السؤالُ الرابعُ والعشرون: إمامٌ مسجدٍ يقرأ جمعةً بعد جمعةٍ بصلاة الفجر بسورة السجدة وسورة الإنسان، والناس يشكون فماذا يعمل؟

السؤالُ الرابعُ والعشرون:

إمامٌ مسجدٍ يقرأ جمعةً بعد جمعةٍ بصلاة الفجر بسورة السجدة وسورة الإنسان، والناس يشكون فماذا يعمل؟

الجواب:

ينبغي أن يكونَ الإمامُ محبوباً لديهم.

يعني أنا أعرف أخانا أبا أحمد (إمام مسجد) لولا أن بعض الناس يحبوه لضاجوا عليه، صحيح؟

صحيح.

فبعض الناس غير متحملين الصلاة، لكن الحبَّ يشفع.

يعني أنت تشفع لمن تحب.

لو زوجتك تحبُّها فصنعتْ شيئا وأنت لا تحبه فحبُّك إياها يشفعُ لها.

فما أجمل أن يكونَ الإمامُ محبوباً متواضعاً ، يحبُّ الناسَ ، وعلاقته معهم طيبة، فيجعلهم يصيبون السنةَ بحبه بدايةً ، وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم نهايةً.

يعني يبدؤون به في حبهم له ، وفي النهايات يقولون لا نحن نحب السنة ، لا لأننا نحب فلان، لكن هذا فلان جزاه الله خيراً هو الذي دلنا على السنة.

فإذا الإمام كان غيرَ مقبولٍ عند الناس والله لو قرأ بقوله تعالى: ((قل هو الله أحد)) لبعضهم انزعجَ منه .

فالإمام يتواضعُ للناس ويتقربُ ويتحببُ للناس ، ويكون قريباً من الناس.

وأهم إنسان تزوره يا إمام المسجد في المسجد من؟

أكثر الناس مشاكسةً وعداوةً لك زره وقدم له هدية.

نريد أن نرَوِّجَ بضاعتنا والله يا أخواننا البضاعة التي لنا لا توجد عند غيرنا من البشر ، لكن يجب أن نكونَ مروجين لبضاعتنا بطرقٍ صحيحة.

الذي يروجُ بضاعةً اليوم كالتجار يتفننوا، التجار اليوم إذا اشتريتَ بضاعةً يتفنن في ترويجها، فمن كانت عنده بضاعةٌ و سلعةٌ غالية ينبغي أن يروجَها بأحسن طريقة، وأحسن طريقة تتألف القلوب.

وأكثر الناس بعداً عنك ومشاكسةً لك ورَد لك ،أولى الناس أن تزوره، لو أخذت لك معك كيلو كنافة وزرتَه لسكّته ليوم الدين،( يصيبه خجل) .

ينبغي أن نتواضعَ للناس ، والناس يحبوننا، فإذا الناس أحبونا يا أبا مالك ما أحد ينزعج منا، أما إذا الناس ما أحبونا ينزعجون منا.

لا نريد أن نتكلم عن شخص بعينه ، نحن العرب عندنا أنزيم التبرير ،
-أنزيم المسوغات- عالي.

الأصل في الإسلام إذا وقعَ الإنسانُ في مخالفة، لو زوجتك نكدت عليك أن ترجعَ لنفسك و تقول الخلل مني وأنا استغفر الله .

إذا واحد في المسجد نكد عليك في الشرع نقول، قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ). (30) سورة الشورى .

أنا أبحث بحالي ما أبحث على الناس، ما أقول الناس والناس والناس، لا، أنت

والله علمنا منهج الأنبياء ، يونس عليه السلام لما ابتلعه الحوت، ماذا قال يونس عليه السلام ؟

قال: “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” .

بلعه الحوت ويقول إني كنت من الظالمين.

فهذا الذي علمنا إياه الشرع، نحن نرى أن كل شيء يقلقنا ويزعجنا ، إنما هو من أعمالنا، وعلينا أن نحسن أعمالنا ، غيرنا تقول له يا فلان صلِ.
قال: لما الحاكم يحكم بما أنزل الله أصلي.
يا فلان صلِ.
قال لما يرجع الأقصى، لما ترجع الأقصى نصلي، والأقصى لا ترجعُ حتى نصليَ ، وهذا يسميه علماء المنطق (دور).

يعني الصلاة لما يرجع الأقصى، والاقصى لا ترجع إلا لما نصلي ، فلا نصلي حتى ترجع الأقصى، والأقصى لا ترجع حتى نصلي.

يبقى الأمر يدور هذا مرتبط بهذا ، وهذا مرتبط بهذا ، فهذا ما كان والثاني ما يكون ، فالأقصى يبقى ضائعا ، ونحن تاركين الصلاةَ ، هذا يسميه علماء المنطق (دور) هذا مبني على هذا ، وهذا مبني على هذا ،
وهكذا .

نحن الآن هذه العلة التي ينبغي أن نعرفها ، وينبغي أن نؤمن بها ، أي شيء وقع معك مع الناس وأنت تُدرس، وأنت تعلم، وأنت إمام، وأنت في عملك، في أي شيء دائماً تقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .

أنا العلة مني، أنا العلة فيَّ ، إن فعلت هذا أرحت واسترحت وهنأ المجتمع ، وكنت إنسان على أحسن حال.

أما أنا اقول لك كذا، وأنت تقول لي فلان وفلان، وفلان قال وفلان عاد، هذا ليس من منهج الأنبياء.

مداخلة من الحضور:

إن بقيَ هذا الإمام على ما هو عليه بصلاته هذه هل يترك قراءة السجدة والانسان ؟

الجواب: الله يكرمك أنا أُجيبكَ بشيءٍ مهم جداً، وهذا أصل ذكره علماؤنا وذكروه في كثير من كتبهم.

العلماء يقولون: الاجتماع على مرجوح خيرٌ من الافتراق على راجح.

عندي صلاة صحيحة، ونقرأ غير السجدة والإنسان والقلوب مجتمعة، أو نقرأ السجدة والإنسان والقلوب مفترقة، فعلماؤنا يقولون الاجتماع على مرجوح خير من الافتراق على راجح.

والواجبُ على من يريد أن يعلّمَ الناسَ السنةَ، وأن يرفع بأيديهم ، وأن يأخذ بالسنة ، أن يتدرج معهم ، والواجب عليه أن يُلقي لهم استعداده ، وأن يعلمهم وأن يغرس الاستعداد في نفوسهم قبل أن يبدأ بالعمل.

فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما بعثه الله تعالى مزكياً معلماً ، قال تعالى ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) سورة الجمعة.

قبل التعليم الواجب التزكية ، نزرع التزكية في نفوس الناس قبل أن نعلمهم.

اليوم بعض إخوانا ماعنده تزكية ، ما يزكي الناس ، وما يضع استعداد لقبول الحق ، فالحق عند الناس يستقيم ، ومن وصايا علمائنا الكبار رحمهم الله تعالى قولهم: أن الحقَّ ثقيلٌ، فلا تجمعوا على الناس ثقل الحق ، وثقل أسلوب إلقاء الحق.

الحق ثقيل ولكنه هنيء.

فالواجب على الأمة وعلى الناس وعلى الدعاة إلى الله ألا يجمعوا على الناس ثقل الحق ، مع ثقل طريقة إلقاء الحق.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

٨، رجب، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤالُ الرابعُ والعشرون: إمامٌ مسجدٍ يقرأ جمعةً بعد جمعةٍ بصلاة الفجر بسورة السجدة وسورة الإنسان، والناس يشكون فماذا يعمل؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor