http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/AUD-20170722-WA0026.mp3فقد كثرت الأسئلة عن البوابات الإلكترونية التي وضعها اليهود عليهم لعائن الله أمام أبواب المسجد الأقصى وعدم السماح للمسلمين للصلاة والدخول للمسجد إلا عبر هذه الأبواب.
*هل يجوز أن ندخل المسجد، وأن نُصٙلِّيٙ فيه عبر هذه الأبواب؟*
الجواب:
لازِمُ هذا الصنيع الذي لا ينفك عنه هو إقرار الولاية لليهود على المسجد الأقصى، المسجد الأقصى له ثمانية أبواب، وبعض الأبواب المسافة بين الباب والدخول للمسجد متر أو مترين أو ثلاثة، وبعضها المسافة بعيدة، والمشهد السياسي الإعلامي إنما هو عند البوابة الكبيرة تسمى بوابة الأسباط بخلاف سائر الأبواب التي يُمكِن للإنسان أن يدخل دون هذا الضجيج، ودون أن يُعٙرِّض الإنسان نفسه لشيء.
أولاً: الإجتماع على مرجوح خير من الإفتراق على راجح، وهذا القاعدة كررها الكثير من أهل العلم، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- مرات وكٙرّٙات، في مجموع الفتاوى.
والذي حمِدناه وفرحنا به؛ اجتماع الناس مع المشايخ في فتوى واحدة في هذه المسألة، ولذا كان لهذه المسألة من الأهمية بمكان.
النظرة المقاصدية للمسألة:
أننا قبِلنا تشريعات وولاية اليهود على المسجد الأقصى، وأن الواجب علينا أن نمشي برأيهم، وأن نُقِرّٙ تقريراتهم وما شابه، وهذا أمر باطل، فربي جل في علاه قال عن بيت الله الحرام عن المشركين: { وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال : 34]، فالمسجد الأقصى ليست ولايةٌ لليهود فيه أصلاً.
ولذا الناس لٙمّٙا شعروا أن اليهود يريدون ولايةً لهم على هذا المسجد قامت قيامتهم، هم وضعوا هذه البوابات -زعموا- للكشف عن المعادن، فهذه الحادثة كشفت عن معادن أهل القدس، وتٙبيّٙن أن معدنهم أصيل وأن حبهم لبيت الله عميق وأنه لا يمكِن أن يُفرِّطوا فيه، وأرجو الله جل في علاه أن يُثٙبِّتٙهم وأن يٙحفظهم وأن يُحقِّق لهم مسعاهم.
المسجد الأقصى توجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قبلةً أحبها الله، ستة عشر شهراً أو ثمانية عشر شهراً كما ثبت في الصحيح.
قال أهل العلم:
لٙمّا كانت قبلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى في ذاك الحين؛ كان التوجه للأقصى أحبّٙ إلى الله من التوجه إلى بيت الله الحرام، فالمسجد عظيم، والله عز وجل قرنٙه في بيت الله الحرام، { *سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه*ُ } [الإسراء : 1]، وهذه البركة باقية لا يمكن أن تزول إلى قيام الساعة، وبركة بلادنا إنما هي جزءٌ من البركة التي وضعها الله تعالى في المسجد الأقصى، إذ هي أقرب بلاد الشام إلى المسجد الأقصى.
فأولياء المسجد الأقصى مسلمون مؤمنون وليسوا بيهود ولا بكافرين، والواجب على صاحب الولاية أن يبقى ذا سيادة فيها، وليس ليهود أن ينازع فيها.
ربي جل في علاه يقول: { *وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا* } [النساء : 141]، و{سبيل} نكرة في سياق نفي، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، فالسبيل للكافرين على المؤمنين منفي في جميع صوره، هذا عموم ، والعموم يفيد النفي في جميع صوره، فهذا السبيل وهذه الولاية وهذه السيادة التي لليهود منفية في شرع الله جل في علاه.
*فـصلاة المسلمين في المسجد الأقصى ينبغي أن لا تكون عبر رغبة اليهود وطريقة اليهود في دخولهم، إذ هي منفية، فالعراك والصراع في هذه المسألة.*
فاليهود مثلٌ في أن المستحيل اليوم؛ ممكنٌ غداً، والممكنُ غداً؛ واقعّ بعد غد، فاليهود هذه سياستهم، لا يٙكِلُّون ولا يٙمِلُّون، وهذه -للأسف- كذلك سياسة أهل الرفض ( *الرافضة* )، وهذا الذي نخشاه على بلاد المسلمين من الرافضة يحتذون حذو اليهود، ويسيرون سيرتهم في التخطيط البعيد، والسعي الحثيث للوصول، حتى إذا ما رُبّٙما يتوهمه بعض السذج أنه اليوم مستحيل، لكن هنالك خطوات عملية ،هذا المستحيل غداً يصبح ممكناً، ننتقل من الاستحالة إلى الإمكان، ثم بعد أن نُرسِّخ الإمكان ووسائل الإمكان يُصبِح فيما بعد واقِعاً.
ولِذا التّٙنبُّه والتّٙيقُّظ لهذه المسألة من الأصول، وقد قالوا قديماً :
مٙن أحكم البدايات؛ سٙلِمٙت له النهايات، وبلا شك أن الواجب في إحكام البدايات في مثل هذه الحادثة، ومثل هذه المسألة التي نُسأل عنها وكٙثُر السؤال عنها إنما هو الموقف الذي صنعه إخواننا في الأقصى في عدم الاستجابة لِمطالب اليهود، ولا لِما أظهروه من الإذن والسماح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى، إنما هذه وسيلة لشيء يريدونه فيما بعد، فالفتوى ينبغي أن تكون كما قلتُ:
وٙفق المقصد الشرعي الصحيح.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoo