السؤال الثاني عشر: هل يجوز أن يقال: فلان سرق بقدر الله أم بمشيئة الله؟

السؤال الثاني عشر: هل يجوز أن يقال: فلان سرق بقدر الله أم بمشيئة الله؟

الجواب : لله إرادتان، وهذه الإرادة لها علاقة في أشياء كثيرة، فلله عز وجل (إرادة كونية) ولله (إرادة شرعية).
العاصي يعصي بإرادة الله الكونية، وهذا مذهب أهل السنة، خلافاً للمعتزلة.

كان (أبو إسحق الإسفرايَيْنِي) بمجلس (الصاحب بن عباد) وكان (الصاحب بن عباد) معتزليا، فدخل (أبو إسحق الإسفاريَيْنِي) عليه، فقال رجل مُعَرِّضاً بمذهب أهل السنة: سبحان من تنزه عن الفحشاء.
فقال أبو إسحق الإسفراييني: سبحان من لا يكون في ملكه إلا ما يشاء.
فقال المعتزلي: أوَيشاءُ ربنا أن يعصى؟
فقال أبو إسحق: أوَيعصى ربنا قهراً؟

العاصي يعصي الله، وكما قال ربنا عز وجل {وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} الزمر 7 .

العاصي يعصي الله بإرادة الله في كونه لا في شرعه.

كل ما يقع في الكون بإرادة الله، فإن كان الذي يقع في الكون فيه معصية فهذه إرادة كونية، وإن كان الذي يقع وفق شرعه فهذه إرادة الله الشرعية.

الله جل في علاه خلقنا للعبادة، وهذا في إرادته الشرعية.

الله يقول: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ}(118 _119) سورة هود، هذه إرادة الله في كونه، فقد خلقهم للاختلاف، وأما إرادة الله في شرعه فكما في قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  } .56 الذاريات .

لله رسل، منهم الشياطين، فهي رسل لله وفق كونه، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا }مريم 83. 

الله عز وجل قال: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)، إذا أراد أن يهلك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها، وهذا وفق سنة الله في كونه، فحق عليها القول فدمرناها تدميراً، وليس وفق سنة الله في شرعه.

وهكذا قل في كل شيء.

ومن الأهمية بمكان التفريق بين الأمرين، فإذا لم تفرق بين الأمرين ضللت.

ويذكر صاحب العقيدة الطحاوية (ابن أبي العز الحنفي) قصة جميلة سهلة نصها: ((وقف أعرابي على حلقة فيها عمرو بن عبيد المعتزلي ، فقال: يا هؤلاء إن ناقتي سرقت فادعوا الله أن يردها عليّ، فقال عمرو بن عبيد: اللهم إنك لم ترد أن تسرق ناقته فَسُرِقت، فارددها عليه ! فقال الأعرابي: لا حاجة لي في دعائك ! قال: ولم ؟ قال: أخاف – كما أراد أن لا تسرق فسرقت – أن يريد ردها فلا ترد ! !.))

فالكلام واضح جداً.

فكل ما يقع في الكون إنما يقع وفق سنة الله في كونه.

فالعاصي والكافر  والمجرم كل ما يفعلونه في هذا الكون إنما هو بإرادة الله في كونه وليس في شرعه.

والله تعالى أعلم .

⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:

٣ – صفر – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
١٢ – ١٠ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.

⬅ رابط الفتوى:

السؤال الثاني عشر: هل يجوز أن يقال: فلان سرق بقدر الله أم بمشيئة الله؟

⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):

http://t.me/meshhoor

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):

+962-77-675-7052