السؤال الرابع عشر: أخت تسأل أنا طالبة علم مبتدئة، وأحفظ خطب الشيخ أبي إسلام وألقيها على النساء وتتأثر النساء كثيرا،فأريد من الشيخ أن يفيدني كيف لا أخاف من إلقاء الدروس وبماذا ينصحني أن أقرأ في طلب العلم؟


السؤال الرابع عشر أخت تسأل أنا طالبة علم مبتدئة، وأحفظ خطب الشيخ أبي إسلام رحمه الله تعالى .

مداخلة الشيخ:
يا ليت الإنسان لما يحفظ أول ما يحفظ كلام الله، يعني عيب في الانسان أن يحفظ كلام البشر ولا يحفظ
كلام الله عز وجل.

فأما بعد أن يحفظ الإنسان كلام الله – عز وجل – ويحفظ بعد ذلك الأحاديث، وأهم نوع من أنواع
الأحاديث يحفظها الإنسان (أحاديث الأحكام) ، الأحاديث التي فيها الحلال والحرام، الأحاديث التي يحتاجها
طالب العلم في البيان ، الأحاديث التي يكثر دورانها على الألسنة لأن الناس يسألون عن أحكام الحلال والحرام.

أعجبني الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله- لما تمّم تفسير شيخه الإمام محمد الأمين الشنقيطي في (أضواء البيان)
في تفسير سورة العلق (إقرأ باسم ربك الذي خلق)، يقول جاءت عمّات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من موريتانيا،
قال فأخبرني الشيخ أنهن من عوام أهل موريتانيا، طبعا يحفظن كتاب الله والكتب الستة ؟؟؟، عوام أهل موريتانيا!!
يحفظن القرآن الكريم والكتب الستة سندا ومتنا .
النساء الموريتانيات في ذاك الزمان الواحدة منهن تحفظ القصائد ذوات الألوف من الأبيات، ولما تريد أن تضع ابنها في الفراش للنوم تضعه في فراشه وهي تستشهد له من كلام أهل العلم.

فالحفظ ملكة، والحفظ عضلة، ممكن بعض الأخوات بعض الأخوة بعض الشباب عنده ملكة على الحفظ، هذه الملكة كيف له
ان يصرفها؟ الأخت تحفظ خطب الشيخ ابي اسلام لكنها ليست خطيبة ولا يجوز لها أن تخطب لكن ان ارادت أن تتعلم وتعلّم النساء فجزاها الله خيرا.

ما أكملنا كلامها:
الأخت تسأل أنا طالبة علم مبتدئة، وأحفظ خطب الشيخ أبي إسلام وألقيها على النساء وتتأثر النساء كثيرا،فأريد من الشيخ أن يفيدني كيف لا أخاف من إلقاء الدروس وبماذا ينصحني أن أقرأ في طلب العلم؟

الجواب:
نحن بحاجة في طلبنا للعلم بحاجة الى طلب مؤصل طلب العلم الصحيح، ابن رشد في كتابه بداية المجتهد في كتاب الرحم ينصح طالب العلم بنصيحة أنصح إخواني بها، يقول كن كصانع الخفاف لا كبائعها.

اليوم نظام الحياة غير النظام المعهود في الزمن الأول، والمسائل التي تأتي لطلبة العلم مسائل غريبة عجيبة، ما كانت معروفة قديما، طالب العلم إما حاله كحال بائع الخفاف وإما حاله كحال صانع الخفاف ، اذا القياسات معهودة هو يحتاج أن يكون بائعا يحفظ أقوال العلماء ويبيع هذا شيء جائز، وإذا المسائل غير معهودة ما كانت موجودة من قبل هو بحاجة أن يكون كالصانع ، إذا جاء للتاجر مقاس غريب وشيء عجيب وشيء غير معقول ، فالبائع ماذا يقول ليس عندي ليس عندي، لكن الصانع ماذا يقول؟؟؟
يأخذ القياس ويقول له تعال غدا وخذه، نحن الآن في الزمن الذي نعيشه نحتاج للصانع أم للبائع؟
نحتاج للصانع، ولذلك ابن رشد يقول كن كصانع الخلاف وليس كبائعها.

لذا فنصيحتي للأخت ولجميع طلبة العلم، أن يتأصلوا في العلم، أن يعرفوا قواعد العلم، قواعد الفتاوى، والأصول العامة التي
تبنى عليها الأحكام، سواء كان ذلك من المنقول وعلى رأس ذلك آيات الأحكام البالغ عددها في القرآن نحو خمسمئة آية،
وكذلك أحاديث الأحكام التي جمعها الحافظ ابن حجر في كتابه (بلوغ المرام في عمدة الأحكام)، فهذا الكتابان فيهما كل احكام الحلال والحرام، ثم معرفة القواعد التي تبنى عليها الأحكام، ثم إدمان القراءة والاستماع للمفتين من العلماء المعتبرين القائمة فتاويهم على قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم.

⬅مجلس فتاوى الجمعة.

30جمادى الأولى 1439 هجري.
2-16- 2018 إفرنجي.

↩رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1940/

⬅خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

⬅للإشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor