السؤال هل يجوز إطلاق اسم السلفية على نفسي

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/هل-يجوز-اطلاق-اسم-السلفية-على-نفسي-مشهور-حسن.mp3الجواب : إن أردت السّلفية بمعنى أنّك تلتزم منهجًا يحبّه الله ويرضاه ، فهذا الاسم واجبٌ .
ونحن في عصرٍ اختلطت فيه اْلمفاهيم ، وفيه معركة مصطلحاتٍ .
واْلواجب علينا أنْ نبيّن للنّاس ما هي السّلفية .
وسأوزّع عليكم -إن شاء الله تعالى- في الخميس اْلقادم في هذا المسجد المبارك كتيّبًا فيه بيان للدّعوة السّلفيّة بالإجمال ،في كتاب في الطّباعة إنْ شاء الله نوزّعه الخميس القادم سمّيته : (( ” السّلفية النّقية وبراءتها من الأعمال الرّدية “)) وبيّنت معنى السّلفية بإجمال ،فينبغي أن نفهم ما هي السّلفية ؟
السّلفية :
منهجٌ لفهم الدّين ، وليست السّلفية حزبًا .
بعض النّاس [يقولون] لماذا لا تصدروا لكم بيانات أنتم يا سلفيّون ؟
قلنا : نحن [لسنا] [حزبًا] حتّى نطلّع بيانات ، ولا نقبل أنْ يكون عندنا رجلٌ ناطق باسمنا .
كلّ المسلمين الّذين يحبّون الله ورسوله والصّحابة ،ويتعبّدون الله بالحديث الصّحيح ،وعلى فطرةٍ صحيحةٍ وما في دينهن خرافات ،ولا ترّهات و لا أباطيل هم سلفيون .
ولذا لمّا حصل في بلادنا- أسأل الله أنْ يحفظها ،وأنْ يحرسها من كلٍّ ضرٍّ ،ومن كلّ شرٍّ ،أنا وفضيلة ((الشّيخ علي الحلبي)) ّ -حفظه الله- زرنا مدير الأمن العام، وتكلّمنا معه وبيّنا ماهي السّلفية ،وقلنا:
السّلفية بإيجاز –كما يقول شيخ الإسلام- .
السّلفيون أعرفُ النّاس بالحقّ وأرحم الناس بالخلق .
لسنا حزبًا .
ما عندنا [تسجيل]
ما عندنا أمير
ليس لنا شعار
ليس لنا شارة
ليس لنا مندوب ينطق باسمنا .
كلّ من يقول :
لا إله إلا الله محمد رسول الله يعظّم السّلف ، يعظّم الصّحابة والتّابعين ، يعظّم ما عظّم الله وما عظّم رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذا ( سلفيّ ) هذه هي (( السّلفية )) الّتي نؤمن بها .
الانسان على الفطرة ((سلفيّ )).
يقولون : لماذا سمّيتم أنفسكم سلفيّين ؟
لماذا لم تقولوا مسلمين؟
قلنا :
والله لا نقبل باسم الإسلام بديلاً،لو أنّ غيرنا أسقط اسمه ، لو لم يكن هناك أحزاب موجودة ما قبلنا إلا أن نسمى مسلمين .
أرجو أن تنتبهوا !!!
هذه ورقةٌ ما لونها ؟
الجواب : بيضاء .
الفطرة الصّحيحة السّليمة .
هذه الورقة جاء قومٌ فدبغوها بلونٍ، وجاء آخرون فدبغوها في مكانٍ آخر بلون ، وجاء قومٌ آخرون فدبغوها بلونٍ، أصبحت مليئةٌ بالألوان ،الّذي ينظر لْلورقة من بعيدٍ يظنّ أنّ الأبيض لونٌ مثل سائر الألوان ،إلاّ أنّ الأبيض هو ليس بلونٍ ، هو الأصل والألوان هذه طارئة ،فلمّا جاءت الألوان الطّارئة فصبغت هذا البياض ، ظنّ ظانٌ أنّ اْلبياض لونٌ كسائر الألوان .
اليوم ( الشيعيّ ) يقول : أنا مسلمٌ .
( الخارجيّ ) يقول : أنا مسلمٌ .
( صاحب البدع ) يقول : أنا مسلمٌ .
أنا أقول : مسلم وأفتخر بإسلامي،لكن ينبغي أن أميّز نفسي بإسلام ٍصحيحٍ،
و حتى أميّز نفسي بإسلام ٍصحيحٍ ، أقول : أنا إسلامي مافيه ( خرافات )، ما فيه ( ترّهات ) ، ما فيه ( أباطيل ) .
إسلامي على كتاب الله وصحيح سنّة رسول الله وبفهم الصّحابة والتابعين الذين زكّاهم رسول الله .
فإذا جاز أنْ نقول سلفيّة هو اختصار لهذا التّطويل،يعني نحن نختصر هذا التّطويل فنقول ماذا ؟
نقول : سلفيّة .
أمّا إذا أنت فهمت السّلفيّة مثل الإخوان المسلمين ، فمن اْلجرم اْلعظيم الّذي يقوم في أذهانِ المفكّرين، بل في أذهانِ بعض من ينتسبون إلى هذه المدرسةِ اْلمباركة، تذكُرُ السّلفية على أنّها قسيمٌ ل :
تبليغ
تّحرير
الإخوان المسلمين
لا السّلفية ليست حزبًا مثلهم .
السّلفية : منهجٌ لفهم الدّين،أنا أفهم كلام الله بفهم الصّحابة و بفهم التّابعين ،أنا لست مثلهم ، لا شارة لي ،لا شعار لي ،لا مسؤول لي،لا ميلاد لي !!
متى تأسّست الدّعوة السّلفيّة ؟
إذا أردنا أن نجاري غيرنا فنقول :
من الّذي أسّسكم؟
وما هي الهيئة التّأسيسيّة للسّلفيّة ؟
إذا أردنا أنْ نجاري غيرنا نقول:
الهيئة التّأسيسيّة عندنا :
أبو بكر
عمر
عثمان
علي
ومن سار على دربهم .
فالإنسان يعظُم ويكبُر بعلمه وتقواه ويصغر بجهله وبعده عن الشّرع ، الكبير في هذه الدّعوة متى عصا ماله قيمة ، متى انحرف لا قيمة له ، بخلاف الحزبيّين،الحزبيّ يكبر بتقدُّمهِ في الدّعوة ،مثل الجيش ،كلّما عتقَ كلّما تقدّم .
نحن -بفضل الله عزّوجل-ما عندنا هذا،دعوتنا دعوةٌ فطريّةٌ ،دعوة فهم الإسلام الصّحيح ،ليست دعوةٌ حزبيّةٌ ،لا نمتاز عن غيرنا بشيئٍ ،لا نرى أنّ لنا فضلٌ على أحد ٍ،إذا أجرى الله الخير على ألسنتِنا من باب اْلواجب لا يعلّم إلاّ من وجب عليه أن يعلّم ، الله أوجب عليه اْلبيان ،
ليس لدينا أغراض ولا أعراض ،ليس لنا متطلّبات .
نحن نعيشُ بين النّاس، نحبّ النّاس، نحبّ الأمن ،نحبّ الخير، نكره الشّقاق ، نكره النّزاع ،نكرهُ الخلاف ، نكرهُ الدّماء ، نبرأ إلى الله من التّكفير ،نبرأ إلى الله من التّفجير ، نبرأ إلى الله من الثّورات .
نرى أنّ التّغيير يكون كما قال الله-التّغيير الّذي يقع كما قال الله –
أما اْلقفز عن سنن الله في التّغيير دلالةٌ على أمر سوءٍ ،وليس بأمرٍ جيّد،التّغيير ينبغي أنْ يكون وفق سننِ الله عزوجلّ .
ولذا نحن نخاف ممّا يجري ،ونحن نقول:
أنّ دعوتنا تكسب في السّلم وفي الخير وفي الأمن ،أمّا في الشّدة لا تكسب ،الناس إذا كانت تعيش في حياةٍ طبيعيّةٍ مطمئنّةٍ تُقبل على اْلعلم، ونعلّم وننشط ،وإذا وُجدت أحداثٌ سياسيّةٌ ،ودماءٌ وتفجيراتٌ النّاس تعزف عنّا وتذهب إلى غيرنا .
غيرنا في وقت السّلم لا وجود له ،ولا يُسمع له صوتٌ ،وفي وقت الثّورات ووقت اْلفتن يكبرُ ، يكيّف ،ينشط .
نحن على عكسهم ،حالنا على خلاف هذا اْلحال ،نحبّ الأمن ،نحبّ الخير في اْلبلاد واْلعباد ،نحب أنْ نعلّم النّاس الدّين،مالنا مأربٌ ،ولا لنا غايةٌ ،لا نريد مجلس نوّابٍ ،ولا نريد سياسة، ولا نريد شيئًا ،نريد أنْ ينتشر دين الله عزّوجلّ،ونحبّ أنْ ينتشر ديننا في كلّ الآفاق ،وفي كلّ مكانٍ ،وعلى جميع المستويات ،ولا نريد من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا ،ولا نرى -إن نشرنا ديننا- ،لا نرى لأنفسنا فضلاً على غيرنا ،إنّما نرى أننّا نعبد ربّنا ،وأنّنا نقوم بواجبٍ أوجبه الله علينا ،نقوم بواجبٍ بفرضٍ مثلما نصلّي، وصلاتنا لا نمنّ بها على أحدٍ،ندعو إلى الله ونعلّم ،ولا نمنّ على أحدٍ بشيئٍ، و لا نبتغي شيئًا إلاّ –إن شاء الله –وجه الله .
فأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص ،ونعلم أنّ اْلمخلص الصّادق لابدّ أنْ تظهر بركةُ دعوته ولو بعد حينٍ .
شيخ الإسلام ابن تيميّة مات في السّجن، وبعد مئات السّنوات قامت دولة على منهج شيخ الإسلام ابن تيميّة، بعد مئات السنوات!!
الصّادق إنْ صدق الله فكلامهُ لا يضيع ، ونقول كما قال الله :{ إِنَّهُ منْ يتّق ويصْبِر فإنَّ الله لا يُضِيع أَجْر المحسِنِين } لا في الدّنيا ولا في الآخرة .
إنْ اتّقينا الله وصبرنا فنحن على يقينٍ أنّ الله لن يضيّع أجرنا ،وأن ّثمرة عملنا سنراه في الدّنيا وفي الآخرة ،إنْ لم نره نحن رآه من بَعْدَنا ، لأنّنا نخاطب النّاس بالفطرة ،ولا أقوى من غذاء اْلفطرة ،والنّاس كلّهم بحاجة ٍإلى هذه الفطرة .
أسأل الله أن يجعلنا من اْلمقبولين ، وأسأل الله أن يبصّرنا، وأن يعلّمنا، وأنْ يفهّمنا .
إخواني الدّعوات القائمة- اليوم- دعواتُ فكرٍ ، دعوتنا دعوة وحيٍ ،نريد أنْ نقبلَ على القرآن، على السّنّة ،على أقوالِ الصّحابة ،نريد وحي الله ،نريدُ بركة السّماء ،
لا نريدُ الآراء ،لا نريدُ الأهواء ،لا نريد السّياسات، لا نريدُ الإعلام ،لا نريد أنْ تكون مواقفنا ردّة فعلٍ عمّا نسمع في الإعلام ،الإعلام يبرمج للنّاس، والنّاس تفرّغ .
أنتم تعرفون من وراء الإعلام؟!
نحن لسنا هكذا .
نحن عندنا ثوابتَ شرعيّةٍ لا تتزحزح أبدًا، قائمةً على نصوصٍ وعلى قواعد مهما فعل الإعلام لا نتغيّر ولا نتبدّل،الآراء والأهواء لا نعتبرُها من ديننا .
إنْ تكلّمت أنا في حدثٍ سياسيٍّ معيّنٍ أتكلّم باسمي ،برأيي ،وأنت تَعَوّد من جاءك بالنّصِّ الشَّرعيِّ ،فقل : على اْلعين والرّأس،وما عداه رأي، والرّأي يخطئ ويُصيب ،ليس الرّأي دعوة .
لذا دعوةُ دين الله عزّوجل دعوةُ وحيٍ .
أسأل الله لي ولكم التّوفيق والسّداد والهدى والرّشاد وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
8 – 11 – 2012
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?