السؤال: حكم الاحتفال بمولد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلــم-؟

السؤال:
حكم الاحتفال بمولد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلــم-؟

الجواب: ما الفرق بين المصلحة المرسلة وبين البدعة؟
هل المقتضي قائم على فعله أم ليس بقائم؟
هل حبنا لنبينا -صلى الله عليه وسلم- يفوق حب من قبلنا؟ أم حبهم أشد؟
الجواب: حبهم أشد.
هل المقتضي قائم بالاحتفال بميلاده ؟
المقتضي قائم.
هل نُقل؟

يحرر هنا:
من الذي أحيا الموالد؟
الاحتفال بالمولد من الذي أحياه؟
العبيديون.
ذكر هذا أبو شامة المقدسي في كتابه الباعث وذكره جُل المترجمين.

العبيديون فالحاكم بأمر الله الذي زعم الألوهية، هو أول من أقام الاحتفالات، ومد الأسبطة التي فيها الطعام والشراب، وأقام احتفالاً رسمياً لميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ونحن لم نؤمر إلا باتباع السابقين، والسابقين احتفالهم بمولد نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ما كان في لحظة ولا كان في يوم، وإنما كان في أن تحققوا هديه وساروا واقتفوا أثره، فاقتفاء الأثر وتحقيق الهدي هذا الذي يجب على المسلمين أن يصنعوه.

أما أن يصبح النبي -صلى الله عليه وسلم- في ساعة يذكر فيها شكله وجماله ولون بشرته، ويذكر جفونه، ويذكر فيها ما يخص بدنه وجسمه، وأن تثور العواطف تجاهه، ونحوه وأن ينسى هديه والتمسك بسنته؛ فهذا حال المخذولين المحرومين وليس حال المرحومين، فحال المرحوم: يتأسى ويقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في وقته كله، في هديه كله.

ومعنى قول العبد: (أشهد أن لا إله إلا الله): أي لا معبود بحق إلا الله.
ومعنى قول العبد: (وأشهد أن محمداً رسول الله): أي لا متبوع بحقٍ إلا رسول الله.

فأن يتبع الإنسان غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن احتفاله به لا ينفعه.

فالذي ينفعك كما أنك توحد الله بالعبادة، فإنك توحد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالاتباع، وهذا معنى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فكما أنك لا تشرك مع الله في العبادة غيره؛ فإنك لا تشرك مع رسول الله في الاقتداء غيره.

واذا فهمنا هذا وانطلقنا من الشهادتين: أصبحت مسألة المولد والاحتفال بالمولد ظاهرة جلية، فإن السنة والبدعة كالثمن والسعة، لا يجتمعان في يد، فالتاجر إن أعطاك السلعة فلا تبقى في يده السلعة ويأخذ منك ثمنها، وأنت لا تدفع الثمن دون السلعة، فالسلعة والثمن يتبادلان، والسنة والبدعة هكذا.

فكل من يحتفل بالمولد النبوي بالرقص وما شابهه وما يلحق به من أكل الحلوى وما شابه، لو أنك سبرت وفحصت حاله لرأيته أبعد الناس عن السنة، بهديه الظاهر وبهديه الباطن.

فهذا الاحتفال لا ينفع صاحبه، وهذا الاحتفال ليس من شرع الله -عز وجل- في شيء. الاحتفال الحقيقي بمولد النبي صلى -الله عليه وسلـم- أن توحده بالاتباع، فلا تشرك معه غيره في الاتباع، فتجهد أن يكون باطنك كباطن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتقتدي به، وكذلك أن يكون ظاهرك كظاهره، فهنالك صلة وثيقة بين الظاهر والباطن.

والله تعالى أعلم.✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: حكم الاحتفال بمولد نبينا محمد -صلى الله عليه وسلــم-؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor