السؤال السادس: قال البخاري في صحيح باب خوف المؤمن في أن يحبط عمله وهو لا يشعر.

السؤال السادس:

قال البخاري في صحيح باب خوف المؤمن في أن يحبط عمله وهو لا يشعر.

عن ابن مسعود قال : كنا نفعل المعصية وكانت المعصية علينا كالجبال، قال أما أحدكم اليوم فيعمل فكأنها ذبابة سقطت على أنفه ففعل بها هكذا،
هذا ابن مسعود يقول للتابعين، يقول لما كنا نعمل المعصية كانت المعصية كالجبال، أما الواحد منكم فيقول ابن مسعود مثل واحد جاء الذباب على
أنفه ففعل هكذا.

أما حالنا فبعض الناس يفعل المعصية وهو لعله يظن أنه يعبد الله، فامرأة تقول لي ارقِنِ يا شيخ،و كنت في محل تسوق فتقول لي ارقِني يا شيخ، فنظرت اليها فوجدتها
تلبس من اسوء اللباس، قلت يا أختي كيف الرقية لا تنفعكي وأنتي تلبسين هذا اللباس؟! قالت: الشيطان لابسني من أجل يخلعني الحجاب.
أي حجاب؟!!!
الحجاب هذا!! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

هذا مسخ والنبي عليه السلام أخبرنا عن المسخ في آخر الزمان .
وقال أهل العلم المسخ يبدأ من الداخل ثم يقوى يقوى يقوى حتى يخرج للخارج،
فمن حقر ما عظم الله وعظم ما حقر الله، ومن حلل ما حرم الله وحرم ما أحل الله فهذا مسخ، هذا ممسوخ، لكن هذا ممسوس من أين؟
من الداخل. واذا بقي على هذا المسخ ويبقى جريئا على هذا الحال يصبح المسخ للخارج، فالذي يحبط العمل المعاصي وعدم طاعة الله عز وجل ورسوله،
(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم)) هذه آية مرعبة مزلزلة، هذه الآية تدل على أن الذي لا يثبت على طاعة الله
وطاعة رسوله يحبط عمله.

لذا فالمعاصي تحبط الاعمال، ولا سيما معاصي الخلوة، وكلنا نذكر حديث ثوبان عند ابن ماجه والبزار وغيرهما،
يأتي الإنسان يوم القيامة بحسنات مثل جبال تهامة ثم تصبح هباءا منثورا، تُحبط هذه الحسنات، فلما سئل النبي – صل الله عليه وسلم – عن ذلك
قال: (إنهم كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها). ففي الخلوة ينتهك محارم الله.

والعجب يُبطل العمل أيضا ، والرياء يُبطل العمل، والمعاصي بالجملة من مُحبطات الأعمال، ولذا السلف الصالح كانوا إذا عملوا الصالحات يخافون،
(( والذين يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة))، هو يأتي بالطاعات ويأتي بالعبادات ويقرأ القرآن ويأتي بالأذكار وقلبه وجل، ما معنى ” وقلوبهم وجلة” خائفة ،
خائفه مما؟
من أن لا يقبل العمل.

ولذا الإنسان يعيش في هذه الحياة بين الخوف والرجاء، لا ينقطع رجاؤه وأيضا لا ييأس لكن لا يميل للرجاء ويترك الخوف.
فالعبد المؤمن في قلبه خوف ورجاء. وإذا كَبُر واحتفت به القرائن التي تقربه من الله ودنى أجله وظهرت مخايل علامات الموت فيحسن بالعبد أن يوسع الرجاء لقول النبي – صل الله عليه وسلم -: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ).

فاذا أدركت رجل من أقاربك ممن لهم حقوق عليك مثل الوالد والعم الخ، ورايت مخايل الموت قريبه منه وهو في مرض الوفاة ،
فوسع رجاؤه بالله ، وذكره بأعماله الصالحة.

وأما الشاب فيحسن به أن يغلب خوفه على رجائه حتى لا يطمع برحمة الله وحتى لا يهجم على محارم الله وحتى يبقى بعيدا عن محارم الله عز وجل.

والله تعالى أعلم.

⬅خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*رابط الفتوى*

السؤال السادس: قال البخاري في صحيح باب خوف المؤمن في أن يحبط عمله وهو لا يشعر.


⬅مجلس فتاوى الجمعة.
2018/3/30 إفرنجي.

⬅للاشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor