السؤال الثالث عشر أنا أريد أن أتوب من مظالم الناس هل إذا قلت…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160830-WA0007.mp3الجواب : لا ،
يَأتي واحِدٌ يَقُولُ لَكَ: يا شيخ سامحْني. حَسَناً أُسامِحُكَ، لِمَاذا؟
لا يَذكُرُ لَكَ السَبَب بماذا ! يعني بَعضُ النّاسِ – غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَهُم – يَتَكلَّمُ عَلَى الإنسانِ بِعِرضِهِ، ويشوِّهُ سُمعَتَهُ، ثُم يَظُنُّ أنه إذا قال سَامِحْني (وَأنّتَ مِسكينٌ غَافِلٌ لا تَعلَمُ شَيئاً) فإِذا أَردتَ أنْ تَتوبَ تَوبَةً نَصُوحَةً فَمَنْ سَوَّدتَ وَجهَهُ أمَامَ النّاس وتريد أن تَطلُبُ مُسامَحَتهُ !!فعليك أن تُبيِّنُ حَالَهُ الحَقيقي أمَامَ مَن شَوّهتَ سُمعَتَهُ ،وَمَن أَسَأتَ إِليَه أمامهم.
جاءَ رَجُلٌ إلىَ الإمَامُ أحمَد كما يَذكُرُ القَاضِيَ أبو يعلى: فَقالَ لَهُ سَامحني فَإنّي طَعنتُ فِيكَ، فَقالَ :سَامَحتُكَ، فَقالَ تَلَاميذُهُ: كَيفَ تُسامحُه ( يَعني كَيفَ تَقولُ هَذا وَقد أسَاءَ إليكَ)؟.
فَالواجِبُ أنْ تُحسِنَ ، مَن أسَاءَ الواجِبُ عَليهِ الإحسان ،تَكَلّمت بِسوءٍ وبِكَذبٍ، فإذا أردتَ أنْ تَتوبَ تَقولُ : يا شَيخ سَامِحني، وَالواجِبُ عَليكَ شَرعاً مَن ذَكرتَ لَهُ فُلاناً بِسوءٍ وَكَِذِبٍ أن تُصلح، الوَاجِبُ أنْ تُصلِح ، وأنْ تَقول أنا تَكَلمّتُ في عِرضِ فُلانٍ واستسمَحتُهُ وَهذا لَيسَ حَالُهُ وإنَّما هَذا مِن كيسي إلى آخره،
يقول السائل: سَامِحني إذا لَم يكن عِندي أيّ مَظلَمَة ،أو أخذتُ مِنكُم أكثَرَ مِمّا أستَحِقُ وَقت ما كان بيني وبينكم عمل .
قال الشيخ :إذا كُنتَ أنتَ فعلًا لا تَدري فأرجو أنْ تَكونَ هذِهِ الكَلِماتُ فِيها خَيرٌ وَبَركة ، أمّا إذا كُنتَ تَدري فَالواجِبُ عَليكَ أنْ تَقولَ لَهُ إنّ لَكَ عِندي مَبلَغ كَذا وكذا ، لَكَ في ذِمتَي مَبلَغ كَذا ، أمّا أنْ تُدلّسَ وأنْ تُعمّيَ وتَطلُبَ المُسامَحَةَ وَأنتَ ما بيّنت ؛ فَهَذِهِ لَيسَت مُسَامَحَةً .
قال السائل: إذا أضمَرَ صَاحِبُ العَمل أو مال وفي قَلبه غَير ما قال !
بِمَعنى ؛ قالَ : سَامَحتُكَ وهَوَ في قَلبِهِ لَم يُسامِحهُ هل تَحصُلُ بَراءةَُ الذِّمة؟
قال الشيخ :إذا أنتَ بيّنت وَمَا قصّرت، فَالوَاجِبُ عَليكَ ظَاهِره.
لَكِن مِنَ الأشياء التي ينبَغي أنْ تُذكَر (وهيَ مَذكورَةٌ) عِندَ العُلَماء في كُتُبِهِم ، يَحرُمُ شَرعَاً أنْ تُظهِرَ أنَّكَ صَالَحتَ خَصمَكَ ،وَأنتَ لَستَ على صُلحٍ حَقيقي مَعَهُ.
لا يَجوزُ لَكَ شَرعَاً أنْ تُظهِرَ مُسامَحَةً وَأنتَ في حَقيقَةِ أمرِكَ لَم تُسامِح ، هُناكَ بَعضُ النّاس يُظِهَر الصُلح وَهوَ في بَاطِنِهِ لا يريد الصلح ، لالصُلحُ هذا حَرامٌ شَرعَاً ، إمّا أن تُصالِح صُلحاً حَقيقياً، وإمّا أنْ تَقولَ : أنا مَا صَالَحتُ (فُلانٌ ظَلَمَني) أحتاجُ حقي، يَحرُمُ أنْ تَقولُ أنا بَرّأتُ فُلانا وَأنتَ في قَلبِكَ مَا بَرّأتَ فُلانا ؛ فَهذا كَمَا قُلنا الباطن خِلافُ الظاهِر ، وَالمُسلِمُ لا يَكذِب ،المُسلِمُ ظَاهِرُهُ وَباطِنه سَوَاء وواضِح وَصاحِبُ الحقِ،
” إنّ لِصَاحِبِ الحقِ مَقَالا “،
كَما قال النَبيُ (صَلى الله عَليهِ وَسَلّمِ ).
فأنتَ صَاحِب حَقٍ طَالِب بِحقِكَ. لا تُظهِرَ أنَّكَ قَدْ سَامَحتَ وَأنتَ مَاسَامحتَ، لا تُظهِرَ أنَّكَ قَد صَالَحتَ وَأنتَ مَا صَالحتُ.
لايَجوزُ أنْ نَجعَلَ الإنسَان في بِيئِةٍ وَنضغَطَ عَليهِ ضُغُوطَاتٍ مَعنَويَة ، وَنَجعَلـهُ بالإكراه يُصالِحُ فُلانا ، هذا العَملُ حَرام هذا العَملُ ليس شرعي، وهذا العَمَلُ يُمارَسُ كَثيراً لِلَٔاسَف، وَيُمارَسُ كَثيراً باسمِ الطَاعَة والعِبادَة ، فهَذا نِفَاق .
أنتَ تَجعَلُني بِظَرفٍ أنَني أنا رُغّماً عَني وَأنا لا أستَطيع أن أُصالِح فُلانا ، وَفُلانٌ يُسيءُ إليَّ ،وَيَتَكَلّمُ عَليَّ وَانتَهَكَ حُرُمَتي وَتَكَلّمَ بِبَاطِل وَما تَرَكَ شَيئاً إلا وَتَكَلمَ عَلي،ثُمَ تَجعَلُني في ظَرفٍ ضَعيف وَظَرفٍ تَضغَطِ عَلي، وَتجمَعُني مَع كادِر مِنَ الناس عَدَدَاً أو مَقامَاَ أو كثرَةً وَتَقولُ لِي صَالِح فُلانا لَيسَ هذا صُلُحاً شَرعاً ، وَليستُ هَذِهِ عَبادة ، هَذِهِ مُخادَعـة هِذِهِ خَديعةَ، هَذَا لَيسَ شَرعَاً لَيسَ الصُلحُ هَكَذا ،الصُلحُ أنْ تُبينَ أنْ تَضَعَ الأشياءَ في أمَاكِنِها ،وتُظهِر حَق المُحِق وَباطِل المُبطِل ثُم بَعدَ كُلِ هَذا تَقول سَامَحَ، تَقولُ سَامَحَ وَواضِحُ الأمِرُ أما (اللفلَفَةَ وَالشلفَقَةَ و الفهلوةَ والشَطَارَةَ) هَذا عَملَ أهلُ الدُّنيا ولَيسَ عَملُ أهلَ الدَّين، هَذا العَملُ عَملُ أهلَ الدُّنيا وَلَيسَ عَملُ أهل الدَّين، لَيسَ هَذا بالصُلح الشَرعيّ الذي يراد،
الصُلحُ (بابُ مِن أبواب أهل الفقهِ) لهُ أحكامٌ ،وَمِن أهم أحكامِهِ أن يَكون الظاهِرُ وَالباطِنُ سَوَاءً، وأنْ يظهَر المُحِقُ مِنَ المُبطِل، وَأن يظهَرَ الصَوابُ مِنَ الخَطأ، وَأنْ يظَهرَ الظالِمُ مِنَ المَظلومِ ، وَتَتبينَ حَقائِقُ الأُمُور ثُمَّ بَعدَ ذلِكَ تَحصلُ مُصافاة القُلوبِ وَيحدُثُ الصُلحُ، أمّا تَجعلُني بِظرفٍ صَعبٍ وَتضغَطُ عَليَّ وتُحضِرُ جَاهات وَتُحضِرُ أعداداً وَتضغَطُ عَليَّ حتى تَحصَل على ماتُريدُ وَيبقى تَشويهُ سُمعَتُيَ مَوجودَا، مَا هكذا تَحصُلُ البَراءةُ فهَذا صَنيعُ أهلَ الدُّنيا وليسُ صَنيع أهل الدَّين ،ليس هَذا صُنع أهل الدين ، فَالصلحُ لَهُ أحكام فِقهية وَبراءَةُ الذمَةِ لها أحكام فِقهيةُ الواجِبُ عَلينا أنْ يُوافِقُ هذا وَاقِعُنا ،أي أنْ تَظهَرَ حقائِقُ الأُمُورِ وَأنْ لا يَقع ظُلُمٌ .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال الثامن شيخ بارك الله فيك كيف يتخلص الإنسان من معاصي الخلوات

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160831-WA0008.mp3الجواب : أسبابُ الثَّبات وأسبابُ وجودِ لذَّة الطَّاعة وحلاوةِ الإيمان وأسبابُ الخيرِ كلّه في هذه الدنيا: أن يكونَ باطنُ الإنسانِ كظاهرهِ ، وأن يكونَ حاله في الخلوات كحاله في الجلوات، وكلُّ من فعل ذنوب الخلوات لا يُكتبُ لهُ الثبات ! كل من فعل ذنوب الخلوات لا يُكتبُ له الثبات لِأنّ الإنسان لا يستطيع أنْ يُخادِعَ اللهَ! الله عزيزٌ حكيمٌ، مع العزّةِ هناكَ حكمةٌ، ما معنى عزيز؟ العرب تقول: “من عزَّ بزّ” أي: من غلبَ سلبَ.
فالله قويٌّ، الله غالب -لا يُغلبُ- وحكيم، الله عزيزٌ حكيمٌ، فمآلك عنده؛ هو الذي يُدبِّر أمركَ.
فالعبد في ذنوب الخلوات لا بدَّ أن ينتكس، وأسباب الانتكاسات إنّما هي ذنوب الخلوات، وأسباب الرِّفعة والعزَّة الشُّعورِ بالقوَّة والشُّعورُ بِلذَّة الإيمان في هذه الحياة سبَبُها: طاعاتُ الخلواتِ؛ أن تُطيعَ الله في الخلواتِ، فطاعتُك لربِّك في خلوتك من أكثرِ أسبابِ الثباتِ.
بعضُ النَّاسِ -نسألُ اللهَ العافيةَ- في خلوتِه شيطانٌ! وفي جلوتِه إِمامٌ من أئِمة المسلمين!!
وفي الحديث الذي أَخرَجَهُ ابن ماجة (٤٢٤٥) عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: “لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا”.
الحسناتُ كثيرةٌ؛ كلّ سنةٍ عُمرة وزكوات وصدقات وإطعام وتفطير صائم، ما شاء الله حسنات!! تأتي أقوام يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة، ثم يوم القيامة تُصبح هباءً منثورًا! فلمّا سُئِل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن السبب قال: إنّهم كانوا إذا خلوْا بمحارم الله إنتهكوها؛ إذا خلا بمحارمِ اللهِ -أيُّ معصيةٍ وأيُّ لذَّةٍ وأيُّ شهوةٍ يفعلها – فلا يعرف لله حرمة، ولا يعرفُ الحلالَ ولا يعرفُ الحرامَ!
*فاللهُ لا يُخادَع*! فإذا أردتَ أن تَثبُتَ وإذا أردت أن تجدَ لذة الإيمان في قلبكَ *فاحرِص على طاعاتِ الخلوات وابتعد عن ذنوبِ الخلوات*.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي

السؤال الأول ما هي الأمور التي تساعد العبد على أن يخلص النية في الدعاء…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/فتوى13.mp3 
الجواب : الإخلاص أن تقصد بقلبك ربك لا تريد غيره ، فإن قصدت ربك لا تريد غيره فرأيت ثماراً حسنة وقلبك لا يريدها فهذا لا يتنافى مع الإخلاص ، يعني إنسان استقام فأصبح أميناً فكثر زبائنه هذا ما ينافي الإخلاص ، لكن لو هو استقام لأجل أن يُكَثر زبائنه ويربي اللحية لجلب الزبائن ، هذا ليس إخلاص هذا رياء ، فالإخلاص معناه : أن لا يقصد قلبك بعملك إلا الله ، فإن حصلت خيرات مثل ثناء العبد المؤمن عنده حُسن ثناء أن تثني عليه إن حصل خير فلا حرج في ذلك .
كيف نحصل الإخلاص؟
الإخلاص يحتاج إلى نية ، الإخلاص هو النية الصالحة فإذا أردت أن تحصل الإخلاص فأولاً : ينبغي أن تنوي العمل الصالح قبل أن تبدأ به ، وأن تنوي العمل الصالح في اثناءه ، وأن تبقى مستحضراً النية بعده ، لأنَّ هُناك شيء غير الرياء ، وهو أخطر من الرياء وهو العُجب فالعُجب قد يحبط العمل ، ولذا كان بعضهم يقول : لئن أنام طوال الليل فأصبح نادماً أحب إلي من أن أقوم طوال الليل وأصبح معجباً ، أنام وأقوم نادم أحسن من أقوم وأصبح معجباً ، ولذا قال علماءنا : العبد يحتاج إلى نية بعد العمل أيضاً ، وإذا الشيطان أراد يعني أن يفتح عليك العمل وتتكلم لا تتكلم ، فالإخلاص من أسبابه أن تحرص على العمل في الخلوة كما تحرص عليه في الجلوة ، في سرك وما بينك وبين ربك أن تحرص على العمل ، ومن أسباب الإخلاص : أن تكون لك خبيئة بينك وبين الله ، في شيء بينك وبين الله لا يعرفه أحد أبداً ، هذا العبد السعيد ، كان عبد الله بن الزبير يقول : ليكن لأحدكم خبيئة ، ما هي خبيئتك ؟ لا أحد يعرفها يعني مثلاً تصوم يوم نافلة ما تعرف فيه لا زوجة ولا أهل ولا أحد ، هذا يوم ، أثنين خميس صائم ، لا أحد يدري أدخل عادي ، لكن نحن اليوم إذا صمنا يوم نافلة طوارئ ومشاكل وقصص وحكايات مثل سيارة النجدة ، الدنيا كلها تعلم ، فالأصل يكون لك بين الله خبيئة مثل أن تُنفق على عائلة فقيرة ما أحد يدري هكذا كان السابقون ، كان أحدهم يضع رأسه عند رأس زوجته يبكي ويبلل خده من الدموع خوفاً من الله وزوجته لا تدري ، زوجته لا تعرف ، يقوم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم تقول عائشة كما في صحيح مسلم تقول: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده بجانبي ، طبعاً غرفة النبي صغيرة نائمة على السرير بحثت عنه ما وجدته فظنت انه ذهب لغيرها ، وكهرباء لا يوجد كهرباء في الظلام فتقول : فقمت فتحسست فوقعت يدي على قدمي رسول الله وهو ساجد وهو يقول: [ اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ] هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم ، أبو بكر الصديق كان له خبيئة ما هي خبيئته وكان أمير المؤمنين ؟ كانت خبيئة أبو بكر الصديق امرأة عجوز عمياء ، أول ما يصلي الفجر يجلس لطلوع الشمس يذهب إليها يكنس بيتها ويرتب لها أغراضها ويهيئ لها طعامها ويذهب إلى عمله ، هذه الخبيئة التي بينه وبين ربنا ، لما مات أبو بكر عُرف أصحاب الخبيئة لا يُعرفون إلا بوفاتهم يعني متى يُعرف صاحب الخبيئة ؟ حين يموت تعرف الناس ، فالأصل في الإنسان حتى يحصل الإخلاص تكون بينه وبين الله خبيئة ، وأنا أقول : من كان بينه وبين الله خبيئة إن وقع في ورطة فسأل الله بهذه الخبيئة فلا بد أن يستجيب الله تعالى له ، سبب انتصار المسلمين وعز المسلمين ورفعة المسلمين كثرة الخبايا التي بينهم وبين الله ، فلما كان وأحد قائد من العساكر يستنجد بأمير المؤمنين يقول له : ابعث لي مدد فيبعث له واحد. فيقول : إن أصبع السبابة الذي بيده خير من ألف جندي عنده سر قوته بهذه السبابة ماذا يعني بالسبابة ؟ يعني يقول : يا رب أقسم عليك أن تنصرني خبيئة انتهى خبيئة التي بينه وبين الله عز وجل ، فالأُمة عندما يصبح فيها كثرة خبايا الأمور تتغير لما الأُمة يصبح فيها كثرة خبايا لا أحد يعرف عنهم إلا هو سبحانه وتعالى وسر بواطنهم أحسن من ظواهرهم ، وأعمالهم أبلغ من أقوالهم حينئذ نحن بخير ، حينئذ نحن رجعنا وربطنا حالنا بحال الأولين من الصحابة والتابعين ممن رباهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فالإخلاص هو أهم شيء هو صلة ، سر بينك وبين الله لا أحد يطلع على شيء ، الإنسان اليوم في التكييف القانوني يعني لو سألنا شخص قانوني يدرس معنا قانون الإنسان اليوم في القوانين الوضعية ، كافة قوانين الدنيا الوضعية يقولوا : شخصية اعتبارية تتمثل في جواز سفر ، يعني تخيل شخص ما في طيارة وليس معه جواز سفر أي مطار يقبله ممكن يدخل على بلد من البلاد ؟ اليوم الإنسان في النظرة القانونية للإنسان هو عبارة عن شخصية اعتبارية متمثلة بجواز السفر ، أنت عند الله بدل جواز السفر نيتك ، أنت قيمتك عند الله في القوانين الوضعية أنت بجواز السفر ، لا يمكن تدخل بلد دون جواز سفر عند الله لا يمكن أن تدخل جنته ونيتك ليست سليمة ، ليس ممكن ، صليت ، صمت ، اعتكفت تصدقت ، مهما فعلت ونيتك فاسدة لا يمكن أن يوصلك الله تعالى جنتك ، لماذا ؟ اسمع معي الله جل في علاه عادل تشكون في هذا ؟ هذا أمر يقين الذي يعبد ربنا ستون سنة يدخله الجنة خالدا مخلدا فيها صحيح ؟ أقول هذا من كرمه ما أدخله الجنة ستين سنة أدخله ستين سنة وأبد الأبد الله عادل ، الكافر الذي يكفر خمسين ستين سبعين سنة أين مآله ؟ النار خالداً مخلداً فيها ، لماذا خالداً مخلداً فيها ؟ الله عادل لماذا لا يعذبه في النار ستين سنة أو سبعين سنة ؟ ، هل هذا يخالف العدل أنه هو كفر ستين سنة يعني طغى وفسد وفعل وفعل خمسين ستين سنة فمآله إلى النار خالداً مخلداً فيها ، قال علماءنا : الله حاسب هذا العبد المؤمن على نيته ، والله حاسب هذا الكافر على نيته ، لو هذا الكافر كان عاصي و يوم من الأيام يُمني نفسه بتوبة ، كعصاة أمة محمد بعض عصاة أمة محمد يشرب ويزني ويعمل العجائب ، لكن يُمني نفسه بتوبة يوم من الأيام يقول : إن شاء الله عندما أكبر أتوب هذا لا يخلد في النار هذا يدخل الجنة ، فالله جل في علاه يعامل الناس في نواياهم ، الكافر لما لم ينوي في يوم من الأيام أن يتوب ولو خُلِد على وجه الدنيا فسيبقى على فعله ، فالله عز وجل يعامل الناس على نواياهم ، اسمع معي الحديث واحد يموت شهيد في المعركة ويدخل النار ، أول ما تُسعر النار بثلاثة ، ورجل ينوي الشهادة بصدق فيحشر مع الشهداء ، هذا قتل هذا ذهب وقاتل وجاهد بنية فاسدة فأول ما تُسعر النار به ، وذاك ما قاتل لكن نوى أن يقاتل ، نوى وسأل الله بصدق الشهادة فالنبي يقول : [ من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله إياها ولو مات على فراشه] ، مات على فراشه وأصبح مع الشهداء ، وذاك جاهد وكان في النار ، إذا الله لا يريد منا ؟ الله يريد منا قلوب ونوايا صادقة ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر في دعاءه : [اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا اعلمه وأستغفرك لما لا اعلمه] ، فحتى تحصل الإخلاص تدعو الله جل في علاه أن ينجيك من الرياء ، النبي صلى الله عليه وسلم يستحيل في حقه الرياء ، فالرياء شرك أصغر ، وكل شرك أقل أحواله أنه كبيرة من الكبائر ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يستحيل في حقه أن يصنع كبيرة ، وكان يعلمنا فكان من دعاءه [ اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا اعلمه وأستغفرك لما لا اعلمه].
فمن أسباب حصول الإخلاص:
– النية قبل العمل في اثناء العمل بعد العمل.
– أن يكون بينك وبين الله في خلوتك عامر.
– أن تكون لك عند الله خبيئة عمل سر بينك وبين الله وما أحد أطلع عليه.
– الدعاء أن تسأل ربك الإخلاص ، وأن تتعوذ بالله من الرياء.
فالشرك دقيق ، وقد وصف بأنه أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، تخيل نملة سوداء ، والليلة ظلماء لا قمر فيها ، والصخرة صماء فقال علماءنا : الشرك الخفي أشد خفاءً من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، فالعبد حتى يتخلص من الرياء لا بد أن يفزع إلى الله جل في علاه ، وعلامة صدق العبد الإخلاص ، فالإخلاص سمة من الله جل في علاه ، وهناك فرق بين مُخلِص وبين مُخلَص ، فالمُخلِص : الذي يجاهد نفسه على الإخلاص فإن استمر الإنسان على مجاهدة نفسه بالإخلاص الله ينقله من مُخلِص إلى مُخلَص ، يجتبيه إليه ، ولذا الله قال عن يوسف { كذلك لنصرف عنه السوءَ والفحشاء إنه من عبادنا المُخلَصين} ، لم يقل المُخلِصين ، المُخلِص الذي يدرب نفسه على الإخلاص ، فإذا دَرب وثبت فيصبح العبد من مُخلِص إلى مُخلَص إذا أصبح مُخلَص يعني الله أخلصك أخلصك من نفسك {وأخلصناهم بخالصة ذكر الدار} ، أهم شيء في المُخلَص أن يبقى قلبه معلق بالآخرة ، فالله يُخلِصه بذكر الدار ، دائماً أمامه الآخرة النار والجنة ، فيصبح العبد مُخلَص فإذا أصبح مُخلَص الله يحفظه من كل سوء ، يوسف الجميل الشاب الذي هو ضيف على الجماعة ، الرجل دائما طالب غير مطلوب ، أصبح مطلوب وما تحته زوجة وفي أوج شبابه ، وليس أي امرأة تراوده تراوده امرأة العزيز ، امرأة الحاكم ، وهو المطلوب وليس الطالب ، وغلقت الأبواب ، وكل الأسباب أٌقيمت فالله جل في علاه يقول : { كذلك لنصرف عنه السوءَ والفحشاء إنه من عبادنا المُخلَصين } سر نجاة يوسف ماذا ؟ أن الله أخلصه ، تخيل لو أن يوسف لعبت به الشهوة الحرام ما كان له ذكر ، وما ترقى من إلى مقام إلى مقام حتى أصبح على خزائن الأرض ، فما وصل إلى خزائن الأرض إلا بسبب أنه ترك شيئاً لله ، يا ليت المسلمين يعلمون أنه من ترك شيئاً لله لا بد أن يعوضه الله خيرا ، لا يوجد أحد في الدنيا ترك شيء لله عز وجل أكرمه بأكثر مما تركه ، وجرب كنت شاباً مرت امرأة بنت حسناء في جامعة وغضضت بصرك ستجد حلاوة في قلبك وحلاوة في عبادتك لا يعلم بها إلا الله ، كنت أمين على صندوق في شركة في حكومة في مؤسسة في أي حاجة ، وتستطيع أن تخون فتركت الخيانة خوفاً من الله عز وجل ، فسترى بركة في حياتك وفي مالك على وجه لا يعلمه إلا الله ، الإنسان والعياذ بالله يتعامل مع الله ولا يُغَالَب ممكن أحد يغلب الله ؟ لا ، هذا يسرق ثم بعد قليل عملية لولده ثم لأبنته ثم لزوجته سرق أربع خمس الآف فيدفع خمسين ألف هذا حال الناس المتعبين ، أي أُصدق الله وكن مع الله عز وجل اتق الله جل في علاه ، أعلم أن للأعمال بركات ، اترك الحرام من أجل الله ، فمن ترك شيئا لله لا بد أن يعوضه وأنتم تقرأون القران توقف عند هذه الآية واجعلها شعار لك في أواخر سورة الأنفال { إن يعلم اللهِ في قلوبكم خيراً (يعني فتركتموه من أجله) { إن يعلم اللهِ فيكم قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم } ، إذا علم الله في قلبك خير فتركته من أجله ، فالله يؤتيك خيرا مما تركت ، ولذا في الحديث : [ من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه] هذه حقائق شرعية تحتاج أن تكون عندنا مثل معادلات الرياضيات ، حقائق ما تقبل النفاق لكن قد لا تظهر لها ثمرة سريعة حتى يُحكَم البلاء ، لكن هي حقائق لا بد أن تكون فلا يمكن أن يُبارك لأحد في ، حرام لا يمكن أن يترك الإنسان شيئا لله ثم يبتلى ببلاء ، لا بد أن الله عز وجل أن يعوض ، لا بد أن يعوضك الله خيراً كيف ربي يعوضك ؟ هذا شأنه سبحانه وتعالى هذه بعض طرق الحصول على الإخلاص اسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص .
⬅ المجلس الثاني من مجالس الوعظ في شهر رمضان 1437 هجري ، 7 / 6 / 2016 ميلادي
↩ رابط الفتوى :http://meshhoor.com/fatawa/175/
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال التاسع عشر هل يجوز إشراك نية النافلة مع السنن

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/09/AUD-20160904-WA0008.mp3Is it permissible to join the intention of a naafil action ?with one that is Sunnah
الجواب: لا حَرَجَ في ذلكَ، تَفعلُ أكثرَ من سُنَّةٍ بأكثرَ من نِيَّة، *((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ))* [صحيح البخاري 1166]، كأن تُصَلِّيَ صلاةَ الاستِخارَةِ معَ سُنَّةِ الظُّهرِ البعديَّةِ أو معَ تحيَّةِ المسجدِ فلا حَرَجَ في ذلكَ.
A: Performing a Sunnah prayet with more than one niyyah is fine. “If one of you intends to do something, they should perform 2 raka’ah that are not from the fareedah” Saheeh al Bulhaari 1166
So that you pray Salaatul Istikhaara with the latter Sunnah of Thuhr, or with Tahayyatul Masjid, there is no harm in that.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
Jumuah Fataawa
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي