السؤال الثاني عشر نريد بيانا في مسألة تكفير العذر بالجهل فقد ظهرت بوضوح في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170418-WA0029.mp3الجواب : الناس طرفان ووسط ، فمنهم من يعذر بدون ضابط ومنهم يغض العذر بإطلاق ومنهم يضع ضابطا .
وباب العذر بالجهل باب واسع له أطراف من الكلام ، لكني أوجز بالضابط الذي أراه صوابا وهو مذكور في مجموع فتاوى شيخ الإسلام والحديث عند البخاري في صحيحه، رجل وهو في النزع والاحتضار أوصى بنيه إن مات أن يحرق ، ويؤخذ ويذر نصفه في البر ونصفه في البحر، فصنع أولاده كذلك ،فيما أخبرنا عنه نبينا صلى الله عليه وسلم، قال : فالله لما يبعثه، يسأله لماذا صنعت ذلك ؟ ما هذه الوصية أن تحرق ويؤخذ رمادك ثم تذر ؟
قال : يا رب إني ظننت أنك لا تقدر علي ، فصنعت هذا الصنيع فأنا أخاف عذابك وأنا مقصر في حقك ،فأوصيت أبنائي بهذه الوصية لأني صنعت ذلك ظنا مني أنك لن تقدر علي (هذا كفر ) أليس كذلك .
واحد يعتقد هذا الاعتقاد أنه إذا حرّقه أولاده وذروا نصفه بالبر ونصفه بالبحر فالله لا يقدر عليه، هذا ماذا؟
هذا كفر ، لكن في قلبه خوف من الله عزوجل .
قال فالله عزوجل لما يبعثه يغفر له ، هذا أصل أصيل والحديث في صحيح البخاري ،فهذا يدل على أن بعض الناس يعذر بجهله.
معاذ بن جبل لما كان في اليمن فرأى الناس يسجدون لقساوستهم ، فلما جاء للمدينة رأى النبي صلى الله عليه وسلم فسجد له ، فزجره النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .
النبي صلى الله عليه وسلم ما قال له أنت كفرت ، أنت خرجت من الملة، وتشهد من جديد ما قال لمعاذ هذا .
هل الإنسان يعذر بالجهل؟
يعذر .
متى يعذر بالجهل ؟
إن علم الله صدقه وأنه لا يستطيع أن يصل إلى الحق بعد بذل جهده، إلا في هذا الأمر .
نحتاج أن نفرق بين ( كفر الإعراض ) وبين ( الإعذار بالجهل ) .
فهذا الإنسان ليس معرضا، يعني اليوم الاوروبيون والأمريكان كفار كفر اعراض ، لكن لو أن رجلا بذل وسعه وبذل كل ما يستطيع بوسعه فجهل، فما أصاب الحق، فوقع في كفر، فهذا الكفر معذور به.
وإذا أردنا أن نسترسل في الباب، فله فروع :
رجل بذل وسعه في معرفة الإسلام فلم يعرف الإسلام الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ، وبلغه الإسلام مشوها هل هذا كافر، أم أنه معذور؟
سمعت شيخنا الألباني رحمه الله تعالى ، وكانت عنده لفتة عظيمة بديعة، ورأيت الشيخ صالح آل الشيخ ينقلها عنه وكان حاضرا في مجلس كنا فيه مع شيخنا رحمه الله .
انظر العلوم والفهوم رزق من الله ، الله يرزق بعض عباده شيئا من غير حساب .
الشيخ كان يقول : من رآني في المنام فقد رآني حقا .
كان يقول : رجل رأى النبي صلى الله عليه وسلم على غير هيئته المنعوتة في كتب السيرة، فهل يقال هذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم؟
الإجماع على أنه ما رآه ، فمثلا واحد يقول لك أنا رأيت النبي عليه السلام حليقا او يلبس قرفتة أو بدلة وطويل واشقر وعيونه خضر ،هل هذا النبي؟
هذا ليس النبي صلى الله عليه وسلم
صورة النبي ليس هكذا .
هذا هل رأى النبي في المنام؟
لا ،لم يراه .
قال : معنى قول من رآني في المنام فقد رآني حقا ، أن كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام لا بد أن يعرض ما رآه على شمائله المذكورة في السيرة الصحيحة.
قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : إذا كانت هذه الرؤيا فكذلك السماع ، فمن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا عرضنا مسموعه عنه وجدناه يخالف الواقع، هل هذا سمع بالنبي ؟
لا طبعا ما سمع بالنبي .
وفي حديث أبي هريرة المتفق عليه قال قال صلى الله عليه وسلم : “والذي نفسي بيده ما يسمع بي رجل يهودي أو نصراني ولم يؤمن بي إلا وكانت الجنة عليه حراما” .
واحد يهودي او نصراني بذل كل جهده فلم يستطيع أن يصل إلا لصورة محمد صلى الله عليه وسلم على أنه ارهابي، وشديد ، فوصلته صورة غير الصورة الحقيقة لمحمد عليه السلام فلم يؤمن به ،هذا يلحق بأهل الفترة ، وهذا يمتحن في عرصات يوم القيامة وأمره إلى الله ، وهذا المراد بأنه يعذر بجهله ، والله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
17 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 14 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor