السؤال الثاني عشر ما هو الضابط في مسألة التعامل في الإثم والعدوان وهل…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170109-WA0064.mp3الجواب :
قطعا لا؛
فإذا كان محل وتدخل تشتري الخبز أو أي غرض من الأغراض، وهذا المحل يبيع الدخان هل أعنته على الاثم ؟
قطعا لا .
بيع النصراني جائز وبيع اليهودي جائز والنبي عليه الصلاة والسلام كان يشتري من اليهود ،واليهود كانوا يُرابون والربا أشد من الدخان، وما كان حراما بيعُهم.
المعاملات لا تخص الذَوات إنما تخص الأفعال، يعني ممكن تتعامل مع واحد إسمه محمد وتكون المعاملة ،حرام ويمكن تتعامل مع واحد اسمه يوحنا أو بطرس أو جورج يكون نصرانيا وتكون حلال.
المعاملات لا تَمس الاشخاص ؛ المعاملة إذا استوْفت شروطها كانت حلالا .
الشيء الذي لا يُستخدم إلا على وجه واحد وهذا الوجه فيه حرمة فهذا الذي هو حرام، وهذا الذي لا يجوز المعاونة فيه.
الشيء الذي يُمكن أن يستخدم على عدة وجوه فيها حلال وفيها حرام، فإنه يبقى حلالا، ومن يشتريه إن استخدمه بالحلال فالحمد لله، وإن استخدمه بالحرام فالوِزْر عليه وليس على بائعه.
يعني واحد يبيع مثلا شفرات في سوبر ماركت هل بيعه حلال أم حرام؟!
حلال؛
لماذا حلال ؟
لأن الشفرة تُستخدم في الحلال وتستخدم في الحرام ،، هل بيع الشفرات فيه بأس؟؟!!
هل أنا إذا بعت الشفرة أُعاونه على المنكر؟؟!!
هذا ليس مِن شغلك ما دام أن الشفرة يمكن أن تُستخدم بالحلال. فالخبز يُمكن ان يُستخدم بالحرام ، فمثلا شخص يأكل خبز ولحم ويشرب خمر معه.
هو الآن يُفصّل كيف يُستخدم الأمر:
بيع الطيب للمرأة الأصل فيه الحل ؛المرأة يحسُن بها والشرع حثها على أن تتبعل لزوجها وتطيب لزوجها فهذا ليس فيه حرج، إذا رأيت منكر ،وعلمت أن هذا الأمر لا يُستخدم إلا في منكر ،حينئذ يقال لك : أُأمر بالمعروف وأنْهَ عن المنكر ، وأقل درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ألا تُمكنه ؛ يعني واحد معروف بين الناس عنه بشرب خمرقال لك أريد إثنين كيلو لحمة بدي أشوي لحم وأشرب خمر قل له لن ابيعك، إذهب ،، لماذا؟ لان الواجب عليك ان تُنكر المنكر.
واحد زاني والعياذ بالله أو مع عشيقة وقد قامت قرائن قوية على الزنا وقال لك أعطني علبة عطر لهذه البنت قل له لا، اذهب،، لأن الواجب عليك إنكار المُنكر،، ليس لأنه حرام بيع الطيب فإنكار المنكر حينئذ حاصل .
إذاً الاصل في الشيء الذي يُستخدم في الحِل والحُرمة الاصل فيه الحِل .
أما الشيء الذي لا يُستخدم إلا بالحرام فهذا إن فعلته حينئذ انت تتعاون على الاثم والعدوان .
بعض الناس لا يميز وبعض الناس ما يميز بين درجات الحرام، يعني من اضطر أن يقع في درجات الحرام حينئذ يختار الأدنى، يعني إنسان له والد شرس ولا يتق الله قال لك: يا بُني إذهب وأحضر دخان، فقال الولد له الدخان حرام ولن أُحضره لأن هذا فيه معاونة على المنكر، فطرده من البيت، فأَوقَع عليه شيئا شديدا لا يتحمله الولد فحينها احضر دخان ليس لأن احضار الدخان حلال ولكن لأن إحضار الدخان أصبح أقل ضررا من الطرد من البيت.
يعني هو صار بين مفسدتين وشراء الدخان للوالد أصبح أقل ضررا من الآثار المترتبة عليه .
الفقه فيه مَنْدوحة،، الفقه فيه سعة،، ولذا بعض المتحمسين من إخواننا الشباب لا يُميز بين هذه الأشياء ولا يَستحضر مثل هذه الامور، بعض الناس يصل لدرجة من الكسل ومن الحماقة والغباوة، متذرعا باسم العلم لا عمل له سوى أن يتسول ويطلب من الناس المال ، فقيل له اشتغل، فقال لا اشتغل، لماذا لا تشتغل؟
قال لأن السوبر ماركت يبيع دخان ! وحرام يبيع دخان.
فهل سؤال الناس حلال ؟!!
إشْتَغل في شيء فيه شبهة ولا تسأل الناس ، سؤال الناس حرام شرعا، فبعض الناس يتشدد في أشياء وبسبب تشددّه في أشياء يقع في اشياء أشدّ منها نسأل الله في علاه العفو والعافية .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
8 ربيع الثاني 1438 هجري
2017 – 1 – 6 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?