السؤال الأول: ما حكم الناس الذين يعيشون في بلادِ الكفرِ ولا يوجد عندهم علماء؟

*السؤال الأول: ما حكم الناس الذين يعيشون في بلادِ الكفرِ ولا يوجد عندهم علماء؟*

الجواب: الإقامة في بلاد الكفر ليست هي الأصل في حقّ المسلم، والأصل فيمن تاب وأسلم أن يهجر بلاد الكفر إلى بلاد الأسلام.

وجوّز العلماءُ أن تنتقل المرأة المسلمة إلى ديار الإسلام من غير محرم.

يعني المرأة إذا أسلمت وحَسُن إسلامها في ديار الكفر يجوز لها أن تنتقل إلى بلاد الإسلام من غير محرم.

وفي هذا دلالة على بشاعة وشناعة الإقامة في ديار  الكفر كالأسيرة فالمرأة الأسيرة التى أسرها الكفار في عهد النبي ﷺ هربت من دون محرم ؛ ما تحتاج المرأة لمحرم كي ترجع إلى ديار المسلمين من الأسر.

النبي ﷺ يقول: *من أقام بين ظهراني المشركين برئت منه الذمّة.*

أن يصبح المسلم سن في دولاب، يفكر بطريقة الكفار، وترسخ في قلبه العادات التي عند الكفار فهذا آثم.

*اسمع واحفظ عنّي وانشر:* الهجرة في الشرع الانتقال من ديار الكفر إلى ديار الإسلام.

ومن الحرمة بمكان، ومن الجهل المركب أن يقول المسلم إذا أراد أن ينتقل من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر هاجر إلى أمريكا أو هاجر إلى كندا وكذا هاجر إلى أوروبا *هذا كلام منكر،* وهذا يدخل في عموم قول النبي ﷺ: *”لا تقوم الساعة حتى تسمى الأسماء بغير مسمياتها”*، فقول المسلم أن فلان هاجر لٲمريكا كقوله عن الخلاعة فنّ ، الناس اليوم تقول عن الخلاعة فن، وكقوله عن شرب الخمر مشروبات روحيّة، والخمر يدمر الروح؛ *فيحرم على المسلم أن يقول أريد أن أهاجر من الأردن مثلاً إلى أمريكا،* يارجل الهجرة  من أمريكا إلى الأردن وليس العكس؛ الهجرة الانتقال من ديار الكفر إلى ديار الإسلام وأنتم في نعمة لا يعلمها إلا من عاش في تلك البلاد ، في قلوب ونفوس عشرات الألوف المسلمين في بلاد الغرب الذي يمكث في بيت يسمع الأذان أن يجد من يقول له هذا عيب هذا حرام ؛ فهناك حياة  دواب أجلكم الله.

في بعض بلاد أوروبا خرجت وكنت جالس على كرسي في هولندا في رمضان وماسك المصحف أقرأ فسمعت أصوات حولي فنظرت فإذا بالفاحشة بتمامها وكمالها في حديقة من الحدائق.

الحمدلله ربي جل في علاه أكرمنا، الحمدلله عندنا عيب وترى الولد الصغير يمشي على تعاليم الأباء والأجداد ، آباءنا وأجدادنا وإن كانوا جهالا إلا أنهم بقوا على مجمل العادات والأشياء التي نتورع عنها.

*أن يعيش المسلم في بلاد الكفر ويصبح يفكر مثلهم ولا يعرف العادات ولا يعرف التقاليد ولا يعرف العيب ولا يعرف الحرام ولا يعرف الفاحشة وكل شيء مسموح وكل شيء من الحريات المطلقة هذا والعياذ بالله تعالى هي بدايات الإنتكاسات بل بدايات والعياذ بالله تعالى الحوم حول الردة.*

الكفار يقولون نحن مسامحينك فيك وفي اولادك وفي أولاد أولادك ؛ الجيل الثالث إذا بقي مثلك فنحن فاشلون ، يعني انت مسامح بأولادك وأولاد أولادك لكن الجيل الذي يأتي بعدهم ، فمن يعيش في بلاد الكفر يوجد خلفه كثير من النساء العواهر بسببه وإلى يوم الدين وهو في قبره يحاسب عليه.

أحد أخواتنا السوريات تتصل وتبكي تقول جاءتنا فرصة سفر إلى سويسرا ( أرقى بلد في الدنيا سويسرا كما يقال عنها ) وزوجي يرغب وأنا أخاف على أولادي وبناتي ماذا أفعل؟

فالبلاد المنكوبة من بلاد المسلمين أين ما ذهبت إلى بلاد الكفار استقبلوك.

أول ما وعينا على مأساة المسلمين في لبنان، فكندا مليئة باللبنانيين.

الآن استراليا وبعض بلاد أوروبا مليئة بالعراقيين.

والآن ألمانيا وبعض البلاد مليئة بالسوريين.

وقبلها أمريكا مليئة بالفلسطينين.

فالكفار يقولوا لكم عندكم مشاكل تفضلوا عندنا ، نحن نقدم لك كل شيء لكن نريد دينك أنا أريد خلقك أنا أريد عاداتك وتقاليدك أنا لا أقدم لك شيئا بالمجان.

*ولذا أن تعيش فقيرا في بلاد المسلمين أحب إلى الله من أن تعيش غنياً في بلاد الكفار.*

والغنى في الغربة فقر كما يُنسب إلى *علي بن أبي طالب* رضي الله عنه.

*فالإقامة في بلاد الكفر لا تشرع إلا لحاجة،* يعني رجل ما وجد مكانا ، أو رجل أسلم في ديار الكفر وما استطاع أن يهاجر إلى ديار الإسلام فلا شيء عليه، أو رجل ما وجد مكان إقامةً أبداً إلا في بلاد الكفر فهذا أمر لا حرج فيه، فهذا أمر يحوز ضرورةً وهي حالة مستثناة وليست هي الأصل.

والله تعالى أعلم.

◀ *المجلس ( ٣ ) من مجالس الوعظ في شهر رمضان المبارك (١٤٣٩ هجري/٢٠١٨ أفرنحي).*

⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍

↩ *رابط الفتوى:*

السؤال الأول: ما حكم الناس الذين يعيشون في بلادِ الكفرِ ولا يوجد عندهم علماء؟


⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor