السؤال السابع هل يشترط لرفع المأموم يديه في الاستسقاء أن يكون الامام قد رفع يديه

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161130-WA0018-1.mp3الجواب: الإمام الأول رفع وأذن بالرفع، فالعبادات *الأصل فيها التوقيف*، فما دام الإمام الأول صلى الله عليه وسلم أذِن لنا بالرفع نرفع.
وإذا كان الإمام يجهل السنة نعلمه السنة برفع أيدينا كما رفع النبي صلى الله عليه وسلم، *سواء كان في الخطبة أو في غير الخطبة* نرفع أيدينا ونبالغ بالرفع ونجعل ظهور الكفين إلى السماء.
وفي هذا إشارة إلى أننا (يا ربنا قد غيرنا حالنا حتى في رفع أيدينا في دعائنا فيا رب غير ما بنا)، لكن تغيير الباطن أهم من تغيير الظاهر، وكثير من الناس يقولون: الأئمة والناس يستسقون ولا يمطرون، فأقول: نحن ما غيّرنا في الباطن، نحن غيرنا في الظاهر وأتينا بصورة صلاة الاستسقاء، أما حقيقة صلاة الاستسقاء لم نطبقها، وأن الإنسان الجالس يسمع عن صلاة الاستسقاء ويسمع خطبة الجمعة وينتبه أنه يطلب من الله السقيا وأنا غيرنا حالنا فمن كان حابسًا زكاة ماله فليتب إلى الله ويذهب ويأخذ ماله وينفقه، ومن كان قاطعاً للرحم فليصل رحمه، ومن كان يفعل شيئاً من المعاصي يعزم وينوي ويقول (أنا قد تبت يا رب خلصني ممما أنا فيه، يا رب لا تجعل ما أنا فيه سبباً لحبس البركة عن البهائم وعن الناس، يارب إني غيرت، يا رب إني تبت).
ذنبك الذي يخصك تتحمله أنت أمره سهل، لكن الذنب الذي يخصك يخص البهائم ويخص جميع الخلق اتق الله فيه!! أقلع عنه!!
اتق الله في مثل هذا النوع من الذنب!!
الله من حكمته ومن عدله ومن حلمه يجعل من يذنب ذنبًا خاصًا به وما يؤثر على الناس يتجاوز عنه. أما الذنب الذي يؤثر على الناس يجب أن تتوب إلى الله منه.
*يا من تحبس مالك أنت تحبس القطر الذي في السماء عن البهائم، ويلعنهم اللاعنون.*
البهيمة تلعنك ، البهيمة تمشي بالطريق لا تجد ما تأكل تجوع، ماذا تعمل؟ تلعن. تلعن من؟ تلعن أصحاب الأموال الذين حبسوا أموالهم وكانوا سبباً بأن لا يمطروا من السماء.
فالبهيمة تلعنك. انتبه!! احرص.
فالذنب الذي يخص الناس هذا لست أنت حرا فيه.
أنت تعمل ذنبا بينك وبين ربنا عز وجل فيما يخصك فالله بحكمته ما يعذب الناس بهذا.
والله الناس إن لم يستفيقوا، وإن لم ينتبهوا فسيندمون.
الآن الندم ينفع، لكن بعد حين الندم لا ينفع.
اتقوا الله. أبعدوا الفتنة عن البلاد وأبعدوا الفتنة عن العباد. انظروا إلى البلاد التي حولكم، اتعظوا بغيركم، *السعيد من وعظ بغيره*، غيرنا يعيشون العذاب، يكادون أن لا يتنفسوا الحرية، لا يستطيعون التنقل، لا يستطيعون ممارسة الأسباب التي تعينهم على كسب العيش والرزق، إن خرج من بيته لعله لا يعود.
أسأل الله جل في علاه أن يحفظ بلادنا، وأن يحفظ أنفسنا، وأن يحفظ أموالنا، وأن يحفظ أعراضنا.
لكن والله الذنوب التي نرتكبها عظيمة، فتوبوا إلى الله جميعاً، فالذنب هو الذي يوقع البلاء، ((لا يقع بنا بلاء إلا بذنب ولا يرفع البلاء إلا بتوبة)).
والمراد بالتوبة هنا التوبة الحقيقية، أن تعقد عهداً مع الله فيما بينك وبينه وأنت في الفراش، تقوم في الليل، وانت في خلوة بينك وبين الله تقول: (يا رب تبت، يارب أنا أعاهدك أن اخرج من ذنوبي، أنا أعاهدك عندي يا رب، أعِنّي على نفسي، أعِنّي على هواي، أعِنّي على أن أستقيم على أمرك).
شيخ الإسلام ابن تيمية يقول:
((أكثر دعاء يحبه الله تعالى أن يكثر العبد من قوله: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).
فالأمة تحتاج لتوبة.
فنحن استسقينا الجمعة الماضية وهذه الجمعة وما رأينا شيئاً.
في حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى وهو جالس، رأى أنس قزعة من السماء والسماء مكشوفة بينهم وبين سلع ما كان في دور!! جبل يرونه وهم في المسجد، حتى تكونت قزعة في السماء، (قزعة تعني: قطعة من سحابة صغيرة مثل الترس) في الحديث ثم توسطت السماء ثم انتشرت ثم أرخت مطرها، والنبي صلى الله عليه وسلم ما زال على المنبر، أرخت مطرها.
نعم النبي صلى الله عليه وسلم دعاؤه مستجاب، لكن الصحابة الذين سمعوا تابوا، والنبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن زيد حثهم على أن يخرجوا من ذنوبهم.
فو الله لو أن الناس صدقوا الله في توبتهم وأن الأغنياء صدقوا الله تعالى في عدم حبس أموالهم وأخرجوا زكاة أموالهم، والله لمطرنا مطرا لا يعلم به إلا الله.
في سنة من السنوات كثرت زكوات المسلمين وصدقاتهم وساعدوا إخوانهم في العراق في فترة من الفترات في هذا البلد المبارك، كثرت صدقات الناس وجمع الأموال، فرأينا مطرا لم نره من قبل، رأينا في ذلك العام مطرا لم نره من قبل!
العاقل ينتبه، العاقل الذي يعرف سنن الله يربط بين العمل وبين سنن الله.
اليوم المعاصي كثرت؛ تكاد لا تجد أحداً يسلم من الربا، وتجد للأسف عدداً كبيراً من أصحاب الأموال في المسجد في الصلاة الواحدة، نسبة كبيرة منهم لا تؤدي زكاة أموالهم. على ماذا لا تؤدي الزكاة؟ زكاة، تسمى زكاة! والزكاة هي النمو، أنت لما تزكي مالك ينمو، المال لا ينقص من الصدقة ومن الزكاة.
الزكاة تحفظ مالك. الزكاة تنمي مالك.
افهم شرع الله، لا تكن كالماديين والملحدين والشيوعيين. يا صاحب المال فكر وافهم الشرع واستسلم للشرع، لا تفكر بطريقة الماديين وطريقة الشيوعيين الحساب المادي المحض.
أليس، قلب ولدك، بيد الله، أما تخشى أن الله يسلط عليك فيأخذ منك أضعاف أضعاف الزكاة؛ أو أن يصبح حالك في نكد، وتصبح في هم وفي غ ، تصبح تدفع الأموال!
اتق الله، الله قادر عليك، قادر على أن يسلط عليك لصا، دجالا، نصابا، فيأخذ مالك، تصيبك غفلة.
احفظ مالك بزكاة مالك، أدّ زكاة مالك، ما أكثر إخوانك الذين يحتاجون للمال، ما أكثر إخوانك اليوم الذين هم بحاجة.
الأمة في أزمة، ولكن للأسف الأزمة وعدم الأزمة عند أصحاب الأموال سيان فلا ينتبهون.
والله العظيم أعرف رجلاً كان يفطر الناس كبابا، يشويه لهم ويطعمهم إياه ويوزعه على حي بتمامه ويحضر معه أناسًا كثر يساعدونه في التوزيع، يقول لي: خالي مات، بدي منك تصلي عليه.
قلت له: لماذا مات؟
قال: انتحر.
لماذا انتحر؟
قال: من شدة بؤسه وفقره.
قلت له: والله الناس ليست بحاجة لكبابك، لو أعطيت فلوسك لخالك أحسن!! الناس بحاجة أن تفطرهم كبابا على المغرب في رمضان وأنت تارك لخالك؟! حتى خالك انتحر بسبب فقره وبؤسه، كن فقيها، انتبه للأمر!!
ما تكثر الصدقات وتنسى الزكوات، إذا وضعت الزكوات ضعها في محلها ومكانها.
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم.
24 صفر 1438 هجري
2016 – 11 – 24 إفرنجي
↩ رابط السؤال:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?