السؤال الأول إخوة يسألون عن سكوت العلماء وهل يجوز لهم السكوت وهذه الأحداث الجسام…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161010-WA0005.mp3الجواب : إنَّ سكوت العلماء ليس على نمطٍ واحد ، فقد يتعيَّن عليهم الكلام والبيان ، وقد يتعيَّن عليهم السكوت.
والعلماء أبعد الناس عن صفات أهل النار ، ومن صفات أهل النار فيما ذكر الله سبحانه وتعالى عنهم قالوا :
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) [سورة المدثر 45] .
فالعالم إن تكلم يتكلم بحق وعدل .
والعالم إن تكلم يتكلم وهو ينظر إلى مآلات الأفعال .
والعالم إن تكلم يتكلم في نازلة بعد الإحاطة فيها .
وأما الكلام لمن هب ودب ودرج وعرج ، لكل الناس فهذا أهل العلم بعيدون عنه ، شيخ الإسلام في المجلد الثامن والعشرين صفحة مئة وثلاثين من مجموع الفتاوى يقول رحمه الله : فتارة يصلح الأمر ، وتارة يصلح النهي ، وتارة لا يصلح لا الأمر ولا النهي ، يعني السكوت ، وتارة لا يصلح الأمر ولا النهي .
متى يصلح يا شيخ الإسلام ؟
فصل لنا ؟
متى هذا ؟
قال : إذا كان المعروف والمنكر متلازمين وذلك في واقعة معينة ، هذا كلام شيخ الإسلام ، يقول وتارة لا يصلح أمر ولا نهي ، إذا كان الأمر والنهي متلازمين ، يعني إذا كان المعروف والمنكر متلازمين ، إن تكلمت يترتب على كلامك منكراً وإثارة نعرات طائفية نصارى و مسلمين ومصائب تقع في الأُمة إذا نهيت ، فيقول شيخ الإسلام تارة يصلح الأمر وتارة يصلح النهي وتارة لا يصلح لا الأمر ولا النهي ، متى ؟ قال: إذا كان المعروف والمنكر متلازمين في واقعة معينة ، يعني عدم معرفة الناس في تفاصيلها الواقعة لا يضرهم في دينهم ولا يؤخر عليهم في المعروف من دينهم وإن جهلوه فإنهم لا يأثمون ولا يترتب على هذا شر .
الناس عندهم فضول .
والله السعيد في هذه الدنيا من ترك الفضول : فضول الكلام ، فضول المنام ، فضول الطعام ، فضول الإحاطة بالأشياء ، الشيء الذي ليس لك فائدة منه لا تكن فضوليا ، الناس اليوم حتى إن جاز لك التعبير تقول نخبة من المعروفين من طلبة العلم عندهم شهوة كلام .
واعلم علمني الله وإياك أنه ليس كل سكوت خوفاً من الخلق ، وليس كل كلام صدعاً بالحق ، ليس كل سكوت خوفاً من الخلق ، وليس كل أمر وبيان صدعاً بالحق ، العاقل ينظر إلى مآلات الأفعال .
وأهل السُّنة في سائر أقطار الدنيا في هذه الفترة وهذه الحقبة من الزمان مستهدفون ، والواجب على أهل السُّنة الاجتماع أن يجتمعوا ، وأن يتحابوا ، وإلا فوالذي نفسي بيده أخشى أن تعود أيام العُبيدين ، وأخشى أن يقتل من قال عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أو عن عائشة رضي الله تعالى عنها ، والمؤامرات تترا ، والمقدمات مرهبة مخيفة .
لا نقول هذا حتى نُثبط الناس ، ولكن حتى يدركوا وحتى يفهموا ، فتجري في بلاد المسلمين كثير من الأهداف بأيدي خفية وأيدي بعيدة وأيدي مجرمة يريدون إيقاع فتنة ويريدون إيقاع شغب ويريدون إيقاع ذلك باسم الدين وباسم الحق وباسم الخير .
فأحيانا قد يتعيَّن على بعض العقلاء من الناس السكوت لأنه في سكوته ونهيه معروف ومنكر متلازمين في واقعة معينة .
يا الله ما أجمل كلام شيخ الإسلام أصحاب البصيرة ، وأصحاب العلم ممن صدقوا الله سبقوا في تقريراتهم وبياناتهم أزمانهم بسبب النور الذي وضعه الله تعالى في قلوبهم ، فهذا الكلام حقيقة بليغ ومهم ، وأنا أعلم ما مراد السائل في مثل هذه الظروف الصعبة ، وأرجو أن تكون في مثل هذه الكلمات كفاية لمن رام الهداية .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي