السؤال الثامن رجل مبتلى بذنوب الخلوات عن طريق الأجهزة الحديثة والجوالات التي فيها نت وذلك…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170824-WA0037.mp3الجواب: أولاً جزاك الله خيراً على سؤالك – وهداكَ الله تعالى إلى خير الأعمال وأفضلها وأحبها إلى الله-.
الشهوة كالجائع الذي لا يشبع وكالظمآن الذي لا يُروى، وقليلها يدعو إلى كثيرها.
والواجب على الإنسان العفة.
والواجب على الإنسان غض البصر، قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، [سورة النور 30]، هذا أزكى وأطهر للقلب، وذلك أزكى وأطهر في معاشرتك لأهلك وعلاقتك مع أهلك، أزكى وأطهر، فالذي يُدمن على الحرام تُنزع منه البركة من اللذة من الحلال، ويبقى في دنس يبقى في وسخ وهذه قاذورات، ولذا كان الذي يزني يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم ويقول إني أذنبت شيئا من هذه القاذورات، هذه قاذورات وهذه تسبب أمراضا نفسية وأمراضا بدنية، وتُضعف الارادة، وتُذهبُ الهمة، وتُفسد القلب، وتمكن الشيطان من الإنسان، وتبعده عن ذكر الله وتذهبُ بركة الطاعات، وتذهبُ بالبركة في حياتك، في قوتك، في مالك، في ولدك، في زوجك.
النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( *يأتي أقوام يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة ثم تصبح هباءاً منثوراً* ) *عندما سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك قال:إنهم كانوا إذا خلو بمحارم الله انتهكوها*.
فذنوب الخلوات من أسباب الإنتكاسات، وطاعات الخلوات من أسباب الثبات، من أكثر أسباب الثبات على طاعة الله وحسن الختام أن يُكثر العبدُ الطاعة في الخلوات، لذا خَصَ الشرعُ أن تُصلى النوافل في البيوت حتى تنقلب هذه إلى طاعة الخلوة، فمن أطاع الله تعالى في الخلوات رزقه الله الثبات، *ومن عصى الله تعالى في الخلوات كحال السائل فهذا يبقى مضطرباً ولا يقع له ثبات إلا أن يتداركه الله تعالى برحمته.*
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس – كما في الرواية عند مسلم في الصحيح – فيما يبدو للناس أنك من أهل الصلاح، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وما بينها إلا ذراع فيسبقُ عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، فليست العبرة فيما يبدو للناس، إنما العبرة فيما يطلعُ الله تعالى عليه.
الواجب أن تغُضَ بصرك، وأن تعلم أن نظر الناظر إليك يسبقُ نظرك إلى المعصية، الله يقول: *قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم*، ما قال ويحفظوا من فروجهم، قال ويحفظوا فروجهم ، *من* للتبعيض، فهنالك نظر حلال والنظر الحلال النظر للزوجة.
ومن ابتلي بمثل هذا بحاجة أن يُعيد العلاقة مع الزوجة، أن تكون زوجتهُ حبيبتهُ وصديقتهُ ويطلبُ منها ما يريدهُ منها بما أحلَ الله، فالحلال بين يديك فلماذا تذهب للحرام، ماذا تستفيد من هذا الحرام ؟
هل تقضي شهوة ؟
هل تقضي إرباً؟
هذا عذاب، ولا تستفيد شيئاً، فلماذا تترك ما أحل الله لك كالذي نسأل الله العافية – يترك لحم الضأن الطيب ويأكل لحم الخنزير، ويترك العصير الطازج الطيب ويشرب الخمر، فهل أنت إلا واحد من هؤلاء بل والله إن هؤلاء خيرٌ منك وأنت شر منهم ، فأنت تقف على شفا الزنا وأنت تُحدث نفسك بالزنا، والزنا كما قال الله عزوجل: *( ولا تقربوا الزنا )* ما قال: ولا تزنوا، وصنيعكَ قربان للزنا، لا تقربوا الزنا قال :إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً.
ما هو السبيل ؟
السبيل الطريق المسلوك، قل هذه سبيلي أدعو إلى الله، الطريق المسلوك يسمى سبيلا، وفي الآية إشارة (إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً) إشارة إلى أنه من زنا مرة – نسأل الله العافية – يصبح عنده إدمان في الزنا، أنا أشبه الزنا بالقارورة إذا انكسرت ما تستطيع تلملمها مرة أخرى،ولذا كان عقوبة الزاني الثيب ماذا ؟
الرجم حتى الموت.
لماذا ؟
صار في إدمان.
فأنت تقف على مشارف الهلاك، مشارف أن الشرع يحكم بقتلك (بموتك) بالرجم وهو الزنا، وبالتالي اتق الله في نفسك، واتق الله في أهلك، خذ ما أحل الله لك فهو الأبرأ والأفضل والأهنأ والأحسن.
فالشرع جاءك ليحقق مصلحتك، وكما أن لك عين تؤدي حق الله فيها وكذلك لك يد ولك رجل وتُعمل كل هذه الأعضاء بطاعة الله، وهذه الطاعة تكون الأعمال هي المرجوة فكذلك لك شهوة وهذه الشهوة لها مَحِل ولها مقصد والمقصد من أن الله ركب شهوة الإنسان من أجل الولد، ومن اجل أن تَعُفَ نفسك، ومن أجل أن تَعُفَ أهلك أنت في بيتك، وجهك أسود وقلبك مضطرب وتضيع أوقاتك وتُهدر قوتك وطاقتك وتجميعك ، لماذا هذا الجحيم؟
من أجل نزوة وشهوة عارضة، فلماذا لا تتمتعُ بما أحل الله تعالى لك، فهذا بلا شك حرام بل هذا من الكبائر، وهذا مقدمات – نسأل الله تعالى العافية – للوقوع في حد من حدود الله.
فإذا كنت ما تستطيع إلا أن تترك الهاتف ولك مصالح في الهاتف استبدل هاتفك بهاتف ما فيه هذه الأشياء ،افصل النت عن الهاتف.
أعجبني كلام بعض المشايخ، كنت في الرياض قال الطلبة قالوا لي :يوجد هاتف ذكي ،هذا الذكي له ميزات وله كذا وكذا قال: فاشتريتُ الهاتف، قال ظهرت فجأة صور امرأة عارية، كيف جاءت قال: ما أدري، قال: فنبذتُ الهاتف وقلت ارجعوني إلى هاتفي الغبي، ما أريد الهاتف الذكي ارجعوني إلى هاتفي الغبي، فالهاتف الغبي مع الطاعة وعدم المعصية أحبُ عند الله من الهاتف الذكي مع هذه المعاصي.
فالواجب على الإنسان أن يخاف الله، وإلا إن عدتَ إلى مثل هذا الحرام ونجوت مرة أو مرتين وإن سلمت مرة أو مرتين فلا تدري فالإنسان ضعيف، وفي القرآن وفي سورة النساء *(وخلق الإنسان ضعيفاً )،* والإنسان ضعيف أمام النساء وأمام الشهوات، فَغَلق الحرام على نفسك، وإذا كنت لا تستطيع إلا أن تترك الهاتف فأبدله واترك الحرام الذي فيه ، والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور: شيخنا لعل في كلمة إضافةً للنساء أن المرأة هي التي تسد حاجة الرجل في بيتها وأن لا تبقى مبتذلة.
الشيخ:
هو في الحقيقة ينبغي للرجل أن يكون صاحب إدارة صحيحة، ومتى ضَعُفَ الرجل يخبر أهله، ويطلب منها ما يَعُفُهُ ويعفُها، يعني المطلوب من الرجل أن يصارح زوجته بهذا حتى بلغ الحاجة من بعض إخواننا الفضلاء – جزاهم الله خيرا – يقول لزوجته : أنظري إذا ما عددت أزني.
قال فقالت لي: عدد.
إذا كانت المرأة عاقلة ووصل الأمر لهذا الحد فعليها أن توافق، وهذا من حق الرجل هذا إذا كانت الزوجة طيبة وإما إذا كانت خبيثة والعياذُ بالله – نسأل الله العافية – فبعض الخبيثات تُفضِلُ لزوجها أن يزني على أن يعدد عليها.
وجزى الله الأخ خيرا في سؤاله فقد كان صريحا، وهذا الصنف كثير في المجتمع، ما دخل عليه إلا لسوء علاقته مع أهله ،وظنه والشيطان زين له أن الذي ينظر إليه أحسن من أهله، وما درى هذا المسكين أن زوجتهُ تسوى ملء الأرض ممن ينظر إليهن ،زوجته خيراً من هؤلاء، هذه أجلكم الله كما يقولون كالمرحاض الذي يقضي فيه كل الناس حاجتهم، هذا الصنف من النساء كالمرحاض كل رجل يقضي حاجته في هذا الصنف من النساء، بخلاف الزوجة الصالحة الطيبة التي تحفظ زوجها في نفسها وفي ماله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
26 ذو القعدة 1438 هجري 2017 – 8 – 18 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor