◀ رمضان دورة تقوية ، يقوي الإنسان فيها إيمانه حتى يتغلب على عدوه .  
 
↩ إنتبه معي أيها المستعد لرمضان حتى تحدد هدفك ولا تبقى ضائعا . 
 
↩ هنالك هدف خطير مُزلزل إذا لم تنتبه إليه الويلٌ لك ، فقد دعا عليك أمين السماء وأمن على دعاءه أمين الأرض ، دعا عليك خير ملائكة الله ” جبريل ”  ، وأمن على دعاءه خير أنبياء الله ” محمد صلى الله عليه وسلم” . 
 
↩ رمضان ليس رحمة لكل الخلق ، رمضان عذاب بالنسبة لبعض المصلين ، وبالنسبة لبعض الصائمين ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  رُبِ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، ورُبَ قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب .
 
↩ إياك أن تكون من هذا الصنف ، يا أيها المُقدِم على رمضان حدد هدفك ويجب عليك وجوب عيني كالصيام ،  يجب عليك أن تَخرج من رمضان وقد غُفر ذنبك . 
 
↩ اسمع معي ماذا يقول علماء اللغة : رمضان فعلان ، وفعلان من فعل الثلاثي من رمضان رَمَضَ ، والمصدر الرَمض ، ومعنى رَمَضَ : سكنَ ، الشيء إذا تحول إلى سكن أرمَضَ فأصبح رمضاً ، وسمي رمضان رمضاناً حتى المستعد لدخول هذا الشهر يَخرج منه وقد أُحرقت ذنوبه ، فيكون بالنسبة إليه رمضان ، فيُغفر ذنبه ، وأن يُغفر ذنبك أمر واجب في حقك ومن قَصَرَ أثم . 
 
↩ القرآن رحمة على أقوام ، عذاب على آخرين ، اسمع ماذا يقول الله : { وننزل من القران ما هو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} ، قال بعض السلف : ما جلس أحد مع القران وقام سالما فإما له وإما عليه ، الجالس مع القران لا يقوم سالم إما لك وإما عليك . 
 
↩ ولذا ثبت في صحيح مسلم أن عمر لما زار مكة سئل من أمير مكة وحواليها ؟ فقيل له : ابن أبزه  قال : ما وجدتم إلا عبدا ، ما وجدتم إلا ابن أبزه كان عبدا ، كان عبد تضعونه أمير على مكة وحوالي مكة ؟ فقال له المجيب : إنه أحفظنا لكتاب الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلـم :
 
↩ إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويخفض به آخرون ، الله رفعنا بالقران {ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ألا تعقلون} ، اجعل هذه الآية دائما ترددها : {ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم } ، والله أخفضنا الآن بسبب القران . 
 
↩ القرآن لما تمسكنا به رفعنا ربنا ، ولما وضعناه وراء ظهورنا أخفضنا ربُنا ، الله يرفع بهذا أقوام ، أنظر معي تأمل معي الحديث الكلام عن أبن أبزه النبي ما قال ابن أبزه قال : أقوام الله يرفع أقوام ويخفض آخرين ، فالقرآن رحمة لقوم وعذاب على قوم . 
 
↩ رمضان عذاب على قوم ، إذا دخلت في مدرسة رمضان ولم تخرج وقد غفرت ذنوبك فالويل لك ، ثبت عن سبعة من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي صعد المنبر على غير العادة ، وقف على الدرجة الأولى ، ودرجات منبر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة ، وقف على الدرجة الأولى قال : آمين . ثم صعد الثانية وقف قليلا قال : آمين .ثم صعد الثالثة وقال : آمين . وأنهى الخطبة . 
 
↩ فَسُئل النبي صلى الله عليه وسلم لماذا أمنت على خلاف المعتاد أمنت ورفعت صوتك آمين آمين ثلاث مرات؟ 
 
↩ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد آتاني جبريل آنفا –وأنا صاعد على المنبر أتاني جبريل ، ليس أي ملك جبريل- وقال لي : 
 
↩ يا محمد رَغِمَ أنف رجل- أي أصبح أنفه في التراب ذِلة ومَهانة ، وفي رواية بَعُدَ رجل ، بَعُدَ رجل عن الخيرات والجنات ورضى رب البريات والسموات ، بَعُدَ رجل أدرك أبويه أو أحداهما ولم يدخل بهما الجنة ، فقل : آمين ، فقلت : آمين . 
 
↩ ثم قال : يا محمد رَغِمَ أنف رجل ، أو بَعُدَ رجل صلى الله عليه وسلم ذُكرت عنده ولم يصلي عليك صلى الله عليه وسلـم فقل : آمين . فقلت : آمين .  
 
↩ ثم قال : يا محمد صلى الله عليه وسلم رَغِمَ أنف ، أو بَعُدَ رجل أدرك رمضان ولم يغفر له ، فقل : آمين. فقلت : آمين . 
 
⏮ إذاً ما هو الواجب علينا قبل أن ندخل رمضان؟
 
↩ أن نحدد الهدف ، ما هو الهدف من صيامنا ومن هذه المدرسة المباركة ؟
 
↩ الهدف عدوك غُلل ، صُفد ، غِل أصبح في غِل ، في قيود ، في رواية في الصحيحين صُفدت الشياطين ، وفي رواية عند أحمد صُفدت مردة الشياطين ، أنت حر طليق ينادي عليك منادي السماء : 
يا باغي الخير أقبل .
يا باغي الشر أقصِر . 
 
↩ الله هيأ  لك الأسباب ، حرمك  من ملذاتك في نهارك ، أشغل ليلك بالطاعات والقيام ، رباك ، صنع لك برنامج تربية ، ملأ وقتك بالخير ، حتى تخرج من هذه المدرسة بشهادة التقوى ، وحتى تخرج وقد غفرت ذنوبك ، وحتى تخرج وأنت تستعد لملاقاة العدو ، هذا العدو الذي ينازعك على جنة الله ، هذا العدو الذي امتدت المعارك معه من أبينا آدم . 
 
↩ عند العسكريين المعركة كلما طالت احتاجت إلى صبر زائد ، وكلما كان الأمر الذي يُقاتل عليه نفيساً كانت المعركة أشرف ، وكل ما كان العدو عنده عنصر المفاجأة والاختباء احتاج الإنسان أن يكون فطنا يقظا ، فنحتاج في قدوم هذه المدرسة أن نكون يقظين .
 
⬅ رابط المادة : 
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .