السؤال الثاني من هو التابعي الذي باع أرضه التي في المدينة وفرق…


الجواب :
هذه القصة وردت معنا في صحيح مسلم وفصلناها عندما سرد الإمام مسلم أحاديث الوتر ،وذكرها في صحيحه برقم ألف وسبعمائة وثلاثة وسبعين.
والقصة عن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقاراته ، فيجعله في السلاح والكراء ( أدوات الحرب) ويجاهد الروم حتى يموت، فلما قدم المدينة لقي أناسا من أهل
المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستا أرادوا ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم.
و قال لهم النبي عليه السلام أليس لكم فيّ أسوة ؟
فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وكان قد طلقها وأشهد على رجعتها.
فالشاهد أن سعد بن هشام بن عامر التابعي هو شاب وكانت المعارك قائمة بين المسلمين وبين الروم ،تحمس فباع العقار، وطلق النساء ، وأراد أن يشتري عتادا وسلاحا ، فلما قدم المدينة أخبروه أن ستة رهط، جاؤوا قبلك وأرادوا أن يصنعوا مثل هذا والنبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن هذا .
والمطلوب من العبد، أن يصرف ما آتاه الله من نهمة وطاقة وقوة في ضروب من أنواع الخير ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
أحب الصيام إلى الله صيام داوود كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان لا يفر إذا لاقى.
قال الشراح:
لو صام الدهر كله لفر لو لاقى، فادخر اليوم الباقي للفطر فحباه الله أن لا يفر إذا لاقى.
فالسعيد من أخذ ضروبا ، ومن أخذ ألوانا من الطاعات ، فكل طاعة لها أثر إيجابي على القلب ، فهذا أمر منهي عنه أن الإنسان لا يكون له عمل ، الله جل في علاه خلقك وخلق لك حاجة وجعل فيك غريزة، والسعيد من أعطى كل ذي حق حقه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
13 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍