كلمة حول الزلازل.

كلمة حول الزلازل.

يقول الله عز وجل:
﴿وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡـَٔایَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِیفࣰا﴾ [الإسراء ٥٩].
فهذه آيات كونية لله يرسلها الله تعالى حتى يخوفَنا.

وما ورد في المرفوع والموقوف من أن سبب الزلازل إنما هو جبل قاف، ولجبل قاف عروق مرتبطة بكل جبال الدنيا، فإذا أراد الله تعالى الزلازل حرك جبل قاف، ووقع الزلزال.
هذا كله مما لم يثبت ولم يصح ولم يعرف لجبل قاف أصل وجود.

وأعلى ما ثبت في مواضيع الزلازل ما ثبت في البخاري أن النبي عليه السلام لما ذكر (نجد) وهي شرق المدينة، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة وقال: هناك الزلازل والفتن، وهو حديث ورد بلفظ :عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) رواه البخاري (1037) ومسلم (2905) ، واللفظ للبخاري .

ونجد المناطق الشرقية من المدينة النبوية وتشمل العراق: عراق العرب، وعراق العجم، فالعراق كما قال ياقوت في معجم البلدان عراقان: عراق العرب وعراق العجم، التي تشمل اليوم إيران وكلما أوغلت في الشرق هي عراق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هناك الزلازل والفتن.

لكن لا يمنع أن تقع الزلازل وقد وقعت فيما مضى وجمعها (السيوطي) المتوفى سنة تسعمئة وإحدى عشر في كتاب سماه (كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة) فذكر جميع الزلازل التي وقعت ووقعت في مصر ووقعت في الشام، بل من بواكير ما وقع من الزلزال وقع في عهد عمر رضي الله عنه، فوقعت الزلزلة في عهد عمر في المدينة فقال عمر:
(لقد أحدثتم إن الله عز وجل يستعتبكم، لئن عادت فلن أبقى بين ظهرانيكم).
-وهذا أعلى فيما يعرف من أسباب الزلازل-
سبب الزلازل الإحداث والبدع في الدين.
فمتى ظهر الإحداث و ظهرت البدع في الدين ظهرت الزلازل.
إن الله يستعتبكم بالصلاة، ولذا عند علمائنا صلاة تسمى (بصلاة الآيات) فكل ما يقع في الكون من أشياء لا يمكن للبشر أن يردّوها فيفزعون ويفرون إلى الله، قال تعالى:
﴿فَفِرُّوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّی لَكُم مِّنۡهُ نَذِیرࣱ مُّبِینࣱ﴾ [الذاريات ٥٠]

وقد وقع زلزال في عهد الصحابة (بقيت بقية من الصحابة) ومنهم أنس بن مالك رضي الله عنه، ومن المعلوم أن أنس بصري من البصرة، لما وقع الزلزال في عهده صلى بالناس صلاة الآيات كما في مصنف عبد الرزاق.

وصلاة الآيات هي صلاة الكسوف والخسوف، تصلى ركعتان، في كل ركعة ركوعان.
واختلف أهل العلم هل تصلى صلاة الزلازل جماعة أم فرادى.
فأورد الإمام الشافعي -رحمه الله- في كتابه “الأم” خبر عن علي رضي الله عنه أنه صلى جماعة ثم قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: إن صح الأثر فبه أقول.
وأثر علي لم يثبت.
ولكنه صح عن أنس أنه صلى بالناس جماعة بالبصرة.

اليوم تعاليم السلامة العامة تقول إذا وقع الزلزال ما ينبغي أن يبقى الناس تحت بناء، وإنما يمشون على الفضاء من الأرض، فلا يمنع أن نمشي إلى فضاء من الأرض ونصلي جماعة، ولا يلزم أن تكون صلاة الجماعة في المساجد.
بل قال (القاضي خان) في فتاويه المطبوعة في الهند المشهورة:
والفرار في وقت الزلزال من الأبنية وما شابه أمر لا حرج فيه ولا ينافي التوكل.
وموسى عليه السلام لما قص لنا الله سبحانه تعالى في سورة القصص عنه قال:
﴿فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ﴾ الشعراء٢٠.

فكل ما لا يستطيع العبد دفعه فيلجأ إلى الله عز وجل بالصلاة وبالدعاء.*

فهذه نبذة مهمة عن الزلازل.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٩ شوال – ١٤٣٩ هجري
١٣ – ٧ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

كلمة حول الزلازل.

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍🏻✍🏻

⬅ للإشتراك في قناة التلغرام

http://t.me/meshhoor