السؤال الحادي والعشرين رجل عرض عليه أن يعمل في الدعوة إلى الله عن طريق الوسائل…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/س21.mp3*السؤال الحادي والعشرين: رجل عرض عليه أن يعمل في الدعوة إلى الله عن طريق الوسائل الحديثة و التواصل المعروفة و أشهد الله أني ما دخلت في هذا العمل إلا إبتغاء الأجر من الله إلا أنني في الآونة الأخيرة اوقعني الشيطان احيانا في دخول ومشاهدة المقاطع المحرمة و الإباحية، ثم اتوب وأعزم على أن لا أعود مرة أخرى و أشتغل على ما كنت افعله من الخير ولكني في الأيام الأخيرة نكثت التوبة ورجعت إلى فعل القبيح أكثر وأكثر ثم استغفر بلساني و قلبي مصر على العودة، فأريد من فضيلتكم حفظكم الله إرشادي وتوجيهي ،ما هو الحل الامثل إذ أني أصبحت أسير شهوتي أقوم بفعل الخير وأقع في الحرام دون إنفكاك؟*
الجواب : آخر الدواء عند العرب الكي، أترك العمل.
رضي الله على الهواتف غير الذكية، رضي الله عن الهواتف الغبية.
أحد المشايخ في الرياض وهو الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله لما زرته قال: هؤلاء الطلبة أغرو بي قال فبدلوا هاتفي إلى هاتف ذكي، قال نزلوا لي كتب ومواقع وأنظر.
قال افتح الهاتف وفجأة تأتيني صورة امرأة عارية، قال لا أريد الهاتف الذكي أرجع لي الهاتف الغبي.
فشيء أتى لك منه الشر لا تحتاجه.
أنا أسأل سؤالا حُق لكل عاقل أن يسأله الشبك على النت بالمجان و الواتساب بالمجان، فهل هذا ما له ثمن؟
ما هو ثمنه؟
ثمنه هو خلقك و دينك، ثمنه تُعطى هذا حتى يسلب منك الخلق والدين، حتى تراود على نفسك ويستدرجوك شيئا فشيئا وقد قالوا قديما: من أحكم البدايات سلمت له النهايات.
بعض الناس ينازع في هذا يقول لك محاضرات يدخل عليها ملايين، والذي نفسي بيده درس يحضره اثنان أبرك وأفضل وأحسن من مقطع يشاهده مليونان.
يُحدث الشيخ أبو إسحاق الحويني ويقول: كنت أمنع من التدريس.
قال: فقلت لهم ذات يوم يا جماعة اليوم وسائل الإتصال و النت غير محجوبة عن احد، يعني هذا المنع لا داع له.
قالوا له: اسمع إذا حضر لك أربعين قي دروسك يصبح منهم ثلاثين أبو إسحاق الحويني رقم ٢، وإذا حضر لك ملايين ولا واحد منهم يصبح أبو إسحاق الحويني ٢، لذلك نحن نمنعك.
والذي نفسي بيده لو كان في هذه الوسائل بركة لما حُجب النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابه عنها.
هل فيها فائدة؟
فيها فائدة، لكن ما فيها بركة، البركه في العلم أن تجثوا على الركب بين يدي العلماء.
الإمام أبو حيان رحمه الله في تفسيره البحر المحيط لما فسر قوله تعالى في سوره التوبة: الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله و الله عليم حكيم.
قال من الأعرابي؟
في ناس العلم يضرهم و الأجدر به أن يبقى جاهلا وهذا شر الخَلق.
(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله).
من الأعرابي؟
قال الأعرابي فيه صفتين:
الصفة الأولى :أن لا يسوسه سائس، يعني ما يطاوع احد راكب راسه ،والذي يريده يعمله، ليس فردا في مجتمع لا يحسب حساب الناس إن صنع شيئا ، ليس ذا قوة بل أحمق.
الصفة الثانية: أن لا يجثو على الركب بين يدي العلماء.
فمن جثى على الركب بين يدي العلماء هذا خرج عن كونه أعرابيا.
فمن لم يسسه سائس ولم يجثو على الركب بين يدي العلماء أعرابي، العلم يضره والدين يضره وهو أجدر بألا يعلم حدود ما أنزل الله.
على هذا الكلام كم أعرابي في الأمة اليوم؟
نسأل الله عز وجل العافية والرحمة والسلامة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
٣٠ محرم 1439 هجري
٢٠ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1492/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor