السؤال الحادي عشر قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الايمان ليأرز الى المدينة…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170516-WA0057.mp3الجواب :
 
هذه احاديث في فضل المدينة، والاحاديث الواردة في فضل المدينة كثيرة، منها الحديثين المذكورين الايمان ليأرز ليرجع الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها، الحية اذا دخلت الجحر فأراد احد اخراجها تنفخ جلدها وتلتصق بجحرها وتتقوى فيه ولذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو سر تشبيهه عودة الايمان الى المدينة ليتمكن من المدينة، وفي سنن ابي داوود؛:
يوشك ان يكون آخر مسالح المؤمنين بسلح ،قال الشراح المسالح: المرقبة والمرصد، وما يكون على الحدود بين الدولتين ،من حفظ حدود الدولة، آخر مسالح المؤمنين يكون بسلح قالوا سلح قرية معروفة بعد خيبر وقبل المدينة، يعني سلح بعد خيبر فمن هذه المدينة وقبل لها حكم ومن سلح وبعد لها حكم، فآخر مرقب واخر مرصد للمؤمنين بسلح لكن هل المدينة منفي عنها ان يكون بها فتن ؟
لا، فقد اخرج الامام البخاري في كتاب الفتن بسنده الى اسامة بن زيد قال استشرف النبي صلى الله عليه وسلم أطما من آطام المدينة والاطم هو التلة او الجبل الصغير قال على الآطام والجبال، فقال لاصحابه هل ترون ما ارى قالوا لا يا رسول الله قال اني ارى الفتن تتخل بيوتكم كما يتخللها مواقع القطر، وفي موطأ مالك :لا تقوم الساعة حتى يأتي الكلب او الذئب (شك الراوي) فيغذي عند منبري هذا، ومعنى يغذي يرفع رجله ليبول ،فيترك الناس المدينة، وثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :لا تقوم الساعة حتى ان الرجل يقول لابن عمه هلم الى الرخاء هلم الى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن المدينة:لا يصبر على لأوائها الا مؤمن، المدينة طقسها به لأواء، فيه شدة ولذا ثبت عن عمر كان يقول اللهم ميتة في مدينة نبيك فأسال الله ان يميتنا في المدينة ويجعلنا من اهل البقيع، هذا امر محمود في الشرع، امر حسن، الشاهد ان المدينة لها فضل ولكن مع فضلها تعتريها نوب من الفتن وهذه النوب من الفتن لا تثبت ولا تستقر وانما هي طارئة ولا توثر الا فيمن لا يستحق ان يكون من اهلها، والذي يجمع ما ورد في هذا الباب فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ان المدينة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد”
فالخبيث من الناس لا يبقى في المدينة وانما يخرج منها ولا يصمد فيها، ولذا ورد في الحديث لا يصبر على لأوائها الا مؤمن ،فغير المومن تنفيه وتبعده فهذا مجمل ما ورد في هذه الامور، والسكنى في بلاد الشام من اسباب البعد عن الفتنة ،بل رايت عن مكحول قال: الاردن معقل من الدجال، يعني من اسباب الحماية من الدجال الاردن.
شيخنا الالباني رحمه الله تعالى له كتاب لا اظن انه الف مثله في بابه سماه قصة مقتل الدجال فتتبع فيه طريق الدجال ،ومن المعلوم كما في الصحيحين ان الدجال يقتل عند باب لد في فلسطين، ومن المعلوم ان الدجال يخرج من فجوة بين الشام والعراق فهذه المنطقة بين الشام والعراق عمل الدجاجلة ،الدجاجلة يعملون هناك حتى اخر الزمان يظهر الدجال الاكبر نسأل الله الرحمة، منطقة سبحان الله، فيخرج من هناك الدجال، وشيخنا في الاحاديث يتتبع مسير الدجال ،فالدجال الذي يبدو لي
أنه ينزل الى فلسطين من شمال الاردن والدجال كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم يسير كغيث استدبرته الريح، يعني غيث والريح تدفعه بشدة، فالاردن اضيق مكان شمالها فما يدخل من الاردن حتى يخرج منها، فكأني بمكحول عبّر عن هذا المعنى بقوله الاردن معقل من الدجال يعنى ان معنى معقل من الدجال يعني الذي يريد ان يراه يقول خرج منها ،يعني لو ان انسانا كان في الجنوب وأراد ان يرى الدجال ما يدركه فيكون قد دخل وخرج ،فنسأل الله ان يحفظ بلادنا من الدجاحلة وأن يحفظ بلادنا ممن يريدون بها شرا .
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
 
16 شعبان 1438 هجري
12 – 5 – 2017 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor