السؤال الأول: أخٌ يسأل، يقول: ما أقصى مدة لقراءة القرآن وختمه؟

السؤال الأول:
أخٌ يسأل، يقول: ما أقصى مدة لقراءة القرآن وختمه؟

الجواب:
أولاً قراءة القرآن من أسباب تزكية النفس، وقد أمر الله تعالى المؤمنين بقراءة القرآن، فقال الله عز وجل في أواخر سورة النمل: ((وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ)).

فالذي يهجر القرآن مخالف لأمر الله عز وجل.

وأمر الله عز وجل نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- بأن يتلو القرآن، وكان ذلك في معرِض قيام الليل، فقال الله عز وجل في أواخر سورة المزمل: ((فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)).

الناس يتفاوتون، فمنهم من هو جالس، ومنهم من هو مسافر، ومنهم من هو مقاتل، فليس الناس سواءً، والواجب على المسلم أن يتلو القرآن.

فالذين يقيمون في المحافظة على أمن بلاد المسلمين، والذين يجاهدون في سبيل الله لعلهم لا يستطيعون قراءة القرآن كمن هم جالسون، وكذلك الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله.

خالد بن الوليد في المعارك، ليس كمن هو جالسٌ في المدينة يقرأ القرآن، فالله جل في علاه راعى حال الناس، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: ((اقرؤوا القرآن في أربعين، اقرؤوا القرآن في ثلاثين، إقرؤوا القرآن في عشرين)) حتى قال صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن في ثلاث)).

فما ينبغي للمسلم أن تمضي عليه أربعون يوماً إلا ويتلو القرآن، ويختم القرآن الكريم، وينبغي للمسلم أن يقرأ القرآن قراءة تدبر.

ليست العبرة أن تقرأ كثيرا ثم لا تفهم ما تقرأ.

ولذا قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله مستنبطاً من مدارسة جبريل النبيَ صلى الله عليه وسلم، فثبت في الصحيح أن جبريلا كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن مرةً في كل عام، ثم لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه مرتين، فقال الإمام أبو حنيفة يجب على المسلم في كل عامٍ أن يقرأ القرآن بتدبر.

وما أقبح ذلك الطالب الذي يقرأ ويقلب كتب أهل العلم، ولكنه يهجر القرآن، ولا ينظر فيه، ينظر في كل الكتب ويقرأ، ولكنه لا ينظر في القرآن الكريم.

في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤون القرآن بالسماع، يعني لا يهجرون القرآن وهم يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم، والناس في ذاك الزمان كانوا أميين، ولذلك في بدر كانت فدية الأسير أن يعلم المسلمين القراءة والكتابة، ثم يفدونه بأن علَم مسلماً القراءة والكتابة، تأمل معي قول الله عز وجل : ((قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير))، ما قالوا: نقرأ ،القراءة في ذاك الزمان كانت لقلة، لكن السماع لم يكن لقلة، فمن سمع القرآن أو قرأه أو تدبره فهذا ليس هاجراً للقرآن، ((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)).

فالقرآن عليه حق من نظرك، ومن سمعك، ومن تدبرك، ومن جوارحك، فمن هجر القرآن بسمعه، فهذا هاجر، ومن لم يقرأ القرآن فهذا هاجر، ومن قرأ وسمع ولكنه لم يتدبر فهذا هاجر، ومن قرأ وسمع وتدبر ولكنه ما امتثل أمر الله عز وجل فلم تستجب جوارحه للقرآن فهذا هاجر، فالمطلوب من المسلم أن يقرأ وأن يسمع وأن يتدبر وأن يعمل وينقاد للعمل.
فهذا هو الواجب على المسلم تجاه القرآن والناس يتفاوتون فمن شُغل (علم الله أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله) هذه أصناف ثلاثة، ويلحق بهم كما يقول العلماء بإلغاء الفارق.

فالواجب على العبد أن يتقي الله عز وجل، وأن يقرأ القرآن وأن يتدبره، وقلت: ما ينبغي أن يزيد عن أربعين يوماً.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٥ محرم – ١٤٣٩ – هجري
١٤ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الأول: أخٌ يسأل، يقول: ما أقصى مدة لقراءة القرآن وختمه؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052