السؤال التاسع والعشرون ما هي الأقسام الأربعة التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في…

الجواب :
ابن القيّم نقلَ هذا عن شيخِ الإسلام في [إعلام الموقّعين] وقال:
“بعض النّاس أهل إستعانه دون العبادة..
وبعض النّاس أهل عبادة دون إستعانة..
وبعض النّاس أهلُ عبادةٍ وإستعانة..
وبعض النّاس لا عبادة ولا إستعانة..”
عندنا إستعانة وعبادة، والعِبادة هيَ الأصل..
وقال بعضهم: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
هذه إستعانة بالخاص على العام..
فالإستعانة نوع من العبادة، وقدّم الله العبادة على الإستعانة لأنّ العبادة هيَ المقصد، والإستعانة هي الوسيلة،
وهذه الوسيلة هي كما قلت نوع عبادة..
لذا شيخ الإسلام يقول: أحبّ الدعاء الى الله أن يقولَ العبد: “اللهم أعنّي على ذكرك وشُكرِك وحسن عبادتك..”
أي أن تسأل ربَّك وأن تستعينَ بهِ على عبادتهِ..
فالنّاس بالنسبة الى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
أربعة أقسام:
* قسم أهل عبادة واستعانة – اللهم اجعلنا منهم – وهذا خير الأقسام..
* قسم أهل عبادة ولكن لا يستعينون؛ قلبُه لا يتجّه للإستعانة..
وهذا الصنف يُخذَل؛
تراه يقومُ ويقعد..
يحبو وينام؛ أي ينبطح على وجهه..
فلا يستطيع العبد أن يثبُتَ على عبادة ربِّه إلا أن يتخلّصَ من قوتهِ وحولهِ و يعترِفَ بأنّه لا حول ولا قوّة لهُ إلا بالله جلّ في علاه..وهذه هي الإستعانة..
و كذلك الإستعانة معناها: الإعتماد..
أي أن تعتمدَ على الله وأن تَثِقَ به في اعتمادك عليه..
و الإستعانة تتكوّن من أمرين:
الأمر الأول:
الإعتماد على الله، وليس فقط أن تعتمد!..بل أن تعتمدَ على الله أولا..
الأمر الثاني:
أن تَثِقَ به عند اعتمادك عليه؛
أن تَثِق بأنّ الله لن يُخيّبَكَ..
وأنّ الله تعالى لن يُضيّعك..
هذه هي الإستعانة..
* قسم أهل إستعانة وليس أهل عبادة؛ وهذا لو أحكَمَ الإستعانة فإنّ الله جلّ في عُلاه يخلّصُه من داء هواه..
وأخيرا..
* قسم – نسأل الله الرحمة – وهذا شرّ الخلق ، ليس عندَه عبادة وليس عنده إستعانة نسأل الله تعالى الرحمة..
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/19/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان