السؤال العاشر: بعض الأخوة ممّن يدرِّسون في المساجد، كلما وقع حدث سياسي، خاض في درسه وشرّق وغرّب، فما نصيحتكم له، ولمن يستمع لدرسه؟

السؤال العاشر: بعض الأخوة ممّن يدرِّسون في المساجد، كلما وقع حدث سياسي، خاض في درسه وشرّق وغرّب، فما نصيحتكم له، ولمن يستمع لدرسه؟

الجواب:
هذا الأخ كلّما نزل حدث جديد خاض وشرّق وغرّب، ثم كشفت الأحوال أنه أخطأ مرة ومرتين، وعشرة، وعشرين؛ وأربعين، وسبعين، ومئة، ومئتين، ثم ماذا؟

لا إله إلا الله.

هل تجدون إعلامًا إسلاميًّا؟

الجواب: لا.

الإعلام الإسلامي اليوم يأتي بالخبر ويزوق فيه، ويقرّب ويبعّد فيه، والحدث أصلاً يصنعه الكفار، ويفعلون بالمسلمين ماشاؤوا،
فماذا يصنع الإعلام الإسلامي أمامهم؟

فالإعلام الإسلامي قليل، وحجمه قليل بالنسبة للأحداث الكبيرة.

فالشاهد بارك الله فيكم، الأصل أن نُجلّ المنبر، أو من يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم.

تكلم خارج المسجد وافعل ما رأيت، وأنت تكلّم بشخصك،
ولا أنصحك أن تتكلم، لأن الأحداث كلها لا توافق قولك،
فإن أصبت فالإصابة قليلة، والغالب هو الخطأ، وإلى الله المشتكى ولاحول ولاقوة إلا بالله.

الذين يلوذون بك، ويتعلمون منك، ماذا يريدون من حضورهم بين يديك؟

أن تعلمهم دين الله -جل في علاه-، اليوم هناك غلو في السياسة، وإلى الله المشتكى، ولا حول ولاقوة إلا بالله.

اليوم أصحاب الأحزاب وما شابه ذهبوا؛ لأنهم خاضوا في السياسة إلى الركب، وما وجدت من يجلس ويدرِّس الناس ويعلِّم الناس أحكام الله عزوجل، وإلى الله المشتكى، ولاحول ولاقوة إلا بالله.

فنصيحتي لمثل هذا الإنسان أن ينصت، وما يعيد أحداث ذاك الصنف من الناس، كان على المنبر يقول لهم: صدام منصور من أربعين وجه، وبعضهم أرسل لحيته، ولما هزم صدام حلق لحيته، وضعها في ظرف، وقال له: يا شيخ توكل على الله
-عزّ وجل-، تبنا إلى الله -جل في علاه- من كلامك.

وسنن ربنا -جل في علاه- ليس بمنصور لا صدام ولا غير صدام.

الناس بعيدون عن النصر، مع أن الله -عزوجل- يقول: ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ نصر الله على هذا المكان قريب، وهذا المكان قريب.
لكن أنا أمشي وأتجه إتجاهًا آخر.

فبحاجة أن نُمسِّك الناس بالسُّنَّة والكتاب، وأن نذكِّر الناس بالله-جل في علاه-، وأن نعلّم أن الناس يحبون الله -جل في علاه- ورسوله، لكن يحتاجون إلى الهُوَينا والرفق والأسلوب الطيب والحسن، ثم لا نبالي إن مشينا في الطريق ولو كنا نمشي كالسلحفاة.
لا نبالي متى نصل، فالنصر من الله -جل في علاه-، الله يعطيه لبعض خلقه، والنصر ليس هو مطلوبًا منَّا، المطلوب أن ننصر ربنا، وأن نبقى مشددين، هل نصرْنا ربنا أم لا؟
فإذا بقينا نمشي على الطريق الذي فيه نصر الله عز وجل، ونبقى نفحص أننا نصرنا الله عزوجل، فالله ينصرنا إن نصرناه.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:٧].

والله أعلم .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

١١ محرم – ١٤٤٠ – هجري.
٢١ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال العاشر: بعض الأخوة ممّن يدرِّسون في المساجد، كلما وقع حدث سياسي، خاض في درسه وشرّق وغرّب، فما نصيحتكم له، ولمن يستمع لدرسه؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب:

+962-77-675-7052