السؤال الخامس عشر: هل صحّ عن الإمام مالك أنه يجوّز أكل الكلاب؟

السؤال الخامس عشر:
هل صحّ عن الإمام مالك أنه يجوّز أكل الكلاب؟

الجواب:
شَهر هذا الزمخشري في بيت شِعر، ومنهم من قال أن الله عزّ وجل يقول:
((قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم)).ٌ الانعام 145

” قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً” فقالوا: الميتة وما ذُكر بعدها فهذا حرام، وما سكت عنه الشرع فهو عفو، فقالوا الإمام مالك يجوّز أكل الكلاب، وهذا ليس بصحيح، وليس بسديد.
يا ليت قومي يعرفون أمراً مهماً، ويا ليت قومي يعرفون أن الله جل في علاه يعلم ما مضى وما هو كائن وما سيكون ويعلمون أن نصوص الشرع -الكتاب والسنة- فيها الغنية والكفاية وتستغرق حاجات الناس إلى يوم الدين، نصوص الشرع تستغرق حاجات الناس إلى يوم الدين.

الشرع ما جاء بتحريم أو بالتنصيص على كل مسألة، الشرع قال قواعد، ثم هذه القواعد، فنص واحد يشمل أمور لا حصر لها، بعض علماء الكلام يقولون: أنّى للنصوص المحدودة: أن تبين أحكام حوادث غير محدودة.

وهذا كلام باطل، لأن الله جل في علاه يعلم ما سيكون إلى يوم القيامة.

هل يوجد شيء على وجه البسيطة ليس له حكم شرعي؟ أسألكم، في شيء ما له حكم شرعي؟ لا، طيب كيف الحُكم الشرعي يؤخذ، والنصوص محدودة ومحصورة؟ تحتاج إلى عالم يستنبط الأحكام استنباطاً دقيقاً، وحاجة الناس موجودة في الموضوع
يعني أمثّل لكم بمَثَل سهل، علماؤنا تكلموا عن حُكم الطواف وحُكم السعي وحُكم الرمي في الحج من خلال الطوابق، والنبي ﷺ لما طاف ولما سعى ولما رمى، طاف على الدابة، تخيل أن النبي ﷺ أدخل ناقته وطاف حول الكعبة وهو راكب، ودخل المسعى وسعى عليه وهو راكب، وذهب للجمرة الكبرى ورماها وهو راكب، شو يعني ؟ يعني قدَمي الرامي والساعي والطائف لا يلزم أن تلمس المطاف أو المرمى، إيش المعنى؟ لو رميت في الطابق الثاني والثالث، وسعيت في الطوابق ما في حرج، هذا النبي ﷺ الله الذي أوحى له ذلك، يعني مسألة مهمة، حتى علماء الحديث يذكرون لنا بالأسانيد النبي عليه السلام طاف راكباً وسعى راكباً، نعم. لحاجتنا نحن لهذا الحُكم الآن، في العصر الأول ما كانوا يعرفون الحاجة، وكانت الحاجة محصورة، أما الآن الحاجة كبيرة، لعلك بعد مائة سنة تجد الطواف مائة طابق ما تدري، ما تعرف، يعني اليوم يقولون: بعد سنوات قليلة يصبح حوالي ثلاثين مليون الحج، موسم الحج يتسع لثلاثين مليون، يعني ثلاثين مليون يعني ستة أضعاف أو سبعة أضعاف الحجيج الآن.
الشاهد: نصوص الشرع محصورة، طيب الكلب حرام؟ نعم حرام، ليش حرام؟ لأن ما أكل بنابِهِ فهو حرام.

النبي صلى الله عليه وسلم ما قال الكلب حرام، والذئب حرام، والكذا حرام والكذا حرام، فالشرع أعطى قاعدة، وهذه القواعد تكفي الناس إلى يوم الدين (قواعد عامة)، فالطير الذي يصيد بمخلبِهِ والحيوان الذي يأكل بنابِهِ حرام، وهذا يشمل ليس فرداً وإنما يشمل نوعاً، والنوع يدخل تحته مجموعة أفراد، فالقول بأن الكلاب حلال، أو جوّزها الإمام مالك هذا ليس بصحيح.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

٢٩، رجب، ١٤٤٠ هـ
٥ – ٤ – ٢٠١٩ افرنجي

↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/2930/

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor