السؤال : ما حكم أخذ الموكٓل لدفع الصدقة المال له ، أو جزءً منه ؛ إن كان معسراً ؟

السؤال :
ما حكم أخذ الموكٓل لدفع الصدقة المال له ، أو جزءً منه ؛ إن كان معسراً ؟
الشيخ :
أوضِّح السؤال ؟ واحد يقول لك خذ مائة دينار وتصدَّق بها على الفقراء ، فالأخ يقول : أنا فقير ، فهل يجوز لي أن آخذ المائة دينار لنفسي ؟ هذا هو السؤال.
الجواب :
أهل العلم يذكرون قاعدة تفيدنا في مسائل كثيرة  ، يقولون : الوكيل عمله عمل الأصيل ، أنا الواجب عليَّ أن أعمل ما هو مطلوب مني ، قال لي : هذه المائة دينار للمسجد ، يجي سؤال آخر يقول : المائة دينار أريد أعطيها للفقير ، أقول لك : لا ، انت وكيل ، والوكيل عمله عمل الأصيل الذي وكلك .
والآن لما أعطاك  هل يعلم أنك فقير ،  إن كان يعلم أنه فقير ، وأراد أن يعطيك ، لكن أراد ألا يحرجك ، هو يعرف أنك فقير ، فإن كان لا يعلم أنك فقير ؛  قل له : أنا فقير ، وإن قلت هذه الكلمة لعل الله عز وجل يكرمك بكرم من عنده ما لا يخطر لك في بال ، إذا هو أعطاك لدينك وأمانتك فقال لك وزع المال فقل له : أنا فقير ، تريد أن تعطيها لفقير أنا فقير، فالخلاصة أن الوكيل يعمل عمل الأصيل ، فإذا قامت عندنا قرينة أنه يعرف أنك فقير ، فهو يريد أن يعطيك ؛ فواحد بعرف واحد فقير و بقول له هذه مائة دينار للفقير ، فهو يريد أن يعطيك ؛ فهذه قرينة تكفي ، طيب واحد أخذ دون أن يخبر ، هو ما فعل ما أراده الأصيل ، لكن وضع الصدقة في مكانها ، إذا أعطاه ، وكان فقيرا ، وأخذها ، وضع الصدقة في مكانها ، لكن يحرم عليه أن يعتدي على مراد المتصدق ، لكن وضع الصدقة في مكانها ، يعني إثمه ليس إثم من أكل المال باطلا ، أكله حلالا ، لكن الإثم محصور في أنه ما صنع المطلوب منه.
والله تعالى أعلم. ✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال : ما حكم أخذ الموكٓل لدفع الصدقة المال له ، أو جزءً منه ؛ إن كان معسراً ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

🌿أحكام تتعلق بزكاة الزيت والزيتون.


🌿أحكام تتعلق بزكاة الزيت والزيتون.

فتكثر هذه الأيام أسئلة الناس عن زكاة الزيت والزيتون.

فهذا موسم جني الزيتون، تلك الشجرة المباركة، وبلادنا ولله الحمد والمنة غنية بهذا النوع من الشجر، بل رأيت فى بعض الأماكن في عجلون أشجار الزيتون يزيد عمرها عن ألف سنة وما زالت تعطي وتثمر.

وزكاة الزيتون من الزكوات التي وقع خلاف بين أهل العلم فيها.
والراجح وجوبها وهو قول جماهير أهل العلم.
وجزم بالوجوب علماء الحنفية والمالكية، وهو قول عند الإمام أحمد، وهو قول قديم عند الإمام الشافعي.

والأدلة النقلية غير ظاهرة في المسألة، لكن ذكرت لكم أكثر من مرة في هذا المجلس وغيره أن هنالك شيء يسمى عند الفقهاء (إلغاء الفارق) فالتمر واجب بالنص لأنه طعام مدخر، وكذلك الزيتون فهو طعام مدخر يمكث فترة ويبقى صالحاً للأكل كالارز في بعض البلاد، بعض البلاد لا تأكل القمح والخبز وإنما محصولها الذي تقتات به طوال السنة إنما هو الأرز، فالارز يلحق القمح وهذا ليس قياساً وإنما هذا بإلغاء الفارق.

زكاة الزيتون لا بد فيها النصاب، ولا يلزم فيها حولان الحول، والنصاب كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة.
[عن أبي سعيد الخدري:] ليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ، ولا فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، ولا فِيما دُونَ خَمْسِ أواقٍ صَدَقَةٌ. مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٩٧٩. [صحيح].

والمراد بالصدقة الزكاة، فنصاب زكاة الثمار خمسة أوسق، والخمسة أوسق تعادل (611) كيلو في موازيننا اليوم.

يعني بعض الناس يكون عنده أمام البيت أو في داخل البيت شجرة أو شجرتين من شجر الزيتون ولما يأتي الموسم يجز ويلتقط هذا الزيتون ولعله يعصر منه أحيانا تنكة أو تنكتين وما يبلغ (611) كيلو، فهذا ما عليه شيء.

بعض الناس عندهم شيء كبير، لكن هو لا يتاجر فيه وهذا الصنف من الناس يترخص، لا يخرج زكاة، يهدي الأقارب والجيران والأحبة فهذا لا يغنيه.

فمن ملك وكان حصاد شجر الزيتون التي عنده (611) كيلو وأكثر فيجب عليه أن يؤدي الزكاة.

بعض الناس يبيع الثمر للتجار، يكون عنده بستان فيه زيتون ويبيع ثمر الزيتون قبل أن يجزه وهو على الشجر.
الواجب في حقه أن لا يبيع هذا الثمر حتى يبدو صلاحه، وأما والثمرة غير منعقدة فهذا يسمى عند علمائنا بيع فيه غرر، أذا بعت شجراً عليه ثمر والثمر لم يظهر، ما بدا صلاحه فلا يجوز شرعاً.

واختلف أهل العلم لو أن بعض الشجر بدا صلاحه وبعضه لم يبدو صلاحه، والراجح في هذه الصورة الجواز، لأن هذا المناخ يظهر منه أن الثمرة صالحة، وهذه تعجل إخراجها وهذه لم يتعجل إخراجها، ولو ظهر في بعض الشجر بدو الصلاح فحينئذ يجوز بيع الزيتون.

من باع الزيتون ماذا يعمل؟

من يبيع الزيتون فهناك حق للفقراء. مثلا أنا عندي شجر يقدر ب (10000) كيلو زيتون.

وهنا مسألة مهمة، فهل (611) كيلو هل العبرة بالزيتون أم بالزيت؟

العبرة بالزيتون، فَ (611) كيلو العبرة أن تكون زيتونا وليس زيتا.

لكن أهل العلم ومنهم الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول:
إخراج زكاة الزيتون زيتا أحسن، لأن معنى الإدخار في جعل الزيتون زيتا أظهر من الزيتون، يعني يصبح شبيه، جداً في التمر في بلاد الحجاز، فأهل الشام يدخرون الزيت وأهل الحجاز يدخرون تمراً، لا يوجد زيت عندهم حتى يدخرون، فالإمام الشافعي -رحمه الله- يقول الأحسن أن تؤدى زكاة الزيتون زيتا.

لكن كيف يحسب؟
هل يحسب زيتا أم زيتونا (611 كيلو)؟
يحسب زيتونا ولا يحسب زيتا.

إنسان عنده بساتين كثيرة، والزيتون على الشجر باعه وقد بدا صلاحه، عند البيع فهذا فيه حق للفقراء، قال تعالى: ((وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)).

متى حق الفقير؟
لما يحصد ويجز.

هل يحل له أن يبيع (الذي يسمى اليوم الضمان) بالتعبير الدارج، هل يجوز أن يبيعه كامل المحصول؟ 

الجواب: لا، فمن المحصول هذا قسم للفقراء، إذا كان هو “يسقي” فمن كل (20) تنكة يخرج تنكة، يعني إذا كان الزيتون “بعل”، وجل الزيتون في بلادنا والجيد منه لا يسقى، وإنما يكون السقي من السماء.
الزيتونة شجرة مباركة تتحمل، لذا قالوا: الزيتونة مثل المرأة البدوية، وقالوا: التين مثل المرأة الفلاحة، والعنب مثل المرأة المدنية، المرأة المدنية مكلفة حالها ومزبطة حالها فالعنب هكذا، والفلاحة بين البين وهكذا التين، والزيتون كالمرآة البدوية تركت نفسها فتبقى قائمة.

فالشاهد أن هذا الذي يريد أن يبيع المحصول وفيه “العشر أو واحد على عشرين” يحرم عليه شرعاً أن يأخذ ثمنها، يجب يخصم واحد على عشرة، واحد على عشرين ويقول هذا للفقراء، أن تجزه وتعطي للفقراء ولا يجوز له أن يبيع كامل المحصول إذا بلغ (611) كيلو وزيادة، فهذا فيه حق للمساكين، إما العشر وأما واحد على عشرين.

كيف تخرج الزكاة؟

إذا يسقي واحد على عشرين.
إذا أبقاه زيتونا واحد على عشرين من الزيتون.
وإذا حوله زيتا فالأحسن أن يخرج زكاته زيتا.

هل يلزم الزيت يبلغ (611) كيلو؟ 

لا، لا يلزم الزيت أن يبلغ (611) كيلو، وإنما الذي يلزم أن يبلغ الزيتون (611) كيلو، لأن عند عصر الزيتون فإن النوى يذهب، والعصر الصحيح السليم للزيت أن لا يكون فيه شيء من اللب، الذي يكون ما يسميه اليوم بتعبيرنا الدارج عند أصحاب الزيت يعصر بالبارد لا بالحار، الزيت الذي ينتج عن العصير البارد هو الزيت الصحي، أما الزيت الذي يعصر بالحار الذي يكون ثخين والذي كلنا نتناوله هذا لا يستخدم إلا للأكل، يعني لا يوضع هذا الزيت مثلا في الأُذن، (وسبب شكواي من أذني هذا الأمر)، لذا أعرف وبعد سؤال أهل الخبرة وضع الزيت في الأذن يقول لي بعض كبار المتخصصين في الدنيا بالاذن، ما أكبر جرم عندكم؟
قلت: له الكفر.
قال: هذا كالكفر عندكم.
أما الزيت البارد فهذ الذي يوضع في الأذن ويدهن البدن فيه، وهذا يحتاج لضعف كمية الزيتون الذي يستخرج بالطريقة الحارة، يعني نقول 50 كيلو زيتون مثلا يطلع تنكة، فالزيت الحار يحتاج لـ 100كيلو حتى يطلع تنكة على الزيت البارد، يكون زيت خالص دون اللب.

الخلاصة:
الزكاة تؤدي أما بالعشر، وإما بواحد على عشرين.
أنت الآن تسقي الزيتون، فسقياك للزيتون هذا يجعلك تخرج النصاب واحد على عشرين.

ماذا عن كلفة العصر؟
ليس كل الناس عندهم معصرة، كلفة العصر على صاحب الزيتون، ولا يحسب من الزكاة،  الكلف التي يدفعها صاحب الزيتون حتى يحوله إلى زيت هذه لا صلة لها بالزكاة.

هذا موجز أحكام زكاة الزيت والزيتون وهي مهمه والكلام يكثر عنها.

⏪ مجلس فتاوى الجمعة.
7 صفر 1439
27/10/2017

⬅ رابط الفتوى :

🌿أحكام تتعلق بزكاة الزيت والزيتون.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor

السُّؤال: أخٌ يقول: جيراني فقراء، وعندهم كثيرٌ من المعاصي (قروض ربويّة، يشربون الخمر، يتركون الصّلاة)، هل يجوز إعطاؤهم من الصدقات والزّكاة ؟

السُّؤال:

أخٌ يقول: جيراني فقراء، وعندهم كثيرٌ من المعاصي (قروض ربويّة، يشربون الخمر، يتركون الصّلاة)، هل يجوز إعطاؤهم من الصدقات والزّكاة ؟

الجواب :

الصّدقة جائزة..
هل يجوز للمسلم أن يتصدّق على الكافر؟
(نعم)..

سمعنا في صلاة الفجر قراءة أخينا أبي أحمد النّدية، يقولُ الله -تعالى-:
{وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا}..
اختلف أهل العلم في الضّمير (حبّه) على قولين:

_ الأول: إمّا أنّهُ عائدٌ على الطّعام؛ فيحسن بالإنسان أن يتصدّق بالّذي يحبّ، مثال: الّذي تُحبّ أن تأكله يُسنّ لك أن تتصدّق به.
_ الثّاني: ومنهم من أرجع الضّمير في (حبّه) على لفظ الجلالة (الله)، والله -تعالى- غير مذكورٍ في الآية، لكن السّياق يقتضيه، وقال به بعض السّلف.
يُطعمون الطّعام على حبّ الله _أي: يطعمون الطّعام إخلاصًا لله، ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا.
من الأسير؟
الّذي جاء يقتلنا، ويُشهر السّلاح علينا، ونحنُ نطعمه لوجه الله، هذا مِثلُ جارك-صاحب المعاصي – أم أسوأ من جارك؟ أسوأ من جارك.
الأسير أسوأ من جارك، لكن لا تُعنه على المعصية، كُن صاحب عقل، يَقولُ: لأنّهُ صاحبُ معصية لن أتصدّقَ عليه (لا)؛ يقول: هذا الفقير السّائل كذّاب! مالك وماله؟! قدّم الصّدقة ولا تبحث، ولا تتعنَّ، من تعنَّ ودقّق وشدّد بالتّدقيق؛ فسيجد أنّ هذا لربّما كذّاب، أو أنّ هذا لربّما صاحب معصية، ولا يتصدّق أبدًا، ولا يفعلُ شيئًا.
قال الله -تعالى:
{وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا}..
فلان يشرب الخمر؛ لا تعطه مالًا، أعطِه طعامًا، ابعث له طعامًا، ادفع عنه إيجار البيت.
الفقير يحتاج لمن يتصدّق عليه.

أمّا الزّكوات فلا تجوز إلّا للمسلم،
لا يجوز أن تخرجها للكافر ، ولا للنّصراني، و يجبُ على من أدّى زكاة ماله، أن يفحص هل هذا من أهل الزّكاة أم لا؛ لقوله -تعالى-:
﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَـٰتُ لِلۡفُقَرَاۤءِ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡعَـٰمِلِینَ عَلَیۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَـٰرِمِینَ وَفِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِۖ فَرِیضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ﴾ [التوبة ٦٠].
ويجبُ عليك أن تفحص كلّ عام، يعني لا يجوز لك أن تعطيَه أوّل عام بعد أن فحصت، ثُمّ تعطيه كلّ سنة -على الفحص الأول-، لعلّكَ أعطيته وهو فقير، وعنده ولدٌ في الجامعه، أمّا الآن فقد تخرّج ولده، وأصبح يأتي بالمال، فيجب أن تفحص في كلّ عام، والفحص والتّدقيق في الزّكاة يُشدّد فيه أكثرَ من الفحص والتّدقيق في الصّدقات.

فالصدقات “في كلّ كبدٍ رطبةٍ أجر”، الله يقبل الصّدقات حتّى على الدّواب، الدّابة والكلب والقط والحيوانات -أجلّكم الله- يقبل الصّدقات عليها.
فلا حرج في هذا .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السُّؤال: أخٌ يقول: جيراني فقراء، وعندهم كثيرٌ من المعاصي (قروض ربويّة، يشربون الخمر، يتركون الصّلاة)، هل يجوز إعطاؤهم من الصدقات والزّكاة ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال : سؤال من إخوة في استراليا : ” في حال جمع صدقة الفطر مالًا لنقلها لدولة أخرى وشراء الطعام هناك ، وتوزيعه قبل صلاة العيد ، فهل يكون التوزيع بعد ساعات من توقيتنا؟ يعني هل يشرط في الاخراج أن يكون قبل وقت الصلاة؟ ، فهل نخرج أم ننتظر؟

السؤال :
سؤال من إخوة في استراليا : ” في حال جمع صدقة الفطر مالًا لنقلها لدولة أخرى وشراء الطعام هناك ، وتوزيعه قبل صلاة العيد ، فهل يكون التوزيع بعد ساعات من توقيتنا؟ يعني هل يشرط في الاخراج أن يكون قبل وقت الصلاة؟ ، فهل نخرج أم ننتظر؟

الجواب :
سؤال مهم ، سؤال دقيق ، يقول هنالك فرق في التوقيت بيننا في أستراليا وبين من نوكّلُهم بإطعام الفقراء ، فمثلا واحد في استراليا بعث صدقات للأردن ، وقال: يا جماعة اطعموا ، فنحن عندنا عائلات كُثر، وعندنا أقليّة مسلمة في هذه الديار ، ولا يوجد عندنا فقراء ، فهل العبرة بأن نُطعم الفقير على الوقت عندنا أم عندهم ؟
العبرة عند البلد التي فيها الفقراء، وهذا أصل كبير، ذكره ابن القيّم في غير كتابٍ من كُتبه .
متى تكون العبرة بالابتداء ، ومتى تكون العبرة بالانتهاء؟
النبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول عن صدقة الفطر “طُعمة للمساكين .”
والنبيّ وقّت طُعمة هؤلاء المساكين ، فالعبرة بأن نُطعم المساكين في بلادنا، فمتى أطعمنا -فالحمد لله ربّ العالمين- وقعَ الإجزاء ولا سيّما أنّ ابن عمر لمّا كان يُسألُ : متى نُطعم المسكين؟ قال : ” لمّا يجلس الساعي” ، وكان يجلس قبل العيد بيوم أو يومين ، لو خرجت الزكاة قبل الانتهاء بيوم أو يومين لا حرج ، وبالتالي العبرة ببلادنا .
والله تعالى أعلم.✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال : سؤال من إخوة في استراليا : ” في حال جمع صدقة الفطر مالًا لنقلها لدولة أخرى وشراء الطعام هناك ، وتوزيعه قبل صلاة العيد ، فهل يكون التوزيع بعد ساعات من توقيتنا؟ يعني هل يشرط في الاخراج أن يكون قبل وقت الصلاة؟ ، فهل نخرج أم ننتظر؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: هل بين العلماء خلاف في زكاة الفطر أنها تخرج مال؟

السؤال: هل بين العلماء خلاف في زكاة الفطر أنها تخرج مال؟

الجواب: زكاة الفطر الأصل فيها أن لا تخرج مال، وخروجها مال يكون في صور قليلة وقليلة جدًّا منها: أن ينسى الإنسان صدقة الفطر ولا يستطيع أن يؤديها إلا مالًا كأن يتذكرها في مصلى العيد، ولا يستطيع أن يؤديها إلا مالًا يخرجها مالًا، أو أن يشح الطعام ولا يجد طعامًا فيؤديها مالًا
والأصل في صدقة الفطر أنها ليس بمال وفصلنا هذا وطولنا فيه في دروس رمضان والحمد لله رب العالمين
والإمام أبو حنيفة رحمه الله يقول: إن أخرج صدقة الفطر مالًا أجزأ ذلك، واستدلوا على هذا بأثر علقه البخاري عن معاذ: أنه كان يدفع صدقة الفطر ثياب، لباس للمساكين، وهذا الأثر لم يعرف موصولًا عن معاذ✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل بين العلماء خلاف في زكاة الفطر أنها تخرج مال؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. هل يجوز إخراج زكاة المال ( ليس صدقة الفطر ) على شكل طرود مكونة من (الأرز، الزيت ، الخ) مما درج عليه طعام أهل البلد أم أنّ الأولى أن تُخرج نقداً ؟

السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

هل يجوز إخراج زكاة المال ( ليس صدقة الفطر ) على شكل طرود مكونة من (الأرز، الزيت ، الخ) مما درج عليه طعام أهل البلد أم أنّ الأولى أن تُخرج نقداً ؟

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله أخي الفاضل.
الله جل في علاه يقول:
﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَـٰتُ لِلۡفُقَرَاۤءِ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡعَـٰمِلِینَ عَلَیۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِی ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَـٰرِمِینَ وَفِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِۖ فَرِیضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ﴾ [التوبة ٦٠].
والمراد بالآية في سورة التوبة الزكوات.
وقوله تعالى” لِلۡفُقَرَاۤءِ” هذه اللام هي من التخصيص، أي أنهم هم المخصصون بها وتكون من نفس المال.
فلايجوز زكاة المال أن تُخرج طعام والطعام يخرج في زكاة الفطر. والعجيب من المسلمين أن زكاة الفطر يُخرجونها نقداً.
وزكاة المال يُخرجونها طعاماً.
وهذا من العجب.
الشرع جاء لتمليك الفقير مالاً في الزكوات وتمليكه طعاماً في صدقة الفطر.
فكل عبادة من جنسها.
فالمال العبادة فيه إخراج المال.
أو للتمليك.
إما للاختصاص أو للتمليك.
يُملّك الفقير مالاً في زكاة المال وطعاماً في صدقة الفطر.
ولايجوز إخراج زكاة المال طعاماً.
جزاك الله خيراً وبارك فيك.✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. هل يجوز إخراج زكاة المال ( ليس صدقة الفطر ) على شكل طرود مكونة من (الأرز، الزيت ، الخ) مما درج عليه طعام أهل البلد أم أنّ الأولى أن تُخرج نقداً ؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا شخص عليه زكاة مال ووضعه المادي لا يسمح بإخراجها كاملة في شهر واحد، هل يجوز أن يعطي كل شهر جزء من زكاة حتى يخرجها كاملة، وجزاك الله خيرا.

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا شخص عليه زكاة مال ووضعه المادي لا يسمح بإخراجها كاملة في شهر واحد، هل يجوز أن يعطي كل شهر جزء من زكاة حتى يخرجها كاملة، وجزاك الله خيرا.

الجواب:
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يجوز دفع الزكاة قبل وقتها.
وتدفع منجمة: كل شهر يدفع مبلغ.
وإذا حال الحول فالواجب إخراجها فورًا.
فتقديم الزكاة جائز وتأخيرها ممنوع.
والله تعالى أعلم.

↩ رابط الفتوى:

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا شخص عليه زكاة مال ووضعه المادي لا يسمح بإخراجها كاملة في شهر واحد، هل يجوز أن يعطي كل شهر جزء من زكاة حتى يخرجها كاملة، وجزاك الله خيرا.

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يسال ويقول شيخنا أريد أن اعمل إفطار صائم لبعض العائلات لكي احصل على الأجر. ولكن كما تعلم في ظل هذه الظروف (جائحة كورونا) فنوعا ما هناك صعوبة في الأمر نتيجة الحظر المطبق. السؤال: لو أحضرت لهذه العائلات دجاج وأرز وزيت، وقلت لهم هذا إفطار صائم لكم في رمضان، هل احصل على أجر إفطار صائم الوارد في الحديث ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا “. الترمذي ٨٠٦، وصححه الشيخ الألباني

السؤال:
أخ يسال ويقول شيخنا أريد أن اعمل إفطار صائم لبعض العائلات لكي احصل على الأجر.
ولكن كما تعلم في ظل هذه الظروف (جائحة كورونا) فنوعا ما هناك صعوبة في الأمر نتيجة الحظر المطبق.
السؤال: لو أحضرت لهذه العائلات دجاج وأرز وزيت، وقلت لهم هذا إفطار صائم لكم في رمضان، هل احصل على أجر إفطار صائم الوارد في الحديث ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا “. الترمذي ٨٠٦، وصححه الشيخ الألباني.

الجواب:
طبعًا، لك أجر تفطير الصَّائم، إلا إذا كان الذي تعطيه عاجزاً عن الطبخ كالشيخ الْمُسن أو المرأة الكبيرة التي لا تستطيع أن تطبخ، فهذه تحتاج إلى شيء مطبوخ، تحتاج لشيء يؤكل مباشرة .

أما إذا كانوا يستطيعون صنع الطعام؛ فهذا حسن.

ولو سألتهم أيضًا هل عندهم شيء يطبخون به، بعض العوائل فقيرة جدًّا قد لا تملك، لكن غالب الناس تملك -لله الحمد-، تملك غاز، تملك شيء يطبخون به من آنية وأدوات، فإن كانوا كذلك وطبخوا، فلك الأجر، وأنت تطعم صائم أيضًا.

جزاك الله خير وبارك فيك.

↩️ الرابط:

السؤال: أخ يسال ويقول شيخنا أريد أن اعمل إفطار صائم لبعض العائلات لكي احصل على الأجر. ولكن كما تعلم في ظل هذه الظروف (جائحة كورونا) فنوعا ما هناك صعوبة في الأمر نتيجة الحظر المطبق. السؤال: لو أحضرت لهذه العائلات دجاج وأرز وزيت، وقلت لهم هذا إفطار صائم لكم في رمضان، هل احصل على أجر إفطار صائم الوارد في الحديث ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا “. الترمذي ٨٠٦، وصححه الشيخ الألباني

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

صدقة الفطر.

صدقة الفطر.

صدقة الفطر فريضة على كل مسلم ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، حر أو عبد، ولو كان فقيراً، حتى الغني والفقير، فالفقير الذي يملك قوت يومه وليلته، يحبسه والزائد يتصدق به؛ ذلك أن صدقة الفطر ليست صدقة مال، وإنما صدقة الفطر إنما هي صدقة بدن، ولذا أوجب عليه الشرع صدقة، والأصل في الصدقة أن تكون من جنسها.

وصدقة الفطر على مذهب الأئمة الأربعة لا بد من إخراجها طعاما لا نقداً، وزاد الإمام أبو حنيفة فقال: لو أخرجها نقدا لأجزأ، وأما الأئمة الثلاثة فيقولون: لا يجوز أن تخرج إلا طعاماً، ولا يجوز أن يلجأ إلى النقد إلا في صور ضيقة، وهذه الصور في تقديري محصورة في أشياء يسيرة أنبه عليها بعد قليل.
فصدقة الفطر بالنسبة إلى عيد الفطر كالأضحية بالنسبة إلى عيد الأضحى، فلا يجوز لإنسان يقول الفقير بحاجة لمال ويجوز إخراجها بدل الأضحية مالاً كذلك صدقة الفطر، والأصل في صدقة الفطر أن تورث، والأصل في الإنسان – وهذا من باب تعظيم شعائر الله- أن يحضر الطعام وأن يكيل لا يزن، فالأصل في صدقة الفطر أنها صاع.
والصاع يعني أربع حفنات من قامة الرجل المتوسط.
ولذا لا يمكن أن تضبط صدقة الفطر بالوزن؛ فوزنها يختلف باختلاف أجناسها.
والأصل في الصدقة أن تكون من قوت البلد، والأصل أن تكون طعاماً، وهذا الطعام مدخراً، يبقى ولا يفسد إذا بقي خارج الثلاجة، فاللحم والدجاج وما يفسد فهذا لا يصلح أن يكون صدقة فطر، وكذا مكملات الأطعمة، الأحسن اجتنابها كزيت الزيتون وما شابه، فالأصل في الصدقة أن تكون طعام للمساكين. فالنبي-صلى الله عليه وسلم -لما أوجبها ذكر حكمتها في أمرين:

1-طعمة للمساكين. وهذا قوله – صلى الله عليه وسلم -.

2- طهرة للصائمين.

فالصائم يحتاج إلى شيء يكفر عنه زلله وخلله وما وقع فيه من زلل، فأتت صدقة الفطر لذلك.
ولذا كلما كانت صدقة الفطر متأخرة كانت أحسن.
فأحسن أوقاتها أن تكون ليلة العيد، ورخص بعض السلف أن تخرج قبل ذلك بيومين أو ثلاثة.
ونظرا لما يجري اليوم من هذه الجائحة، والجمعة حظر، ويمكن أن يكون العيد السبت أو الأحد، فالأحسن أن تخرج يوم الخميس وهو آخر وقت، وهذا وقت مأذون بالتقديم فيه بيومين أو ثلاثة كما ورد في الآثار الصحيحة عن السلف الصالح -رضوان الله تعالى عليهم -.

موضوع إخراج صدقة الفطر *نقداً* للضرورة جائز، والضرورة تحصر في أمرين-في نظري-:

1- أن لا نجد طعاماً، وليست الصورة التي نحن فيها الآن، الآن الطعام موجود بل الآن الناس يحتاجون وهم محبوسون في بيوتهم، لا يستفيدون من المال، فائدتهم من الطعام أحسن وأبلغ.

2- أن ينسى الإنسان صدقة الفطر، فلا يتذكرها إلا وهو في المصلى، قبل أن يبدأ الإمام بالخطبة، وفي جيبه مال وأمامه فقير – نظر حواليه وجد فقيرا – فالآن يخرجها نقداً، ولا حرج في هذه الصورة.

أما التوسع في إخراجها نقداً والأصل فيها الطعام، فهذا توسع ليس بصحيح.

وأخيراً أذكر بكلمة في ما درج عليه السلف، وبوب لذلك وكيع في كتابه “الزهد” ، وهناد بن السري- شيخ الإمام الترمذي- في كتابه “الزهد” أيضا، أنهم كانوا يتصدقون مما يحبون، والله يقول: (( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً )).

وعلى حبه للعلماء تفسيران:

1- على حب الله، وإن كان الله -جل في علاه- لم يذكر، ويعود الضمير على ما لم يذكر، ومثل هذا له شواهد كثيرة في اللغة العربية.

2- منهم من أجرى الآية على ظاهرها، ((ويطعمون الطعام على حبه)) أي على حب الطعام، فكانوا يتصدقون بما يحبون.

فمن يسر الله له، فالفقير كما يحتاج إلى مال يحتاج أن يأكل في يوم العيد هو وأولاده شيء يفرحون به.
فيمكن أن تقدم أقط وهو الجميد، أو أرز وطعام طيب، ويمكن أن يزاد عليه صدقة غير صدقة الفطر، فبعد أن أخرجنا صدقة الفطر يوضع معها دجاج أو لحم أوما شابه، فيأكلون مما تأكل، فتطعم مما تحب من الطعام، فهذا أمر حسن، وهذا أمر يجبر كسر قلب الفقير والمسكين.

أسأل الله جلا في علاه أن يتقبل منا ومنكم.

و أسأل الله جل في علاه أن يجعلنا وإياكم من الفائزين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رابط الفتوى:

صدقة الفطر.

السؤال: رجل راتبه الشهري ( ٢٥٦ ) دينارا لا غير، والمناسبات في شهر رمضان المبارك كثيرة جداً، والمباهاة في صنع الطعام كثيرة أيضاً، وكذلك الأرحام كثيرة، فهل من الواجب علي صنع الطعام؟

السؤال:
رجل راتبه الشهري ( ٢٥٦ ) دينارا لا غير، والمناسبات في شهر رمضان المبارك كثيرة جداً، والمباهاة في صنع الطعام كثيرة أيضاً، وكذلك الأرحام كثيرة، فهل من الواجب علي صنع الطعام؟

الجواب:
لو كان راتبك ( ٢٥.٦٠٠ ) دينارٍ، ليس واجباً عليك أن تطعم.
الإطعام سنّة، والذي عنده أموال طائلة وما أطعم، ليس بآثم.
فكيف بالذي ما عنده شيء!،
فالإطعام ليس بواجب، الإطعام سنة.
( تتمة السؤال).
وكذلك: الأرحام كثيرة؛ فهل من الواجب علي صنع الطعام، ودعوة الارحام والأقارب، والأصدقاء!؛ فإن فعلت ذلك، فسوف أستدين مبلغا كبيرا من المال؟.
هل أنا آثم أو مقصر في حق هؤلاء؟
الجواب: لا؛ لست آثما، ولست مقصراً.
وأولاك أولاك، وأولى مال تضعه في فم أولادك.
فالإنسان ينفق على من يعول.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “كفى إثماً بالمرء أن يضيع من يعول”. صحيح الترغيب والترهيب ١٩٦٥ وحسنه الألباني.
وقال في الحديث الآخر: “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت”. رواه أبو داود ١٦٩٢ وحسنه الألباني.
فالنفقة تكون على الأقرب فالأقرب، وأقرب الناس إليك: أولادك، وزوجتك، وبناتك.
وفي الحديث: “وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ” البخاري ٥٣٥٤.
ثم بعد ذلك: تأتي الارحام.
نعم؛ الله يحب إطعام الطعام.
قال -صلى الله عليه وسلم-: “يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام” السلسلة الصحيحة٥٦٩.
لكن هذا الإطعام ليس واجبا.
(تتمة السؤال):
بعد رمضان يأتي العيد فهل أنا مقصر إذا لم أوزع عيديات الأرحام؟
كذلك: إذا كنت لا تستطيع؛ فلا شيء عليك.
لذا قال علمائنا -رحمهم الله تعالى-: حد الصلة في حق الغني، غير حق الصلة في حق الفقير.
قد تجتمع الحقوق.
فمثلا: لك رحم صالح ولك رحم طالح، فأنت قصرت مع الإثنين.
قطعت صلة الرحم مع الصالح والطالح، أنت آثم في حق من أكثر.
الجواب: في حق الصالح أنت آثم أكثر، أنت آثم هنا وآثم هنا؛ لكن إثمُ قطع الصالح أكثر.
لو كان عندك رحم صالح جار، ورحم صالح بعيد، وقطعت الإثنين أيهما أكثر إثما؟
الجواب: الجار الصالح، لأن الجار له حق لأنه جار، والصالح له حق لأنه صالح، والقريب له حق لأنه قريب.
فالحقوق؛ سواء الواجبات أو المحرمات قد تتداخل.
والله يا إخواني تنظر للناس فتستغرب؛ تقول:
يا لله ما أحوج الناس إلى أن يفهموا من يعلمهم، وأن يجعلوا جل حياتهم، وأن يجمعوا همهم على مهمة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الآن قفز في ذهني شيء:
أحد إخواننا ممن وسع الله عليهم بالمال، بنى لله مسجدا وتحمس لأن يرعى المسجد؛ فوضع إماما، ووضع مؤذنا، وأجزل -جزاه الله خيرا- عليهم بالنفقة، ثم أصبح في رمضان يشتري لفقراء الحي أطايب الطعام، ووصل به الحال أن يعمل لهم المشاوي، ويحضرهم إلى المسجد، ويطعمهم بيده -جزاه الله خيرا- هذا لا يعاب.
مضت أيام قليلة فيقول لي بأن خاله انتحر، لو تاتي يا شيخ نريد أن نصلي عليه.
الإنسان يريد أن يواسي.
فقلت: لماذا انتحر؟
قال: حاله فقير، ضاقت فيه الدنيا!.
قلت: يارجل؛ أنت تقول فقير، لا تطعم الناس مشاوي، وتعمل لهم الإفطار، بل أطعم خالك.
الفقير هذا الذي انتحر، انتحر من شدة الفقر، فأنت أنقذه بالمال .
الناس عجيبين وطريقة تفكير الناس من أعجب ما يكون-.
رجل عنده أخت فقيرة، وهو مليء (غني)، يزورها كل يوم، ولا ينفق عليها، فهل هذا واصل؟
الجواب: لا والله؛ إنه لقاطع، هذا ليس بواصل.
حد الصلة في حق الغني، ليس كحد الصلة في حق الفقير.
عند الغني:
الصلة ينبغي أن تكون مدعومة بمال، ومدعومة بعطاء، وإلا فلمن تترك أختك؟ والله أوجب عليك المال.
فالحقوق تتداخل كما تتداخل المحرمات كما يقول الإمام أحمد.
مثلاً:
إنسان أكل لحم خنزير هل هو آثم؟
طيب: سرقه فأكله؟
طيب: أكله من غير ذكاة؟
فهذا حرام من ثلاثة وجوه، وهكذا.
فالواجبات تتداخل.
القدح في المسلم حرام.
طيب: أن تقدح بعالم مصيبة.
يعني: الذي كان يسمع لهذا العالم؛ فترك السماع له، والإستفادة منه بسبب قدحك: عليك وزر لا يعلمه إلا الله.
وعليه فَقِسْ.
فالأحكام تتداخل، وهذا الباب طرقه بقوة، وأكثر من التمثيل عليه وما ذكرتُ من أمثلة منه: العز بن عبد السلام في كتابه العظيم: (قواعد الأحكام).
( تتمة السؤال).
وبعد العيد تأتي مناسبات النجاح في الثانوية، والجامعات -وما أكثرها- فهل أنا آثم؟ هلا خففت عني هذا الحمل الثقيل؟.
أنا لا أخفف عنك ولا أثقل عليك، أنا أبين لك الحكم الشرعي، الحكم الشرعي في كل هذه المسائل هي مسائل اجتماعية.
يقول تعالى:
﴿خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ﴾[الأعراف: ١٩٩].
فإذا كنت صاحب دنيا، صاحب قدرة؛ فالأصل أن تفعل ما يعرفه الناس.
تابع العادات، وخذ بأعراف الناس.
وإن كنت ما تستطيع، فهذا ليس واجباً عليك، هذا واجب عرفي، وليس واجبا شرعيا.
فالأصل بالإنسان أن يأخذ بالعرف، وأن لا يخالف الناس، لكن؛ اذا كان لا يقدر فلا إثم عليه، ولا شيء عليه.✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: رجل راتبه الشهري ( ٢٥٦ ) دينارا لا غير، والمناسبات في شهر رمضان المبارك كثيرة جداً، والمباهاة في صنع الطعام كثيرة أيضاً، وكذلك الأرحام كثيرة، فهل من الواجب علي صنع الطعام؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor