السؤال الأول أخ يسأل فيقول نريد نصيحة بماذا نشغل أوقاتنا في شهر رمضان

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/05/رمضان.mp3الجواب : أولاً توضيح الهدف منذ البداية من الأسباب المعينة جداً على الوصول إلى المطلوب ، والناظر في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحَثِّ على الصيام والقيام في رمضان ، والحث على قيام ليلةُ القدر على وجه الخصوص يجد بينهما قاسماً مشتركاً ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيح أنه قال : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ لهُ ما تقدم من ذنبه ، وقال : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ، وقال : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه .
فالواجب على كل مكلف أن يخرج من مدرسة رمضان وقد غُفِرَت ذنوبه ، هذا واجب عيني على كل ذكر وأنثى على الإنس والجن إن دخلوا هذه المدرسة أن ينالوا شهادة غُفران الذنب ، ولذا دعا جبريل على من أدرك رمضان ولم يغفر له وأمَّن على دعائه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وورد ذلك في عدة أحاديث عن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رمضان من الرمض ، والرمض هو الحر وأثر الحر ، ورمضان ينبغي أن يكون شهر عمل لا كسل وشهر نشاط لا عجز ، وينبغي أن يكون هذا الشهر أن يفيض فيه الخير على الغير، وقد أوجب الشرع قبل الدخول في هذا الشهر أن تقع المحبة بين الناس فإنَّ الله يغفر لكل أحد في ليلة النصف من شعبان إلالمشرك أو مشاحن ، فمن بينهم شحناء لا يغفر لهم ، فقبل أن يدخل العبد في هذه المدرسة في هذا الشهر ويتجَّمل ويتزين بالصيام والقيام وبالذكر وتلاوة القرآن الواجب عليه أن تكون علاقته مع إخوانه حسنة طيبة. وأن يخرج من الشحناء فحين إذ ينعم برضا الله عز وجل فإنَّ الله جل في علاه يغفر فيما علَّمنا نبيُنا صلى الله عليه وسلم التبعات التي تكون في التقصير في حقه أما التقصير في حق العباد فلا بدَّ من المسامحة ولا بدَّ من أداء الحقوق إلى أهلها ، ولذا هذا الشهر لا يقتصر على لون معين من الخير المهم أن يغفر للإنسان ذنوبه وأن يكون الإنسان نشيطاً لا عاجزاً لا متكاسلاً ، نعوذ بالله من العجز والكسل ، فالناظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم وكان أشد ما يكون في العشر الأواخر فإذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشدَّ مأزره كناية عن أنه كان يعتزل النساء ، فالشهر ليس شهر شهوات ليس شهر تبقر في الطعام والشراب والملذات ، الشهر فيه إخبات وفيه قرب من ربّ البريّات سبحانه وتعالى ، فهذا الشهر فيه مجال لكل خير ولا سيما إن فاض على الغير ، كان النبي صلى الله عليه وسلم كريماً وكان كالريح المرسلة في رمضان كان جواداً صلى الله عليه وسلم ، الصحابة كعثمان كما في موطأ مالك كان يقول على المنبر : شهر صيامكم شهر زكاتكم ، فأن تزكي في هذا الشهر أمرٌ حسن أن تكون زكاة مالك في هذا الشهر ، تفقد الواجبات فأحب الأعمال عند الله ما فرضها ، المفروضات ، وإياك أن تقصر في المفروضات ، تمسك القرآن وتهز رأسك وتشرذم وتهذرم وتقرأ بسرعة وأنت لست متفقد واجباتك والفرائض التي عليك وأنت تارك الزكاة وأنت قاطع رحم وأنت عاق لوالديك هذا خذلان من الله عزوجل ، هذا خذلان من الله جلَّ في علاه ، العاقل يحسن ، تلاوة القرآن أمرها حسن وتلاوة القرآن ينبغي أن تكون مؤثرة وأن يكون لها أثر في الحياة وأن تقرأ القرآن القليل بتدبر أحسن من الكثير بلا تدبر ، الأصل في شهر رمضان أن يكون شهر عطاء وشهر خير ويترسخ الخير في النفس وأن يصبح للإنسان مقدرة وهمة على إتساع الخير هذه النفس تتسع في حمل الخير وتبقى ثابتة عليه إلى أن تلقى الله وكل ما جاء رمضان ازدادت تحمل النفس للون آخر من ألوان الخير ، الناظر في حياة العلماء مثلاً الحافظ ابن حجر كان العلماء في شهر شعبان ورمضان كان يسمى في المدارس السلطانية والمدارس النظامية كان يسمى شهر شعبان ورمضان البطالة يعني تعطيل المدارس ، تعطل المدارس الشرعية والمدارس النظامية والسلطانية التي كان يتلقى فيها الناس العلم عن المشايخ والعلماء لكن مع هذا الناظر في ترجمة الحافظ ابن حجر فيما ذكر السخاوي في الجواهر والدُرر كان جُل(قراءاته للأجزاء الحديثية في رمضان وكان وقته معموراً في القراءة في رمضان فرمضان لسائر دروب الخير ولسائر أنواع الخير المجاهدون الذين رزقهم الله قوة الأبدان كان الجهاد في رمضان من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد ذلك ، شهر رمضان ليس شهر كسل ، يقل فيه الطعام ينبغي أن يقل النوم من أكل كثيراً نام كثيراً فإذا قلَّ الطعام ينبغي أن يقل النوم فإذا قلَّ النوم ينبغي أن يكثر الخير .
فالشرع في رمضان منعك في النهار من الملذات من الطعام والشراب وإتيان الأهل وأشغل وقتك بالليل في القيام فهو يربيك على أن تزدحم الخيرات على النفس حتى تستفيد في سائر أيام السنة أن يبقى الخير يتوارد على القلب وعلى النفس وأن تبقى مائلاً إلى الملائكية لا إلى البهيمية لا إلى قضاء الوطر قضاء الشهوة وما شابه ، فرمضان فيه توسعة للنفس يوسعها لتتحمل الخير فكيف تشغل وقتك في رمضان هذا الشعار وهذا هو الهدف وهذه هي الطريقة وهذا المراد فينبغي للعبد أن يكون على تذكر قبل البدء بمثل هذا .
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 20
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/69/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان