السؤال الثالث يسارع بعض الناس لوصف المعارك التي تجري في حلب على أنها من…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160823-WA0003.mp3الجواب : سأربط هذا بسؤال آخر جاء وألح صاحبه علي ( حول المهدي وأنه سمع كلمة ً لبعض المشايخ حول المهدي يقول : تُؤمن في المهدي أم لا تُؤمن الأمر ما يعنيني ، وهذا خطأ شنيع ، إذا كان الإنسان يجهل أن يعرف أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقدر أن يُميز صحيحها من ضعيفها فحتى العُلماء لا بُدَّ أن يكون لهم نصيب من تقليد، لا بُدَّ ، ولا يمكن للعالِم أن يكون في كُل باب من أبواب العِلم إماماً ، يعني في العربية يكفي طالب العلم أن يستقيم لسانه وأن يفهم الكلام على مراد صاحبه وأن لا يفهمه بهواه .
فأهلُ الحديث ذكروا أنَّ المهدي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بضعة وعشرون صحابياً ، *وأحاديث المهدي متواترة تواتراً معنوياً وهو من عقيدة المسلمين ومُنكِره على خطر عظيم* ، وجميع من ألَّف في المعتقد من أهل السُّنَّة ذكروا وجوب الإيمان بالمهدي ، وعدم ورود المهدي في القرآن لا يلزم منه أنه ليس من معتقد المُسلمين ، فأدرج العلماء في المعتقد أمران :
الأمر الأول :
ما ثبت في النصوص كتاباً أوسُنَّة .
الأمر الثاني :
ما تمايز به أهل السُّنَّة عن أهل البدعة وكان شعاراً لأهل السُّنَّة .
ومُنكِر الأول على خطر أعظم من الثاني .
عُلماؤنا أدرجوا في كُتُب التوحيد في المسح على الخفين لأنه شعار لأهل السُّنَّة خلاف الرافضة الذين يمسحون على القدمين وخلاف المُعتزلة الذين ينكرون المسح حتى على الخُف المنعل ؛ فأصبح شعاراً لهم فأدرجوا المسائل التي أصبحت شعاراً لأهل السُّنَّة، ومايزوا أنفسهم بها عن أهل البدعة فأدرجوها في المُعتقد ، فالقوْل أنَّ المهدي آمن به أو لا تُؤمن ثُمَّ في ميْل في تتمة الكلام إلى عدم الإيمان بالمهدي هذا خطر وهذا خطر وهذا خطأ وهذا ليس بسديد وتتمتة كلامه صواب ، لما نعى وشدَّد على من لا يعمل لنصرة الإسلام وينتظر قدوم المهدي ، وأربط هذا بهذه المناسبة مع السؤال *إسقاط الأحاديث على الأحداث ليس من منهج أهل السُّنَّة ،* والناس في فهم أحاديث المهدي وفهم أحاديث الفتن على ثلاثة أصناف :
صنف وسط وطرفان.
والوسط هو الذي يحبه الله ويرضاه والطرفان مذمومان ، الطرفان المذمومان من لم يُراعي الغُربة وفقهها فكما تُراعى فقه الأقليات في مكان. يُراعى أحكام تخُص غُربة الزمان وأحكام تخُص موضوع الفتن في المكان والبلد الذي تكون فيه الفتنة ، والفتنة أصناف وأنواع ، وكُل صنف له أحكام والأحكام مذكورة إن لم تُذكر في نصوص العصمة من الكتاب و السُّنَّة فمذكورة في أقوال الصحابة وأقوال التابعين ، فمثلاً : كان يقول حُذيفة وهذه كلمة حقيقة جميلة بأن تُنشر كان يقول : كُن في الفِتنة كابن اللبون.
ابن اللبون يعني الناقة لمَّا تلد فمولود الناقة لما يكون يشرب لبَن يكون ضعيف ” *كُن في الفتنة كابن اللبون فلا ظَهر يُركب ولا ضرع يُحلب*، يعني في الفتنة لا تكون كالجمل تقبل أن *تُمتطى* وأن تُجعل سُلَّم لفساد المجتمع والخلل بالأمن وإلى آخره كُن كابن اللبون ابن اللبون ما له ضرع يحلب ولا له ظَهر يُركب، لِما ليس له ظهر يركب لأنه صغير بعد .
ففي الفتنة سيدنا حذيفة رضي الله يقول في الفتنة كُنْ كابن اللبون ، فالشاهد وفقنا الله وإياكم،
الفتنة كما قُلت طرفان ووسط، *طرف :لا يراعي الفتنة ولا يراعي فقهها* ، وهذا مُخطىء ،
*وطرف :وهذا الذي يذم يتعامل مع أحاديث الفتن على منهج أهل( الجبر* ) أنه شيء لا بُدَّ أن يقع ليس لنا مناص منه ونحن ليس بأيدينا شيء ولا بُدَّ في آخر الزمان أن يأتي المهدي والمهدي يُصلح الناس ، هذا خطأ، كان سفيان الثَّوري يقول كما في الحلية لابن نعيم قال : *لو مرَّ المهدي بباب بيتك فلا تُبايعه ولا تُركن إليه؛لأنَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنَّ المهدي يُبايَع عنوةً أي جمراً بيْنَ الرُّكن والمقام أي في موْسِم حج* بين الركن والمقام ما هو بين الركن والمقام ؟ الحجر الأسود المهدي يُبايَع فلا يجوز لنا أن نترك الأمر بالمعروف وأن نترك النَّهي عن المنكر ولا يجوز لنا أن لا ندعوا إلى الله عزَّ وجل وأن ننتظر المهدي ، عِلماً أنَّ من سُنَّة الله جلَّ في عُلاه أنَّ بين يدي المهدي مهديون، وبين يدَيْ الدجال دجالون؛ فالمهدي لا يظهر حتى يكون هُنالك عِز للإسلام والمسلمين والواجب علينا أن نُقيم الدين والواجب علينا أن نأمر وأن ننهى ، قال تعالى : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى : 13] ، فالذي يجري في حلب أن نقول عنها هي الملاحم التي أخبر عنها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا إنشغال بإسقاط الحديث على الأحداث وليس هذا من منهج أهل الإسلام ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
16 ذو القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 19 افرنجي