السؤال الأول أخ يقول شيخنا الفاضل تعلمون أننا نعيش في زمن غربة بين أقاربنا…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170514-WA0004.mp3 
الجواب : أولا أسأل الله جلا في علاه أن يزيدك حرصا أخي السائل ، وأسأل الله عز وجل أن ينفع بلحظنا ، وأن ينفع بوعظنا, وأن ينفع بسمتنا ، وأن ينفع بكلامنا .
 
الناس لا يحتاجون إلى وعظ الوعاظ ، وإلى علم العلماء فقط، الناس يحتاجون إلى سمت الطيبين وسمت الصالحين وإلى لحظهم وإلى هديهم .
 
الغربة ليست في مثل هذا الباب .
 
الغربة في كل ميادين الحياة .
 
وأشد أنواع الغربة عندي في هذا الزمان في تقريري المال. فالتاجر يتقي الله عز وجل يفوته أشياء كثيرة من الربح فأن يصبر ويحتسب ويبقى ملتزما بشرع الله هذا من المرابطة ومن الجهاد في سبيل الله وهو ثقيل على النفس ، وهو خفي ، وقل من ينتبه إليه من التجار .
 
الغربة حاصلة ، غربة الزمان ، ونحن لله الحمد في بلاد الشام وأحمد الله عز وجل أن جعلنا من أهل السنة ، ونحمد الله تعالى أن جعلنا في أهل الشام ، ومن يسكن في بلاد الشام أجره أجر المرابط إذا أقام دين الله عز وجل .
 
الجواب : لا يوجد جواب واحد لكل الناس ، ولا جواب واحد لجميع الحالات ، من غلب على ظنه أنه يؤثر ولا يتأثر كإخواننا البركات كبار السن ، أصحاب التجربة والعقل والفهم ، والبركة في أكابركم كما في الحديث ، فلو جلس وجاءت مثلا غير محارمه ، بعض قريباته من غير محارمه وهو يعلم أنه لن يتأثر بمثل هذا وينظر إلى هؤلاء كحفيداته أو كبناته فوعظهن وذكرهن بالله عز وجل فهذا لا يقال له ما يقال للشاب .
 
فالمفسدة الطارئة ، العارضة التي لا أثر لها لا تؤثر على الطاعة القائمة التي لها آثار حميدة .
 
لا يجوز لأحد يعمل درء المفاسد أولى من جلب المصالح في كل شؤون الحياة ، والذي يقرأ لأئمة التحقيق ولأئمة الهدى ، والذي يقرأ تحقيقات الأئمة الكبار العلماء الربانين يكاد يجزم بأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح ليست بصحيحة على اطلاقها ، وهي صحيحة ولكن يمثلون بأمثلة كثيرة في مصالح قائمة ومقابلها مفاسد عارضة مغمورة لا أثر لها .
 
لا يجوز لواحد أن يقول حرام علي أذهب للجمعة والجماعة لأني أمر بالطريق ، والطريق في متبرجات ، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح هذا فقه أعوج ليس هذا فقه .
 
لكن على منواله يمارس في آلاف المساجد من الشباب ، فتجده قاطعا لرحمه ، قاطعا لأخواته ولإخوانه وإلى آخره بحجة والله عنده بنت متبرجة ، وقد تكون البنت المتبرجة إذا ذهب قد لا يراها ، قد تخجل منه ، وإن رآها فما الذي يمنع أن يغض بصره وأن يذكرها ، *وإذا ما ذكرنا المتبرجات القريبات لنا نحن من الذي يذكرهن ومن الذي يأمرهن* .
 
لكن إنسان يعلم من قرائن الأحوال أنه سيتأثر ، وأنه إن ذهب سيجد شرا عظيما ، فحينئذ نقول له أنت الآن في مثل هذه المجالس ابتعد ، ثم تنظر إلى المفسدة ، فالمفسدة إن كانت أعظم وأكبر فقد علمنا علماؤنا أن المفسدة الصغرى تدفع بالمفسدة الكبرى ، وبالتالي التفصيل يحتاج إلى فتوى خاصة في معرفة كيفيات وحيثيات هذه المسائل .
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
 
16 شعبان 1438 هجري
12 – 5 – 2017 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor