السؤال الثامن عشر كيف ينصح العالم

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/WhatsApp-Audio-2017-09-30-at-7.43.54-PM.mp3العَالِم يُدعى له والعَالِمْ بحاجة للدعاء ،لأن زلة العَالِمْ زَلةُ عَالَم ، وكان بعضهم يقول وهوالخليل بن أحمد : زلّةُ العَالِم مضروبٌ بها الطبلُ ، إذا العَالِم زَلْ الدنيا كلها – أعني – تَعْلَم ، فالعالِم يحتاج للمناصحة والعالِِم يُنصح والواجب على العالِم إن أخطأ أن يُظهِرَ خطأهُ ، أنا في الدرس الماضي قلتْ: النبي – صلى الله عليه وسلم – أتى نساءهُ بعد العصر ومن تشبه بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فأتى أهلهُ بعد العصر فهو مأجور على نيّتهِ ؛ فبعض إخوانا الحضور الحريصين جزاهم الله خير – ما ضبط كلامي فبعث رسالة فيها : سنةٌ مهجورة إتيان الزوجة بعد العصر .أنا ما أقول بهذا وما قلت هذا وما قلت سنة مهجورة.
لأن إتيان الزوجة غريزة ، وقلت : من أتاها بعد العصر بنية التشبه فهو مأجورٌ بنيته ، واحد قال لي والله أنا اريد أن أربي شعري ، النبي عليه السلام ما حلق شعره قط إلا في نسك ، والنبي اعتمر ثلاث مرات وحج مرة يعني مجموع ما حلق النبي شعره أربع مرات ما حلق شعره فلا يأتي أحد يقول : والله تربية الشعر سنة مهجورة.
ما أقول هذا لكن أقول : من أرخى شعره فلم يحلقهُ إلا في نسكٍ فهو مأجورٌ بنية تشبهه ، النبي – صلى الله عليه وسلم – يعني النبي فعل هذا بحكم أنها عادة دنيوية وليس فيها مسألة شرعية ، ليست أمر تعبُدي بدلالة أن الصحابة ما فعلوا ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – ما فهموا هذا ، فَضُرِبَ الطبلُ بهذه الكلمة بسبب أخونا صاحب الرسالة – فجاءت مكالمات كثيرة وجاءتني استدراكات عديدة وبعبارات خشنة تارةً وسهلة تارةً وما شابه ؛فالشاهد – بارك الله فيكم – العَالِم يخطئ ، واسمعوا وافهموا عني .
لما قال الله – عزوجل – : ( لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ماذا تدلُ الأية بدلالة اللازم منها ؟ ما من عَالِمٍ إلا هو متناقض ،ما من أحد إلا يتناقض ، لأن الله يقول : لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ، العلماء بكلامهم.
هل كلام العلماء معصوم ؟
ليس معصوما ، ومن قال : إن كلام العلماء معصوم غلطان .
فالعَالِم يخطيء ، لكن العبرة بقلة خطئه وندرته وأن يكونَ الغالبُ على تقريراتهِ وفتاويهِ ..أيش ؟ صواب ،العبرة بالغالب وليست العبرة أن العَالِم يؤخذ كلامه على أنه عالم معصوم ، وإلا لأصبحنا – يعني – الأمة تفرقت وأصبحت كل فرقة عَالِمها كنبيِّ هذه الأمة ؛لا؛ بل جميعُ علماء هذه الأمة الواجبُ عليهم أن يرشدوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأن يبقى كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – هو الحَكَمُ على جميع العلماء فمن أصاب فلهُ أجران وإن أخطأ العَالِم إن أخطأ فلهُ أجر وهذا من حسنات العلم ، العلم كلهُ حسنات ومن أحسنِ حسناته أمران ، من أحسن حسنات العلم أمران :
الأمر الأول : لا أمير في العلم إلا الحِجةِ والبرهان .
والأمر الثاني : أن العَالم إن كان أهلاً وبذلَ جَهدَهُ فلم يُوفَق للصواب فلهُ أجرٌ لا أجران ، ليش الأجرين ؟ قال علماؤنا: أجرٌ لجهده لبذل وسعه
ِ وأجرٌ لصوابه ، فإذا ما أصاب بقي له بذل الجهد ، فالعَالِم إن أخطأ له أجر هذا من حسنات العلم .
من حسنات العلم ؛الله ذكر في القرأن في سورة المائدة الكلب المُعَلَم ففضل العلم حتى على الكلب المُعَلَم فله أحكام غير أحكام الكلب غير المُعَلَم .
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 2 محرم 1439هـ –
22 سبتمبر 2017م
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام
http://t.me/meshhoor