ما صحة هذا الأثر الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له…

المقولة المذكورة منكرة ، ودخيلة على الإسلام وقد جمع للدنيا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستثمروا أموالهم وكانوا حريصين عليها كحرص والي بيت المال على بيت مال المسلمين ، فلم يجمعوها لأهوائهم ولا لشخوصهم ولا لملذاتهم .
 
وهذه المقولة نسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخرجها مرفوعة أحمد في مسنده في (6/71) من حديث عائشة وسأله عن هذا الحديث تلميذه الخلال فقال : هذا حديث باطل، كما نقله ابن قدامة في ” المنتخب من الحلل ” .
 
وهنا فائدة لا بد أن ينتبه لها طالب العلم وهي أن أحمد في مسنده ليس شرطه ألا يذكر فيه إلا الصحيح فقد ذكر مئات الأحاديث في مسنده وسئل عنها وأعلها ، وكان يتحاشى أن يذكر في كتابه الأحاديث الموضوعة أما الضعيف والضعيف جداً فكان يذكره في مسنده .
 
ورويت هذه المقولة عن ابن مسعود وأخرجها أحمد في كتاب الزهد ، ولكن إسنادها منقطع فلم تثبت مرفوعة ولا موقوفة وهي منكرة وقد قال عنها أحمد أنها حديث باطل أي فيه ما يخالف شرع الله عز وجل والله أعلم .

كلمة للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله بعنوان كيف…

*كلمة للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.*

⬅ *بعنوان: كيف ننصر المسجد الأقصى.*

إن الحمد لله نحمده ونستعينهُ ونستغفره ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله،
أما بعد :-
فتمرُ على المسلمين بعامة وعلى المسجد الأقصى بخاصة مؤامرةٌ عظيمة يطمعُ فيها أعداء الله اليهود من أن يحققوا غاية مآربهم، وتمام هدفهم، وإنهم مثالٌ في التخطيطِ للوصول إلى ما يُريدون، فلا مستحيل عندهم، فالمستحيل اليوم ممكنٌ غداً، والممكن غداً قد يكونُ واقعاً بعد غد، وهكذا.
مرتْ في المسجد الأقصى أحداث جِسَام من الإحتلال ثم الحرق ثم المنع – منع المصلين من قريب من الصلاة – وهذا يستدعي أن أتكلم كلمةً موجزةً بأن نُذَكِرَ المسلمين بأن قضية الأقصى ليست قضيةً سياسيةً ترتفعُ فيها الأصوات وتظهرُ فيها الإعتصامات، وتكونُ فيها المظاهرات والمشاغبات، قضيةُ الأقصى قضيةٌ مرتبطة ببيت الله الحرام بمكةَ المكرمة وذلك في قوله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، فالتفريط في الأقصى تفريطٌ في بيت الله الحرام، وكما أنَّ بيت الله الحرام يخصُّ كلَ مسلم فمسألةُ الأقصى تخصُ كل َ مسلم، وأعمق مؤامرة وأكبر مؤامرة ظهرت في العصر الحديث بأن حصروا قضية فلسطين بأقوام معينين وآل الأمر إلى أن يكون القرار فيها إلى أهلها – أعني الفلسطينيين -، ولو خان الفلسطينيون – وحاشاهم وهم أبطال وظهر هذا عبرَ مواقف بالتواتر وهو من القطعيَّات التي لا يُشك فيها لكن على التَنَزُلْ والإفتراض لو خان الفلسطينيون أو تنازلوا أو باعوا أو قَبِلوا بأن يأخذوا – ما قد يُعرضُ عليهم في يوم من الأيام فالحل الشرعي في مثل هذه المسائل يعتبر هذا قرارٌ ملغي، وأعجبني غايةً كلام ُ *شيخنا العلامة ابن باز* لما سئل عن موضوع الصلح مع اليهود واستنكر الناس فتواه أنذاك فمما قال – وطوَّلَ في الكلام – مما قال: ( *أن هذا الصلح كان في وقت ضعفٍ وخور ولما تعود العزةُ والقوةُ للمسلمين فهو كالعدم ولا وزن له ولا أثار شرعية تترتب عليه* ).
النبي – صلى الله عليه وسلم – حذرنا من أن نُفَرِطَ في الأقصى بأن بين فضلها، وفضلها مذكور عميم معروف من جهة، وألمحَ في حديثٍ هو موجودٌ في سنن إبراهيم بن طهمان برقم اثنين وستين وهذا الكتاب جزء حديثي مطبوع بعنوان مشيخة ابن طهمان واسمه على التحقيق ليس كذلك، وهو صاحب صحيفة خرَّجَ منها المتأخرون وإسنادها عالٍ، فأخرج عن قتادة عن أبي الخليل وأبو الخليل هو صالح بن أبي مريم الضبعي البصري عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذرٍ – رضي الله تعالى عنه – قال : *تذاكرنا ونحن عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أيهما أفضل أمسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أم بيتُ المقدس فقال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاةٌ في مسجدي أفضل من أربعِ صلواتٍ فيه* – وفيه: أي في الأقصى – وهذا أصح ما ورد في المفاضلة بين عدد الركعات، فورد في بعض الأحاديث أن الصلاة في المسجد الأقصى الركعة بخمسمئة ركعة وفي أسانيدها مقال، وهذا أصوب، قال صلاةٌ في مسجدي – أي المسجد النبوي – أفضلُ من أربع صلواتٍ فيه – أي الأقصى – *فالركعة في الأقصى بمئتين وخمسين ركعة فيما هو سواه*، لأنه من المعلوم أن الصلاة في مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – بألف صلاة، فصلاة في المسجد النبوي بأربع صلواتٍ فيه فتكون الصلاة بمئتين وخمسين صلاة، ثم ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – فضلاً له وهو فضلٌ وغيض من فيض وقليل من كثير – قال : ( *ولنعم المصلى هو* )، فنعمَ أن يكون المسجد الأقصى هو المصلى، ولذا تُشد إليه الرحال، فشد رحال أهل فلسطين له من تعظيم حرمات الله، فهذا بمجرد الصلاة فيه ، فما بالكم بالذب عنه، ومنع الأنجاس الأرجاس من أن يتمكنوا له ومن أن تكون الكلمةُ لهم، زعموا أنهم يريدوا أن يفحصوا المعادن فوضعوا هذه الأبواب الإلكترونية والحمد لله ظهر معدن أهل فلسطين، وأنه معدنُ ذهبٍ وألماس وأنه لا يقبلُ المجاملة ولا يقبل المساومة على ما عظمهُ ربهم سبحانه -، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ( *ولنعم المصلى هو* ) ثم قال : ( *وليوشكنَّ أن يكونَ للرجل مثل شطنِ فرسه من الأرض حيثُ يرى منه بيت المقدس خيرٌ له من الدنيا جميعاً* ) أو قال : ( *خيرٌ له من الدنيا وما فيها* ) ، لأن يكون في آخر الزمان للواحد من المسلمين مقدار يسير مثل شطن الفرس فهذا المقدار خيرٌ له من الدنيا وما فيها أو خيرٌ له من الدنيا جميعاً – على شك الراوي إما عبدالله بن الصامت وهو ابن خليل في قوله خيراً له من الدنيا جميعاً أو خيرٌ له من الدنيا وما فيها -.
هذا الحديث لا يدعونا بأن نستسلم، ولكن يدعونا أن نفهم أن المؤامرات حول الأقصى عظيمة، وأن المسلمين في آخر الزمان إن لم ينتبهوا ويأخذوا الحيطة والحذر فإنهُ سيصيبهم ما أخبر عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – ، أحاديث الفتن أخبر عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – لنحذرها ولندرأها ولنُبعدها عن أنفسنا، فمن الناس من لا يقيمُ وزناً لأحاديث الفتن وهذا مخطيء وسرعان ما تأخذه الفتنةُ بأمواجها، ومن الناس من يفهم أحاديث الفتن على مذهب القدرية يقف مكتوف الأيدي ويقول: أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذا الأمر ولا بد أن يقع ،وهذا فهمٌ بدعي لم يفهمهُ أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والذي فهمهُ أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أحاديث الفتن أن نعمل جاهدين وأن نبذل أقصى ما في وسعنا من أن نُبعدها عنا وأن نجفف مواردها وأن لا يُعَقَدَ نوارها.
فيا أهل فلسطين اتقوا الله في إخوانكم، فبثوا فيهم المعتقد السليم والإتباع الصحيح، ودين إبراهيم عليه السلام ، الدين الذي يحبه الله ويرضاه، وحافظوا على محرمات الله، غاروا على حرمات الله، وأمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر، انصحوا بالتي هي أحسن، بالتي هي أقوم، حافظوا على المسجد الأقصى، وابذلوا ما تستطيعونَ من جَهدٍ ومن طاقةٍ وقدرةٍ على أن يبقى عزيزاً شامخاً.
أسأل الله جل في علاه أن لا يميتنا حتى ندخل فلسطين فاتحين، وحتى يُيَسرَ الله لنا الصلاة فيه بإذن الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
⬅ *اليوم العلمي الثالث عشر، المسجد الأقصى المبارك، (مكانته الشرعية والتاريخية).*
⬅ *السبت 2017-8 -26*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍*
↩ *رابط الكلمة:*

http://meshhoor.com/fatawa/1376/

⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor

هل هذه الألفاظ شرعية فلان دينه ناقص أو لا دين عنده فلان لا أرضى دينه…

ليست هذه الألفاظ سواءً منها المشروع ومنها الممنوع، وأسوأها وأقبحها آخرها، وهو لا إنسانية له، ولا ضمير له، وهذه ألفاظ ماسونية هدفها تمييع الدين وتمييع الشرع أن يكون هو المقياس في المدح والذم، وهذا المعيار يستوي فيه المسلم والكافر، وربنا يقول: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون}.
 
والمعيار الشرعي أن نقول: فلان ليس على هدى، ليس على استقامة، لا يتقي الله ، وما شابه فهذه معايير شرعية فلفظ إنسانية لفظ عام ، الدين لا وجود له فيه .
 
أما أن نقول: فلان دينه ناقص ، لا أرضى دينه، فهذه عبارات شرعية، ليست ممنوعة ولا محظورة، والدليل على ذلك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن النساء: {ناقصات عقل ودين}، لأنهن لا يصلين في المحيض وهن معذورات، ولا يقضين ما فاتهن من صلاة في أثناء الحيض، فالمرأة يقال عنها ناقصة دين وهي معذورة ، أليس من باب أولى أن يقال من ترك صلاة وهو غير معذور ناقص دين.
 
وكذلك قولنا: فلان لا أرضى دينه، فهذا أيضاً لفظ مقبول شرعاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا أتاكم من ترضون دينه فزوجوه} ، فقد يأتيني فلان ولا أرضى دينه.
 
وعدم رضى دينه أن يكون مقصراً في الواجبات والطاعات، أي لا أرضى التزامه وعمله في الدين، وليس المقصود الإسلام، فمن قال لا أرضى الإسلام فقد كفر، فالمقصود برضى الدين عمله والتزامه هل هو ملتزم أم مقصر.

السؤال السادس عشر ما معنى مقولة هذا قول الجمهور وما مدى قوتها في…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-20-at-10.59.14-PM.mp3 الجواب : أولا : وفقنا الله وإياكم
الإجماع بمعنى اتفاق جميع مجتهدي أمة محمد صلى الله عليه و سلم على حكم فقهي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دليل نقلي، و لكن قد يشهر الإجماع و لا يعرف الدليل النقلي له عند عوام الناس ،يعني في الإجماع العلماء حتى يسهُل علي عوام المسلمين يقولون أنه ينقض للوضوء
ما الدليل .
الفقيه الذي يعرف الدليل لكن العامي يقول العلماء مجمعون  انتهى، أما الدليل النقلي كثير من المسائل مجمع عليها الدليل؟
 ما عندي دليل ،الأدلة يعرفها الفقهاء.
وأما قول الجمهور فالفقه  علم توارد عليه أئمة و محققون ،وأئمة أهل السنة أربعة وترتيبهم من حيث الأقدمية الأمام أبو حنيفة ثم الإمام مالك ثم الإمام الشافعي ثم الإمام أحمد رحم الله تعالى الجميع،  فإذا وجدنا مسألة فيها قولين، واحد قول من الأقوال قال به ثلاثة و القول الثاني قال به واحد أيا كان الثلاثة أو الواحد فإذا صار عندنا ثلاثة وواحد يقولون في القول الذي قال به ثلاثة من الأئمة قال به الجمهور  اذا كان عندنا في المسألة ثلاثة أقوال قول قال به إثنان و الإثنان المتبقيان كل منهما قال بقول يخالف القول الأول ،إذا عندنا في المسالة ثلاثة أقوال، القول الأول قال به إثنان القول الثاني قال به واحد القول الثالث قال به واحد فأصبح القولان هو قول الجمهور فهذا معنى قول الجمهور يعني النظر إلى قول الجمهور نظر إلى الكثرة
و علماؤنا يقولون ،وأرجو أن تدققوا في هذه العبارة يقولون الإنفراد مظنة الخطأ، لا يلزم ،إذا عندنا جمهور إن يكون الصواب مع الجمهور ،لا يلزم فالعبرة بالدليل و العبرة بأقوال المحققين من علماء الأمة من هم المحققون؟
 المحققون موجودون في كل عصر و الله جل في علاه ما خلا  منهم أمة ،لأن النوازل لا تنتهي ولله أحكام في كل نازلة وبناءا عليه فسنة الله في قدره وسنة الله في شرعه قاضية أنه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة، ومن أهم هذه الأمه القائمة العلماء الذين يبينون للأمة الأحكام مش ممكن يكون حكم أو نازلة جديدة ما عرفها السابقون ثم لا يظهر لله فيها حكم ،فحتى يظهر لله فيها حكم الله جلا في علاه هو الذي تولى أن ينشئ هؤلاء العلماء
 لذا ورد في حديث أبي عنبة عند البخاري في التاريخ الكبير قال : لا يزال الله تعالى يغرس لهذا الدين غرسا”  فيه غرس لله غرس الله لهذه الأمة العلماء لذا الله خلق العلماء كبار و خلقهم طوال و خلقهم بإستعدادات أخلاقية وبإستعدادات ذهنية و علمية وأتاهم من الصبر.
الله الذي جعلهم هكذا، هذا صنع الله جل في علاه ،فهؤلاء المحققون موجودون وهؤلاء المحققون لا يقدمون على قال الله وقال رسوله صلى الله عليه و سلم  شيئا ،إذا وجدوا قولا صحيحا صريحا للنبي صلى الله عليه و سلم قالوا به
،وقالوا:
السابقون من علمائنا معذورن ،و نحن معذورون بترك قولهم ،ولذا من محاسن العلم أن الذي ينشغل فيه إن أخطأ وكان أهلا للإنشغال فمع خطئه فإنه يؤجر ،لما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه  قوله صلى الله عليه وسلم :” إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر”
وبالتالي بارك الله فيكم جميعا لا يلزم أن يكون الصواب مع الجمهور ،و العبره بالدليل من الكتاب و السنة و عرفنا معنى الجمهور و الله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
20 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 17 إفرنجي
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

هل يجوز أن نقول علي عليه السلام

أما أن السلام على علي فنثبت معناه، و(عليه السلام) مصطلح خاص بالأنبياء، فالاصطلاح ينظر إلى إطلاقه وإلى شهرته، ولا ينظر فيه إلى معناه اللغوي، فمثلاً اصطلاح: (عز وجل) هذا يطلق في حق الله تعالى، لكن أليس محمد عزيز وجليلاً؟ لكن هل يجوز أن نقول محمد عز وجل؟ لغة نعم، لكن اصطلاحاً لا؛ لأنه أصبح خاصاً بالله تعالى، فلا يطلق على غيره، فاصطلاح عليه السلام خاص بالأنبياء، وإن كان بالمعنى اللغوي يطلق على علي وغيره.
لكن هذا الاصطلاح أصبحنا نراه من استخدامات أهل البدع في الغلو في علي، رضي الله عنه، فإنهم يخصونه به، وهذا أمر منكر، فإن الاصطلاح الخاص بالصحابة هو: (رضي الله عنه) ويجوز أن نقول عن الصحابة عليهم السلام إن ذكرناهم موصولين بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنقول: على محمد وآله وصحبه جميعاً عليهم صلوات الله وسلامه.
وعند الرافضة حديثاً مكذوباً: {من قطعني عن آلي بعلي فعليه لعنه الله}، فالرافضة يمنعون أن تقول: محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام بناءً على هذا الحديث المكذوب، وإنما يقولون: على محمد وآله الصلاة والسلام بدون عليه، لعنة الله على الكذابين.

ما رأيك في هذه المقولة أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب

هذه مقولة جاهلية الإسلام منها بريء، فانظروا إلى سماحة الإسلام وعدله لما قال النبي صلى الله عليه وسلم مما ثبت في الصحيح من حديث أنس: {أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً}، فقال الصحابة: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: {تأخذ فوق يده}، فأنت مع أخيك على طاعة الله عز وجل، وليس على الغريب أو ابن عمك، فإن كان ابن عمك محقاً، فأنت معه على أخيك، بل إن كان الغريب محقاً فأنت معه ضد أخيك وأبيك، أما هذه المقولات الجاهلية ما أنزل الله من سلطان فيها حمية أهل الجاهلية، الحمية للقرابة وللقبيلة، وهذا شأن العرب قديماً أما الإسلام فقد طلب من المسلم أن يدور مع الحق، والعدل، أينما وجد، والله أعلم.

السؤال الثاني أخ يسأل يقول ما صحة قول القائل لولا النبي صلى الله…

whatsapp-audio-2016-11-08-at-11-56-18-am
الجواب : الحديث لا أصل له ، فمداره على وضاعين ، أو مجاهيل ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم فيما زعموا لولاك ما خلق الله الافلاك .
فهذا الحديث لم يثبت ، وهذا يعارض ما في القرآن الكريم .
وفي القرآن الكريم آيتان ينبغي لكل عاقل أن يتأملهما ، وأن يجمع بينهما ليعلم لماذا خلق الله تعالى هذا الكون قال الله عز وجل : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات 56] ، فقدم الجن على الإنس إما :
1- لأن الجن في خفاء ومقام الذكر ذكر العبادة ، والأصل في العبادة أن تكون في خفاء ، وأن يكون الإنسان في خلوته كحاله في جلوته في طاعته لربه ومولاه .
2- والأرجح أن الله تعالى قدم الجن على الانس لأن الله خلق الجن قبل الإنس ، {وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون} قال ابن جرير ونقل ذلك عن جمع من السلف أن المعنى ( إلا ليعرفون ) ومعرفة الله تعالى الحقيقية تقتضي أن يتوجه العبد لربه بطاعته ، ولو أن العبد تأمل خِلقَته ومفاصِله لَعَلِم أن الله تعالى خلقه لكي يعبده ويسجد ويركع له .
وهنالك آية أخرى في سورة هود يقول الله تعالى فيها : ( و لا يزالون مختلفين إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) ، [سورة هود 119 ] .
فأنت لماذا خُلِقت ؟
الله لماذا خلق الكون ؟
إلا ليعبدون أم إلا ليختلفون ؟
أيضا الآية { ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم } الجواب في تفسيرها كثير وطويل وأصحه جوابان :
1- الأول (ولذلك )تعود على الرحمة ولا تعود على الاختلاف { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } اي خلقهم للرحمة ليرحمهم فحينئذ هذا الجواب في الضمير (ولذلك) يلتقي مع {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ولا خلاف بين الآيتين .
وهناك جواب آخر قوي وليس بهين وهو:
2- الثاني : أن لله تعالى إرادة شرعية وله إرادة كونية ، فإرادته في شرعه أن يعبدَ الناسُ الربَّ جل في علاه ،
وإرادته في كونه أن يقع الخلاف بينهم ، وأصل الخلاف إنما هو في المقصد الذي من أجله خُلِق الإنسان .
فكلٌّ ما يجري في الكون من صراع إنما يدور على تحقيق الغاية ، فكل يرى الغاية التي خلق الله الناس لها على حال غير الاخر .
الذي يتقيد بالشرع يرى أن الله تعالى خلق الكون لتتحقق العبادة فيبذلوا كأفراد وجماعات أقصى ما يستطيعون من جهد لتحقيق هذه الغاية ، وأما من يرى أن الأمر قائم على الصراع والخلاف فكلٌّ يريد أن يُحقق قوته ، وأن يُظهر سيطرته وقيادته لهذا الكون .
ولذا عندما نقول أن لله إرادة شرعية وإرادة كونية يدخل في ضمن هذه الإرادة الشرعية والكونية الخلقُ ، ويدخل أيضا أمور أخرى غير الخلق .
حتى إرسال الرسل لله عز وجل إرادة شرعية في إرسال الرسل وهي تحقيق هذه الغاية ،ولله عز وجل إرادة كونية في إرسال الشياطين
1- فلله رسل من عباد الله الصالحين ليبينوا للناس ما أُنزل إليهم فأرسل الله النبيين إليه داعين وبه معرفين ولمن أجابهم مبشرين ولمن خالفهم منذرين .
2- وأرسل الله تعالى الشياطين على الكافرين ، فهذا الإرسال للشياطين على الكافرين إرسال من الله تعالى
فالأول لسنة الله في شرعه والثاني في سنة الله في كونه .
فالغاية التي وقعت من خلق الكون مع اختلاف الناس في معرفتهم لربهم غايتان :
1- { ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم } هذه الغاية من خلق الانسان في إرادة الله في كونه .
2- { وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون} في إرادة الله تعالى في شرعه ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي

ما صحة القصة الآتية عن أنس قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه…

الجواب : هذه قصة شهيرة الدوران على الألسنة ، ويذكرها كثير من الناس في مقام الوعظ . وهي موجودة بإسناد مظلم . أخرجها ابن أبي الدنيا في كتابيه: “الهواتف”( برقم 14)”مجابي الدعوة” (برقم 23). وأخرجها جمع من طريقه ، منهم ابن بشكوال في كتابه : “المستغيثين بالله” (برقم 3). والضياء المقدسي في “العدة للكرب والشدة” (برقم 32) . واللالكائي في كتابه “الكرامات” (برقم 111). وعيد المغني المقدسي في كتابه “الترغيب في الدعاء” (برقم 61). وابن الأثير في “أسد الغابة” في ترجمة أبي معلق .
والقصة إسنادها مظلم وفيه كثير من المجاهيل . وهذه القصة على الرغم من شهرتها فإننا لم نظفر بواحد من الحفاظ أو العلماء حكم بصحتها أو حسنها . وانما مدارها على رواة مجهولين . فحكم العلماء قديماً عليها بالضعف . ولا يجوز لأحد أن يحكيها . كيف لا وفي آخرها ترغيب في صلاة ودعاء مخصوص. ولو كانت صحيحة لكانت هذه الصلاة مشتهرة في كتب الفقهاء ولسموها صلاة المكروب والقصاصون الذين يذكرون ما يعجب فيغربون، وما يطرب فيكذبون فنقول لهم اتقوا الله، وعلموا الناس وفي الصحيح غنية وديننا كامل ، ولسنا بحاجة الى أقاصيص الكذابين ، ولا إلى ترهاتهم ولا إلى بواطلهم. والله أعلم .