السائل شيخنا – الله يكرمك – هل هناك فرق بتعريف الحديث المتواتر أو بمفهوم…

الشيخ : هي اصطلاحات ، الفقهاء – بارك الله فيك – في كشف الأسرار البزدوي لما ذكر موضوع التواتر على مذهب أبي حنيفة ، أبو حنيفة كما هو معلوم يفرق بين الواجب والفرض ، فيقول : الفرض ما ثبت بالتواتر والواجب ما ثبت غير المتواتر عندهم الواجب حتى بالمستفيض والمشهور والاحاد ، ذكر البزدوي في كشف الاسرار ، ذكر أن علماء المذهب يحرمون الحرير ، وأحاديث الحرير أحاديث ليست متواترة حرمة الحرير – إنما هي مستفيضة كما هو مشهور ، فقالوا : وننزلُ المستفيض والمشهور في بعض المسائل منزلة المتواتر ، وهنا لفته تحتاج إلى تأمل وإلى وقفات وهي من أهم المهمات وتحتها حلٌ لكثيرٌ من الإشكالات وهي :
# اليقين والتواتر بينهما تلازم أم قد يقع اليقين من غير التواتر؟
قد يقع اليقين من غير تواتر ، يعني محدث يعرف الصنعة الحديثية ويعرف الاسانيد ويعرف العلل ، ويمر عليه حديث ويتيقن انه خالي من العلل بسبب المعرفة الخاصة الموجودة عنده من خلال الروات ، فيقع في قلبه هذا اليقين ، وهذا اليقين قد لا يوجد عند غيره ممن يعتنون في الرسوم فلما حبست العلوم في الرسوم وماتت الملكات وضاعت المناهج تولدت مشاكل ، فاصبح كثير من الناس يضن ان التواتر هو اليقين ، وبناء عليه فالحرام لا يثبت إلا به ، وبناء عليه العقيدة لا تثبت إلا به ، ويظن الظن ، انت يا من تظن بالظن في المعتقد قام عندك تلازم واصطلاحات متأخرة وحدود رسمها المتأخرون وحكموا بها على النصوص المتقدمة ”
جاءني مرة شاب وقال لي اريد أن أناقشك بحديث الآحاد ، واريد أن احضر مجموعة ، فتبين لي أنه في حلقة من حلقات حزب التحرير وهو مبتدئ في الحلقات الاولى من حلقات حزب التحرير ، فقال اريد ان احضر استاذي ونسيت الموعد ، وقلت له أنا كل جمعه أصلي هنا في هذا المسجد وهو مسجد قريب من بيت الوالد ، فأتيت وصليت الجمعة التي بعدها وأنا ناسي الموضوع خالص ، فاذا بمجموعة ذاهبين الى بيت الوالد ، فلما رأيت الأخ تذكرت ، أنا مشغول أولا ، ثانياً الموضوع دقيق ولا يحتاج انه يجلس واحد يشوف من الذي صوته أعلى ويعرف الصواب ، وهذه مسائل دقيقه ، لكن قلت في نفسي سأكيد بهم ، لأن هؤلاء يتنقلون من حزب التحرير ويتلقون عبارات لا يعرفون معانيها ولا يعرفون ابعادها ويدندنون ويشنشنون حولها ، فلما دخلوا قلت والله يا أخي أنا مشغول ولا احب مضغ الكلام بسبب الضرف الذي انا فيه كوني ضيف عند الوالد أني اتكلم وانا محتار اذا أعمل معك ، إما أن تبدا أنت وإما أن ابدا أنا نريد أن نتكلم بعجلة ، فقال ابدا ، قلت : انا فهمت انه الموضوع تقسيمات ، وقلت السنة أقسام ، وقامت حجيه السنه من النصوص القطعية وما فرقت بين نوع ونوع ، أنا بدأت معه مدخلاً بناء على التقسيم فقلت : ومن فرق بين اقسامها هو المطالب بالدليل ، فاحتج علي بالظن ، إن يتبعون إلا الظن وانا اريد ذلك ، قلت : كيف عرفت انه في ظن في الحديث ، قال : الظن واحد عن واحد ، قلت : وات عندك كل حديث واحد عن واحد ظن ، قال : نعم كل حديث واحد عن واحد ظن ، فقلت اريد اسالك سؤال ، نترك العبارات ونمسك حقائق الاشياء ، قلت : ابو هريرة ماشي مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخبره خبر في العقيدة ، يا ترى ابو هريرة يأخذ فيه والا ما يأخذ فيه ، سكت ، قلت : أنا انتظر الجواب ما في واحد غير ابو هريرة واحد عن واحد ماشي مع النبي وخبره بخبر في العقيد قلت يؤخذ ولات ما يؤخذ ، اتريد سبعين محمد ، فدينا عن واحد من الله عن جبريل عن محمد واحد عن واحد عن واحد ، وهذا اصل دينا ، الله اخبر جبريل نزله على قلب محمد صل الله عليه وسلم ثم انتشر الخبر ، فيعني انت حتى تقبل خبر ابو هريره لازم يكون هناك اربعين ابو هريره موجود ، الحجية في الحديث والا مع الذي مع أبو هريرة ، فهم يتكلمون واحد عن واحد لا يفهمون الظن ، فاذا فهمنا ان اليقين يتحصله العبد دون الرسوم التي فيها التواتر ، حتى التواتر اذا اردنا ان نبقى على التواتر وربطه اليقين فربما نحتاج الي تحقيق التواتر الي يقين ، بمعنى ما حد التواتر ؟ ابحثوا في كتب المصطلح والاصول ، فيه خلاف شديد ، كم العدد ؟ أربعة ، عشرين ، مئة ، خمسون ، أقل ، أكثر ، فرجعنا وفتحنا باب الظن ، وهذا يستدعي أن نقول أن اليقين قد يتحصل من غير تحقيق رسم تواتر قد يتحقق بالقرائن ، بانتشار الاحاديث ، بالكثرة الكاثرة ، الي اخره فاذا هذا العمل قرر فالأمر سهل ، والله تعالى أعلم .