السؤال الثاني عشر ما حكم اجتماع أخوات بقصد تدبر كتاب الله واستخراج هداياته بالإعتماد فقط…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171109-WA0062.mp3*الجواب:*
طبعاً، عميق وبسيط؛ عبارات فيها شيء، تفسير على الفهم البسيط!!
الإمام الواحدي له ثلاثة تفاسير ، ولله الحمد والمنّة طُبِعَت.
الأول: الوجيز.
والثاني: الوسيط.
والثالث: البسيط.
فالبسيط مطبوع في نحو ثمانية وعشرين مجلدا، والوجيز في مجلدين، والوسيط في أربعة -أي مجلدات-.
أيّهم أكبر؟
الجواب: البسيط.
والأخت تقول: على الفهم البسيط للآية!!
البسيط: يعني الفهم المُمتد، الفهم الكبير، والأرض تُسمّى البسيطة.
البسيط ليس كما يظن الناس أن البسيط هو الشيء القليل، أو البسيط يعني الوجيز !!
تدرون ما هذا ودائما أمثل على هذا .
الإمام اللغوي المعاصر، إمام كبير في اللّغة، الذي يُتقِن ثمان لغات ، وخدم الإسلام بها، *”تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى”*، له كتاب بديع اسمه *”تقويم اللِّسانَين”.*
والمراد بـاللِّسانَين:
القلم واللسان،
أو الشفة والقلم .
ذَكَر من الأخطاء الشائعة في العربية، وذَكَر وهو يعيد لسبع لغات ، ذَكَر أنّ هذه الأخطاء الشائعة سببها أنّنا مستضعفون، اللغة العربية في فترة من فتراتها وما زالت إلى الآن لها أثر في جميع لغات العالَم -إن لم تكن هي الأصل-.
يعني العلماء -اسمحوا لي بهذا الخروج، ولكن مهم- !!
العلماء مختلفون:
هل اللغة توقيفية أم اجتهادية ؟!
فإن قالوا توقيفية؛ يعني كل اللغات تُصبح متسربة عن العربية.
وإذا كانت اجتهادية؛ تكون لكل قوم لغة يتخاطبون بها باجتهادهم ولا يوجد لغة أم.
لكن لَمَّا تَحتّكّ الناس مع بعض؛ يُصبح القويّ المهيمن هو المسيطّر على الضعيف.
فالعربية إبَّان انتشار الإسلام وقوة الإسلام؛ كان لها أثر في جميع اللغات.
الآن أسباب أخطاءنا اللغوية؛ سَيطرَة الغرب فينا، فبيَّن آثار كثيرة، فمنها كلمة البسيط، فأصل كلمة البسيط؛ هي الـ Silmple.
البسيط هو عكس المعقد (المركَّب)، فأصبحنا نقول (بسيط) هي تعبير خاطئ مناقض لـ فِعل ( بَسَط ) في العربية، وهو الطول.
لكن أصبحنا نُفسِّر للناس الشيء السهل؛ يعني الشيء الـ Simple، ليس المعقَّد.
فكلمة بسيط: دلالة ظاهرة على ضعفنا وأنَّ اللغة الإنجليزية دَخَلَت في هذه اللغة، وطَرَدَتْ أصلاً -وهو فِعل بَسَط-، طَردَتْهُ واحتلَّت مكانه، مثل الغرب لَمَّا يدخل على بلد مسلم، فَيطرُد أهله ويَحتل هذا البلد.
هذا نوع من الإستعمار للّغات على لغتنا، هذا لون من ألوان ضعفنا.
أنا لا أنسى بعض الكلمات التي قرأتها من كتاب *”تقويم اللِّسانَين”*، يعني أتَذَكَّر ضعفنا وأتذكَّر انقهارنا ، وانسلاخنا عن قُوِّتنا.
والله المستعان.
*نعود لسؤال الأخت:*
*يقرأون القرآن للذكرى للانتفاع به؟*
*الجواب للشيخ:*
لا يَلزم التعمُّق في تفسير القرآن، ولكن يَلزَم أن نَفهَم قواعد الاستنباط، و أن نفهم العربية فهماً سليماً.
التفسير في البدايات بدأ في عهد عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بالكلمات الغريبة، وهم يفهمون مقاصد الشريعة، ويفهمون المعنى التركيبي للآية.
وإن عجزوا عن ذلك؛ فلأن القرآن نَزَلَ بعدة لهجات، فبعض العرب من قريش لا يَعرف لهجة أخرى نزل بها القرآن، فبقيت بعض الكلمات غريبة على الكثير فاحتاجوا لمعرفة الغريب.
فالناظر في التفسير في القرن الأول والقرن الثاني؛ يجد أن التفسير الذي يغلب عليه هو المعاني (معاني القرآن/الكلمات الغريبة).
لكن لَمَّا اتَّسعَت رقعة دولة الإسلام وأصبح بعض الناس لا يَعرِف العربية؛ اضطرَّ علماؤنا -رحمهم الله تعالى- أن يكتبوا تفاسير مطوَّلة، وبدأوا بالتفسير المأثور ؛ أي بالإسناد، الربط بين الحديث والأثر وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين، وأقوال السلف الصالحين في كلام الله رب العالمين.
وأوَّل مَن جَمع هذا الإمام محمد ابن جرير الطبري في كتابه جامع البيان
وابن جرير رجل عجيب!!
قال لهم ما رأيكم أن أكتب لكم تفسيرا في ثلاثين الف ورقة
تفسير في ثلاثين ألف ورقة!!هذا كثير، مَن ينسخه؟ مَن يحفظه؟ مَن يقرؤه؟
فكتب تفسيره في ثلاثة آلاف ورقة، فنزل من ثلاثين ألف ورقة إلى ثلاثة آلاف ورقة، والتفسير الآن -تفسير ابن جرير- هو التفسير الأم وهو شيخ المفسِّرين.
الذي اختصَرَ تفسيره واعتصَرَهُ وانتقى الصحيح منه، أو قُل: انتقى أصح ما فيه؛ هو الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى، في كتابه البديع *”تفسير القرآن العظيم”.*
هو ما كان يَظُن الإمام ابن كثير أن يأتي أُناس مثلنا -بعد كلّ كلامهم- يعني لا يُشبِعُهُم تفسير ابن كثير، فبعض الناس اختصر ابن كثير.
ومختصرات ابن كثير:
منها مختصر المختصر، كاد أن يُخرجه من فائدته، يعني أرجعه إلى الغريب -، بعض اختصارات ابن كثير كأنّها غريب، يعني ما في فائدة، يعني واحد يختصر ابن كثير فيجعله غريباً !!
ومنهم مَن أبعد عنه الإسناد، وأزاح بعض الأحاديث الضعيفة، وبعض الإسرائيليات.
وبعض الناس لا يَعرِف منازل العلماء فيتكلم.
فلابد يا أختي، بمجرد اجتماعكن ذلك :
إما أن تكون بينكن عالمة بالتفسير تَعرِف الدخيل من الأصيل في التفسير، والحديث الصحيح من الضعيف.
والتفسير يقال: أصيل ودخيل.
تَعرِف الأصيل والدخيل من التفسير.
كثير من الناس تَسبِق إليه معانٍ بأشياء متنوعة، يكون الشرع بريئاً من هذه المعاني.
أمَّا أنتم تعتمدون على أفهامكم وأذواقكم ولا يوجد بينكن عالمة؛ فلا.
إما أن تجتمعون على قراءة تفسير معتبر، وإما أن تكون بينكن عالمة، أو تجتمعون على درس علم، ويكون حاذقاً عارفاً بالتفسير.
أمَّا أن تُترك الأمور بالذوق وبالوجدانيات ولِما يقع فيه تأثير على القلب؛ فهذا بداية فتح باب ضلالة.
نسأل الله العافية، نسأل الله الرحمة.
والله تعالى أعلم
 
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
14 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 3 إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*
✍✍⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor