السؤال الرابع: حين نجمع المغرب مع العشاء؛ أحد الإخوة لا يَجمع معنا، ويبقى في المسجد، فهل فعله صواب أم أن الأفضل أن يصلي معنا ويجمع حتى وإن بقي في المسجد؟

الجواب: أولاً المعتكف في المسجد يَجمع تبعاً لِـغَيره، ولا يجمع استقلالاً به.

يعني لو الذين يصلون المغرب ما يَخرجون من المسجد، وجميعهم معتكفون ويبقوا جالسين في المسجد لا يَخرجون منه؛ فليس لهم جَمع، لكن لَمَّا يكون المعتكف في المسجد أو الباقي في المسجد أربعة، خمسة والجامعون كُثُر؛ فيجوز الجمع لهؤلاء الأربعة الخمسة تبعاً لغيرهم، فهذه صورة من الصور.

صورة أخرى: واحد لا يرى مشروعية الجَمع، يقول: أنا غير مقتنع بالجمع، (نريد أن نتنزل، )تعلمنا في دروسنا وفتاوينا أن المنهي عنه شرعاً ليس كالمعدوم حِسَّاً.

تتمة السؤال: وأقاموا الصلاة ماذا يَفعل؟

اسمعوا الحديث النبوي الصحيح:
نادى مناد الجهاد في زمن النبي ﷺ، وكان هناك أخوان ظنَّا أن النبي ﷺ يريد أن يخرج مباشرة أي بسرعة، فصليّا في رحليهما – أي صليا الصلاة في البيت- ، ثم جاءا المسجد لِيلتحقا بالجهاد، فَلمَّا دخلا المسجد؛ وجدا أن النبي ﷺ ما صلى الظهر بعد، والنبي ﷺ يقول: « *لا فريضة مرتين* ».

ماذا عملا؟

جلسا في زاوية من زوايا المسجد، فأقام النبي ﷺ الصلاة وتفقَّد الناس، وسوى الصف فرآهم، فأَمَر النبي ﷺ بهما أن يأتيا، وفي الحديث: «فجاءا للنبي ﷺ ترتعد فرائصهما»،
يرتعدون مهابة من النبي ﷺ.

ما بالكما؟
أي أقمنا الصلاة وأنتم جالسون؟

الشيطان إذا أُقيمت الصلاة يَفر وله فصاص كما في الصحيحين، وكما في مسلم فله ضراط.

قالا: يا رسول الله ﷺ، لَمَّا سمعنا مناد الجهاد ظننا أنك خارج، فصلينا في رحلينا، فأمرهما النبي ﷺ أن يصليا.

*لذلك من أراد أن لا يجمع؛ يصلي نافلة، ما يجوز له أن يبقى جالسا والناس تُصلي جماعة، لا يجوز لِمن لا يريد الجمع بين الصلاتين أن يشق صف الجماعة وأن لا يصلي.*

ما تريد أن تجمع وأُقيمت الصلاة؛ لا تكن كالشيطان، لا تَخرج، خروجك في عملك هذا؛ فيه مشابهة للشيطان، ولا تَجلس والإمام يصلي، قم فصلّ وانوِ النافلة.

فهذا مرض، (الانتهاض للاعتراض بمجرد الانتقاد من الأمراض )هذا كلام البلقيني.

فيريد المعترض أن يقول يا ناس: انظروا إليّ انا مخالف انا امام من الائمة
أنتم تُصلون فأنتم مخطئين .

لكن نقول لك قُم فصلّ معهم وصلّيها نافلة، وانتهى الأمر.

فهذه ظاهرة تتكرر، وقيل وقال كثير، في حال الجمع بين الصلاتين، وينبغي لهذه الظاهرة أن تنتهي وأن لاتبقى.

والله تعالى أعلم.

⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*

16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.

↩ *رابط الفتوى:*

⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍

⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor