السؤال التاسع :- يقول الله تعالى: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وندعوا الله ولم يستجب لنا.

السؤال التاسع :-

يقول الله تعالى: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وندعوا الله ولم يستجب لنا.

الجواب:

العبد يستجاب دعاءه ما لم يقل إني دعوت الله ولم يستجب لي.

(ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) قبول الله للدعاء.

أولا : -وهو أعلاها وأغلاها وأحسنها- : أن يدخر الله تعالى لك دعاءك ليكون عبادة خالصة تثقل بها الموازين يوم القيامة.

عبادة الله تقبلها وما أعطاك حتى تبقى عبادة خالصة تثقل بها الموازين، فهذا نوع من أحسن أنواع الإستجابة، تدعوا عبادة وطاعة.

أيهما الأحسن لك أن يستجيب الله دعائك أم لا يستجيب دعائك؟

الخير فيما اختاره الله، لأن الناس متفاوتون في أفهامهم.

أذكر أنني سمعت قصة من بعض أئمة الحرم حوالي الكعبة جميلة، يقول:
رجل يدعوا الله تعالى فأوحى الله لنبي ذاك الزمان أن لك دعوتين أدعوا بهما يستجيب الله تعالى لك، وكان هذا الرجل فقيراً .

الآن إذا تسأل واحد فقير السعادة أين؟
ماذا يقول؟
يقول في المال .

واحد ما عنده ولد تقول السعادة أين؟ ماذا يقول؟
يقول في الولد.

واحد مريض، تقول له السعادة أين؟ يقول لك السعادة في الصحة.

والذي عنده صحة غير سعيد، والذي عنده ولد غير سعيد والذي عنده مال غير سعيد، فكل يبحث عن سعادة موهومة ؛ فالسعادة شيء في داخل الإنسان ليست في خارجه، ليست لا في مال ولا في ولد.

قال ادعوا الله تعالى يستجب لك فكان فقيراً .
فقال يا رب اجعل ما أمسه ذهباً ، كل شيء أمسه اجعله ذهباً ، فصابته نشوة ومقدمات السعادة، يضع يده على هذه الطاولة تصبح ذهبا على أسطوانة منزل أو بناء يصبح ذهبا إلى آخره، أصابته نشوة السعادة ، ثم هذا الرجل له حاجة، فجاء ليأكل فمسك الخبز صار ذهباً ، احتاج للزوجة – للشهوة – لما أحل الله فضم الزوجة أصبحت ذهباً ، قال فقيل له بقيت لك دعوة فقال يا رب: (( اجعل كل شيء على ما كان عليه )) اجعل الزوجة زوجة واجعل الخبز خبزاً .

فالخير عند الله -عز وجل- هو الذي كتبه الله لك، ما تدري؟
تريد مال وقد يكون قتلك بسبب المال، كم من إنسان قتل لأن عنده مال.

التعاسة كلها في أن تموت قتلاً ظلماً.

فالسعادة أنك لما تدعوا الله عز وجل الخير فيما اختاره الله لك وليس الخير الذي تريده .

لذا الله جل في علاه قد تدعوه فلا يستجيب لك رحمة بك ومن حب الله لك أن الله لا يعطيك الذي تريد.

فمعنى استجابة الدعاء:

أولا: أن يكون عبادة خالصة تثقل بها الموازين يوم القيامة، {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)}.

ثانياً : أن تدعوا الله تعالى فيصرف الله تعالى عنك من الشر بمقدار ما دعوت من الخير، وهذا نوع من أنواع الإستجابة .

ولذا ورد في الآثار (ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم) أن العبد المؤمن إذا رفع يديه يدعوا الله عز وجل فيقول الله تعالى لملائكته إني أحب تضرعه فأمسكوا حاجته – ما تعطوه حاجته – ، والكافر إن رفع يديه يدعو الله سبحانه يقول لا أحب تضرعه أعطوه حاجته.

فالعبد يستجاب له ما لم يقل دعوت الله ولم يستجب لي، فإذا قلت دعوت الله والله ما استجاب لي، هنا لا يستجاب لك بجميع أنواع الإستجابة، لا هي دعاء خالص ولا رفع شر ولا أعطاك الله تعالى ما تريد .

أنت عبد لله عز وجل؛ والواجب عليك أن تحسن ظنك بالله عز وجل.

الله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

١٠، جمادى الآخرة، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٢ – ٢٠١٩ افرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال التاسع :- يقول الله تعالى: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وندعوا الله ولم يستجب لنا.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor