السؤال الثاني عشر أنا شاب تركت أهلي وسافرت إلى بلاد الغربة لطلب العلم الشرعي…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-12.mp3الجواب : أولاً ذهابِك مُهاجراً ، ومن يُهاجر في سبيل الله فَقَد وَقَعَ أجرهُ على الله ، فإن عَلِمَ الله صِدْقَك في خُروجِك من بَيْتِك لِطَلَب العِلم كما تقول فأجرَُك على الله جَلّ في عُلاه ، والرِّحلة لِطَلَب العِلْم فإن الملائكة تَضَع أجْنِحَتَها لطالب العِلْم رِضَاً بما يَصْنَع ، والملائِكة لا تَضَع أْجْنِحَتَها إلا لأنَّ الله جَلَّ في عُلاه يرضى عن طالِب العِلْم ، وهذه سُنَّة الأسْلاف ، كانوا يُهاجِرون في طَلَب العِلْم ، فإن لم تُحْسِن الَّتقْدير ، أو طرأَ شيءٌ لم يكن في الذِّهن ، بأنكَ خرجْتَ ثُمَّ لم تعُد ، فالنَّبي صلى الله عليه وسلـم في بعض الروايات يقول : بلو أرحامكم ولو بالسلام ، فيُصبح أقل الصِّلَة البل ، والبل في الصِّلة وبِر الوالدين ، يكون بالسُّؤال والكلام ، واليوْم البل يكون بالهاتف ، ويمكن أن تبقى مُطمئِنَّاً على والدِيْك ، وأن تُرسل لهم ما حباك الله من مال ، أو هدية ، أو تُشعرهم بأنكَ تُحِبَّهُم ، وأنكَ تدعو لهُم ، وأنهم ما غابوا عن بالك ، فالإنسان مُكلَّف بالذي يستطيع ، ومن محاسِن دينِنا قَوْل رَبُّنا تعالى : لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ البقرة (286) ، وقوله تعالى : لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ، الطلاق ( 7 ) ، وقَوْل النَّبي صلى الله عليه وسَلَّم لم : “إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم “.
 
مجلس فتاوى الجمعة : 5 – 8 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان