السؤال الحادي عشر: ما الفرق بين استغفار الولد لوالديه والدعاء لهما؟

السؤال الحادي عشر: ما الفرق بين استغفار الولد لوالديه والدعاء لهما؟

الجواب:

الاستغفار نوع دعاء والدعاء أشمل من الاستغفار.

الاستغفار أن تقول اللهم اغفر لوالدي.

الدعاء أن يغفر الله لهما وزيادة.

ماذا تعني الزيادة؟: اللهم إن كانا محسنين فزد في إحسانهما اللهم إن كانا مسيئين فتجاوز عنهما اللهم أدخلهما جنتك فهذا دعاء.

الاستغفار دعاء بمغفرة الذنب وأما الدعاء فهو عام.

ومن العقوق عقوق الأبناء للآباء أن يترك الولد الدعاء لأبويه بعد وفاتهما هذا من العقوق، وكم من إنسان عاق نسأل الله عز وجل العفو والعافية.

بر الوالدين لا ينتهي وبر الوالدين يكون في الحياة ويكون بعد الوفاة.

كيف تكون باراً بأبويك بعد الوفاة؟ أقل شيء الدعاء، وثبت في صحيح مسلم (١٥١٠) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يَجْزِي ولَدٌ والِدًا، إلّا أنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فيُعْتِقَهُ).

الولد إن أراد أن يجازي أباه بما صنع له، فقد علَّق النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على أمر مستحيل وهو أن تجد أباك مملوكاً فتشتري أباك فتعتقه.

والولد إن كان حراً فالوالد يكون حراً، فقال أهل العلم شراح الحديث معنى هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّق هذا الأمر على مستحيل وهو أن يجد الرجل أباه مملوكاً فيشتريه فيعتقه.

يعني: إذا أردت أن تجازي أباك فهذا الأمر الذي تفعله أن تجده عبداً مملوكاً فتشتريه فتعتقه هذا أمر مستحيل.

وتعليق الشرع الأمر على المستحيلات مذكور في كتاب الله وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

أما في قول الله عز وجل فهو في قوله (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) [الزخرف: 81].

وأما في الحديث؛ فقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم (٥٣٧) قال: (كانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ يَخُطُّ،فمَن وافَقَ خَطَّهُ فَذاكَ).

وهو إدريس عليه السلام على أرجح الأقوال يَخُطّ.

يأتيه الغيب من الخط يأخذ شيئاً ويخط في الأرض خطوطاً ، وهو يخط الله يلهمه ويبين له الغيب الذي أطلع الله من شاء من أنبيائه عليه.

فمن وافق خَطُّه خطَّ ذاك النبي فذاك: أي: فهو يعرف الغيب.

وهذا دليل من الأدلة أن الغيب لا يعرفه إلا الله وأنه من الغيب الذي أطلع الله أنبياءه عليه كما قال سبحانه وتعالى: ﴿عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلى غَيبِهِ أَحَدًا۝إِلّا مَنِ ارتَضى مِن رَسولٍ فَإِنَّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ رَصَدًا﴾ [الجن: ٢٦-٢٧]، في كلام طويل وكثير.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة:

٧، رجب، ١٤٤٠ هـ
١٢ – ٤ – ٢٠١٩ افرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال الحادي عشر: ما الفرق بين استغفار الولد لوالديه والدعاء لهما؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

? للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor