السؤال السابع عشر أنا أستاذ في قسم الدراسات الإسلامية في ليبيا وأغلب الطلاب …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-17.mp3الجواب : النبيُّ – صلى الله عليه وسلَّم – يقولُ كما في الصَّحيح : ” مَا تركْتُ بعْدِي فِتْنَةً هِي أَضَرُّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّسَاءِ ” ، وكان عمرُ بن عبد العزيزِ يقولُ : لا تخلُوَنَّ بامرأةٍ ولو كُنتَ تُحفِّظُها القرآن ، وثَبتَ عند التِّرمذيْ بإسنادٍ جَيْد أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلّم – قال : ” ما خلا رَجُلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطانُ ثالثُهما ” ، فالخلوةُ بِهِنَّ هذا أمرٌ حرام، وأن تُخاطِبهُنَّ من بعيد عبرَ وسائلِ الاتِّصالِ الحديثةِ منَ الأجهزةِ فهذا أسلم لك ولهُنَّ ، و أمَّا النَّظرةُ العابرةُ التي ليس فيها تأمُّل وليس فيها شهوةٌ ؛ وإنِّما هي عابرةٌ في أثناءِ الكلامِ كنظرةِ الشَّاهِد لِمْن يَشهد عليها فهذا أمرٌ لا حرجَ فيه ، وبعد ذلك وقبل ذلك يُقال : { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (١٥) }  ، فمن وجدَ في نفسه مَيْلاً للنِّساء فالواجبُ عليهِ أن يحفظَ دينَهُ ، والواجِبُ عليهِ أنْ لا يَضعَ نفسَه في مِثلِ هذه المَواطِن، والإنسانُ ضعيف ، وقال الله تعالى :{ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } ، وهذه الآية في سورة النِّساء في معرض الحُكم على أحكام النساء.
وقال تعالى { وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، فالواجبُ على العبد أن يَحفظَ دينَه ، فإذا كان هذا التَّعليم ترى فيه نَفع غالب وأنت كبير في السِّن ولستَ ذا شهوةٍ ، فلا أرى في مثلِ هذا حرجًا والله تعالى أعلم .
 
أعجبتني قصة في تاريخِ بغداد :حصلَ خلاف بين رجلٌ وزوجتُه في بُستانٍ ، مَن الذي يملُكه ؟ فكان عند القاضي شاهدٌ ، وحتى يَحكُمَ القاضي فلا بُدَّ للشَّاهد أن يَنظُرَ لوجهِ امرأتِهِ ، فأصابَته غَيرةٌ ، فقال : هو لها ، فرَدَّ البُستانَ لها حتى لا يَنظُرَ الشَّاهدُ إلى وجهِ زوجتِه ، فهذا أمر أن يشعر الإنسان بالغَيْرة على محارمِ الله ، والغَيْرة على عَوْراتِ المُسلِماتِ ، هذا من الأُمور الحسنة والله تعالى أعلم.
 
مجلس فتاوى الجمعة
29_7_2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?