السؤال الأول أخ يسأل يقول قدمت بعض الأندية الأردنية من قريب جملاذبحوا جملا …

اhttp://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161205-WA0051.mp30
الجواب : بعض الأندية كانت تنتصر فأصبحت الآن لا تفوز، فقالوا نزيل هذا النحس بدم الجمل ، هذا الذبح لغير الله .
الذبح يكون لله عز وجل ، ويكون لغيره ، وربي حرم : وما أهل به لغير الله ، سواء كان شيئاً ماديا أو كان شيئاً معنوياً .
فلا يلزم من الذبح على النصب الذبح على الاصنام ، فلا يلزم أن يكون هذا الشيء المذبوح له صنماً .
فإذا اعتقد الذابح أن هذا الذبح للجمل و ما شابه- اخشى ان تصبح هذه عادة بين الأندية وتنتشر بين الناس- .
وثبت أن عليا رضي الله عنه : قال : قال صلى الله عليه وسلم : ألا لعنة الله على من ذبح لغير الله .
والله يقول : قل إن صلاتي ونسكي ومماتي ومحياي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين .
الله عز وجل قرن النسك مع الصلاة فكما أن الصلاة لا تكون إلا لله فإن الذبح لا يكون إلا لله .
فالذبح الذي يكون لغيره حرام كيفما كان ، ولا يلزم أن يكون لغيره أن يكون لصنم ، وإنما أن يعقد القلب أن هذا الذبح يأتي بثمرة ولا يتعلق القلب بالله ولا تكون هذه العبادة لله فهذا أصبح ذبح لغير الله .
لذا ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن طعام المتباريين .
ماذا يعني المتباريين ؟
لا أحد يظن المقصد هنا الكرة .
لا ليس هذا المقصد .
بعض من إخواننا الفضلاء ومن مشايخنا غفر الله لنا وله ذكر في كتابه المدخل إلى الفتنة حديث عند أحمد في المسند بإسناد صحيح قال لعن النبي صلى الله عليه الممثلين، فحرم التمثيل الذي يصنع باسم الدين بهذا الحديث ، هذا خطأ ، لعن النبي الممثلين يعني الذين يمثلون بالقتلى بعد موتهم هذا المراد ، أما أن يذهب ذهننا إلى الإصطلاحات العصرية التي لم تكن على زمن النبي صلى الله عليه وسلم هذا خطأ .
معنى نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن طعام المتباريين ، العرب كان عندهم كرم وكان الكرم يجري في دمائهم ، فكان الواحد إن ذبح رأساً يأتي آخر فيباريه فيذبح رأسين ويأتي ثالث فيذبح عشرة ويأتي رابع فيذبح ثلاثين فهذا الذبح جعله النبي عليه السلام لغير الله ، هو لأي جهة ؟
جهة معنوية .
ما هي الجهة معنوية ؟
التباري في الكرم، هذه جهة معنوية ليست جهة مادية ، ومع هذا فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبح المتبارين .
الله جل في علاه يقول : إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، ، العطايا الكثيرة وفيها الحوض ، حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومقابل هذه العطايا الكثيرة التي أعطيناكها فصل لربك وانحر .
والنبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح السنة ضحى بكبشين أملحين ، وفي رواية أقرنين ثم تلى قول الله عز وجل : قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين .
فمنهج النبيين أنهم لا يذبحون لغير الله عز وجل ، وصنيع المشركين عكس ذلك .
لماذا قال وأنا أول المسلمين ؟
لأن الأنبياء دائماً يسبقون أقوامهم ، فصل لربك وانحر فالنحر كالصلاة كما أن الصلاة لا تكون إلا لله فكذلك النحر لا يجوز أن يكون إلا لله عز وجل .
أما موضوع الفوز وعدمه، فالرياضات مع المهارة والحذق و التدريب فيها نصيب كبير من الحظ والتخمين ، فالأمور بيد الله عز وجل .
ومن سنن الله القاضية التي لا يجوز لعبد أبداً أن يغفل عنها، كان حقاً على الله ما ارتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه، كما في صحيح الإمام البخاري .
كان حقاً على الله….. هذه قاعدة .
ما من شيء يرتفع بغير اسم الله وما من شيء يرتفع بغير الدين ومن غير السلطان الشرعي الصحيح فلا يمكن أن يبقى مرتفعاً ، كان حقاً على الله ما ارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه .
يقول ابن القيم في كتابه الفروسية : انظر إلى قوله من الدنيا فالذي يوضع ما ارتفع من الدنيا وما ارتفع من الدين فلا يمكن لأحد أن يضعه .
فسنن الله قاضية .
النبي صلى الله عليه وسلم سَبق وسْبق ، هذه سنة هذا سباق أمر دنيوي وليس أمر أُخروي .
فطبيعي في كل الأندية تفوز تارةً وتخسر تارةً ، ولا يجوز أن تعتقد أننا إذا ذبحنا شيئاً فإن هذا الذبح يدفع عنا نحساً ويدفع عنا شراً ويدفع عنا هزيمة ، فهذا الذبح غير شرعي وقائم على أصول غير شرعية .
ويا ليت هذه الكلمة تصل إلى المسؤولين عن هذا النادي ، وأنا لا أعرف أي نادي ، وأنا لا يخصني أن يكون النادي الفلاني ، لكن يهمني أن يفهم القائمون على هذه الأندية أحكام الله عز وجل .
ومن سنَّ سنةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ،فإذا أصبحت هذه السنة في الأندية فهذه مصيبة ، فهذا الذبح ممنوع وليس بمشروع والله تعالى أعلم
مداخلة من أحد الحضور : شيخنا الله يحفظكم لو أنك تنوه أنه في حال أنه فاز بعد الذبح أن الفوز ليس بسبب الذبح .
الفوز والخسارة في المعارك ، والخاسر عند الله هو كما قال عز وجل : “ألا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم يوم القيامة” هذا هو الخاسر ، فأي فوز هذا ، يكفي أمتنا ما فيها ، فإذا فرحت بما أتاك الله جل في عُلاه فاشكر هذه النعمة فهذه نعمة دنيوية ، ما يضيرنا هذا لكن الذي يضيرنا أن هذا الذبح جريمة .
*ننكر في المباريات ثلاثة أشياء :*
1) فيها هدر للطاقات والأوقات .
2) فيها قلب للموازين ، فالأبطال في الدين ليسوا الذين يرمون الكرة في الشباك في مكان محدد منها ، وإنما الأبطال الذين يرفعون ويقاتلون لرفع كلمة الله .
3) أن المباريات تحيي نعرات الجاهليات ، وأنها ترسخ الجاهلية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم .
فهذه هي المحاذير الثلاثة في الأندية وتشجيع الأندية ، فإذا خلصنا منها؛ فلا حرج بعد ذلك مع التنويه والاعتقاد بأن ممارسة الرياضة خير من النظر إليها وتشجيعها .
فالشرع أراد من المسلم أن يكون قوياً والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .
فممارسة الرياضة أفضل من التعلق بالرياضة والنظر إلى الرياضة وتشجيع الرياضة.
مجلس فتاوى الجمعة
3 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 2 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍?