينما يقال ح …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0005.mp3الجواب : أنا رويت مثلاً بإسنادي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ووصلت إلى ابن سيرين عن أنس قبل ابن سيرين حوّلت الإسناد عن شيخ آخر فبعد ابن سيرين أقول ( ح ) وارجع لشيخ آخر حتى يصل إلى ابن سيرين ثم يجتمعان عن أنس وهكذا هذا هو تحويل الإسناد .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 – محرم 1438 هجري
2016 – 10 -14 افرنجي

ما صحة هذا الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله…

آخر هذا الحديث ثابت في الصحيحين وهو: {لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة}، وهذا هو القسم الصحيح منه مرفوعاً، وأما ما عداه فهو من كلام بعض الرواة وحصل فيه إدراج، والإدراج الذي وقع فيه إنما هو من حديث أنس، وقد فصل بعض الرواة أن أبا قِلابة رواه من قوله هو: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وأفرضهم زيد) ثم قال: (عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة}).
فبعض الرواة عن أنس أدرج، فجعل الحديث في مساق واحد مرفوعاً، وبعضهم فصل، فجعل آخره مرفوعاً، وما قبله من أقوال بعض الرواة كأبي قلابة وقتادة وهذا هو الصحيح في السنة، وقد نصص على ذلك أكثر من عشرة من الحفاظ، وعلى رأسهم الحاكم في “معرفة علوم الحديث” وابن عبد البر في “التمهيد”، وابن تيمية في أكثر من موطن من الفتاوى بل برهن على ذلك بكلام عجيب تلميذ ابن تيمية الإمام الحافظ- ابن عبد الهدي، ألف جزءاً خاصاً في إثبات هذا الأمر، وابن عبد الهادي مات صغيراً، وقالوا لو أن الله رزقه عمراً طويلاً، لكان الدارقطني في العلل، وكان ابن تيمية في مجالسه لما يشكل عليه حديث كان يسأله.
وقد ذكر هذا الحديث بتمامه على أنه صحيح مرفوعاً شيخنا أبو عبدالرحمن الألباني في كتابه “سلسلة الأحاديث الصحيحة” ولما وقفت على جزء محمد بن عبدالهادي مخطوطاً وقرأته وتابعت النظر وكتبت ورقات فاتصلت بالشيخ ذات يوم وأخبرته أني أحب أطلعه على ما عندي فزرته وقرأت عليه ما كتبت، وكان الشيخ رحمه الله يسمع ويصغي ويدون بعض الأشياء عنده ، ولما أتممت النقولات التي ذكرتها عن كثير من العلماء، أخذ الشيخ نسخته من السلسلة الصحيحة المجلد الثالث وكتب عليها: (يحول إلى الضعيفة) .
ولم أر أحداً ممن كتب في تراجعات الشيخ اليوم، وهم جماعة ذكر هذا الحديث، ولذا بودي لو أن طالب علم ييسر له الله عز وجل أن ينظر في حواشي الشيخ التي قد كتبها على كتبه.
ونرى اليوم ظاهرة ليست حسنة ولا مليحة ولا نحبها، وهي أن نطبع كتب باسم الشيخ ويكون الشيخ قد كتب عليها بعض التعليقات لنفسه، فسيطبع قريباً “سبل السلام” ويقال أخرجه الألباني، وهذا خطأ؛ ففرق بين من يريد أن يخدم كتاباً فيدرسه دراسة جيدة ويخرج أحاديثه، وبين من يكتب تعليقات على حديث أو مسألة يفيض منها، والذي قبل هذا الحديث والذي بعده، والذي قبل هذه المسألة والذي بعدها لا يوجد فيه عناية لهذا المحقق أفلمثل هذه الهوامش المبثوثة هنا وهناك يقال: حققه فلان ، هذه ليست لغة العلم.
وكم أعجبني صنيع الإمام السخاوي مع شيخه ابن حجر (وابن حجر كان قيماً على كتب الوقف في العالم الإسلامي كما تعلمون) لذا فقد أبدع في تخريجاته في “الفتح” فكم أعجبني السخاوي في كتابه العظيم “الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر” لما عقد فصلاً خاصاً بهوامش ابن حجر على كتبه، فنقل الهوامش التي على الكتب، فلو أن طالب علم نظر في كتب الشيخ ودون هوامشة التي على الكتب، هذا يغنينا عن عشرات المجلدات في المستقبل ويكون مجلداً واحداً، وحينئذ تكون هذه لغة علمية، وما عداها ليست كذلك، والله أعلم .

السؤال الثامن ما معنى حديث بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170402-WA0041.mp3 ؟
الجواب : هل الإسلام سيعود ضعيفا ؟
الإسلام ما كان ضعيفا ، الضعف في حق المسلمين.
هل انهزم الإسلام ؟
لا والله ما انهزم الاسلام .
ولا في يوم من الأيام؟
لا والله ولا في يوم من الأيام انهزم الإسلام.
المسلمون هل انهزموا؟
المسلمون ينهزمون، في معركة أحد انتصر الإسلام ، وانهزم المسلمون، ولذا أبو سفيان لما سأله هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أعدائه، قال : الحرب سجال بينه وبينهم، فتارة ينهزمون وتارة ينتصرون، وفي هذا إشارة إلى أن لله قواعد في النصر لا تنخرم ،وتنطبق على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى يوم الدين.
الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء .
الغربة أن تكون أنت المحق، ومن حولك يغلب عليهم الغفلة، يغلب عليهم عدم التحري ،ومعرفة حكم الله في المسائل، يتابع بعضهم بعضا، فسنة الله ماضية في كونه ، أن الضعيف يجاري القوي، والجاهل يجاري العالم، وأن الصغير يجاري الكبير.
واليوم، سبب تقليد الناس للغرب ليس بغضا في الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم وهديه، وإنما هي سنة ، دائما المغلوب يتبع الغالب، ولا يبقى قائما وثابتا إلا القوي، فالغريب هو القوي، وليست الغربة دلالة على الضعف .
ماذا يعني الغريب هو القوي ؟
هو الذي لا يقيم وزنا للمغلوب إن تابع الغالب، هو يبقى متابعا للنبي صلى الله عليه وسلم، فيشعر بالغربة، يشعر بالغربة في بيته، يشعر بالغربة في حيه ،وبين جيرانه، الناس يتابع بعضهم بعضا، الناس – كما يقول العلماء – كأسراب القطا يتبع بعضهم بعضا ، كأسراب الطيور يتبع بعضهم بعضا ، إلا الغريب، فالغريب لا يتبع أحدا، ،الغريب لا يتبع إلا من يراه يستحق الإتباع .
فآخر الزمان بدأ الاسلام غريبا كأول الإسلام ، وآخر الإسلام يكون الإسلام غريبا، يوجد اقوام كأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، عل منهج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لا يتابعون الناس ولا يقيمون وزنا للكثرة، وانما يقيمون وزنا للمحق، هذا ضعف أم قوة؟
هذا قوة .
فهل يوجد تلازم بين الغربة والضعف؟
لا، الغربة تشير للقوة ، والغربة ليس فيها ضعف .
⬅ مجلس فتاوي الجمعة
2017-3-31 افرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
⬅للإشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

هل حديث إن لله تسعة وتسعين اسما صحيح

هذا الحديث وارد عن جمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يثبت إلا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وأخرج ذلك الشيخان إماما الدنيا محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وقد ورد أيضاً عن علي وسلمان وابن عباس وابن عمر رضي الله عن الجميع، أخرج ذلك أبو نعيم في جزئه الخاص في “التسع والتسعين اسم من أسماء الله تعالى” ولكن أسانيد ذلك ضعيفة ، فهذا حديث ثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولم يثبت إلا عنه، وقد ادعى ابن عطية الأندلسي في تفسيره “المحرر الوجير” أنه قد تواتر عن أبي هريرة رضي الله عنه، وليس الأمر كذلك عند التحقيق ، فقد رواه ثلاثة عشر نفساً عن أبي هريرة ست أو سبع منها ضعيفة والباقي آحاد غريبة ، فالحديث ثابت صحيح وليس بمتواتر ، وأما سرد الأسماء فقد وقع عند الترمذي وفيه إدراج ، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنى الحديث إن لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها حفظاً وعملاً ؛ أي من حفظ أسماء الله تعالى وعمل بمقتضاها في هذه الحياة كانت له الجنة .

السؤال الثامن كيف نجمع بين الآية ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171031-WA0130.mp3الجواب:
الهمُّ الذي فيه تردد مع عدم جزم وحزم وحسم لا يكتب, إلا في مكة, مكة تحتاج أن تكون يقظ على وجه زائد.
فالآية مستثناة لها حكم خاص وهو الحرم, والحديث فتركها كتبت له حسنة, فالهمّ مسكوت عنه في هذا الحديث
لكن المراد أن الحرم له حكم خاص
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٧ صفر 1439 هجري ٢٧ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor

هل هذا حديث استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود وما المقصود…

هذا الحديث حسنه شيخنا الألباني رحمه الله، والعلماء قديماً بينهم خلاف فيه.
وبعض الناس يستدل بهذا الحديث على العمل السري، وعلى التحزبات السرية، ويقول: نبدأ بالدعوة سراً كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة سراً ثلاث سنوات، وهذا كلام باطل، ما أنزل الله به من سلطان، وديننا كامل ولا يوجد في ديننا شيء فيه سر، وصح عند أحمد عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: {إذا رأيتم أناساً يجتمعون على سر في دين الله فاتهمهم}.
فالدين ليس فيه أسرار، الدين: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدين يقال لكل البشر، ومات صلى الله عليه وسلم والدين كامل، وهذا الحديث الذي يستدل به أهل التنظيمات على السرية، استدلالهم به باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: {فإن كل ذي نعمة محسود}. فمقصود الحديث أن صاحب النعمة من أسباب درء الحسد عنه، وعدم الإصابة بالعين أن لا يظهر النعمة.
وهذا لا يعارض قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده}، فصاحب النعمة يتنعم بها، وتظهر عليه، لكن لا يغالي في ظهور النعمة، وإن تفرس في بعض الناس أنهم أهل حسد، وأصحاب عيون فارغة ولا يتقون الله، فلا يظهر هذه النعمة عليهم، ويظهر النعمة على من يثق بدينه، ولا يحسد، ويرضى بقدر الله عز وجل، فلا تعارض بين الحدثين، والله أعلم….

السؤال الثاني عشر أخ يسأل عن شرح حديث أخرجه الإمام مسلم عن قرة بن…

whatsapp-audio-2016-10-23-at-7-13-51-am
الجواب : الحديث ورد في ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديْبية في طريق مكة وكانت هنالك ثُنية تسمى المرار مكان مرتفع الوصول إليه صعب وكان قريباً من الكفار ، فكان مقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرى العز والقوة في المسلمين؛فالنبي صلى الله عليه وسلم رغّبهم فيما أوحى الله تعالى إليه أنه من يصعد هذه الثُنية المكان المرتفع شديد الوصول إليه فيحط عنه ما حطَّ عنه بني اسرائيل
” وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ”
، لو قالوا حطة لغفر الله تعالى لهم خطاياهم فيحط عنهم ما ارتكبوه من وزر ، يقول جابر : كان أول من صعد هذا من الخيل، خيلنا خيل بني الخزرج فهذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث مع أنَّ الإمام الذهبي في ترجمة أبي الزبير محمد بن مسلم بن تادرس في الرابع في كتاب ( ميزان الإعتدال ) قال أخرج له مسلم وانتُقد على مسلم الإخراج له ولا سيما إذا روى بالعنعنة ولا سيما إذا كانت الرواية من غير طريق الليث بن سعد ، الليث بن سعد قال لإبي الزبير المكي علم لي على الأحاديث التي سمعتها من جابر ، فعلم له على الأحاديث فكان الليث ما يروي إلا ما سمعه الزبير من جابر لذا قال علماؤنا رواية الليث بن سعد عن أبي الزبير بالعنعنة هي كروايته عنه بالسماع والتحديث، وما عدا ذلك لا بد من السماع والتحديث وهذا الحديث ليس من طريق الليث بن سعد وإنما من طريق قرَّة بن خالد عن أبي الزبير رواه بالعنعنة وهو من الأحاديث القليلة المنتقدة في صحيح مسلم ، ودائماً نقول لإخواننا الأحاديث المنتقدة قليلة وهي حروف يسيرة ورد قبلها في الباب وبعدها ما يسعف بصحتها .
↩ مجلس فتاوى الجمعة .
13محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 14 افرنجي