السؤال الأول أخت تقول هل يجوز أن أتعالج في جمعية نصرانية موجودة هنا في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-1-1.mp3الجواب :أولا الله جل في علاه يقول : {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء : 141] .
 
قال علماؤنا : السبيل نَكِرة جاءت في سياق النَّفي( ولن) وأقوى النفي النفي بلن ، ومنهم من يقول هذه لن للتأبيد وتقع لغير التأبيد ، لكن أغلب استخداماتها في العربية للتأبيد ، والنكرة في سياق النفي تُفيد العُموم ، ومِن هذا العُموم أن لا يكون يَد لكافر على مسلم ، تكون هناك يد لكافِر على مُسلِّم أن يُحسِن إليه إحساناً يكون فيه له عليه حَظوَّة وسطوَّة ، أن يعمل المُسْلِّم عملاً مُهيناً عند كافر على وجه يكون كالعبْد ويكون ذليلاً ويأمر والمُسلِّم ليس له حِراك فهذا سبيل نفاه الله تعالى ، فالمُؤمِن ليس للكافِر عليه سبيل ، «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً » ، الواجب على المُسلمين وهُم يد واحدة ويسعى بذِمَّتِهم أدناهُم ،  وهذا شيء وقعَ في سُنَّة الله في كَوْنِه ، فشاء الله تعالى أن يترك خير الخَلْق مُحَمَّدْ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّم وصحبه من المهاجرين أفضل البِقاع من بِقاع الأرض وهي مكة المُكَرَّمة وتلقاهم إخوانهم المُهاجرون وهذا الأمر باقي إلى يوم الدِّين، فالهِجرة لا تنقطع إلى يوم الدِّين فمادام هُناك جهاد ومادام هُناك صِلَة بين المُسْلِمين والكُفَّار فحينئذ ستبقى الهِجرة إلى يَوْم الدِّين ، فقُدوم إخواننا السوريين في هذه الحقْبة من الزَّمان  إلى بلادنا هُنا الواجب علينا نحن أن نرعاهُم ونحفظهُم وأن نُقدِّم لهُم ما نستطيع من المُساعدَة وهذا التَّقْديم والمُساعدة ليست منة في رقابهم وإنما هذا واجب شرعي ، وجزى الله المَسؤُوليِن  في بلادنا لم يُقصِّروا
فبلادنا على ضَعْفِّها وفَقْرهِا بالنِّسبة إلى باقي البلاد تلقت أمواجاً من إخوانِنا العراقيِّين ثم تلقَّت أمواجاً من إخوانِنا السُّوريِّين ، وأسأل الله عز وجل أن يُجازي المَسؤوليِن خيراً والواجب على الأُخوة هُنا أن لا يُسلِّموا إخوانَهُم للجمْعيات التنصيِريَّة ، بلغني أنه هُناك جمْعيَّات تنصيِرية يدفعون الأموال ويُقدِّمون المُساعدات لإخواننا السوريين ونحن أولى ،  والواجب الكفائي على الأغنياء من أفراد هذه  الأُمَّة أن يُقدِّمُوا المساعدات والزَّكَوات ، أنت يامَن تبحث عن الزَّكَوات وتبدأ تَتْعَب وتُتَعِّب النَّاس في البحث عن الزَّكَوات  احْمَدَ الله أن جاءتك فُرصة لأن تُقدِّم زكاة مَالك بهِدُوء تَسُد حاجات إخوانك القادمين المحتاجين .والزكاة تجوز للعملية التي لا يستطيع صاحبها أن يُعالج نفسه وتكون هذه العمَلِيةَّ من الحاجِيَّات الضرورية لا أن تكون تكميِليَّة تَجميليَّة التي  لو ما وَقعَت ما وَقَعَ شَر وما وَقَعَ حرج ولا مَشَقَّة.
أمَّا أن يَتَلَقَّى الإنسان المُساعدات من جِهات تَطْمَع في تنصيره تَطْمَع في أن تَصُدَّه عن دِينِه فهذا أمرٌ ممنوع لأنَّ الله سبحانه وتعالى نفى أن يكون هُنالك سبيل للكافِّرين على المُؤمنيِن .
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
 
↩رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدُّرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?