السؤال الأول أخ يسأل فيقول لماذا لم يرو الإمام مسلم حديثا ولو واحدا عن…

whatsapp-audio-2016-11-07-at-6-24-00-pm
الجواب : أظن أن الأخ يسأل عن رواية الإمام مسلم عن البخاري في صحيحه ، وإلا كثير من كتب الإمام مسلم ضائعة وأظن أننا لو وجدنا كتابه ( الإعتبار ) الذي خصه في موضوع الجرح والتعديل فإنه والله تعالى أعلم قد أكثر النقل فيه عن شيخه البخاري .
وقد تبين لي بعد بحث طويل أن الإمام مسلم فرغ من صحيحه سنة ( ٢٥٠ ) للهجرة ، وأن الإمام مسلم التقى بالإمام البخاري بعد هذا العام فهو لم يعرفه إلا في أواخر حياته فكان قد أتم صحيحه قبل أن يلقاه ولما التقى به سأله عن الأحاديث المعللة كحديث كفارة المجلس وقال له، كما صح بالأسانيد: دَعْنِي حَتَّى أُقَبِّلَ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الْأُسْتَاذِينَ ، وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَطَبِيبَ الْحَدِيثِ فِي عِلَلِهِ .
فإذاً الإمام مسلم ما روى في صحيحه عن الإمام البخاري ليس إنتقاصاً، هذا أسلم الأجوبة فيما أرى ، قيل : وهذا معروف عند المحدثين ولا سيما في ذاك الزمان أن مسلماً لم يروِ عن البخاري طلباً للعلو فالعلماء قديماً كانوا يتجوزون ويروون عمن شملهم اسم الستر وفيهم كلام طلباً للعلو ، ولذا من تُكُلِّم فيه في الصحيحين في صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم هم من طبقة شيوخ البخاري ومن طبقة شيوخ الإمام مسلم والتلميذ يعرف شيخه ويعرض حديثه على حديث غيره ويعرف فيما أصاب فيه أو أخطأ ، فكل من تُكُلّم فيه إنما هم من طبقة شيوخ مسلم طلباً للعلو وهذا معروف ، ولما سئل الإمام مسلم لماذا تروي عن فلان وفيه كلام قال : طلباً للعلو ، فكان مثلاً إذا صح عنده الحديث عن مالك بواسطتين والواسطتان ثقتان وروى واحد فيه كلام عن مالك مباشرة دون الواسطة الثانية فأصحاب الصحيحين يروون مباشرة بالواسطة الواحدة لأن الحديث اشتهر وانتشر عن الإمام مالك ولذا أئمة العلل لا يعلون بطبقة الشيوخ أو شيوخ الشيوخ وإنما الحديث المعل حقيقةً لما يكون من أوهام الرواة عن التابعين أو تابعي التابعين وهكذا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي