السؤال الثالث عشر أذن المؤذن بمسجدنا خطأ قبل دخول وقت  صلاة  المغرب بخمس دقائق…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-13-1.mp3الجواب : ثبتَ أنَّ عُمر رضي الله تعالى عنه لمَّا غربُت الشمس  في شهر كان فيه غيْم فأفطر النَّاس قبلَ الوقْت فلمَّا سُئل عُمر رضي الله تعالى عنه لم  يوْجبَ عليهم القضاء ، عدم وُجُوب القضاء هو الراجح ، وأمَّا القضاء في مثل هذه الصُّورة فهذا من باب الإحتياط  فإذا أذَّنَ المُؤَذِّن وأنتم أفطرتُم و النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول : الإمام ضامن والمُؤَذِّن مُؤتَمَن ، فليس الواجب علينا أن نراجع الوقت بعد المُؤذِّن ، فالمُؤذِّن هو المُؤتَمَن فإذا أخطأَ المُؤذِّن فعلماؤنا يقولون رُفِعَ الخطأ ورُفِعَ الإثم ورُفِعَت المُؤاخَذة فلا قضاء على المُخطئ في مثل هذه الصُّورة إلا من باب الإحتياط وهُم يُؤخرون الوقْت تمكيناً زعموا ،وهذا وقت أمرٌ قديم معروف ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري في شرح كتاب الصِّيام المُجلَّد الرابع من فتح الباري قال يُؤَذِّنون في الفجر وقال يُؤَخِّرونه درجة والدَّرجة عِشْرون دقيقة وهذا كان في القَرن التاسع ابن حجر رحمه الله تُوفِّي سنة 852 وكذلك رشيد رضا في تفسيره ثُمَّ أتِمُّوا الصِّيام إلى الليل ذكرَ أنَّ أهل مصر  في زمانه ورشيد رضا مات من قريب يعني يُمكِّنون الوقت يُؤَخِّرون المغرب و يُؤَذِّنون قبل الفجر من باب الإحتياط .
وذكر المَقْبَلِي في كتابه الأبحاث السَّديدة أنَّ الذي يصعْد على جبل أبي قُبَيْس بجانب مَكَّة المُكرمة فإن رأى أنَّ الشَّمس قد غرُبت والمُؤذِّن لم يُؤَذِّن بعد؛ فكان هذا أيضاً في مَكَّة وتتَبعْت هذه الأقْوال وشاركتُ على الهاتف في بعض المُؤْتَمرات في القُدس في فلسطين حوْل الأوقات وجمعت تقريبا 15 قول ل 15عالم اختلفت أمصَّارُهم وأعصَّارُهم يذُْكرون أنَّ المؤذنون في زمانهم  كانوا يؤخرون المَغرِب ويبكرون  بالفجر من أجل الإحتياط ، إذا نحنُ الآن ما ضَبطنا الأوْقات كُل سَنة لا نستطيع أن نضْبط في رمضان فلمَّا يأتي رمضان وقد قصَّرنا في سائر الأشهُر ماذا نعمل ؟ قال يُؤَذِّنوا بعد المغرب بخمس دقائق وأذَّنوا قبل الفجر بعشر دقائق أو رُبُع ساعة أو ثُلْث ساعة حتى نبقى في الإحتياط .  ما معنى قوْل الرَّسول صلى الله عليه وسلم “ما زالت أُمَّتي بخَيِّر ما عَجَّلَت  الفِطر “؟
إذا كان توْقيت النَّاس وِفْقَ سُنَّة الله وِفْقَ الأشهُر القمريَّة وليس الشَّمسية والأُمَّة ترْعى أوامرَ الله وتُعظِّم أوامر الله وتفعل ما يُحبُه الله من التَّعجيل والتَّبكير فالأُمَّة ما زالت بِخَيِّر، أمَّا إذا الأُمَّة أهْمَلَتْ وأصبحت ما بَيْنَ رمضان ورمضان لا تُحسِن ما تَصْنَع فهُنا مُشْكِلة ،” الحج أشهرٌ معلومات” ،
وقال تعالى : {۞ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة : 189] ، مواقيت للنَّاس وليس للمُسلمين الأهَلَّة والأشْهُر القَمريَّة مَواقِيتٌ للنَّاس كُلُّهم مواقُيت لدِيُنهم ، يا ليْت أهلُ الدِّيانة يُوَقِّتُون بالهجريْ رواتِبُهُم و في الإيجارات فيما بيْنهُم والمُعاملات تكون بالأهَلَّة ، قُل هي مواقِيت للنَّاس ومواقيت لدينهم ، المرأة المُعتدَّة ومن كان عليه صيام شهريْن متتابعيْن هذا كيف يحسُب ؟ المرأة لما يمُوت زَوْجُها كيف تحسُب أربعة أشهُر وعشراً ؟
بالهجريْ يقيناً ، وليس بالميلادي ، “يسألونك عن الأهَلَّة قُل هي مواقيِت   مواقِيت للنَّاس ” كُلهم ، ماذا يعني للنَّاس ؟
يعني غيْرُنا تبْعٌ لنا ونحنُ الأقوياء ، لأنَّنا نحنُ الأقوياء الناس يسيرون في معاشهم بتوْقيتنا لا بتوْقيتهم ، نحنُ الآن لضعْفنا ولغُربتنا عطلتنا الجُمعة و السَّبت ، لماذا أصبحت السَّبت ؟
لأن بيْننا وبين الكُفَّار يوْم وعندهم عُطلة يوْم الأحد ، وليْست عُطلة الجمعة عندهم عُطلتهم سبْت وأحد فإذا عطَّلنا الجُمعة وذهبَ السَّبت وذهبَ الأحد؛ الحركة المالية تُصبح أي يوْم؟ ، تُصبح محصُورة من الإثنين إلى الخميس فقط ؛ يعني نصف الوقْت ذهب؛ فلضِعْفنا قالوا :لا  عُطلَّتنا  بدل الخميس  اجعلوها السَّبت ، يعني في هذه الأُمور صاحب البصِيرة يعلم الغُربة والضِّعف والقُوة من هذه الأشياء ، اللُّغة العربية مثلاً ، الآن  البشر وهم يتكلَّمون مع بعض كُل فترة وفترة يتكلَّمون كلمة أو كلمتين بالُلغة إنجليزية أو كلمة تركية ، كأنَّنا نُتابع الأتراك بيننا ، إخواننا في المغرب يتكلموا بالفرنسية ، إخواننا في ليبيا يتكلموا  بالإيطالية ، لماذا ؟
لضعفنا ، فأصبحت العربية مُحاربة ، لسانك مُحارب ، عاداتك مُحاربة ، معاشك مُحارب ، فأنت تضَّطر أن تُتابع الكفار ، فكُل هذا لضعفنا وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فعلى كُل حال أنت يا أخي بارك الله فيك من أكلَ أو شربَ ناسياً فلا شيء عليه ، ومن أراد أن يحتاطَ لدينه يقضي ولا حرج ، والله تعالى أعلم .
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
 
↩رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدُّرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?