السؤال الأول هل يمكن القول أن الله عز وجل قد أطلع نبيه صلى الله…

السؤال الأول : هل يمكن القول أن الله عز وجل قد أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم في رؤيته لابن لُحَيّ على الغيب في المستقبل؟
الجواب : لا ، هذا خلاف المفهوم من كلام العرب ، النبي عليه السلام يقول رأيت في النار ابن لُحَيٍّ ، فهل يعني رأيت أي سأرى ، بل قال رأيت ، فظاهر النص خلاف ما يُقال
من الممكن هذا توهم ،أو تخيل النبي عليه السلام أو ما رأى، أو أن النبي عليه السلام سيرى بعدين ،هذا ظاهر الكلام لا يدل عليه .
ذكر الإمام الشاطبي في الموافقات .قيدين مهمين من تقيد بهما ابتعد عن الزلل ، قال : الأصل أن نحمل الكلام على مفهوم العرب ، وكل ما لا تفهمه العرب ولا تعرفه العرب لا نؤمن به ، مثل أصحابنا و إخواننا وأحبابنا الذين غلبونا وهم يقولون دولة اليهود ستزول سنة كذا .
طيب يا حبيبي من أين أتيت بهذا؟
قال : احسب .
أحسب ماذا ؟
احسب حروف ، وإحسب لا ادري ماذا، طيب لماذا هذه الحروف بالذات لماذا لا احسب غيرها ، لاادري .
هذا المسلك مسلك إعجاز الحروف مسلك من؟
هل النبي عليه السلام علمنا إياه؟
هذا مسلك البهائية ، ما يعرف قبل ذلك وكل الإعجاز العددي خاطئ، ما في شيء اسمه إعجاز عددي ، وقصص الخرافة .
الشاطبي رد عليهم ، والعجيب أن الشاطبي تكلم عن الإعجاز العلمي في القرآن وأسقطه ،قال : إذا وجد شيء في القرآن من الحقائق العلمية ،يعني كانت فلتة، الإعجاز أصلاً في القرآن ليس هذا ، الإعجاز في القرآن إعجاز بياني ، إعجاز تشريعي ، لماذا ؟
لأن الأصل أن عندنا أصلين حتى ما نرد :
الأصل الأول : أنا نفهم الكلام فوق ما يفهمه العرب ، الأعرابي الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفهم ولا ما كان يفهم ، فكيف كان يفهم العربي نفهم .
الأصل الثاني ” أن نراعي حال المخاطبين ، ما يجوز لنا أن نفهم شيئا على اختلاف فهمهم ولذا بعض الكلمات التي وردت في النصوص الشرعية لما تكون حمالة وجوه فنحن نجزم أن الوجه الذي يريده النبي صلى الله عليه وسلم هو الوجه الذي فهمه المخاطب ،يعني مثلاً في مسند أحمد بإسناد صحيح “لعن النبي صلى الله عليه وسلم الممثلين” ، أخونا *الشيخ مقبل بن هادي الوادعي الله يرحمه الإمام المحدث الجليل ألف رسالة سماها “المدخل إلى الفتنة والتحذير من الإخوان المسلمين” رسالة جميلة لكن لما تعرض للإخوان المسلمين قال النبي لعنهم قال لماذا ؟
قال لأن النبي لعن الممثلين ، والإخوان يمثلوا .
قلت : لا والله يا شيخ مقبل النبي صلى الله عليه وسلم لما لعن الممثلين لا يريد هذا التمثيل يقيناً .
ماذا يريد؟
يريد التمثيل في الميت بعد وفاته ، الناظر في تخريج الحديث وينظر في ألفاظه يعلم أن النبي عليه السلام يريد لعن الله الممثلين ليس التمثيل الذي أول من أنشأه حسن البنا ،التمثيل المسرحيات، كان في أيامها في مصر أحمد الغُمَاري ولما رأى تمثيلية من التمثيليات ولما خرج وجلس في مكتبته وألف كتابا مطبوعا سماه إقامة الدليل على حرمة التمثيل وحرم التمثيل من وجهين :
الوجه الأول : أن فيها تشبه بالمشركین وهذا صنيع المشركين الكفار .
الوجه الثاني : أن التمثيل فيه نوع كذب .
فالشاهد أنه حتى نفهم وحتى لا نزل وحتى لا نضل ،نحتاج أن نفهم كلام المُخَاطب كلام النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي فهمه المُخاطَبُون أولاً .
ثانياً أن لا نُحمل الكلام فوق ما تحتمله العربية .
فيعني النبي عليه السلام يقول رأيت ،ولا النبي عليه السلام ما يريد يقول رأيت أو النبي عليه السلام يريد يقول أنا راح ارى، فيما بعد .
ما الذي منع النبي أن يقول أنني سأرى بعدين ،ماذا الذي يمنعه .
النبي عليه السلام أخبرنا بلسان عربي بَين يقول رأيت .
⬅ مجلس صحيح مسلم.
16 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 13 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :http://meshhoor.com/fatawa/1041/
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍⬅
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/س-1.mp3للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor