المسجد الأقصى مهما طال الليل لا بد أن يأتي النهار

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/كلمة-الاقصى.mp3? المسجد الأقصى.
✅ مهما طال الليل لا بد أن يأتي النهار.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أما بعد:
أخ يسأل فيقول: شيخنا بارك الله فيكم نريد كلمة منكم بخصوص القدس، وما هو الواجب علينا اتجاهها؟
الذي سمعناه خلال الأيام القليلة الماضية حول القدس، تحول تاريخي خطير جداً في مستقبلها، ومفاده وفحواه ومعناه أن الإدارة للمسجد الأقصى – نسأل الله عز وجل أن يبقيه شامخا، أسأل الله أن لا يميتنا حتى نصلي فيه، وأنه ندخله فاتحين وما ذلك على الله بعزيز- ، أن الإدارة تسلب من بين يدي المسلمين وتكون لليهود، فلهم أن يجعلوه كما رأينا ببعض المساجد وبعض الأماكن في أوزبكستان لما كانت تحت الاحتلال الشيوعي الأحمر، كانت اسطبلات خيل، قبر الإمام البخاري كان مكان لاسطبلات الخيل، تدوسه الخيل، فلا يمنع أن يكون يوم من الأيام مرقص وخمارة أو أن يكون اسطبل خيل، لأن إدارته أصبحت بيد اليهود.
والآن القائمون على المسجد الأقصى سددهم وربي وحفظهم أعلنوا أنه قد خرجت من بين أيديهم؛ لكن أرجو الله عز وجل أن لا يكون الأمر كذلك.
طبيعة اليهود لا يصلح معهم الصلح ولا المفاوضات.
أيضا من الثمار الخطيرة للخبر الذي سمعناه عن القدس؛ أن القدس الآن لا تدخل في المفاوضات، هل تكون للمسلمين أو لغير المسلمين؟
بل تكون لليهود بخالصها بشرقها وغربها.
النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا تحذيرا شديدا؛ فقد أخرج إبراهيم ابن طهمان في سننه وهو من الكتب القديمة قبل الأئمة الستة، وهو صحيفة حديثية صاحبها متوفى من ( 161 ) مئة وواحد وستين للهجرة، قبل كتب السنن، أخرج بسنده عن قتادة عن أبي الخليل عن عبدالله ابن الصامت عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه – قال: ” تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل؛ أمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس؟
تذاكر أصحاب رسول الله، بما فيهم أبي ذر؛ أيهما أفضل؛ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المسجد الأقصى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ” ، أربع صلوات في المسجد الأقصى تعدل صلاة واحدة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث الذي فيه أن الصلاة في المسجد الأقصى خمسمئة صلاة ، ضعيف، وهذا أصح منه.
والشاهد من إيرادي للحديث لم يأتي بعد، والشاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” ولنعم المصلى هو ” ثم قال صلى الله عليه وسلم: وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الارض، حيث يرى بيت المقدس خير له من الدنيا جميعها ” أو قال: ” خير له من الدنيا وما فيها “.
شطن الفرس: السوط الذي يضرب به الفرس.
طبعا ذكرت لكم مرات وكرات ونوعت في الكلام بأكثر من طريقة أن أحاديث الفتن في آخر الزمان ما يجوز لنا أن نفهمها بأن نكون جبريين، بمعنى أن النبي أخبرنا عنها ولابد أن نكون مكتوفي الأيدي وأنها لابد أن تقع، وإنما أخبرنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم حتى نتخذ التدابير والإجراءات لنبعدها عنا ولنؤخرها عنا قدر استطاعتنا.
فالناس في أحاديث الفتن وسط وطرفان، والطرفان مذمومان والوسط صحيح؛ طرف لا يأبه بها ولا يلتفت إليها، وطرف ينتظر وقوعها ولا يفعل شيئا، وطرف يفهمها كفهم كلام ذاك الوالد الذي يوصي ولده إن انتقل إلى بلاد الكفر: يا ولدي أنت سترى كذا وسترى كذا وسترى كذا، فما أخبره أنه سيرى ليقع في الفساد، وإنما ليحذره، لينبهه.
محقق الكتاب ( مشيخة ابن طهمان ) يقول والكتاب مطبوع عن مجمع اللغة العربية في دمشق سنة ١٩٨٣، يقول عن هذا الحديث: ومن المؤسف أن وقائع الأحداث تشير إلى أننا في طريق تحقيق هذا الحديث الذي هو من دلائل النبوة وأن مؤمرات الأعداء على المسجد الأقصى وبيت المقدس ستستمر وتتصاعد، وتشتد لدرجة أن يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير بمقدار سوط الرجل أو قوسه يطل منه على بيت المقدس أو يراه منه ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا جميعاً ولا شك أنه يكون بعد ذلك الفرج والنصر إن شاء الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فاليهود لهم مطامع خبيثة، والصراع مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود، لا يطمعون ولا يشبعون بمقدار معين من أرض، وإنما يريدون بسط نفوذهم على جميع المسلمين.
وأول مؤامرة كانت على بيت المقدس أنهم حرموا المسلم غير العربي من دخول بيت المقدس؛ المسلم الماليزي، المسلم الباكستاني، المسلم الهندي والمسلم الإندونيسي، لا فرق بين حقه في بيت المقدس وحق المقدسي، لا أقول فلسطيني بل حق المقدسي من بيت المقدس، الله عز وجل ربط بين مكة المكرمة وبين بيت المقدس، فمن فرّط في بيت المقدس فرط في بيت الله الحرام، ففلسطين ليست ملكا للفلسطينين كما أن مكة ليست ملكا للمكيين وإنما هي لجميع المسلمين.
لما حصروا قضية بيت المقدس في منظمة التحرير الفلسطينية أو في جهات معينة بدأت المؤامرة.
اليهود معتدون ولا بد أن تعلم ولدك أنهم معتدون، مغتصبون، واغتصاب اليهود عليه أدلة يقينية، أدلة متواترة، يعني الآن في مفاهيم العلم ومفاهيم الأخبار وبمقدار وقوع التواتر يحصل منا، فلو نحن الآن أخذنا ممن أصولهم منابت فلسطينية من الإخوة الحضور، فسألتك أنت من أي قرية وأنت من أي قرية وأنت من أي قرية؟، فسنرى قرى متعددة من خلال الحضور الموجودين، فنحن أمام أمرين: إما أن آباء هؤلاء الذين اخبرونا كل واحد من قرية تواطؤوا على الكذب، وإما أنهم أخبروا بواقع الحال، فلازم أن يكون هؤلاء من هذه البلاد أن يكون من فيها غاصبا معتديا محتلا سارقا، هذا أمر واقعي متواتر ، إلا أن يكون آباؤنا وأجدادنا كذابين ومعتدين على اليهود، وهذا أمر من المضحكات المبكيات، فاليهود معتدون، من أخذ بيتك فأبقى لك مكان بيت الدرج تنام فيه يجب عليك أن تقول عنه معتدي، لو رماك خارج البيت تقول أنت معتدي، فالمعتدي والغاصب لا يهدأ له بال ما دام أنه يسمع أنه معتدي.
التكييف الفقهي لليهود في أرض فلسطين معتدون لا نصيب لهم فيها، فقط ورث هذا المعنى لأولادك وعرّف ولدك أين دفن جده أو والد جده على أبعد حد، يعني والد جده مدفون هناك، إذا لم يكن جده، فهذا المعنى مهم، معنى أن يبقى اليهودي يشعر أنه مغتصب وأنه محتل.
واسأل الله عز وجل أن يلطف بالمسلمين.
اجتمعت على المسلمين الفتن من كل جانب وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالحدث الذي سمعناه مؤلم وله آثار خطيرة وخطيرة جداً.
من فضل الله علينا، إخواننا الذين يحضرون معنا بعض الدروس ويأتون بين الحين والحين ممن يدرسون في المسجد الأقصى والناس لهم إقبال عظيم بفضل الله عز وجل على دين الله هناك، وهذا يقلق اليهود ويزعجهم.
فهل الأقصى يعود بالصياح والمظاهرات والاعتصامات؟
لا والله.
المسجد الأقصى بمثابة الجرح في الكف فإذا كان في الكف حياة، التأم الجرح مع مضي الزمن، وإذا كانت هذه الكف ليست فيها حياة تعمّق الجرح؛ وأعني بالحياة حياة الإيمان وأعني بالحياة أن نقوم بما أوجبه علينا الرحمن.
فحسن تصوّر المفاهيم ومعرفة الحقائق وقوة نظرية بداية ثم بالمتاح والمقدور عليه ثم المعذرة إلى الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى يرفع المقت والغضب عنا.
موضوع القدس واجب، والواجب موزع على الرؤوساء، والشعوب، وعلى الأفراد، والافراد مختلفون في التحمل، فالإعلامي ليس كغيره، والعالم ليس كغيره، وهكذا.
فإن حمَلَ كل منا الأمانة بالمقدار الذي أوجبه الله عز وجل سهل الخطب.
المهم مهما اسود الليل ومهما وقع تبقى الأمور النظرية والتصورات العلمية صحيحة لا يلحقها خدش ولا خلل ولا خطل ولا خطأ.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
20 ربيع الأول 1439 هجري
8 – 12 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor