*السؤال العاشر: صديق لنا في العمل نصراني نطق الشهادة أمامي واغتسل ، و صلى صلاة الظهر، كيف نميز صدقه في ذلك؟*
الجواب: ليس من المطلوب منك تمييز صدقه، إنما صدقه عند الله و لكن المطلوب منك ان تقول أنه مسلم.
وبالنسبة لنصارى بلادنا لو أنهم وجدوا معاملة حسنة منا فالطمع في إسلامهم كبير .
الشباب في مذاكرتهم في التوجيهي في سنة من السنوات، كان عندهم شاب اسمه أسامة ،فبات عند شاب يصلي معنا في المسجد وهو في صفه ، و سألني الأخ أن هذا أسامة يريد يصلي الفجر و هو نصراني لكي ربنا ينجحوا.
نصراني يريد يصلي الفجر معنا معناها الرجل فيه بذرة خير كبيرة في قلبه.
فقلت: لعله أسلم.
قال: والله لا أعلم.
قلت: أحضره لعلي أسأله.
قلت له: يا أسامة أنت مسلم؟
فقال: أنا نصراني أعيش في منطقة خريبة السوق، احضر درس التربية الإسلامية منذ الإبتدائية إلى الآن، ولا عمري رأيت نصراني، و لا أعرف أقاربي، و أعيش مع المسلمين، و في مدرسة فيها مسلمين، وادرس، واحضر حصة التربية الإسلامية كسائر المسلمين.
فسألته لماذا تصلي؟
قال: أريد أن ينجحني ربي.
كلام على الفطرة، وجميل.
عبد احتاج إلى ربه فشعر أن تقربه إليه تكون له فيها عاقبة خير عنده..
طالب التوجيهي أقصى أمنياته أن ينجح في التوجيهي.
فقلت له أنت تشهد أن محمداً رسول الله.
قال: أنا أشهد أن محمداً رسول الله، و أنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: هل الله جل في علاه واحد أحد؟.
تلكأ.
قلت: هل عيسى ابن الله عزو جل.
قال: نعم عيسى ابن الله.
فقلت له: ماذا يعني هذا الكلام؟
قلت: تقصد أن الله يحب عيسى كما يحب الوالد ولده، وأنه عبد، و لكنّ الله يحبه في شدة هذا الحب كأن حب الوالد للولد .
قال: هذا الذي أعتقد، فأنا ما أعتقد أن عيسى ابن الله، بمعنى أنّ الله ّقد ولد ، و له زوجة، فالله منزه عن هذا، أعوذ بالله الله ليس هكذا، لكن انا أقول بان عيسى ابن الله اي ان الله يحبه كما يحب الوالد لولده
قلت: يا أسامة أنت مسلم، و هذه العبارة حرام تقولها، قل عيسى عبد الله و رسوله، و أعظم منزلة للعبد أن يكون عبداً لله و رسول لله، وأنت مسلم ما تحمل كفراً.
فهو لا يقر ان عيسى ابن حقيقي لله
ما هي مصلحة النصراني في الإسلام؟
حبه لله، و طمعه في النجاة بين يدي الله عز و جل، ومعرفته أن الإسلام دين الله.
أتوني الشباب بواحد اسمه جعفر جاء من أمريكا يدرس لاهوت في بلادنا، قالوا هناك في كنيسة في جبل عمّان تدرس اللاهوت، و أبوه مسؤول عن التعليم الكاثوليكي في أمريكا.
قالوا لي هذا جعفر يريد أن يسلم فرأيته بدرس الخميس في قصة طويلة و لله الحمد أسلم.
يقول: لي أنا مللت من الشهوات و الملذات في أمريكا و أشعر بجوع و أريد أن أملأ جوعي و أنا أعرف العربية.
قال: نزلت في شقة مقابل مطعم الأندلس بمرج الحمام فنزلت إلى المطعم فكان صاحب المطعم يستمع لسورة مريم.
يقول: فوقفت فبدأت أشبع، أبحث عن طعامي الذي أفقده من سورة مريم.
فقلت لصاحب المطعم: تسمح لي أن تعطيني الشريط.
فقال: أنت تصلي و لا ما تصلي.
قلت له : دعك من هذا أنا نصراني، أعطيني الشريط أسمعه، فسمعت الشريط، وخلال يومين حفظت سورة مريم، ووجدت أني في رحلتي هذه الطويلة أن الذي يسد جوعي هو سورة مريم، سدت جوعي، عرفتني بالحقائق التي أنا أبحث عنها، ففيها ما أريد.
قال: أنا ما أحتاج أحد.
قال: بقي عندي بحكم نشأتي الأولى بعض الشبهات، فألقى الشبهات بين يدي، والله عز وجل أكرمني سبحانه و تعالى بحل هذه الشبهات وإزالتها من قلبه.
وجدته في درس الخميس، وأنا خارج، فالإخوة يسلموا علي، فسلمت عليه وذهبت كالعادة حتى ما أقف مع أحد، ثم تذكرته، هذا جعفر، ولابس دشداش أبيض، ثم رجعت له، فرمى نفسه علي، وصار يبكي، وقال لي: الحمد لله هذه نهاية رحلتي.
فالشاهد و فق الله الجميع للخير النصارى فيهم خير كثير إن ترفقنا بهم، وإن علمناهم، ولا سيما في ذلك النصراني البعيد عن التعصب وليس له مصلحة أن يبقى نصرانيا، فبعض النصارى إذا فقد النصرانية تضيع عليه مصالح ،هذا صعب إلا أن يتداركه الله برحمته، أما من كان منهم على سجيته وفطرته فلله الحمد و المنة الأغلبية في بلادنا أكثرهم مسلمون، و هذه البلاد كانت نصارى، ورومان، و الله عز وجل فتح البلاد وفتح قلوب أهلها ببركة صدق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جاؤوا لهذه البلاد داعين.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
23/جمادى الأول/1439
⬅ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1915/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:
http//t. me/meshhoor